الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

من يعيد دائرة الابراج الفلكية لمعبد دندرة؟

من يعيد دائرة الابراج الفلكية لمعبد دندرة؟
عدد : 02-2012
فكرنا فى جماعة "سوا فى حب مصر" في تنظيم مجموعة من الرحلات لمواقع التراث الحضارى لمصر بدأناها بزيارة لمعبد دندرة غرب قنا.والحقيقة أن لمعبد دندرة عشق خاص فهو من أجمل وأكمل المعابد المصرية ،وتتمثل فيه كل الفنون من عصر الأسرات الفرعونية حتى الحقبة المسيحية .

يرجع تاريخ هذا المعبد الى أقدم العصور الفرعونية ،ففي زمن الملك "بيبى الأول" وجد تخطيط لهذا المعبد مما حدا بالملك "خوفو" أن يعيد بناءه. وفى عهد الأسرة الثامنة عشرة أصلح الملك "تحتمس الثالث" هذا المعبد، كما ساهم البطالمة فى بناءه فى عهد بطليموس الثامن والعاشر والحادى عشر، كما وجدت رسوم وكتابات على جدرانه من زمن "كليوباترا" و"يوليوس قيصر" وأيضا تم ذكر الإمبراطور الروماني "أغسطس"، كما وجدت كتابات يونانية على كورنيش صالة الأعمدة وتم استكمال المعبد فى الحقبة المسيحية .

ويعود تاريخ البوابة الموجودة على سور المعبد الى عام177م ،ويتميز هذا المعبد بالتوازن والقوة من الناحية المعمارية وبمناظره الهامة ومن خصائصه تلك الخزائن السرية التى شكلت فى سمك الجدران ثم اغلقت بأبواب حجرية متحركة وزخرفت كباقى جدران المعبد.
وقفنا أمام تحفة معمارية رائعة ومثيرة الى درجة كبيرة "دندرة تنتريس" -مدينة أشجار الصفصاف- ومقر عبادة الإلة "حتحور" ربة الخصب والنماء وعاصمة الاقليم السادس.

وما لا يعرفه من أرسوا الحركة النسائية في مصر أن دندرة كانت مقر لأول مركز ثقافي للمرأة في التاريخ، فقد كلفت الملكة "نفرو" كاويت زوج الملك "منتو حتب الثانى" من ملوك الأسرة الحادية عشرة موظفها "خنو اردو" بتدبير دار للثفافة لتعليم المرأة وتثقيفها وتعهدها بالرعاية حتى تستطيع القيام بدورها فى نهضة البلاد وألحقت به مكتبة عامرة.

ويتداول أهل دندرة قصة البقرة التي تحرس كنز مخبوء فى المعبد ،حيث صور الخيال الشعبى انها بقرة صعبة المراس يتطاير من عينيها الشرار تختفى بالنهار وتظهر بالليل وتلتهم الغيط المجاور ،ويحكون ان فلاحا غافل البقرة ووصل الى الكنز واغترف منه جوالا من الذهب وضعه فى اناء فى حفرة بمنزله ولما أراد الحصول على شىء منه غاص الإناء فى الأرض حتى اختفى وبالطبع استلهم الخيال الشعبى هذه القصة من صور الالهة "حتحور" حامية المعبد الذى كان مقر تقديسها.

وذكر المقريزى فى خططه وابن دقماق فى الانتصار ان بدندرة شجرة اسمها شجرة "العباس" أوراقها متوسطة خضراء مستديرة، اذا قال الشخص عندها :"يا شجرة العباس جاءك الفاس" تنكمش أوراقها وتحزن لوقتها ثم تعود لحالتها وأطلق عليها الشجرة "الجبانة".

وقد شهدنا عملية تطوير واسعة لهذا المعبد ،ويقوم عمال الترميم بإزالة السناج من النقوش ليعود إليها بريقها الذي لن يعود إلا بعودة دائرة الأبراج الفلكية الموجودة حاليً بمتحف اللوفر بباريس،والتي استعان المعبد بنسخة مقلدة منها.

ولسرقة هذه القبة السماوية قصة مأساوية وفضيحة تاريخية مدوية بطلها فرنسى من هواة نهب التراث المصرى اسمه "سابستيان لويس سولينية" وكان ابنا لأحد أعضاء مجلس النواب الفرنسى ،حيث قام هو ووكيله "جين باتيست لوريان" بنزع دائرة الأبراج السماوية من معبد دندرة ونقلها الى باريس. وإدعوا أن اللوحة اكتشفها الجنرال "ديزية" أثناء الحملة الفرنسية على مصر، ومن ثم اصبحت اثرا فرنسيا قوميا يجب أن يرسل إلى باريس ونجحا فى فصل النقش الذى كان منقوشا على سقف حجرة بالمعبد.

كانت القبة منقوشة على حجرين ضخمين، سمك كل منها 90سم، وتم نقله فى مغامرة مشهورة بالنيل ،واستقبلت القبة في باريس استقبالا حافلا وكافىء الملك لويس الثامن عشر السارق ب 150 ألف فرنك.

لقد خرجت القبة السماوية من مصر خروجا غير شرعى وكاد اللصوص ان يحطموا المعبد بالديناميت الذى استخدم فى فصل القبة من السقف.. فهل يقبل الشعب الفرنسى أن يحتفظ بهذا الأثر المصرى التاريخى والمسروق علنا من معبد مصرى فى ارض مصرية؟
ان عودة القبة السماوية لايقل اهمية عن عودة كل اثار مصر المنهوبة فى كل متاحف العالم..الى كل حماة التراث فى مصر والعالم اعيدوا الى معبد "دندرة" قبته السماوية المنهوبة حتى يكتمل التراث التاريخى للمعبد الجميل.
 
 
عبد المنعم عبد العظيم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
Monemazim2007@yahoo.com