الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

عندما كانت ايزيس معبودة أوروبا

عندما كانت ايزيس معبودة أوروبا
عدد : 05-2011
تعد أسطورة ايزيس وأوزوريس أقدم أسطورة فى التاريخ المصري القديم .يرى بعض العلماء أن هذه الأسطورة ترجع الى عام 4241 ق.م. انتقلت من مصر إلى أوروبا لتصبح منافساً قويا للديانتين اليهودية والمسيحية حتى أصبحت المرشد الروحي لأوروبا ولاهوتها العقائدي على مدار أكثر من خمسمائة عاماً .
"أوزوريس" ، معنى الخصب ،و"ايزيس"، ارض مصر التي يخصبها النيل.و الإله "ست" ،البحر المالح الذي يصب فيه النيل فينقسم ويتبدد ولكنه يحيا في العام التالي فتخرج به النباتات من البذور المدفونة فى الأرض. و"ازوريس" الرطوبة ، هي أصل الإنتاج و"ست" الجفاف والنار.ومؤامرات "ست" ضد "أوزوريس" تعنى انخفاض النيل كما ان انتصار "حورس" هو الفيضان."أوزوريس " هو القمر الذي يرسل الندى فى الليل فينشر الرطوبة، و"ست" الشمس ترسل أشعتها فتحرق الندى وتجفف الأرض.و قيل ان القمر يظهر فى الأفق 28 يوما ثم يأخذه المحاق وكذلك "أوزوريس" حكم 28 عاما ثم قتله الإله" ست". "أوزوريس" رمز قوة الخير، التى تسخر نفسها للعالم و"ست" رمز قوة الشر ،الذي يتصدى إلى الخير ،ولكن فى النهاية لابد ان يهزم وينتصر الحق والعدل.
تأثرت هذه الأسطورة بحكم اليونانيين والرومانيين وصار يغلب على أوزوريس اسم "سيرابيس" وأصبح المعبود الرئيسي فى عهد البطالمة. وارتفع فى عهد البطالمة أيضا شأن "ايزيس" الزوجة الوفية والآم الحنون وبني لها معبد انس الوجود الشهير في جزيرة فيلة بأسوان وصارت آلهة الإسكندرية وحامية الملاحة والملاحين.
ولما كانت عبادة "ايزيس" و"أوزوريس"، هى أكثر العبادات المصرية انتشارا فى عهد البطالمة ،فقد نقلها السياح والتجار معهم الى بلادهم. ففي القرن الرابع ق.م انشىء معبد لايزيس فى ميناء بيريه اليوناني ثم فى جزيرة رودس وجزيرة لبسوس وتيرا وميناء أزمير وجزر بحر ايجة ومواني اليونان واسيا الصغرى وانتشرت فى جزيرة قبرص وصقلية وإنطاكية و أثينا . ثم اخذ المعبودان المصريان يغزوان ايطاليا،ففى عام 105 ق م بنى لهما معبدا فى ميناء بوزول ثم بني معبد لايزيس فى بومبى .وبني فى روما فى عهد الدكتاتور سيلا معبدا لايزيس، ورغم ظهور موجة من العداء لمصر بعد الخلاف بين انطونيو واوكتافيو أدى إلى تخريب معابد ايزيس أكثر من مرة خلال احدى عشر عاماً الا أن الإمبراطور كاليجولا أقام بنفسه معبدا كبيرا لايزيس فى ساحة مارس بقلب روما . زخرفه بعده الإمبراطور دوميسيين وأضاف عليه. وفى عهده أيضا أقام لوسيليوس قصرا لايزيس فى مدينة بنتفيان أقام أمامه مسلتين فرعونيتين ونقش عليه باللغة الهيروغليفية . وبعد مائة عام صار أهل روما يقولون ان ايزيس وسيرا بيس كانا معبودين مصريين وقد صارا معبودين رومانيين.

وبعد انتشارهما في العالم اليوناني انتشرت عبادتهما في شرق إفريقيا واسبانيا وفرنسا وألمانيا وفى البلاد الواقعة على نهر الدانوب وفى انجلترا وظل هذا الانتشار إلى القرن الرابع الميلادي وظلت هذه العبادة لأكثر من 300 سنة بعد ظهور المسيحية.
وكان لا يزال فى أثينا كاهنا لايزيس دفن في قبر له مع جميع ما كان له من أدوات مقدسة. واعتنق أمير ألماني يدعى "ميدريش" من أمراء البلاد الواقعة على نهر الراين عبادة ايزيس وأطلق على ابنه اسم سيرابيس. ونبذ الإمبراطور الروماني حوليان عبادته للمسيحية التي شب عليها وعبد المعبودات المصرية.أيضاً احتضن الإمبراطور "اوجين" عبادة ايزيس.
حتى جاء الإمبراطور "تيودوز" وتولى شئون الحكم وكان متحمسا للمسيحية فحارب عبادة ايزيس وأغلق معابدها...فكان هذا أخر عهد بعبادة ايزيس وسيرابيس التي بسطت جناحيها على الإمبراطورية الرومانية نحو500 عاما ( 105 ق.م : 394 م). وكان لايزيس عيدان في السنة تحتفل بهما أكثر مدن أوروبا في شهري مارس ونوفمبر. وانتهت عبادة ايزيس من أوروبا ولكنها ظلت جزء من تراثها العقائدي الذي شغل أذهان العديد من الكتاب والمفكرين الذين ظلوا يؤكدون أن مصر علمت الناس عبادة الآلهة والإيمان والتقوى.
 
 
بقلم/ عبد المنعم عبد العظيم
مدير مركز دراسات جنوب الصعيد