الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

مصر بين المعسكر الأمريكى والروسى

مصر بين المعسكر الأمريكى والروسى
عدد : 09-2014
الباحثة نبوية احمد تكتب

في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سلكت العلاقات المصرية السوفيتية مسارًا متصاعدًا ومتعاونًا حتى وفاته . في حين سلكت العلاقات المصرية الأمريكية مسارًا متعرجًا بين التعاون والصراع في الفترة من ( 1952 – 1963) وما لبث أن تصاعد الصراع بعد ذلك بشكل منتظم وثابت حتى وفاة عبد الناصر ، وفي عهد الرئيس السادات انعكست الصورة تماما حيث أخذت العلاقات المصرية السوفيتية مسارًا متعرجًا بين التعاون والصدام ، وزاد من حدة الصدام ما نتج عن مؤتمر الوفاق الأمريكى السوفيتى فى 30 مايو 1972 ، حيث اتفقت القوتان العظمتان على تجميد الوضع أو فرض حالة من الاسترخاء العسكرى فى الشرق الأوسط ، وإعلاء مصالحهما المشتركة فوق أى شئ آخر ، وعلى أثر ذلك اتخذ السادات قراره بطرد الخبراء الروس من مصر ، ومن بين الأسباب التى دفعت السادات لاتخاذ هذا القرار أيضًا : أن السوفيت شرعوا فى ممارسة دور الوصى على مصر لدرجة أن السفير السوفيتى بدأ يأخذ لنفسه وضعًا أشبه ما يكون بوضع المندوب السامى البريطانى أيام الاحتلال ، كما أراد السادات أن يضع الاتحاد السوفيتى فى حجمه الطبيعى كدولة صديقة لأنهم ظنوا فى مرحلة من المراحل أن مصر أصبحت فى جيبهم ، وظن العالم أن الاتحاد السوفيتى هو ولى أمر المصريين، وقد بنى السادات استراتيجيته على أساس أن لا تبدأ مصر معركتها وعلى أرضها خبراء سوفيت حتى لا ينسب إليهم أى نصر عسكرى يحققه المصريون ، وشن حرب أكتوبر 1973 معتمدًا علي القدرات القتالية للقوات المسلحة المصرية "بأسلحة سوفيتية" .

ويجب علينا أن نعي أن رؤية السادات لحرب أكتوبر تتلخص في إنها حرب تحريك لا تحرير بمعني انه قصد من الحرب إشعال الموقف السياسي والدولي للقضية بدلًا من حالة اللا سلم واللا حرب ، حيث أدرك أن مصر لن تستطيع تدمير إسرائيل الابنة المدللة لأمريكا ، ولكنه رأي ضرورة تحقيق انتصار نفسي قبل المبادرة بأي حلول سلمية ، هذا فضلا عن رغبته في إظهار أن مصر يمكن لها أيضا أن تلعب دور الحليف للولايات المتحدة إذا ما انتهت هذه القضية ، ومع تنامي الدور الأمريكي في فض الاشتباك الأول والثاني فى سيناء ازداد انحسار العلاقات المصرية السوفيتية ، واستمرت الولايات المتحدة الأمريكية فى مواصلة جهودها للتأثير عليه من أجل فك الارتباط المصرى السوفيتى حتى عام 1976 ذلك العام الذي ألغيت فيه معاهدة الصداقة والتعاون بين مصر والاتحاد والسوفيتى ، في حين أخذت العلاقات المصرية الأمريكية مسارًا جديدًا تمامًا في اتجاه التعاون المتصاعد والمستمر دومًا حتى آخر لحظة في حياة السادات ، خلاصة القول أن السادات أخرج مصر من دائرة التدخل السوفيتى إلى دائرة التبعية الأمريكية .

وعمل الرئيس محمد حسنى مبارك على استكمال ما بدأه السادات ، ونجحت أمريكا فى تحييد الدور المصرى عربيًا وإقليميًا ، ونجحت أيضًا فى خلق طبقة جديدة ارتبطت معها بمصالح ضخمة على المستوى السياسى والاقتصادى والثقافى ، واستطاعت أن تجعل الدور المصرى دور المراقب فى قضايا جوهرية متعلقة بمستقبل العالم العربى والمنطقة ، كما أنها فى بعض الأحيان وضعت قيودًا فى التعامل بين مصر ودول العالم ، ومن المؤكد أن أمريكا لن تتنازل بسهولة عن نفوذها فى مصر والمنطقة .

أما الآن ونحن بصدد مرحلة فارقة فى العلاقات بين مصر ودول العالم ، علينا أن نحاول الوصول إلى نقطة توازن حقيقية في السياسة الخارجية لمصر بعيدًا عن الوقوع تحت تأثير قوة خارجية واحدة ، علينا أن نطبق مبدأ تنوع مصادر السلاح والغذاء وكافة الاحتياجات ، وأن نعمل على تنمية مواردنا الداخلية فى كافة المجالات والاعتماد على الذات حتى لا نقع فريسة تحت ضغط أى قوة خارجية .