الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

محطات من حياة المناضل "عزيز المصرى" قائد المجاهدين بالمقاومة الليبية

محطات من حياة المناضل -عزيز المصرى-  قائد المجاهدين بالمقاومة الليبية
عدد : 05-2013
كتب / عبد العزيز الفضالى
مدرس مساعد بالجامعة الإسلامية الدولية

الضابط " عزيز علي المصري"، جاء متطوعاً مع بداية الغزو الإيطالي لليبيا، وقد عرف آنذاك من ضمن طلائع رجال الحركة العربية، ومع توقيع الحكومة التركية اتفاقية (أوشي لوزان) مع الحكومة الإيطالية في أكتوبر في عام 1912م والتي تم بموجبها سحب القوات التركية من ليبيا وإعادتها إلى تركيا، وفي الوقت نفسه تزامناً مع مغادرة أنور باشا الذي سلم مقاليد المقاومة الوطنية إلى السيد " أحمد الشريف السنوسي"، وصل بعدئذ الضابط "عزيز على المصري" إلى الجغبوب قاصداً مقابلة السيد " أحمد الشريف" بغية التفاهم في كيفية وجوده بالمقاومة الوطنية.


وتفيد المصادر بأنه عقب وصوله إلى الجغبوب استقبل استقبالاً بالغ الحفاوة من قبل السيد "أحمد الشريف"، حيث أقام معه لمدة ثلاثة أيام، أصدر من خلالها قراراً ليكون بشأنه قائداً لجيش المجاهدين وأمره بالرجوع ومواصلة دوره في الميدان الحربي، إذ حمله رسائل منه إلى رؤساء الزوايا والشيوخ والضباط بالجيش ، مفاداها الامتثال لأوامر القائد الجديد "عزيز علي المصري"، وذلك بدل أنور باشا.

وهنا نورد بعضا من المحطات لسيرته الذاتية ، وإن كانت قليلة بعض الشيء إلا أنها تعد بقعة ضوء لمعرفة هذا المقاوم العربي " عزيز علي المصري " هذا الضابط الشجاع الذي التحق مبكراً بالمقاومة الوطنية الليبية أي بدايات الغزو الإيطالي لليبيا 1911ـ إلى عام 1913 م وأصبح بعدها قائداً عاماً لحركة المقاومة الوطنية وتشير بعض المصادر التاريخية فيما يخص سيرته الذاتية ، بأن أصل أسرته من البصرة وفي الوقت ذاته لم تشر هذه المصادر على أنه من أصل عراقي ففي الوقت الذي تثبت فيه لنا مكان مولده ، أي أنه ولد سنة 1880م في مصر بالقاهرة، وتعلم بها إلا أنه التحق بالمدرسة العسكرية في إسطنبول حيث تخرج بعدئذ من مدرسة أركان الحرب سنة 1904 ،وقد تولى من خلال براعته ونشاطه الملحوظ المهام في الجيش التركي من بينها كيفية أسلوب قتال العصابات، وبعد ذلك أسندت إليه مهمة أخرى وذلك بناء على ما أنجزه من المهام السابقة والتي حقق فيها نجاحات باهرة ، ألا وهي التوجه إلى اليمن سنة 1910 م، وذلك بأن قام بوساطة لعقد صلح مابين الحكومة العثمانية والإمام يحيى حيث حقق نجاحا في هذا الشأن وإن كان قصير الأمد.

ـ الخلافات عقب توليه قيادة جيش المقاومة

ما لبث الاتفاق الذي دار مابينه وبين السيد أحمد الشريف، حتى دبت الخلافات مجدداً، إذ بات هناك ضباط وجنود أتراك قرروا الرحيل إلى تركيا واعتزم الرحيل معهم عن برقة وقد وعد بتسليم السلاح والذخيرة التي في حوزته حال اجتياز القطر الليبي، إلا أن السيد "أحمد الشريف" أصر على أن يكون تسليم السلاح في موضعه على أن يقابل ذلك سلامة وصول الضابط "عزيز المصري" وبقية الجنود والضباط الذين معه إلى السلوم ، إلا أن الضابط عزيز المصري يبدو أنه غير مقتنع بتسليم السلاح في موضعه وأصر على أن تكون معه جميع الأسلحة وذلك تحت ذريعة بأنه لا يركن إلى قبائل البدو ، حيث إنه يخشى من أن تهاجمه وقواته وهو أعزل ، ولهذا انتهى هذا الحوار الذي دار بينه وبين السيد "أحمد الشريف" دون أية نتيجة تذكر في هذا الخصوص إذ قرر الضابط عزيز المصري الانسحاب ، بجيشه ومعظم أسلحته الثقيلة إلى مصر،إذ كانت الباخرة الألمانية في انتظاره ، وهكذا غادر هذا الضابط بقواته دون أن يحصل على إذن من القائد الأعلى السيد " أحمد الشريف" وبينما كان الضابط عزيز المصري ، في طريقه إلى السلوم ، وهو منسحب بقواته وأسلحته ، ولدى وصوله إلى جنوب طبرق تعرضت له مجموعة من قبيلة المنفه ،حيث اعترضته لإقناعه بترك الأسلحة الثقيلة ، وذلك لحاجتهم الماسة إليها في هذا الظرف الصعب ، إلا أنه لم يذعن لمطالبهم، ويبدو أنهم قد أظهروا له بعض العنف ، وإذ به يقوم بإصلائهم بنيران رشاشاته فقتل منهم الكثير ، وعندما سمعت باقي القبائل الأخرى بهذه الحادثة كادت أن تثور ثورتها ، لولا تدخل عمر المختار السريع في الحد من هذه المأساة الدموية ، حيث وضع حلا لهذه الواقعة برضا الطرفين .

-وصول الضابط إلى الإسكندرية

بعد أن وصل عزيز علي المصري إلى الإسكندرية بمصر برفقة جنوده وضباطه يوم 16 يوليو1913 م، وعقب الوصول صرح إلى جريدة النوفل المصرية قائلاً:" إن مقاومة العرب الليبيين لإيطاليا صارت عبثاً وأن الذخيرة والأسلحة والمؤن والمال فقدت منه" ، وقال أيضاً لولا ذلك لما انسحب ، إلا أن المقابلة التي جرت مع الكومندان ، المصري "محمد صالح حرب" فندت هذه الأقاويل التي أدلى بها الضابط عزيز المصري ،إذ أكد من خلال هذه المقابلة في يونيه 1962 م، بأن عزيز المصري قد أخذ معه المال المودع في خزانة الجيش والتي تركها له أنور باشا والتي خصصت بأن تدفع مكافآت للمتطوعين .


عودة عزيز المصري إلى الأستانة بتركيا

عقب عودته إلى الاستانة أسس جمعية (العهد) بتركيا إلا أنه اعتقل في 9 فبراير 1914 م وحكم عليه بالإعدام ثم أطلق سراحه وعاد إلى مصر في 21 أبريل 1914م.

تولى وزارة الحربية في حكومة " الشريف حسين" وذلك لمدة ستة أشهر عام 1916 وتعد أول حكومة للشريف حسين، حيث دب الخلاف بينهما لأسباب عدة من بينها عدم ثقة الضابط عزيز المصري في الإنجليز والفرنسيين في الوقت الذي كان هؤلاء هم حلفاء الشريف حسن ، وبالتالي رأى عزيز المصري بأن ما فعله الشريف حسين يتناقض مع مبادئ وأهداف جمعيه (العهد) التي كان قد أسسها بتركيا.