الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

زويله .. مدينة بلا أسوار

زويله .. مدينة بلا أسوار
عدد : 10-2013
تقع مدينة زويلة إلى الشرق من مدينة مرزق بحوالي 140 كم وفى الجنوب الشرقي من مدينة سبها وتتصل بواسطة طريق صحراوي متفرع من طريق سبها أوبارى يبلغ طوله 160كم تقريباً ،وهي مدينة صحراوية من أهم المواقع الإسلامية في ليبيا وتقع في منطقة فزان إلى الجنوب الشرقي من سبها في واحة من النخيل، وكانت تقع قديما على طريق مدن القوافل التجارية، وكانت أحد مراكز التجارة مع أفريقيا ومحطة من محطات القوافل ويذكر باب زوبلة في مدينة القاهرة الذي تخرج منه القوافل المتجه إلى أفريقيا السودان الغربي عن طريق مدينة زويلة .

وصلت الجيوش الإسلامية إلى زويلة بقيادة عقبة بن نافع الفهري في سنة 22هـ وصالح أهلها ودفعوا 300 رأس من العبيد، تعتبر مدينة زويلة أحدى المدن سميت الإسلامية في ليبيا حيث عثر على معالم أثرية إسلامية ترجع إلى العهد الفاطمي، وقد عرفت زويلة بعد الفتح الاسلامى بلد الأشراف كما عرفت زويلة بنى خطاب. وقد وصفها بعض الجغرافيين والرحالة العرب وأثنوا على منتجاتها فقد وصفها البكرى في المسالك والممالك وهو من أهالي القرن الخامس الهجري بقوله: ”وهى مدينة غير مسورة في وسط الصحراء وهى أول بلاد السودان وبها جامع وحمام وأسواق يجتمع بها الرفاق من كل جهة منها ومنها يفترق قاصدهم وتتشعب طرقهم وبها نخيل وبساط للزرع يسقى الإبل”.

وفي القرن السادس الهجري ذكرها "الادريسى" في نزهة المشتاق في اختراق الآفاق بقوله :“زويلة بناها عبدالله بن خطاب الهوارى وسكنها هو وبنو عمه في سنة306هـ وهى منسوبة لهذا الرجل وبه اشتهر اسمها، وهى الآن عامرة….وهي مدينة صغيرة وبها أسواق ومنها يدخل إلى جمل من بلاد السودان وشرب أهلها من آبار عذبة ولها نخل كثير وثمرها حسن، والمسافرون يأتونها بأمتعة من جهازها وجمل من أمور يحتاج إليها”..أما صاحب كتاب الاستبصار فيقول: “مدينة زويلة مدينة كبيرة قديمة أزلية في الصحراء”. ويذكر ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان” ان لأهل زويلة حكمة في احتراس بلدهم وذلك أن الذي عليه نوبة الاحتراس منهم يعمد إلى دابة فيشد عليها حزمة كبيرة من جرائد النخل ينال سعفها الأرض ثم يدور بها حوالي المدينة، فإذا أصبح من الغد ركب ذلك المحترس ومن تبعه على جمال السروج وداروا على المدينة فان رأوا أثرا خارجا من المدينة اتبعوه حتى يدركوه أينما توجه، لصا كان أو عبدا أو أمة أو غير ذلك”.. أما في القرن السابع الهجري فيصفها القزويني صاحب آثار البلاد بقوله:” مدينة بأفريقيا غير مسورة في أول حدود السودان، ولأهلها خاصية عجيبة في معرفة آثار القدم، ليس لغيرهم تلك الخاصية حتى يعرفوا أثر قدم الغريب والبلدي والرجل والمرأة واللص والعبد الآبق والآمة”.

ومن أهم معالم مدينة زويلة الأثرية التي مازالت قائمة الأضرحة السبعة لحكام زويلة من أسرة بنى الخطاب الذين حكموا من أواخر القرن الثالث الهجري حتى سنة 568هـ حين قضى قراقوش وهو أحد قواد الأيوبيين على حكمهم بمدينة زويلة بقتل آخر ملوكهم محمد بن الخطاب وخطب فيها لصلاح الدين.

ان مدينة زويلة كانت مدينة عامرة مزدهرة ويدلنا على ذلك ما كتبه عنها الجغرافيون والرحالة العرب وكذلك العثور على دينار اسلامى من الذهب سك بدار السكة بالمدينة زمن الخليفة الفاطمي الظاهر سنة 414هـ ، وتعد بقايا المسجد العتيق بزويلة من أهم المعالم الإسلامية بها، وستلقى الحفريات المستقبلية مزيدا من الضوء على معالم زويلة.

 
 
بقلم الدكتور/ عبد العزيز الفضالى
الصور :