الخميس, 25 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

عندما تعامدت الشمس على وجه الإله آمون
في قدس الأقداس

عندما تعامدت الشمس على وجه الإله آمون
في قدس الأقداس
عدد : 12-2011
هذا الحلم راودنى منذ كنت طفلا في الثانية عشر عندما حدثني خفير معبد الملكة حتشبسوت أن الشمس تدخل هذه الحجرة مرتين فى العام ولم يقدم تفسيرا..وتمرالأيام وكلما تعامدت الشمس على وجه رمسيس الثاني في أبو سمبل تذكرت قول خفير الآثار وتساءلت هل يمكن أن نتابع مسيرة الشمس ربما يكون قول الخفير حقيقة فهمست بهاجسي إلى الزميل احمد عبد القادر وهو مرشد سياحي يتمتع بقدرة على البحث والإطلاع ومنذ شهور أكد لي أن الظاهرة حقيقة وانه تم رصد الظاهرة لمدة خمس سنوات متتالية حتى تم تأكيد الظاهرة

وإن تعامد الشمس على قدس أقداس المعبود آمون يجرى منذ المصريين القدماء يوم 22 من شهر ديسمبر في كل عام وأن مدة التعامد استمرت 6 دقائق ثم انتقلت إلى بهو الأعمدة مشكلة علامة " الأخت " الفرعونية بمعنى " الأفق " في تأكيد لعلاقة آمون بعبادة الشمس. وقد رصدها أيضا اثنين من علماء المصريات الفرنسيين هما "نيكولا جريمال" ولوك جافلود وهما من علماء المصريات الذين عملوا في معبد الكرنك.وظاهرة تعامد الشمس في معابد الكرنك ظاهرة فرعونية مرتبطة بموسم الإنبات أو احتفالات بداية الشتاء عند المصري القديم والتي تتصل بموت وبعث الإله أوزوريس.

وقال محافظ الأقصر الدكتور عزت سعد الذي شهد الاحتفال بتعامد الشمس بمعبد حتشبسوت بالكرنك:"إن هذه الظاهرة الفلكية من الممكن استغلالها إعلاميا للترويج لنوع جديد من السياحة من المهتمين بالفلك وفتح أسواق سياحية جديدة في دول مثل أسيا وأوروبا الغربية والذين لهم طقوس خاصة في الاحتفال بدخول موسم الشتاء ".مؤكدا على الاهتمام برصد هذه الظاهرة وتوثيقها لاستخدامها لجذب السياح في ضوء التدهور الشديد لحركة التدفق السياحي في هذه الفترة والهدف أن تكون إضافة لعملية تنشيط السياحة.

إن هذه الظاهرة تحدث مرتين في العام، الأولى في 21 يونيو وهو موسم الفيضان عند المصري القديم أو فصل الصيف كما هو معروف حالياُ والذي يمثل عندهم موسم الخصوبة و الزواج ، والمرة الأخرى هي موسم الفيضان أو فصل الشتاء في يوم 20 ديسمبر عن الفراعنة و21 ديسمبر فى التقويم الميلادي الحديث أو 22 ديسمبر بسبب دوران الأرض حول الشمس كل 4 سنوات ودورة حول نفسها كل 26 ألف سنة .

أما منصور بريك مدير آثار الأقصر فيقول:" أنه حتى الآن لم يتم إثبات أن تلك الظاهرة تحدث بسبب عيد الملكة حتشبسوت ولكن الدراسة التى قام بها معهد الدراسات الفلكية بأسبانيا عام 2005 وبعد أن تمت الأستعانة بوسائل تكنولوجية حديثة تأكدت الظاهرة والتي استخدمتها الملكة حتشبسوت لتدعيم شرعيتها فى حكم مصر وأقامت لها بالكرنك معبداً يعتبر الأول من نوعه حيث تم بناء بوابة وتوجيهها ناحية الشرق وأقامت مسلتين بالكرنك لكى يعبر من بينهما الإله آمون رع – ضوء الشمس- والدها الشرعي لتكتمل مسيرته من الشرق للأفق الغربي ليحيها فى معبدها بالدير البحري غرب نيل مدينة الأقصر ، بالطابق الثالث هناك حيث يوجد 24 تمثالاً للملكة حتشبسوت فى الوضع الأوزيرى لتسقط بعدها أشعة الشمس فى قدس الأقداس".

وعن رحلة تعامد الشمس في قدس أقداس معبد الكرنك فإن رحلتها بدأت فى الساعة 6 و32 دقيقة ودخل شعاع الشمس البرتقالي اللون من البوابة الشرقية وأسقطت أشعتها على القبر الرمزي لأوزوريس الذي يقع إلى الشمال من البوابة ثم أسقطت أشعتها مرة أخرى خلال تلك الرحلة على تمثالي "أمون" و"موت" الجالسين خلف معبد "تحتمس الثالث" المعروف أثرياً باسم"الآخ مينو" حيث يتجه التمثالين ناحية الشرق،وهم يرجعان لفترة حكم الملكة حتشبسوت باعتبارها ابنة آمون الشرعية ثم يسقط الشعاع على قدس الأقداس الرئيسي في الكرنك وتتعامد على ألقاب آمون المحفورة على المسلة التي شيدتها الملكة حتشبسوت وليس على كل المسلة فى مشهد فلكي رائع ، حيث كانت قديماً مسلتان يعبر من خلالهما آمون رع ليكمل رحلته للأفق الغربى معلناً نهاية أقصر يوم فى السنة وبدء فصل الشتاء.

أن هذه الظاهرة الفلكية تؤكد على مدى دقة وروعة العمارة المصرية القديمة وربطها بتعامد الشمس على قدس الأقداس عند الفراعنة ، حيث عجز عن فك رموز تلك الظاهرة العديد من العلماء منذ فترة طويلة من الزمن بدأت في عام 1960 بعد أول ملاحظة ورصد تاريخي لها ، حيث كتب العالم الفرنسي "بارجية" والذي كان يعمل فى معابد الكرنك عن التوجيه المتعمد للشمس في تلك الفترة من السنة ، حيث قال في إحدى كتاباته بالرغم من أن فتحة المعبد من ناحية الغرب ونهر النيل الإ أن المعبد يتصل بالشرق وخاصة شروق الشمس ، وجاء عالم أخر يدعى هوكنز وقام بالعديد من الدراسات لتلك الظاهرة وكتب عن التوجيه الشمسي لمعبد الأسرة 9 ، والمقصود به هنا معبد الكرنك الذي شيده رمسيس الثاني ، حيث وجدت نصوصاً بالكتابة الهيروغليفية تقول أنه فى يوم 20 ديسمبر – فصل الإنبات عند الفراعنة وموسم دخول الشتاء فلكياً، يحتفل المصريون القدماء بإبحار واجيت وهو احتفال ديني طبقاً لنص نقش على جدران معبد موت الذي يقع خلف الصرح العاشر لمعبد الكرنك .

وللأسف جاء الاحتفال بهذه الظاهرة الفريدة في وقت انحسر فيه الموسم السياحي بسبب الأحداث الجارية وكان يمكن ان تكون حدثا عالميا جذابا وجاذبا لكل المهتمين بالحضارة الفرعونية الخالدة ومن سوء حظي الشخصي اننى لم أتمكن من شهود الاحتفال حيث مازلت أعانى من متاعب صحية بعد اصابتى بجلطة في المخ وهو الحلم الذي ظللت انتظره أربعون عاما منذ أن اخبرني خفير معبد حتشبسوت أن موكب الشمس يمر من هنا
 
 
عبد المنعم عبد العظيم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد