الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الآثار والتراث في أدب نجيب محفوظ

الآثار والتراث في أدب نجيب محفوظ
عدد : 05-2011
والده النحاس عبد العزيز ووالدته فطّومه ابنه شيخ أزهري ، ّولد ولاده متعثره على يد طبيب النساء والطبيب المسيحى نجيب باشا محفوظ خال صديقى أ.د/ رفعت كامل رئيس مجلس اداره جمعيه طب المناطق الحاره والبيئه الحضاريه التى أتشرف بعضويتها ، وكان ميلاده فى يوم (11/12/1911م) أى قبل مولد شيخ الآثاريين بخمس سنوات، وشاء حظه أن يكون ميلاده فى بيت قديم على مقربة من بيت القاضى والنحاسين بحى الجماليه بقاهرة المعز لدين الله ، وتعلم فى كتّاب من كتاتيبها .

وفى عام 1920م انتقلت اسرته الى العباسيه حيث سكنت اسرته فى الضفه الغربيه لشارع العباسيه حيث مساكن الطبقه الوسطى بعكس الضفه الشرقيه للشارع حيث سكن الأثرياء فى سرايات وقصور .ومن إحدى شرفات سرايا كانت تطل منها فتاه ثريه وقع نجيب محفوظ فى حبها فى فتره مراهقته اسقط قصتها على البطل كمال عبد الجواد فى قصر الشوق ، وفى العباسيه التحق نجيب محفوظ بمدرسه خليل أغا ثم مدرسه فؤاد الأول الثانويه وكان من طلاب شعبه الأدبى وحصل على البكالوريا "الثانويه" عام 1930م بمجموع 60% ولعدم ظهور نظام التوزيع الجغرافى دخل كليه الآداب بجامعه فؤاد الأول (القاهرة) وتخصص فى الفلسفه رغم أنف والده الذى فضّل له دراسه الحقوق ، والجدير بالذكر ان تحديه لرغبه والده ظهر فى الثلاثيه ، وحصل على الليسانس عام 1934م. (قبل حصوله على الليسانس بعامين كتب روايه مصر القديمه ) وفى عام 1935م التحق ببرنامج الدراسات العليا قسم فلسفه (تمهيدى حاليا). ثم اختار موضوعاً لدراسة الماجستير تحت عنوان "مفهوم الجمال فى الفلسفه الاسلاميه " تحت اشراف استاذه ومثله الأعلى الشيخ مصطفى عبد الرازق وكان يحلم بالسفر الى اوروبا عامة وفرنسا خاصة ، وزاد أمله عندما قررت الجامعه عام 1936م عن رغبتها فى ارسال الأربعه الأوائل فى بعثه وكان نجيب محفوظ الرابع وأعد العده للسفر لانطباق الشروط عليه ، لكن اداره الجامعة استبعدته لأنه كان من بين الثلاثه الأوائل اثنين من الأقباط فقررت ألا ترسل الرابع قبطى !! معتقدين أن نجيب محفوظ قبطى الا انهم عرفوا أنه مسلم بعد فوات الأوان ، الأمر الذى أثّر عليه نفسيا وجعله يكره الفلسفه بل انقلب على تخصصه وقرر التوقف عن دراسه الفلسفه واحترف الأدب ، كما قرر ألا يتزوج وألا ينضم لأي حزب سياسي . وظل يعيش مع والدته وحيداً لمدة 11 عاماً و حتى عام 1954م ،وكانت مجموع سنوات إضرابه عن الزواج 20سنه حيث حصل على الليسانس 1934م وتزوج 1954م والجدير بالذكر أنه كان يحب أمه حباً جماً .

أحب زيارة المشهد الحسيني وكنيسه مار جرجس بمصر القديمه من خلال أمه واصطحابها له ..وبعد الزواج انتقل من شارع العباسيه الى شارع النيل بالعجوزه حيث مسكنه الذى مات فيه عام 2006م.
وفى عام 1938م تم تعيين استاذه الشيخ مصطفى عبد الرازق وزيرا للأوقاف فأخذه معه كسكرتير له بل ظل لمن بعده ، كما سمح له بالعمل الخاص ليلاً فى مكتبه بالغوريه ،فأمضى صباحه في الوظيفة الحكومية معفياً من العمل الحكومي ليلاً، وكان استاذه يقول له بالعاميه "علشان تلاقى وقت لعملك ولقلمك يا نجيب" .
وفى سنه 1940م حصل نجيب محفوظ على جائزه قوت القلوب الدمرداشيه مناصفه مع الشاعر على أحمد باكثير عن رواية "رادوبيس" وكان قيمه الجائزة آنذاك 40 جنيها حصل كل منهما على 20 جنيها .
ثم تقدم الى مسابقه المجمع اللغوي برواية "كفاح طيبه" عام 1944م وفيها اسقاط ينادى بطرد المحتل الانجليزى وفاز بها ضمن خمسه وكانت القيمه الكليه للجائزه قدرها 100 جنيها أى حصل كل منهما على 20 جنيها .وفى نفس العام أيضاً حصل على جائزة وزاره المعارف مناصفة مع سعيد العربان عن رواية "خان الخليلي" . ثم جاءت رواية "زقاق المدق" عام 1947م . وفى عام 1952م انتهى من تأليف الثلاثية (بين القصرين –قصر الشوق- السكرية) فى مسوده مجلد واحد بعد عمل استمر اكثر من أربع سنوات ،وفى عام 1958م كتب رواية ( أولاد حارتنا) .
وفى عام 1959م عينوه مديرا للرقابه على المصنفات وقضى على بعض المرتشين ، ثم عينوه مديرا لصندوق دعم السينما وكانت تلك الفتره كما يقول أسوأ فتره فى حياته حيث قضى عامين فى هذا المنصب دون ان يقرأ فيهما كتاب أو يكتب كلمه .
ثم كتب روايه "ثرثره فوق النيل " مما أغضب المشير عبد الحكيم عامر بل وطالب بمعاقبه كاتبها وتأديبه لولا تدخل ثروت عكاشه الذى اقنع جمال عبد الناصر بسلامه مقصد الكاتب ثم كتب روايه "ميرامار" التى اغضبت على صبرى وقيادات الاتحاد الاشتراكى لولا تدخل النائب محمد أنور السادات لدى الرئيس جمال عبد الناصر بعد مشاهدته للفيلم فى عرض خاص ، وأحيل للتقاعد (المعاش) عام 1971م .
وفى عهد السادات كتب روايه "الكرنك" التى صوّر فيها طغيان الأمن أيام جمال عبد الناصر مما أغضب الصحفى محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الاهرام آنذاك بل ورفض نشرها في الأهرام عام 1972م، لولا تدخل توفيق الحكيم ،ورواية"ملحمة الحرافيش وألف ليله وليله "،و"الطريق والحب فوق هضبة الهرم" .
وفى عام 1988م حصل على جائزه نوبل فى الأدب وأعدت له سميحه الغنيمى فيلم فى مسرح الدراويش الذى قامت بالاشراف عليه وجعلت عنوانه فى البدايه حاره نجيب محفوظ .. ودارت السنين ومات نجيب محفوظ عام 2006م .

وهكذا نلاحظ تأثر نجيب محفوظ بالبيئه المحيطه به حيث شارع النحاسين امتداد شارع المعز لدين الله الفاطمى وحيث بيت القاضى القريب من محل ميلاده وشارع الجماليه داخل قاهرة المعز وكتاتيبها وقصورها وحواريها وأزقتها ومشاهدها كالمشهد الحسينى كما تأثر بحى العباسيه الذى عاش شبابه فيه وتأثر أخيرا بحي العجوزة والنيل بعدما انتقل اليها عقب زواجه المتأخر ، كما تأثر بحرافيش بولاق و فتواتها وبوكالة البلح وكان عاشقا للمرأه التى ظهرت فى حرافيشه وثلاثيته والكرنك والحب فوق هضبه الهرم والحب تحت المطر وفى زقاق المدق والطريق وفى ميرامار وثرثه فوق النيل والسمان والخريف .
وهكذا ظهرت الخطط و المواقع الأثرية فى أدب نجيب محفوظ مثل الشارع (شارع العباسية، شارع النيل بالعجوزه) وطريق (الطريق ) وبدايه ونهايه (الفا/اوميجا) (ألفا/دى) وحارة (أولاد حارتنا)- زقاق (زقاق المدق)- بيت القاضى والجماليه حيث مولده على مقربه من الأزهر والحسين داخل القاهره الفاطميه والغوريه حيث عمله الاضافى ليلآ والعباسيه حيث نقل مع اسرته والنيل حيث سكن بعد زواجه .

كما ظهرت مدن ومواقع مصريه قديمه فى رواياته البسها ثوباً جديداً، فظهرت طيبه (كفاح طيبه) والكرنك والهرم (حب فوق هضبة الهرم ). كما ظهرت عمائر مدنيه مثل الوكالات (وكاله البلح ) والقصور(قصر الشوق – بين القصرين ) والقباب (أفراح القبة ) ،ولعله في ذلك تأثر بقصر القبه حيث الأفراح او بالمشهد الحسينى حيث أفراح عقد القران كما ظهرت فى رواياته قصص عرفناها باسم ادب الرحلات (رحله ابن فطّومه على وزن رحله ابن بطوطه وفطّومه هى والدته بنت شيخ أزهرى . كما ظهرت فى مؤلفاته وظائف وألقاب مثل الحرافيش والشيوخ لاسيما وانه تربى فى كتّاب ورضع من والدته حب شيوخ الأزهر ، كما عرف حرافيش بولاق وفتواتها كمل ظهرت تراجم وشخصيات فى مؤلفاته مثل قشتمر ورادوبيس وميرامار .
 
 
بقلم:أ.د/ حجاجي إبراهيم محمد