السبت , 27 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

جرانة:الحفاظ على معدلات التنمية بشكل أخلاقي تحدي حقيقي على رأس أولويات الحكومة المصرية

جرانة:الحفاظ على معدلات التنمية بشكل أخلاقي تحدي حقيقي على رأس أولويات الحكومة المصرية
عدد : 04-2010
صرح زهير جرانه وزير السياحة أن من أهم العوامل لاستمرار السياحة كصناعة حيوية ومؤثرة- على مدار القرن الحالي- هو إيجاد طريقة لإنماء هذه الصناعة والاستفادة منها دون إغفال لأهمية الحفاظ على الأخلاقيات مع الاستدامة فى التنمية السياحية، جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها وزير السياحة فى المؤتمر التاسع للجنة أخلاقيات السياحة التابعة لمنظمة السياحة العالمية بالتعاون مع وزارة السياحة منتصف أبريل الجاري بمدينة بالأقصر.

وأكد جرانة على أن العالم يشهد في الوقت الراهن تغيرات جذرية سواء على المستوى الاقتصادي أو البيئي وهو ما يبدو جلياً من خلال التغيرات في التوجهات والسياسات التي تحكم الأسواق والعملاء وأيضاً البيئة من حولهم، مشيراً إلى انه بالرغم مما يشهده العالم من تغيرات إلا أن هناك ثوابت لا يمكن تغييرها ومن بينها الأخلاقيات، مدللا على ذلك بأن يتم عقد هذا المؤتمر في مدينة الأقصر، هذه المدينة التي نجحت على مر السنوات في تحدى التغيرات.

وأضاف جرانه أن السياحة أصبحت الآن واحدة من أهم الصناعات حيث أنها من أسرعها في معدلات النمو وأكثرها انتشاراً، مشيراً إلى أنه في أعقاب التعافي من الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية فإن المساهمة الفعالة للسياحة في هذا التعافي أدى إلى إضفاء المزيد من الأهمية لهذه الصناعة.

كما أشار وزير السياحة إلى أن السياحة تعتبر من أهم وسائل نشر السلام وتبادل الثقافات بين الشعوب، أما على المستوى المحلى فالسياحة لها العديد من المساهمات مثل نمو الدخل من العملة الأجنبية وزيادة دخل الأفراد وخلق العديد من فرص العمل، إلى جانب دعم القطاعات الاقتصادية الأخرى،علاوة على دورها الهام في المساهمة في تحقيق أهداف التنمية للألفية الحالية والتي تشمل محاربة الفقر والحفاظ على البيئة.

وأردف جرانه، أنه على صعيد آخر فإن للسياحة "وجه آخر" سلبي يبدو جلياً عندما تنمو صناعة السياحة وتتوسع دون النظر إلى حماية البيئة أو الحفاظ على التراث والتأثيرات المجتمعية. ومن هذا المنطلق، فإنه يتعين إتباع أسلوب مسئول حتى يتسنى تجنب ظهور هذا الوجه السلبي، وهو ما يُعد أمرا غير هين خاصة فى الدول ذات الموارد المحدودة ، علاوة على ذلك فإنه في وقت الأزمات الاقتصادية يُعتبر الحفاظ على معدلات التنمية بشكل مستديم وأخلاقي تحدياً حقيقياً.

وتطرق جرانه للحديث عما حققته السياحة المصرية حيث أصبحت خلال الستة أعوام السابقة من أسرع الصناعات نمواً، مشيراً إلى أن السياحة تساهم بـ 11.3% من إجمالي الناتج المحلى علاوة على 19% من الدخل من النقد الأجنبي و12.6% من إجمالي القوى العاملة المصرية. وعن عام 2009، أوضح جرانه أنه بالرغم من تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية فإن السياحة المصرية استطاعت تحقيق 10.7 مليار دولار كدخل سياحي و12.5 مليون سائح. وأضاف أن مصر تسعى لتحقيق هدف 25 مليون سائح و250 مليون ليلة سياحية بحلول عام 2020، مشيراً إلى أنه من الممكن تحقيق هذه الأرقام قبل حلول 2020.

وأشار إلى أن من أحد أصعب التحديات التي تواجهنا هي جذب عدد أكبر من السائحين لزيارة مصر بدون تدمير أو التأثير على الحياة الطبيعية وهو توازن ليس من السهل تحقيقه نظرا لحساسية صناعة السياحة حيث تتأثر بعدد كبير من العوامل المحيطة مما يجعل مهمة المحافظة على أخلاقيات السياحة ليست سهلة لتحكم عدد كبير من القطاعات بها، مضيفاً أن ذلك لا يعني التوقف عن المحاولة بل بذل المزيد من الجهد وابتكار طرق جديدة والسعي حتي يتم تحقيق النتائج المرجوة وهي الزيادة في أعداد السائحين مع الحفاظ على الاستدامة، مؤكداً على أن الوزارة تسعى جاهدة لحل هذه المعادلة الصعبة.

وأكد أن إصدار الميثاق العالمي لأخلاقيات السياحة كان نقطة تحول حيث وضع الإطار الذي تعمل من خلاله المقاصد السياحية لتحقيق "السياحة المسئولة"، وأكد أن مصر لا تألوا جهدا في ان يكون الحفاظ والترويج لأخلاقيات السياحة يسير جنبا إلى جنب مع تطور هذه الصناعة والتماشي مع متطلباتها المتغيرة. وأضاف أنه يفخر بأن موضع أخلاقيات السياحة يأتي على رأس أولويات قيادة الحكومة المصرية.

وأضاف أن القواعد التي تم وضعها للحفاظ على استدامة السياحة في مصر يتم تطبيقها حاليا بشكل فعال ومنها فرض قواعد صارمة على جميع القطاعات التابعة ويتم تطبيق أقصى العقوبات على من يخالف هذه القواعد سواء كان من منظمي الرحلات أو الفنادق والتي قد تصل لإيقاف النشاط الكامل وسحب التراخيص ،

مشيراً إلى أن هناك خطة للتنمية السياحية المستدامة موضوعة ويجري العمل بها حتى عام 2025 حيث يتم من خلالها التعرف على المناطق الواعدة سياحيا وكيفية تطويرها بشكل مناسب بيئيا واجتماعيا وثقافياً... فمثلا قامت مدينة الجونة وهي أحد المنتجعات السياحية الواعدة التي تقع على البحر الأحمر بإطلاق مبادرة "النجمة الخضراء" وهي التي خلقت أول نظام متكامل لإدارة الفنادق، بهدف التوسع فيها محلياً وعلى مستوى الشرق الأوسط، مؤكداً على أن الجونة الآن فى طريقها لتكون أول مقصد للطاقة المتجددة فى العالم. كما أشار إلى الخطوات التى تم اتخاذها لتحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء بحلول عام 2020 وذلك من خلال تقليل انبعاثات الكربون وإدارة المخلفات الصلبة والتأكيد على الحفاظ على جودة الحياة البحرية، علاوة على ذلك فإن هيئة تنشيط السياحة تقوم بتنشيط وترويج المنتجات والمقاصد الجديدة والخاصة بالسياحة البيئية، كما تم إنشاء غرفة للغوص والرياضات المائية تحت مظلة الاتحاد المصري للغرف السياحية حيث تقوم هذه الغرفة بمتابعة تطبيق المعايير العالمية للرياضات المائية والغوص حتى يتسنى توفير الأمن والسلامة لجميع الغواصين وذلك بالتعاون مع الجانب النمساوي وتماشياً مع معايير الأيزو، كما تقوم الوزارة بدعم ومؤازرة المبادرات التى تساعد فى الحفاظ على الهوية المحلية مثل مهرجان شخصيات مصرية السنوي الذي تم تنظيمه ثلاثة أعوام متتالية وضم سبعة قبائل مصرية مختلفة، كما تم إطلاق حملة موسعة للمرة الأولى فى سيناء والبحر الأحمر تهدف إلى خلق ثقافة الضيافة تجاه السائحين، علاوة على ذلك فإن الوزارة تدعم وتؤازر أكثر من عشرين برنامج تدريبى وذلك بالتعاون مع أفضل المؤسسات العالمية وذلك ضمن الإستراتيجية طويلة المدى التى تنتهجها الوزارة فى تنمية الموارد البشرية.

كما أوضح جرانه أنه من البديهي أن تقوم كل دولة بتطبيق أخلاقيات السياحة بطريقتها الخاصة، ولكن ما نحتاجه بالفعل هو تكاتف كافة الجهود التي تعتمد على مسئولية ذات ثلاثة محاور اجتماعية وبيئية واقتصادية، مع الوضع في الاعتبار أن ركيزة هذه الجهود ستكون المسافر المسئول المثقف حيث أن تعليم المستهلك يعتبر هو الأساس فى تحقيق التغير الدائم.

واختتم جرانه كلمته بالإشارة إلى أنه من خلال توليه رئاسة لجنة الأزمات بمنظمة السياحة العالمية فإنه قد شاهد التآزر والتكاتف الذي حدث من القائمين على صناعة السياحة حول العالم لمواجهة التحديات أثناء الأزمة الاقتصادية العالمية، مؤكداً على أنه إذا كان هذا التآزر قد نجح في خلق "خارطة الطريق للتعافي من الأزمة" فإنه يجب على الجميع التكاتف لتطبيق ميثاق أخلاقيات السياحة.



 
 
ريهام البربرى