الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

هيموروس شاعر اليونان العظيم
يقتبس ملاحمه الشهيرة من أصول مصرية

هيموروس شاعر اليونان العظيم
يقتبس ملاحمه الشهيرة من أصول مصرية
عدد : 11-2012
يرجع الفضل إلى العرب في نقل الحضارة والفلسفة اليونانية إلى اوروبا التي كانت تعيش فى غيابات ظلام العصور الوسطى ولم يدعى العرب نسبة هذه الحضارة لأنفسهم بل نسبوا الحق لصاحبه ولم تتعرف اوروبا على هذه الحضارة إلا من خلال الكتب العربية فعرفت أرسطو من كتابات ابن رشد ولم يطلع الأوروبيين على الكتب اليونانية في لغتها الأصلية إلا بعد وقت طويل.

ومن الثابت تاريخيا أن الحضارة المصرية سبقت الحضارة اليونانية ورغم ذلك حافظ اليونانيون على نسبة هذه الحضارة لأنفسهم و أنكروا فضل الحضارة المصرية، وما اقتبسوه من علوم وفنون وإبداعات المصريين حتى وقر في ذهن الناس أن الحضارة المصرية لم تنتج ما يستحق أن يذكر وان الحضارة اليونانية ابتكرت كل علومها وفلسفتها وكل آرائها في الحياة والاجتماع ونظام الحكم وابتكرت دياناتها وآدابها حتى ظن الناس أيضا أن الفكر الإنساني تولد هناك وان ما سبقهم فوضى فكرية ومن عداهم من الشعوب من البربر.

كان هذا هو السائد حتى تم فك رموز حجر رشيد على يد "شامبيليون" وقرأ العالم تاريخ الحضارة المصرية العريقة الرائدة والسباقة ،واكتشفوا ان الحضارة المصرية ازدهرت ونمت وسبقت الحضارة اليونانية بثلاثة آلاف سنة ،وأن المصريون وصلوا اليونان منذ أيام الأسرة الثامنة عشرة الفرعونية قبل نشأة الحضارة اليونانية بألف سنة ،وإن كل من حققوا هذه الحضارة وكانوا روادها زاروا مصر وتعلموا في مدارسها ونهلوا من علومها وتشربوا من فكرها مثل (اورفى ،موزى ،ميلاميوس،ديدال ،الشاعر هوميروس، ليكرج الاسبارطى ،صولون الاثينى ،افلاطون الفيلسوف، ديموكريتس، فيثاغورث، ايدوكس الرياضى ،اينوبيد، بولوتراك،... وغيرهم) ممن أثروا الفكر والحضارة اليونانية بعد أن تلقوا علومهم في مصر على يد كهنتها إلى جانب الدور الذي لعبته مدرسة الإسكندرية في صقل وتأصيل الفكر الإنسانى.

ولقد ساهمت الغزوات والحروب والإحراق المتعمد للكتب المصرية وضياع اللغة المصرية القديمة بانقراض عارفيها في إسدال ستار كثيف على كل علوم مصر ولولا الآثار المادية التي تحدت الزمن كالأهرام والمعابد والمسلات والمقابر التي نطقت بعظمة هذه العلوم وعراقة هذه الحضارة لما فطن إليها أحد.

ومنذ أكثر من مائتي عام اكتشف العلماء أن التصوير اليوناني والنقوش والأعمدة اليونانية هي اقتباس من الفنون المصرية وكذلك كثير من المصنوعات اليونانية. ومنذ ترجمت البرديات المصرية عكف العديد من العلماء فى العصر الحديث في دراستها وكشف خباياها. من هؤلاء العالم الفرنسى "فيكتور بيرار" الذي تخصص في الأدب اليوناني وكان من أشد المعجبين به والمتحمسين له.

وقد درس "بيرار ملاحم" الإلياذة والأوديسا لشاعر اليونان العظيم "هيموروس" ووضع فيهما الشروح والمصنفات وقد اكتشف بعد دراسات عديدة أن معظم هذه الآداب مقتبس من الآداب المصرية القديمة خاصة رائعة الشاعر اليونانى الاشهر هيموروس (ملحمة الاوديسا) التى تعد من اشهر الملاحم اليونانية.

تتحدث الأوديسة عن مغامرات "عوليس" احد أمراء أحدى المقاطعات اليونانية تسمى (ايناك) أثناء عودته للوطن بعد حصار طروادة بينما زوجته المخلصة "بنيوليب" تتصدى لمحاولات الإغراء لطرح هذا الوفاء جانبا واختيار زوج جديد وهذه الملحمة تضم 24 نشيدا منظومة فى 12000 بيتا تقريبا. و تتسم الأوديسة بوحدة فنية عميقة كما تنطوي على معاني من الأخلاق السامية.

ظلت ملحمتي الإلياذة و الأوديسة تتمتعان بتقدير الإغريق في العصر الهيليني فقد ذكر احد أضياف اكسنوفون " تمني أبي أن أصبح رجلا فاضلا فأمرني أن أحفظ أشعار هوميروس عن ظهر قلب".

وظل الأمر كذلك حتى نهاية العصر الهيلينى ،ويذكر أن طاغية أثينا "بيزستراتوس" في القرن السادس ق.م، شكل لجنة مهمتها تخليص الإلياذة من الشوائب، كما كانت ملحمتا هوميروس هما كتابا "الإسكندر" المفضلين، والمعروف ايضا أنهما كانتا تدرسان لتلاميذ مصر في القرن الرابع الميلادي.

أما "هوميروس" فهو اللقب الذي اشتهر به مؤلف هذه الملاحم ويعني باللغة الإغريقية الرهينة أو الأعمى، وهناك سبع تراجم عنه، لكنها سير متأخرة النشأة تعود إلى العصر الإمبراطوري الروماني وضعها مؤلفوها بناء على قصص محلية لها أصول تاريخية، وصدرت على أنها روايات قديمة. كُتبت أولى هذه السير وأهمها باللهجة الإيونية، ونُسبت إلى المؤرخ "هيرودوت"، وهي تؤرخ لحياة "هوميروس" في السنوات القليلة التي تلت الهجرة الدورية (أي في القرن الثاني عشر قبل الميلاد). غير أن هيرودوت يذكر في تاريخه أن هوميروس عاش قبله بنحو أربعمائة سنة، أي في أواسط القرن التاسع قبل الميلاد. ويستفاد من هذه التراجم أن هوميروس كان يدعى في البداية مِلِسيغنِس Melesigenes (أي ابن النهر مِلِس) وأن أباه مايون Maion كان من مدينة سْميرنا Smyrna (إزمير حالياً)، في حين جاء في سيرة هوميروس المنسوبة لبلوتارخس أن أباه الذي رباه يسمى فيميوس Phemios، أما أمه فكانت إيولية النسب كما تقول الروايات.

ولعل هوميروس كان رئيس المنشدين Rhapsodes في بلاطات الأمراء والمهرجانات والأعياد، ويُروى أنه قام بجولات بعيدة قادته إلى مصر وإيطاليا واليونان قبل أن يستقر في خيوس Chios، ويؤسس مدرسة للشعر، وحين هرم سقط في العوز والحاجة، وربما فقد بصره، فبدأ يتنقل من مدينة إلى أخرى، ومات في جزيرة إيوس Ios. وثمة بيت شعر قديم يتضمن أسماء سبع مدن كانت تدعي لنفسها شرف انتسابه إليها، ومنها سميرنا وخيوس وأثينا. وتؤيد معظم الروايات القديمة ادعاء سميرنا أنها كانت مسقط رأس هوميروس، ويدعمها كثير من الشواهد اللغوية لكونها المكان المفضل لالتقاء اللهجتين الإيولية والإيونية، وهما نواة لغة «الإلياذة». ويروي استرابون Strabon أنه أقيم للشاعر فيها تمثال وهيكل (دعي هوميريوم Homerium) وأن نقوداً سُكت فيها باسمه، وقد اختارها اليونانيون في العصر الحديث مهرجان «الهوميريات» لإحياء ذكرى شاعرهم الكبير.

شهد العالم الفرنسى "فيكتور بيرار" المتخصص في الأدب اليوناني بعد دراسات عديدة وعميقة أن الأوديسا ملحمة هيموروس مقتبسة من الأدب المصري القديم، وقال انه قد أتيح له الإطلاع على قصص وأشعار مصرية قديمة كان ماسبيرو وغيره من علماء المصريات قد نشروها فدهش أن رأى في الاوديسا بعض هذه الأشعار والقصص فعكف على دراستها دراسة متأنية فكانت النتيجة التى خرج بها أن الاقتباس واضح لا يختلف عليه اثنان وان الأصل لهذه القصص والأشعار مصري ،وأوضح فى دراسته نماذج لهذا الاقتباس ،وأكد أن الأوديسا تضم أشخاص مصرية وأحداث مصرية وتشبه في مجموعها القصص المصرية التى جمعها "ماسبيرو" فى كتابه القصص الشعبية فى مصر القديمة ،ويرجع تاريخ هذا الملف إلى من 500 - 800 سنة قبل ميلاد هوميروس وما تضمنته الأوديسا من قصص السحر يتطابق مع القصص المصرية كذلك القصص التى تتكلم فيها الحيوانات .

هناك شهادة أخرى صاحبها عالم روسي من علماء المصريات أكد فيها أن هيموروس أغار على قصة مصرية بكاملها ادخلها فى الاوديسا بعد أن ألبسها ثوبا يونانيا.العالم هو الأستاذ جولونشيف ويؤيده فيها عالم فرنسى هو الأستاذ مورى فقد ترجم الأستاذ جولونشيف ملفا من أوراق البردي المحفوظة في أحدى مكتبات بتروجراد العاصمة القديمة لروسيا مكتوب بالخط الهيراطيقي يرجع تاريخه إلى الأسرة الثانية عشرة 1800سنة ق.م.

اكتشف جولونشيف فى البرديات قصة سائح مصري ركب البحر فغرقت سفينته وألقت به الأقدار إلى جزيرة خرافية هذه القصة نقلها هيموروس برمتها إلى ملحمته الأوديسا بكل ما حوت من أحداث وأوصاف وشخصيات وقام جولونشيف بنشرها في رسالة ضمت النص الفرعوني والنص فى ملحمة الأوديسا وبعدها نشر الرسالة الأستاذ مورى بعد مراجعة البردية ونصوص الأوديسا وضمنها كتابهROOTS ET DIEEX D,EGYPT،ومن قبل أشار بلوتراك وأكد مورى أن الإلياذة أيضا تضمنت اقتباسات من أسطورة إيزيس وأوزوريس.

وسيظل فضل مصر نبراسا أضاء ظلام الفكر الإنسانى
 
 
كتب /عبدالمنعم عبدالعظيم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الأقصر - مصـر
monemazim@yahoo.com