الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

هيفاء المنصور: المجتمع السعودي بدأ يتغير والسينما ثقافة

هيفاء المنصور: المجتمع السعودي بدأ يتغير والسينما ثقافة
عدد : 06-2013
حوار: رانيا يوسف


هيفاء المنصور هي اول مخرجة سعودية تصنع فيلم روائي طويل يصور داخل المملكة، فيلم "وجدة" استقبله النقاد والجمهور بحماس واشادة كبيرة عند عرضه في مهرجان فينيسيا ودبي واخيرا في مهرجان الخليج السينمائي، حيث حصد جائزة احسن فيلم روائي طويل ضمن فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الخليج.

درست هيفاء في الجامعة الأمريكية بالقاهرة الادب انجليزي، ودرست الماجيستير في النقد والاخراج السينمائي في جامعة سيدني في استراليا، واتجهت الي الاخراج السينمائي حيث اخرجت عدد من الافلام القصيرة وتبعتهم باول فيلم روائي طويل هو فيلم "وجدة".

لماذا اتجهتي الي الاخراج السينمائي رغم ان المجتمع السعودي متشدد ؟

لاني احببت السينما ولاني تربيت في مدينة صغيرة في السعودية، في الزلفي وعشت وتربيت في المنطقة الشرقية، انا ابنه من 12 اخ واخت وكان الوالد رحمه الله يعرض لنا بشكل منتظم افلام علي الفيديو وكانت الافلام والمسرحيات المصرية ركن اساسي من بيتنا، في السعودية السينما ممنوعة فقط كدار عرض لكن الافلام موجودة وتعرض في التليفزيون، بالاضافة الي ان محلات تأجير الفيديو في السعودية من اكثر المحلات رواجاً.

اذا كان هناك نسبة مشاهدة كبيرة للافلام في السعودية علي شرائط الفيديو لماذا لا تقام دور عرض؟

السينما محاطة بالشك وبجدل كبير ووجود السينما في المحيط العام غير مقبول لكن الفيلم كمنتج فني مقبول في المجتمع السعودي هناك تناقض بين ما هو عام وما هو خاص، الناس داخل بيوتهم يستطيعوا ان يفعلوا كل شيء لكن خارج البيت لا يستطيعون ومنها مشاهدة الأفلام، او حتي ان خرجوا الي دول اخري خارج المملكة، وهذا شيء غير مقنع .

وماذا عن دخولك مجال الاخراج السينمائي؟

في البداية عملت عدة افلام قصيرة باسلوب الهواه دون دراسة للسينما، كنت احاول ان اوصل فكرتي لأكبر قطاع ممكن من المشاهدين، ثم قدمت فيلم وثائقي بعنوان "نساء بلا ظل" وهذا الفيلم كان محور هام في حياتي حيث بدأت التعرف علي هويتي وعلي الاتجاه الذي يستقطبني في السينما وبدأت احدد هدفي واتجاهي من صنع الافلام، كانت قصته تتحدث عن نساء في السعودية وكيف تغير المجتمع السعودي بعد النفط والثروة، وقبل ان يخرج الناس من القري الي المدن للعمل، كان مجتمع أقل تعليماً لكن للمرأة دور كبير في الحياة الاجتماعية، حيث كانت تشارك في البيت وفي الحقل وكان لها وجودها، ولكن مع انبعاث طبقة وسطي كبيرة في السعودية، اصبح التعليم يصب علي عزل المرأة عن المجتمع، ومع بداية دخول التكنولوجيا الحديثة والانترنت بدأ تكوين المجتمع يتغير، واصبحت المرأة لديها طموحات واحلام واهداف في الحياة، وبدأت تعيد تشكيل المجتمع والان اصبح النساء لديهم فرص كبيرة للمشاركة في الحياة الاجتماعية والعلمية، وأصبح المجال مفتوح امامهم للدراسة في الخارج علي حساب الدولة، حيث بدأت حركة انفتاح ملموسة للمجتمع السعودي.

اذا كانت النساء في السعودية بدأت في الانفتاح علي المجتمع والمشاركة في انشطة الحياة المختلفة، لماذا تحجيم دور السينما ؟

مازال هناك في السعودية قضايا جدلية مثل قيادة المرأه للسيارة، مثل السينما ، من المهم جداً أن يدرك المجتمع ماهية الفيلم السينمائي، والدور الذي يقع علينا نحن المخرجين ان نعطي المشاهد السعودي افلام يشعر معها بالاطمئنان تجاه هذه الصناعة، نصنع افلام تعبر عنهم وتسعدهم وتوضح لهم ان جمال السينما كفن مرئي لا تتعارض مع نظام حياتهم او تكسر عاداتهم وحياء مجتمعهم.

ولكن من يرفض وجود السينما في السعودية هم المتشددين وليس المجتمع السعودي الذي يتهافت علي نوادي الفيديو لمتابعة الافلام؟

صحيح ولكن الكثير من السعوديين بدأوا ينفتحون علي العالم وبدأت تقل هذه الفئة المتشددة وبدأ يكون فيه وسطية كبيرة في المجتمع السعودي، واعتقد ان تقبل المجتمع للسينما يحتاج فقط الي بعض الوقت.

كيف استطعتي وانتي امرأه ان تقومي بتصوير فيلم داخل السعودية وكيف قمتي بتصوير مشاهد الشارع؟

المجتمع السعودي غير مختلط ولن يقبل ان تقوم امرأه بتصويره في الشارع، كان من الصعب ان اعمل في الشارع واواجه الرجال، ولكن قمت بتحديد اماكن التصوير وكنت انا دائماً مختبئة داخل سيارة التصوير وضعت امامي شاشة عرض وكنت اتواصل مع المصور والممثلين من داخل السيارة، حاولت ان اصنع فيلم يعبر عن الحضارة السعودية ولا يتصادم معها، اذا كان المجتمع السعودي يرفض عمل المرأه في الشارع، انا لا احاول ان اثيره او استفزه، كنت اود ان اصنع فيلم شفاف بسيط يعبر عني دون الوصول الي صدام مباشر مع المجتمع، لم يكن لدي مشكلة بالعكس شعرت ان هذا التمرين كان مهم، كل شيء صعب ولكن انا كمخرجة ذهبت لمنطقة لم اكن لاذهب اليها اذا توافر لي كل شيء، من المهم ان يستفيد الانسان من كل هذه التجارب، ولا يجعلها عائق امامه او يعلق فشله علي شماعة الصعوبات والظروف.

الأطفال في الفيلم قاموا باداء تمثيلي احترافي كيف تعاملت معهم وهل كانت تجربتهم الاولي امام الكاميرا؟

نعم كانت اول مرة يقفوا امام الكاميرا، الطفلة التي قامت بدور وجدة كانت تحب الغناء والموسيقي وكانت شغوفة بمتابعة الحفلات الموسيقية والمهرجانات، فعندما تحدثت الي والديها لتقوم ببطولة الدور رحبوا واعطوها فرصة صغيرة خصوصا ان الفيلم رقيق ويحمل رسالة انسانية بشكل لا يخدش حياء المجتمع السعودي، شعرت ان البنت لديها لغة حوار مع الكاميرا حتي جمالها غير تقليدي لكن جمال روحها طغي علي الشكل، وملامحها محلية وصوتها الجميل، وبدأت ادربها علي التمثيل في فترة قصيرة هي والولد.

ما الصعوبات التي واجهتك اثناء تصوير الفيلم في السعودية؟

تعاقدنا مع احد المولات التجارية لتصوير احد المشاهد التي تجمع الام والابنة وعندما ذهبنا في يوم التصوير رفض صاحب المول ان نصور هناك لانه قلق من وجودنا، وقمنا بوقف التصوير نصف يوم الي ان وجدنا مول اخر قمنا بالتصوير فيه، وفي بعض المشاهد التي صورناها في الاحياء الشعبية قابلنا صعوبات لاقناع الناس بالتصوير حيث كانوا يرفضون الكاميرا، مازال الكثير منهم محافظين يرفضون الظهور امام الكاميرا ولكن هناك احياء اخري استقبلتنا وتفاعلوا معنا بشكل جميل وفتحوا لنا المجالس، وانا سعيدة اني صورت في السعودية رغم هذه الصعوبات ،فهناك من يفضلون الخروج للتصوير في دبي مثلا ولكن مهم ان نستثمر الواقع السعودي بكل ما فيه.

لماذا اخترتي الدراجة لتكون رمز لتحرر المرأة ؟

الدراجة فيها حركة وحرية وتسارع وهي في نفس الوقت لعبة ليست شيء جدي، هي شيء ناعم ، احببت ان اعطي المشاهد صورة بسيطة للمجتمع واتركهم يستنبطون الفكرة كل حسب ثقافته ومفهومة، لذا لم استعين بكاتب سيناريو لاني اشعر ان المجتمع السعودي لا يستطيع ان يفهمه الا السعودي ، بالاضافة الي ان السعودية لا يوجد بها كتاب سيناريو للسينما ، ولكن القليلون منهم يكتبون للتليفزيون، ولاني كنت ارغب في عرض صورة لبنت صغيرة اعبر من خلالها عن مدرستي وعن اهلي وعن اشياء شعرت بها خلال طفولتي، وقمت بمراجعة السيناريو عدة مرات من خلال اشتراكي في ورش عمل بعدة مهرجانات منها مهرجان صندانس وتورينو وبرلين، اضافت هذه الورش لي الكثير، ففي النسخة الاخيرة من السيناريو كانت الاحداث مختلفة تماما، و كانت شخصية الام ستموت في نهاية الفيلم قبل الزواج الثاني لزوجها، وانا كنت متشبثة بالفكرة لكن في النهاية اقتنعت بالاراء التي تلقيتها من الاصدقاء في الورشة وقررت تغيير الاحداث.

هل توجهتي الي اي جهه انتاجية في السعودية لتمويل الفيلم؟
لا يوجد غير شركة روتانا هي التي تدعم انتاج الافلام، ولكن وزارة الاعلام لا تدعم غير صناعة الدراما، ولا توجد اي ميزانية لدعم تمويل انتاج الافلام من اي جهه حكومية، لكن السعودية تتغير وهو موضوع وقت لا اكثر، واتمني ان يعرض الفيلم في دور العرض في كل الدول العربية ، اما في السعودية اتوقع ان يعرض علي التليفزيون او علي اقراص دي في دي.

هل تعتبر هذه التجارب بداية لتدشين صناعة سينما في السعودية ام انها مجرد محاولات فردية؟

لا نستطيع ان نقول صناعة لانها الان صعبة لعدم وجود دور عرض في السعودية وبالتالي لا يوجد توزيع ولكن اشعر ان مفهوم الفيلم بدأ يتغير وهناك ثقافة السينما بدأت تنتشر في المجتمع السعودي، حتي عند الناس البسطاء تغير مفهوم الفيلم في الذهنية السعودية، واصبح له وجود، المجتمع البسيط ليس لديه رفض للسينما.

هل شاهد اي مسئول في وزارة الاعلام بالسعودية الفيلم وقام بالتعليق عليه أو طلب منك عرض الفيلم؟

اشعر ان السعوديين فخورين بالفيلم لأنه يقدم السعودية بشكل جيد خصوصا ان الفيلم يعبر عنا بشكل رقيق وهاديء وغير مبتذل.

هل استخدمتي طفلة لبطولة الفيلم حتي لا تصطدمي مع المتشددين او ان يقابل فيلمك بهجوم؟

ليس هدفي الاصطدام بأحد، هدفي ان اصنع فيلم جميل يستمتع به الجمهور ويحمل صوتي كمخرجة ولكن بدون ان يكون فيه صدام مباشر مع اي جهه.

كيف يمكن ان يتطور انتاج الافلام السعودية وما هي المراحل التي يجب علي الشباب ان يخطوها؟

يجب عليهم ان يمشوا المشوار بطريقة صحيحة ، مهم جدا ان يكون هناك تدريب وتطوير، وعدم استعجال في صناعة فيلم وان تأخذ كل مرحلة وقتها، فمثلا سيناريو فيلم وجدة اخذ مني حوالي 5 سنوات لكتابته وتعديله حتي وصلت به الي هذا الشكل النهائي، مهم جدا ان يأخذوا وقتهم بشكل صحيح في الكتابة والتحضير والبحث عن تمويل ليصنعوا فيلمهم بشكل جيد.

هل ممكن ان تعودي لاخراج افلام قصيرة بعدما اخرجتي فيلم طويل؟

الفيلم القصير توزيعه محدود لذلك لا يستطيع الجمهور ان يشاهده الا من خلال عروض محدودة، لكن الفيلم الطويل توزيعه اكثر اتساع وهذا اهم شيء في الفيلم الطويل بالنسبة لي، لكن لا يوجد عندي مانع من العودة لاخراج افلام قصيرة ان عجبتني الفكرة ولكن اصبحت مثل الكثيرين عندي ادمان للفيلم الطويل.

ما هو شعورك كأول امرأه سعودية تصنع فيلم طويل؟

طبعا فخورة وسعيدة بهذا النجاح الذي حققه الفيلم عند عرضه في المهرجانات وردود الافعال الايجابية تجاهه، واتمني ان اكون قد قدمت صورة مختلفة للمراه السعودية ، واشعر بفخر شديد ان اكون من ضمن منظومة التغيير التي بدأت تدق باب المجتمع السعودي، واتمني ان يكون هناك المزيد من المخرجين نساء ورجال يساندون السينما ويقفون معها.

هل انتي بصدد تحضير عمل جديد خلال الايام القادمة ؟

لا يوجد عندي قصة او نص محدد ولكن ابحث عن قصة او فكرة مناسبة لاقدمها وان اعود لكتابة سيناريو جديد تدور احداثه ايضا داخل السعودية.