الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

قدم المومياء بين رسام وقصاص

قدم المومياء بين رسام وقصاص
عدد : 08-2012
يدين علم المصريات بالكثير لجهود المصور والحفار والأديب الفرنسي " دومنيك فينان دينون" الذى تعرف عليه نابليون فى صالون (جوزفين دى بوهارتيه)، والذي رافق الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون ضمن فيلقها العلمي. ولم تفلح محاولات الذين أشفقوا عليه من أخطار المقاومة لكبر سنه من ثنى عزمه عن مرافقة حملة ديزية على الصعيد التي لاقت مقاومة حقيقية وخاضت حربا ضروس لم تلاقى مثلها حملة نابليون في مواقع أخرى لصلابة أهل الصعيد وقدراتهم القتالية العالية واستماتتهم في الدفاع عن بلادهم.

وبينما انشغلت حملة ديزيه في ملاحقة فلول المماليك الذين فروا إلى الصعيد بعد معركة الأهرام ،كانت ريشة الفنان "دينون" تحقق فتحا حضاريا أضاء أمام الإنسانية الطريق إلى الوعي بهذا التراث العظيم الذي خلفته الحضارة الفرعونية وسجلته على أحجار المعابد الشامخة والمسلات السامقة والمقابر التليده والرسوم الناطقة والنقوش الحية على امتداد صعيد مصر.

وفى ظروف بالغة الخطورة بالنسبة لفنان بين الكر والفر والطلقات النارية والدم والموت رسم دينون أكثر من ثلاثمائة وخمسون لوحة ضمنها كتابه "رحلة إلى مصر العليا والسفلى خلال عمليات بونابرت الحربية" حتى انه عندما نفذت أقلامه اخذ يصهر رصاصات البنادق ليرسم بها رسم ضمن ما رسم معابد "دندرة" ،"الكرنك" ،"أرمنت" ،"اسنا" ،مقابر "وادي الملوك" ،آثار "القرنة".

كان المصريون بحسهم المرهف وتقديرهم العميق للفن يفرقون بين مقاتل وفنان لهذا لم يمسوا "دينون" بسوء وتركوه لمهمته الإنسانية 0وفى مقبرة "رمسيس الثالث" ،انبهر "دينون" بقدم مومياء لفتاة فرعونية عثر عليها بالمقبرة كانت الفتاة فى مقتبل العمر وميعة الصبا وريعان الشباب رسمها "دينون" وكتب أسفل الرسم (إنها لأميرة صغيرة، لم تحف قدماها من عناء السير، ولم تحز فيها خيوط نعل خشن). وكما ألهمت لوحات دينون خيال الباحثين عن الحضارة وأثرت علم الفن والجمال ألهمت لوحة قدم المومياء الكاتب والروائي الفرنسي عاشق مصر " تيوفيل جوتيه " فكتب روايته المشهورة (قدم المومياء) والتي صورت قصة حب خالدة عاشتها الأميرة الفرعونية في ربى مدينة المائة باب الأقصر أعظم متاحف التاريخ الباقية والخالدة.

حدث تزاوج رائع وعجيب بين ريشة الفنان دينون وخيال الروائى "جوتيه" تجاوز الزمان والمكان والحدث ،فكانت لوحة "دينون" لوحة فنية رائعة وقصة "جوتيه" رواية شيقة سطرا وثيقة عشق للحضارة المصرية الخالدة.
 
 
عبدالـمنــعم عبدالعـظـــيم محمـد
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
Monemazim@yahoo.com