الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

عروس البحر الأبيض المتوسط

عروس البحر الأبيض المتوسط
عدد : 03-2013
كما يختص الله من البشر صفات يشتهرون بها ويمتازون عن غيرهم فهو أيضا يفعل ذلك مع البلدان والمدن ، ولعل من أبرز تلك البلدان التي حباها الله عز وجل طبيعة خاصة ترسم ملامح خالدة في ذاكرة الزائرين هي جمهورية مصر العربية التي أضاءت بحضارتها وتاريخها الطريق لبلاد عديدة حتى تشرق شمس العلوم والفنون في العالم كله.. عندما تسافر إلى مصر وتتنقل من مدينة إلى أخرى فأنت تتنقل من صفحة لأخرى في سجل التاريخ الحافل بعظماء العالم أجمع حيث قرر كل منهم أن يكون له من المجد نصيب وأن يسطر في مدونة العالم التاريخية ولو سطراً واحد يجعل من اسمه رمزاً تدرسه الأجيال على مدار الزمان .
تتعدد المدن والوجهات السياحية في مصر بالشكل الذي يجعل من زيارتها رحلة لا ينتهي فيها الذهاب والعودة ، فأينما توجهت فأنت في رقعة تاريخية بها من الآثار العريقة ما هو شاهد عيان على مكانة تلك الدولة في العالم أجمع والدور البارز الذي لعبته على مدار آلاف السنين حتى تستقر دول العالم سواء من ناحية الإستراتيجية العسكرية أو المدنية ..
فإن جئت إلى مصر من شمالها عبر مدينة الإسكندرية فأنت الآن في إحدى أعرق المدن والتي أسسها ملك مازال العالم كله في حيرة من أمره ، إنه "الإسكندر الأكبر" الذي جاء إلى مصر لتكتمل إمبراطوريته ببلد عظيم كمصر كان محور العالم منذ فجر التاريخ.
تأسست مدينة الإسكندرية على يد "الإسكندر الأكبر"سنة 332 قبل الميلاد ، ولذا فقد تم تسميتها بالإسكندرية ، وهي مدينة خالدة في قلب المصريين والزائرين ، فهي المدينة التي تعرف طريقها إلى قلب كل من سكن وكل من زار .
الإسكندرية هي العاصمة الثانية لمصر ، وهي أكبر موانئ مصر البحرية وربما أهمها على الإطلاق حتى الآن ، تمتاز المدينة بملامح طبيعية خاصة جعلت منها إحدى الوجهات السياحية الرائدة في العالم العربي لذا فقد اشتهرت المدينة بأنها " عروس البحر الأبيض المتوسط " وذلك للتناغم الذي تنفرد به بين المعالم الطبيعية الجميلة في شواطئها ورمالها البيضاء الناعمة و جوها المعتدل وبين الآثار العريقة التي تعكس تنوع الحضارات التي شهدتها المدينة بين يونانية ، رومانية ، قبطية وإسلامية ، لذا يشعر المسافر إلى الإسكندرية كأنه يبحر في خضم الحضارات العريقة يتذوق من لمساتها الفنية والتاريخية ما يحلو دائما من عبق التاريخ .
إن كنت من ضمن هؤلاء الشغوفين بالأثر والآثار كي يستشعروا أحداث الماضي ويروا بصمة الملوك والعظماء فأنت ضيف كريم في مدينة الإسكندرية تتجول في المواقع الأثرية في حفاوة وكرم ضيافة المصريين الذي يستقبلون الزائرين بكل ترحاب وبشاشة .
ومن أبرز المواقع الأثرية التي يمكنك زيارتها وتبلغ من العمر آلاف السنين :-
( مقبرة كوم الشقافة ، منطقة عمود السواري ، مقابر الأنفوشي ، المسرح الروماني ، معبد الرأس السوداء ، مقبرة الشاطبي ، معبد القيصرون ، الحمام الروماني ، وغيرها من العديد والمزيد من المواقع ) .
- ومن المعالم السياحية الجميلة في الإسكندرية :-
(مسجد سيدى بشر الأثري وحديقته ، متحف المجوهرات ، مكتبة الإسكندرية ، المتحف اليوناني الروماني ، المتحف البحري ، حديقة انطونيادس ، فيلا الطيور ، وغيرها من المعالم ) .
أما وإن كنت من هواة زيارة القصور والاستمتاع بما تتسم به من أبهة وفخامة فأنت على دعوة من قصر المنتزه لترى كيف يعيش الملوك وتتجول في قصورهم وكأنك ملك مثلهم فترى أبهة فن العمارة والطراز الملكي واللمسات الفنية في البنية والأركان التي تجمع بين الطراز الفرنسي والعثماني الإسلامي ، ولم تنسى الملوك حق أطفالك في المتعة والاستمتاع فمن أجل ذلك خصصوا لهم مساحة 370 فدان وصمموا فيها حدائق القصر والتي تبهر خضرتها و ورودها وأزهارها أعينهم و تعم أجواء اللهو واللعب في بهجة تشعر بها في عين أبنائك ، كما تضم الحدائق وسائل الترفيه من الملاعب والمسرح وأماكن لممارسة الرياضة البحرية ومطاعم لأشهى المأكولات البحرية، كما يتبع قصر المنتزه قصران آخران يشبهانه في الطراز المعماري ، أولهما قصر " الحرملك " الذي كان يقيم فيه حريم الملك ونساء الحاشية التابعة للأسرة الملكية والذي تحول الطابق الأول فيه إلى كازينو عالمي والطابقان الثاني والثالث إلى فندق فاخر ، أما القصر الثاني فهو قصر " السلاملك " والذي بُني ليقيم فيه رجال الحاشية الخاصة بالملك و تحول الآن إلى فندق سياحي فاخر يقيم به السائحون للاستمتاع بالفخامة والأبهة.
أما إن كنت من هواة التحف والاستمتاع بالقطع الفنية الفريدة في هدوء وانسجام مع رقة الفن والجمال فأنت قد على موعد مع متحف الإسكندرية القومي كي تتنقل بين مقتنياته الأثرية والتي تعود أعمارها إلى سنين عديدة مضت وتركت لنا كنوزاً أثرية تعكس أمجاد البلاد في لمسة فنية تشعر بها وأنت تتجول في المتحف بين التماثيل و المقاصير والعملات وغيرها من القطع الأثرية التي تعود إلى الحضارة الفرعونية واليونانية والرومانية والإسلامية .
ومن الطريف أن تعرف أن آثار الإسكندرية الغارقة هي من ألهمت اتحاد كرة القدم الإنجليزي بالشعار الخاص به وهو الأسد الذي يضع إحدى قدميه فوق كرة حيث استلهم اتحاد الكرة هذا الشعار من تمثال تحت مياه الإسكندرية كان في الأصل يقف أمام قصر الملكة كليوباترا وكان مغزاه أن مصر هي القوة وهي نواة العالم التي تحرك أحداثه كيفما تشاء ، وبالطبع لا نغفل أنه في يوم ما حظيت الإسكندرية بإحدى عجائب الدنيا السبع وكانت تلك الأعجوبة هي " منارة الإسكندرية " ولا ندري إن كان حسن الحظ للإسكندرية أم للمنارة نفسها .
- ولأن الماء احتوى للحياة الجمال فأنت وأسرتك على دعوة من شواطئ الإسكندرية من أجل المتعة والاستجمام، ومن أجمل شواطئ الإسكندرية :-
( استنالي ، رشدي ، جليم ، السراي ، أبو هيف ، سيدي بشر ، وغيرها من العديد والمزيد من الشواطئ ) .
- ومن أجمل الفنادق في مدينة الإسكندرية كي تستمتع برفاهية الفنادق :-
( فور سيزونز ، شيراتون المنتزه ، قصر السلاملك ، هيلتون الإسكندرية جرين بلازا ، ريجنسي ،سيمراميس مير كيور رومانس ، جراند رويال ) .
وأخيراً وليس آخراً لا تقتصر المدينة على ما قرأته من سطور معدودة ، إنما القصور في سطوري المعدودة التي تعجز في بعض الأحيان أن تعبر عن الفن والجمال عندما يجتمعان في وجه الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط .

 
 
بقلم / عمرو أحمد
الصور :