الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الاقصر تدشن معابد الاجداد التى جددها الاحفاد

الاقصر تدشن معابد الاجداد التى جددها الاحفاد
عدد : 03-2014
ومازالت الاقصر رغم ازمة السياحة التى تمر بها تجدد ثوبها وتستعد لعرس السياحة القادم تفتح ابوابها المائة على مصراعيها للباحثين عن الحضارة العريقة والدفء والتاريخ

طيبة عاصمة الدنيا ومدينة الملوك ومدرسة الانسانية فى كل الفنون والعلوم لوحة ميتافيزيقية ساحرة جذابة تتجسد فيها الحضارة الفرعونية والبطلمية والرومانية والمسيحية والاسلامية وتمتزج فيها الحضارات لدرجة الصهر فتصبغ بصبغة مصرية خالصة

طيبة من دحرت الهكسوس وامتدت امبراطوريتها من الرافدين مرورا بسوريا وفلسطين حتى اعماق الشلال الرابع وليبيا وجذر البحر المتوسط واثرت الحضارة اليونانية والرومانية واخترعت الابدية واهتدت الى التوحيد والحكمة

فى احتفال لم يحظى بحقه من الدعوة رغم عالمية الحدث افتتح الدكتور محمد ابراهيم وزير الدولة للاثار عدد من المزارات الاثرية بطريقة قص الشريط وكانه يفتتح دكان بقالة فى شارع خلفى وكنت اتصور ان يكون الافتتاح مهرجانا عالميا وحدثا ثقافيا يليق بالمناسبة والمدينة رغم حضور وزير السياحة ووزير الرياضة وعدد معدود من وكالات السياحة والسفر

اسمحوا لى ان اصطحبكم لرحلة الى الاثار التى افتتحها السيد الكتور الوزير والتى كانت ثمرة جهد مدرسة ترميم الاثار المصرية وان كان بعضها ممول من بعض البعثات الاجنبية

نبدأ باقصى الجنوب فى غرب الاقصر جيث مدينة الموتى ومقابر الاجداد القرنة وكان مابين النيل والجبانة طائفة من المعابد تقام فيها الشعائر والصلوات على ارواح موتى الجبانة التماسا للرحمة واقامو بها منازل يأوون اليها لذكر موتاهم كراحة نفسية وعزاء وليحملوا الى قبورهم ماتعودوا ان يقدموه الى ارواحهم من الوان الطعام والشراب فى مواسم الجبانة تلك العادة المتاصلة فى وجدان الشعب المصرى الى الان

قصر العجوز(معبد تحوت)

من هذه المعابد قصر العجوز وهو معبد يرجع تاريخة الى العصر الرومانى رسم على اسم الاله تحوت اله العلم والحكمة فى مصر القديمة وسمى بقصر العجوز لان كل معبد صغير كان يسمى قصر والعجوز نسبة الى شيخ عجوز من رجال الطرق الصوفية اعتكف فى هذا المكان و كان يتخذ منه خلوة ويستقبل فيه مريديه وعرف بقصر العجوز

دير شلويت او دير العقاب

افتتح الوزير ضمن ما افتتج دير شلويت ولدير شلويت قصص تحكى فشلويت كلمة قبطية تعنى العقاب ومن اشتقاقاتها الشلوت اى الركل بالقدم فى اللغة المصرية الدارجة والشلاطة الجلده التى تستعمل لضرب الحمار والشلطة تناول الحساء الساخن ، يبعد الدير خوالى 5و3 جنوب جبل ممنونيا يرجع الى العصر الرومانى واقيم تقديسا للالهة ايزيس وعندما فر اقباط مصر من الاضطهاد الرومانى على عهد ديكيوس ودقلديانوس الى طيبة واتخذوا من معابد المصريين القدماء كنائس واديرة فى هذه المنطقة التى وفرت لهم الامان وخرجت منها الدعوة الى الرهبنة

فى هذا الوقت كانت تعج مدينة هابو بطوائف المسيحيين الذين بالغو فى تشويه صور وتقوش المعابد والمقابر ليجعلوا مكانها صورا ورموزا مسيحية بعد تغظيتها بالجير والملاط ومن ضمنها معبد ايزيس الذى اصبح دير شلويت

ويبدوا ان الرومان اتخذوا منه مقرا لعقاب المسيحيين المعترفين وهم الذين جاهدوا فى سبيل الايمان وعذبوا ولم يستشهدوا وكان فى طليعتهم الانبا بفونتى اسقف طيبة تلميذ القديس انطونيوس وقد قبض عليه فى عصر الامبراطور مكسيميانوس وسجن وعذب وقلعت عينه اليمنى وكوى تجويفها وبترت ساقه اليسرى كما كويت اعصابه وعضلات جسمه وسيق هو و 130 من المعترفين الى المحاجر وتم تسخيرهم فى قطع الاحجارمن محجر بروفيرى مع جلدهم بالسياط وانبفونتى من اعضاء مجمع نيقية وخير معين للانبا اثناسيوس وحضر مجمع سرديكا .ودير شلويت او دير العقاب يشهد على هذه الوقائع ويتكون من ثلاث خجرات من الجهة البحرية وحجرتان ودرج فى الحهة الجنوبية وقدس الاقداس فى الوسط نعبر النيل الى مدينة الاحياء ونتجه الى الكرنك اعظم متجف مفتوح فى العالم حيث تم افتتاح معبد موت.

معبد موت

معبد موت بناه امنجتب الثالث للمعبودة موت صاحبة امون وام ولده خونسو من وراء مدخله فناءان مكشوفان بنتهى احدهما الى مقاصير المعبد تناثرت فيه تماثيل سخمت صورت اول الامر على هيئة اللبؤة ثم على هيئة الانثى لها راس لبؤه ثم جعلوا فى كل يد من يديها سولجان احدهما بمثل عودا من اعواد البردى رمز للخضرة التى تشبر الى الخير وتذكر الناس بوفاء النيل والثانى يرمز الى الحياة ،ومن وراء المعبد بركة مقدسة كان الكهنة يطوفون على مائها بزورق يحملون عليه تمثال الالهة موت فى اعيادها ومواسمها هذا المعبد الذى تناثرت فيه تماثيل الالهة سخمت امنا الغولة فى التراث الشعبى تقول الاسطورة ان الاله رع ابو البشرية اغضبه من البشر جحودهم فضله وعدم وفائهم بما كان ينتظره منهم من عبادات وتقدير فجمع بلاطه فى السماء وافضى اليهم برغبته فى افناء البشر وقال لهم ابحثو عن ابنتى اين هى وكانت ابنته هى حتحور البقرة المقدسة التى سموا شهر من شهور السنه باسمها هتور وقالت الالهة بعد البحث ان ابنته حتحور فى النوبة فامرهم ان يرسلوا لها رسولا يحضرها وكانت حتحور غاضبة فهداهم التفكير الى ارسال الاله تحوت رب الحكمة والمعرفة ادراكا منهم انه يملك الحيلة والحكمة وانه قادر على احضارها فذهب اليها على هيئة قرد ونجح فى احضارها وكان الوقت وقت جفاف النيل فبكت حتحور ففاض النيل من دموعها وشاعت بجسريه الخضرة، فلما صعدت لابيها فى السماء ناداها تعالى فلبت طائعة وطلب اليها اعدام البشرية العقوق لكن حتحورالتى يرمز اليها بالبقرة الرؤم احتالت على طبيعتها واخذت شكل اللبؤه المفترسة المتعطشة للدماء ،وعز على الالهة الاخرى ان تفنى البشرية فاوحوا الى البشر ان استعدوا بطجن الشعير ليصنعوا منه الجعة ويخلطوها بمادة حمراء كالدم ويصبوا لللبؤة هذا الشراب لتسكر ويخيل لها انها ارتوت من دماء البشر، واشفق الاله رع على الناس وطلب من ابنته حتحور ان تعود الى السماء ولما رفضت سكب فى طريقها الجعة الحمراء حتى ثملت ونجا الناس من شرورها وصعد الاله الى السماء على ظهر البقرة المقدسة نوت

معبد الاله خونسو (اله القمر

شيده رمسيس الثالث من الاسرة العشرين واضاف اليه مبانى ونقوش اخرى كل من الملك رمسيس الرابع ،السابع ورئيس الكهنة حريحور، وخونسو هو الاله المكمل لتالوث طيبة امون موت خونسو

ويعد نموذحا للمعبد المصرى فى الدولة الجدبثة ويتكون من الصرج الامامى ذو البرجين والفناء المكشوف والاروقة ذات العمد ثم القاعة الامامية يليها فاعة الاعمدة واخيرا قدس الاقداس الخاص بالقوارب المقدسة لثالوث طيبة

وتتدرج ارتفاعات المعبد حيث يقل الضوء شيئا فشيئا لتهيئة المتعبدين للرهبة والخشوع امام بيت الاله ومكانه المقدس وتغطى جدرانه نقوش تصور الفراعنة يتعبدون ويقدمون القرابين للالهة المختلفة لتمنحهم الخلود

بوابة بطليموس

تلك البوابة الشامخة امام معبد خونسو شيدها بطليموس الثالث فى سور المعبد وعليها نقوش بطلمية تمثل الملك وزوجه يقدمان القرابين للاله وفى اعلى البوابة نقش يمثل قرص الشمس المجنح رمز انتصار خورس على اعدائه

وفى الاقصر اسطورة تصور ان هناك قزما يعيش فوق البوابة خلقته مشوهة قصير القامة ممتلىء الجسم وله وجه عريض وعينان براقتان وانف اقطس ولسان متدلى وزراعان طويلتان تصلان الى الارض ومازال الاهالى يرهبونه ويخافون من المرور امام البوابة فى الليل

هذا القزم اذا اهتاج صاح صياحا مخيفا ويصب شروره ععلى الجميع الناس والحيوانات وسمونه عيط الله وتنطبق اوسافه على الاله بس اله المرح لكن الخيال الشعبى صوره بهذه الصورة المخيفة

معبد بتاح اله الفن

يقع فى اطراف معبد الكرنك من اقصى الشمال يصل اليه من الباب الشمالى لصالة الاعمدة الكبرى ويتكون من عدة بوابات وحجرات بنيت فى العصر المتاخر تكريما للاله بتاح رب الفن فى مصر القديمة ورب سقارة وقد شيد فرعون مصر تحتمس الثالث الجزء الاكبر من المعبد وبنى البوابة الاخيرة والفناء الذى يليها واضاف عمودان لكل منهما 16 ضلعا وفى المؤخرة قدس الاقداس وبه تمثال للاله بتاح فقدت راسه والى اليمين حجرة صغيرة بها تمثال للالهة سخمت وفى سقف الحجرة ثقب يدخل منه ضوء الشمس صباحا واشعة القمر مساءا فيضفى على التمثال ضوء خافت يبعث على الرهبة

هذا المعبد كان مصدر رعب لاهالى المنطقة ويخشون الاقتراب منه لما اشيع ان عولة مفترسة تفترس الاطفال تسكن هذا المعبد اسموها ام العدانى اى الاساور وقد تاكد هذا الطن عندما انهار جرف بالمعبد اثناء الترميم ودفن تحته سبعة اطفال ولم تظهر جثثهم ثم كشفت الحفريات عن تمثال هائل للالهة سخمت بشكلها المرعب

تبقى قصة السفينة الذهبية التى تظهر فى بعض الليالى القمرية بالبحيرة المقدسة بالكرنك وعلى سطحها ملك من الذهب الخالص وبحارة من الفضة وتشق طريقها على سطح البحيرة مخلفة ورائها ذيل من الاحجار الكريمة والسعيد من يتابع هذه السفينة ويتبعها فى صمت وفى غفلة من حراسها حتى ترسو على الشاطىء فيغترف من خيراتها وكنوزها واى حركة او همسة تختفى السفينة تحت الماء

هنا يمتزج التاريخ بالسحر والعظمة والاساطير انه اكبر متحف مفتوح فى العالم كنت اتمنى ان تليق الافتتاحات بعظمة المكان وروعة التاريخ فسحقا للاغبياء

 
 
بقلم/ عبدالمنعــم عبدالعظــيم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الاقصر - مصر