الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

سيناء.. هل حان وقت تفهم دروس الماضي والعبور الحقيقي.. لتحيا مصر

سيناء.. هل حان وقت تفهم دروس الماضي والعبور الحقيقي.. لتحيا مصر
عدد : 10-2014
بقلم دكتور/ ياسر مصطفى شهاوي
كلية السياحة والفنادق
جامعة السادات

تعيش سيناء اليوم - حيث تتنوع مقومات السياحة فيها بين القدسية التاريخية والجغرافية ......أصالة المجتمع والثقافة .....تميز الطبيعة والبيئة ..... الموضع و الموضع بين خلود الإسم و ثبات الرسم - في حاضر يشهد مفترق طرق يحتم علينا ضرورة البدء في تنفيذ تعمير و عبور حقيقي لسيناء.
لاشك أننا في الوقت الراهن والظرف الدقيق الذي يمر به وطننا الغالي مصر والأحداث الجسام التي تحدث في سيناء الحبيبة التي هي دائما في خطر بدون تحرك قومي لتعميرها والسيطرة عليها فأنا أبحث هنا عن العبور والتحرير الجديد لسيناء من خلال التركيز على دورها الحقيقي خلال العصور.
فلم تأت سيناء عفو خاطر التاريخ في دورة الأزمنه, بل كانت موقعاً وموضعاُ معبراً في أزمة العبور الدائم, والترحال المستمر, وللمعابر في أزمنة الغزو والفتوحات موقع الصدارة في فعل التاريخ ،ونقطة الانطلاق في دورة التحول المستمرة؛ بحيث يصبح العبور نقطة إقامة في الترحال؛ يوازي ذلك موقع القداسة الديني والتاريخي، الذي احتلته سيناء بجدارة؛ عندما تجلى الله سبحانه و تعالى على جبل موسى في رحلة التيه الشهيرة، وكلم الله سبحانه و تعالى سيدنا موسى عليه السلام, وعندما خطت سيناء في حروبها فصول التحرير في كتاب التاريخ المصري، كل ذلك شكَّل منتجاً سياحياً فريداً تاريخياً وجغرافياً، وذا أهمية في تنشيط حركة السياحة الوافدة إلى مصر بصفة عامة، وشبه جزيرة سيناء بصفة خاصة، فهي تاريخ وحضارة موقعاً وموضعاً؛ بل قلب مصر النابض عبر العصور,أرض السلام والرخاء,أرض الإخاء والمحبة، أرض السياحة والآثار والمستقبل آن الأوان أن نهتم بها كقلب مصر النابض و حتى لا نستيقظ يوماً ونندم و قت لا ينفع الندم و نترحم على هذه الأيام التي بإمكاننا أن نبسط سيطرتنا عليها استراتيجياً وتنموياً و إقتصادياً و سياحياً و أمنياً و قومياً قبل أن يأتي وقت يكون ثمن الندم و الترحم أغلي ما نملك كمصريين.

سيناء .....النقاء والبيئة البكر

فسيناء قد وهبها الله كثيراً من الموارد والمقومات ( التاريخية والطبيعية والبشرية....... ) والتي تتركز في منطقة شمال سيناء وبصفة منفردة؛ حيث الشواطئ الممتدة علي ساحل البحر المتوسط من السويس وبالوظه غربا، حتى رفح والحدود الدولية شرقاً ، مارًا بمنطقة الأراضي الرطبة في الزرانيق وبحيرة البردويل والعريش والشيخ زويد، والعديد من المناطق الأخرى الطبيعية المتميزة، والأنواع المتعددة من الحيوانات والنباتات البرية النادرة، بالإضافة إلى تميز هذه الشواطئ بوجود المياه الصافية والفيروزية التي لا مثيل لها في العالم. ذلك نظرًا لكونها مناطق تتميز بالنقاء والبيئة البكر بالإضافة إلى الأهمية التاريخية والأثرية والاستراتيجية للمنطقة عبر العصور. حيث إن سيناء جزء لا ينفصم من حضارة وادي النيل؛ لذلك فإن كل العصور التي مرت بها تلك الحضارة ( من فرعونية، ويونانية/ رومانية، وقبطية، وإسلامية، وحديثة ) لها وجود على أرض سيناء...... ؛ فلكل عصرٍ ودائعه، ممثلةً في مواقع أثرية عديدة. بالإضافة إلى ما سبق تتميز سيناء من الناحية التاريخية - الأثرية بميزتين أخريين هما: الطريق الحربي الكــبير الذي يمر بها أي أن منطقة شمال سيناء بوابة مصر الاستراتيجية منذ القدم وحتى الآن، ومازالت آثار الطرق الحربية باقية، ثم المناجم و المواقع الأثرية.. مواقع الفلوسيات و الخوينات و مناجم الفيروز والنحاس.. التي تعد من أقدم المناجم في العالم. فهذان العنصران هما مدخل دراسة ثبات الرسم وخلود الإسم لتاريخ وجغرافيا سيناء ومفتاح لاستيعاب الخريطة السياحية و الأثرية بها .

المشروع القومي لتنمية سيناء (1994-2017 )

ولا شك أن الأهمية هنا للتحليل تؤكد على السؤال حول أين التنفيذ و الخطوات والركائز الأساسية للمشروع القومي لتنمية سيناء (1994-2017 )؛ لدمج سيناء في الكيان الاقتصادي والاجتماعي لبقية الأقاليم والمناطق المصرية لوضع خريطة استثمارات متكاملة مع بقية أجزاء الوطن من زراعية وعمرانية وسياحية وتعدينية صناعية وأمنية، تحقق التوظيف الإقتصادي الأنسب لأراضي سيناء في إطار المحددات الطبيعية والبيئية المختلفة ، باعتبارها من الأقاليم المصرية المتسعة المساحة، ودعم البعد الأمني والسياسي للحدود الشرقية للدولة، ومواكبة المتغيرات الدولية والإقليمية والمساهمة في إعادة توزيع خريطة مصر السكانية.

خلود الإسم وثبات الرسم لسيناء منذ القدم

وشبه جزيرة سيناء المصرية كما يسمونها في العصر الحديث، كانت موجودةً منذ ما قبل التاريخ المكتوب أو المعروف (5984 سنة) بآلاف السنين، وكانت لها أسماء أخرى كثيرة وقديمة منذ العصر الحجري على الأقل؛ حيث تَرك الإنسان الذي عاش على أرض سيناء في ذلك العصر(آثاره) ممثلةً في الأدوات والبيوت ووسائل الحياة الأخرى، ونقوشٍ بلغات لم يفك علماء الآثار رموزها حتى الآن. عرفت سيناء في الآثار المصرية باسم " توشويت " أي أرض الجدب والعراء وعرفت باسم " مجان " في الآثار الآشورية، ولعله( مَدْيَن)، وهو الاسم الذي أطلقه مؤرخو العرب على شمال الحجاز وجنوب فلسطين، وهي البلاد التي عرفت عند مؤرخي اليونان باسم " ارابيابترا" أي العربية الصخرية و ذكرت كنايةً بالصفة من خلال شهرتها بمعدن الفيروز، فقد وصفت بأنها أرض الفيروز. و اسم سيناء أو سينين كما ورد في القرآن الكريم يرجع إلى "سين" إله القمر؛ الذي كان يعبده الساميون على أرض سيناء, وورد ذكر سيناء في التوراة ( جاء الله من سيناء وأشرق من ساعير)، وسمي هذا الجزء من سيناء, بأرض العمالقة( عن ممدوح بكر، أضواء علي سيناء)،وأقسم الله سبحانه و تعالى بسيناء فقال تعالى:- والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلَد الأمين ، ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً وخرَّ موسى صعقا فلما أفاقَ قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ، والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور  ، ولما وردّ ماء مدين وجدَ عليه أمُة من الناس يسقون ووجّدَ من دونهما امرأتين تزودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال ربي إني لما أنزلت إلى من خير فقير ، وقطعناهم اثني عشرة أسباطاً أمماً وأوحينآ إلى موسى اذا استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً قد علم كل أناسٍ مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون  ، وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين  ، فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى  .وفي التاريخ القديم قالوا عن سيناء إنها "أرض القمر"، أرض الفيروز، أرض الشمس المشرقة، أرض الموت والجدب، وأرض الأنبياء وتمثل الطريق الذي سلكه الأنبياء والقديسون إلى مدخل الوادي عند نهر النيل العظيم.
فهي بوابة مصر الشرقية، التي ظلت وستظل تشكل لغزاً في تاريخها وحضارتها ودورها المحوري على المستوي العالمي, ويظل اسمها وأصالته مدعاة للمزيد من البحوث والدراسات، مما يشكل نقطة قوية لدراستها وتحليلها، حيث ظلت خريطة سيناء القديمة المعروفة في كل عصور التاريخ القديم والحديث كما هي لم تتغير... ولن تتغير مهما تعرضت من خطوب الزمن و تحديات الأمم.

شواهد وآثار ما قبل التاريخ في سيناء

وتحتوي سيناء علي شواهد وآثار ما قبل التاريخ حيث عثر على بقايا تجمعات سكنية صغيرة في القسيمة والحسنة والتمد، وبالقرب من العريش عثر علي أدوات من العصر البرونزي. ثم هناك أدوات نحاسية ترجع إلى العصر الحجري عثر عليها في حضارات هذه الفترة، و سيناء في العصر الفرعوني و مع بداية الأسرة الأولى في مصر نجد أن الملك " عج ايب " سيّر حملةً له نحو الشرق ،وصور الحصون التي ترجع للعصر العتيق، والتي ورد ذكر بعضها، وتأكد وجودها في جنوب فلسطين، ثم توالى نشاط حكام مصر في سيناء, وتشهد الأسرة الثالثة اهتماماً واضحاً بسيناء, فقد عثر على نقشين يخصان الملك سانحت ( ربما أول ملوك الأسرة الثالثة), أحدهم في أحد المناجم والثاني يؤدب الأعداء, وعثر كذلك على نقش من عهد الملك زوسر، يمثله وهو يضرب العدو وأمامه شخص يحمل لقب قائد الجيش، ووجد اسم (سانحت) من عهد ابنه سخم خت منقوشاً في وادي المغارة.

سيناء والفرس

أما سيناء والفرس( 525: 415 ق.م ) فقد سّير قمبيز حملة للهجوم على طيبة( مصر)، ودخل بجيشه من أرض كنعان عبر سيناء حتى وصل إلى الفرما( شمال بالوظه) حاليا، واستسلم بعد هزيمته من جيش آمون(410) ق .م، ثم عاد ودخلها مرة أخري عبر سيناء بقوه اكبر، واحتلوا مصر ثماني سنوات، قبل أن يهزمهم الإسكندر المقدوني المعروف بالإسكندر الأكبر وعاش الأنباط (159-166) ق.م، في أجزاء من شبه جزيرة سيناء؛ حيث وفدوا من شبه الجزيرة العربية، ووجدت آثارهم على صخورٍ في سيناء. إلا أننا نجد أن الدور الاقتصادي والدفاعي المتمثل في التجارة والحاجة إلى الاستقرار عبر المدخل الشرقي لمصر أدى إلى أن الجيوش المصرية قامت بعد محنة الهكسوس -الذين غزوا مصر- باستخدام الهجوم خير وسليه للدفاع، من هنا ظهر طريق حورس الحربي، بالتالي زادت أعداد الحصون والقلاع التي أقاموها ومراكز التموين والإمداد والآبار التي حفرت. من ذلك نجد أن سيناء منذ فجر التاريخ مثلت الجزء المهم جداً من أرض مصر، والصرح الحضاري الشامخ،الذي يرجع إلى آلاف السنين، وشكلت منه الآثار حلقات متكاملة مع الأحداث التاريخية في امتزاج واندماج، قلما تجد منطقة أخرى في العالم كله لها ما لسيناء في الأهمية التاريخية على مر العصور.

في العصر اليوناني الروماني

بدأ تاريخ سيناء في العصر اليوناني الروماني بدخول الإسكندر" بيلوز" أو" بليوزيون عندما أعَلن أنها مدينة حرة"، على رأس جيش يتألف من 40.000 مقاتل يحرس جناحهم الأيمن أسطول الإسكندر الذي سار بحذاء الشاطئ حتى هذا الميناء, ثم دخل فرع النيل وتقدم نحو منف, وترك حامية في بلزيوم وتقدم الإسكندر الأكبر عبر الصحراء إلى هليوبوليس ومنها إلى منف. أما تاريخ سيناء قبل الفتح العربي ففي هذه الفترة ظهرت فيها المسيحية، واقتضت الظروف أن يظل المسيحيون بعيدين عن المدن واضطهاد الرومان لمئات السنين. لجأ المسيحيون الأوائل إلى الإقامة في وادي فيران في جنوب سيناء، وفي أعلى الجبال في هذه المنطقة، وأقاموا ديراً زاد إلى مجموعة من الأديرة، وبهذا زادت أهمية المنطقة بهذه المجموعة من الأديرة، وأصبحت علاقتها وثيقة مع بعثة سيدنا موسى عليه السلام، ولعل هذه الأديرة تهدمت فيما عدا الدير الشهير سانت كاترين، الذي لا يزال يحوي بين جنباته العديد من المعالم والآثار المهمة والفريدة، بالإضافة إلى العديد من المخطوطات الهامة وجزءً من رفات القديسة " كاترينا" والتحف الفريدة .

الفتح الإسلامي
تاريخ سيناء والفتح الإسلامي لمصر يعد فصلاً قوياً لدور سيناء عبر التاريخ حيث بعد أن فُتحت القدس على أيدي المسلمين، سار عمرو بن العاص في جيش صغير من الخيل؛ حتى وصل الحدود بين مصر وفلسطين، وسار بعد ذلك حتى وصل رفح على بعد مرحلة من العريش، فعند ذلك وصلت رسالة الخليفة عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بالعودة في حالة ما إذا كان لم يدخل مصر، إلا أن عمرو بن العاص دخل مصر فاتحاً وناشراً للدعوة الإسلامية عبر سيناء بوابة مصر الشرقية في العام الثامن عشر للهجرة.

التاريخ الحديث

وفي التاريخ الحديث هناك تواريخ لا تنسى لكل مصري حيث في 21 أكتوبر 1956 العدوان الثلاثي على مصر, واجتياز القوات الإسرائيلية سيناء واحتلالها المؤقت لها وإعلان إسرائيل أثناء الاحتلال المؤقت ضم سيناء إلى إسرائيل رسمياً، وفي 8 فبراير 1957 الاتفاق بين مصر والأمم المتحدة على وضع قوات طوارئ في سيناء، وفي 5 يونيو 1967 الحرب الإسرائيلية الثالثة ضد مصر وسوريا واحتلال إسرائيل لسيناء والجولان والضفة الغربية. أما في 8 مارس 1969 بدأ حرب الاستنزاف بعد فشل المفاوضات الدبلوماسية. وفي 23مارس 1969 فدائيو منظمة سيناء العربية يستخدمون الصواريخ لأول مرة في ضرب مركز قيادة ورادار القوات الإسرائيلية في منطقة البرج شرق القنطرة شرق بحوالي 18 كم. وجاء يوم 6 أكتوبر 1973 يوم الكرامة المصري حيث اجتازت القوات المصرية المسلحة وبجميع أشكالها قناة السويس، وكل الحواجز التي أقامتها إسرائيل على جبهة سيناء، بما في ذلك الساتر الترابي الذي عرف بخط بارليف. بعدها وفي 26 مايو 1979 تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد ورفع العلم المصري فوق مدينة العريش، وإتمام مرحلة الانسحاب الإسرائيلي من خط العريش (رأس محمد) ثم بعد ذلك إتمام المراحل الثلاثة للانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي سيناء. وفي 25 إبريل 1982 رفع العلم المصري على مدينة رفح بشمال سيناء، إعلاناً باستكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء وتحرير كل شبرٍ من أراضيها.

أنماطها السياحية

وسياحياً فالملاحظ أن بحيرة البردويل؛ إذا ما تمت تنميتها تنمية سياحية مستدامة تقوم على أساس استخدام مواردها السياحية، وليس استغلالها، ووفقاٌ للتخطيط السياحي الدقيق والتفصيلي للاستثمارات التي تتم فيها؛ بحيث يكون كل ذلك وفقاً لإدارة سياحية وبيئية سليمة ومتكاملة ،تستند إلى المشروع القومي لتنمية سيناء، ومشروع ترعة السلام ومشروع إنقاذ آثار شمال سيناء، مع ما يتوقع من حدوث سلام بين فلسطين والجانب الآخر؛ فإن مستقبلاً كبيراً ينتظر منطقة بحيرة البردويل سياحياً وبالتالي اقتصادياً واجتماعيا وبيئياً . حيث يمكن ممارسة عدة أنواع من السياحة تنشط حركة السياحة الوافدة إلى شمال سيناء بحيث تجعل منها منطقة تجمع سياحي عالمي ومتكامل، هذه الأنواع يمكن تصنيفها بسياحة المحميات الطبيعية. سياحة الجزر الرملية. سياحة الرياضات المائية. السياحة المرتبطة بصيد الأسماك. السياحة العلاجية. السياحة المحلية. سياحة سباقات الهِجن. السياحة المرتبطة بالإنتاج الحرفي والبدوي. سياحة الفلكلور الشعبي لمجتمع البادية. سياحة الصحراء. سياحة المزارات التاريخية والأثرية.

سيناء ......فى عيدها
هذا وتحتفل مصر وسيناء بصفة عامة، ومحافظة شمال سيناء على وجه الخصوص بعيدها القومي في 25 إبريل، ذكرى تحرير سيناء، تلك الذكرى التي ترتبط بوجدان الشعب المصري كله ؛والذي يُعد عيداً لكل المصريين . وقد شهدت محافظة شمال سيناء في الآونة الأخيرة تشغيل كوبري السلام وخط سكة حديد القنطرة شرق، حتى بئر العبد وخط غاز عبر سيناء حتى الشيخ زويد، وربط المحافظة على شبكة الكهرباء الموحدة وتوطين مصانع عملاقة في المنطقة الصناعية بوسط سيناء، إضافة إلى المشروع القومي لنقل مياه النيل لسيناء عبر ترعة وقناة الشيخ زايد لاستزراع ملايين الأفدنة، التي تضيف إلى شمال سيناء أبعاد التنمية، والتواصل مع مصر الأم حتى يكتمل البناء ويندمج هذا الجزء الغالى من تراب مصرفي النسيج والكيان الاقتصادي والاجتماعي الداخلي، وتكون فرصه كبيرة لربطها بالعالم الخارجي كقوة استراتيجية شاملة لمصر كما كانت دوماً.

شمال سيناء تحتوي مناطق أراضي رطبة عالمية

و يجب أن لا ننسى أن بمنطقة شمال سيناء منطقة أراضي رطبة عالمية في الزرانيق و قد أقرتها لجنة رامسار في مؤتمرها الثامن في مدينة فالنسيا الأسبانية في الفترة من 18 - 26 نوفمبر 2002 م، تحت شعار" الأراضي الرطبة: مياه, حياة, حضارة ".

ببحيرة البردويل ومحمية الزرانيق _تنوع بيولوجي وحياة نباتية وسمكية ثرية جداً

تم تسجيل حوالي 152 نوعاً من النباتات الزهرية في محمية الزرانيق، التى تعد محطة رئيسة للطيور المهاجرة في رحلتها الطويلة وهي منطقة مهمة دولياَ بين أوربا و آسيا وإفريقيا، وتوجد أنواع متعددة من الزواحف التي تعيش في منطقة المحمية والأراضي الرطبة في الزرانيق، ومنها 22 نوعاً من الزواحف. و تم التعرف على حوالي 20 نوعاً من الثدييات في منطقة الزرانيق حتى الآن. و يوجد في محمية البردويل أجود أنواع الأسماك الصالحة للتصدير، ومنها أنواع متميزة مثل الدنيس، القاروص.
ونلاحظ أن المنتج السياحي الموجود في منطقة الأراضي الرطبة والساحلية في شمال سيناء يجيب على سؤال، دائماً ما يثار وبشدة في الآونة الأخيرة من محافظ شمال سيناء والمهتمين بالسياحة في هيئة التنمية وهيئة التنشيط السياحي، في أسباب افتقار المنطقة للسياحة الأجنبية والوافدة بالصورة المطلوبة، إلا أن هناك عوامل أخرى مرتبطة.

السوق السياحى العالمي

والسوق العالمي للسياحة في شمال سيناء هو البحر المتوسط أو سياحة الشواطئ الإقليمية. وتنقسم سيناء الى سوقين سياحيين رئيسين: السوق الأول : هو سوق سياحة الشواطئ ذات المياه الدافئة، في منطقة جنوب سيناء ؛حيث تجذب هذه الشواطئ الشرائح ذات القدرة العالية على الإنفاق من السائحين، وهي تناسب ميول السائحين من دول أوربا الغربية. و السوق الثاني : هو سوق السياحة الشاطئية الإقليمية والأوربية، ويكون في منطقة شمال سيناء، حول مدينة العريش، وفيه أيضاً عوامل جذب للزائرين، مثل عوامل الجذب الثقافية والعلاجية، والعوامل المرتبطة بالموقع، وهذا السوق يجذب عشرات الملايين من الأوربيين كل عام، من مجموعات ذات مستويات دخول مختلفة، ومن دول ذات مناخ غير مناسب للنشاط السياحي؛ حيث يقومون بشراء رحلات شاملة للاستمتاع بالدفء و حرارة الشمس على شواطئ البحر المتوسط خصوصاً خلال فصول الصيف، وهو سوق ذو سعر مناسب وحساسية عالية ،ويتزايد بصورة سريعة جداً، والأمثلة على ذلك التدفق السياحي العظيم الذي حدث في أسبانيا وإيطاليا والبرتغال.

تخدم الشواطئ الإقليمية

تعد المنطقة الشمالية الشرقية من بورسعيد حتى رفح على شاطئ البحر المتوسط، من الأماكن الجميلة التي تعد مصيفاً دافئاً، وشواطئ رائعة تستطيع أن تخدم شرائح هذا السوق الأخير" سياحة الشواطئ الإقليمية " وإن كانت تبعد عن الأسواق المنافسة الأساسية خصوصاً في مناطق كوستابراف ومايوركا...، و يمكن التغلب على المشاكل التسويقية ما دامت وجدت مناطق الجذب المميزة، والخدمة الرائدة التي تحقق الوصول إلى سمعة طيبة، و هذا بالتأكيد إضافةً إلى السياحة الداخلية والسياحة العابرة والسياحة العربية الوافدة بالإضافة إلى سياحة السفاري، الرحلات الخلوية وسياحة الاهتمامات الخاصة وأنواعها.

تنوع المنتج الأثرى بسيناء

يتنوع المنتج السياحي الأثري في شمال سيناء، من حيث مناطق القلاع التاريخية والأثرية في قلعة الفرما. منطقة الفلوسيات والخوينات. قلعة العريش. قلعة نخل. منطقة عين القديرات. منطقة آثار الشيخ زويد. منطقة آثار رفح. منطقة آثار بئر العبد. منطقة آثار القنطرة شرق. منطقة آثار المدينة والمعبد النبطي بقصرويت و مجموعة أخرى من المناطق الأثرية في شمال سيناء.

الطرق عبر أزمنة التاريخ في سيناء .... عبرة

وللطرق التاريخية والحربية والدينية في منطقة شمال سيناء درس لكل صاحب قرار حكيم أن يأخذ من العبرة والإنطلاق نحو التخطيط الجديد للمنطقة حيث منذ القدم تعتبر معبراً للجيوش والفتوحات والحروب فنجد طريق حورس الحربي ومناطقه الأثرية، ثم طريق الخروج. ومسار(طريق) العائلة المقدسة. ثم طريق الفتح الإسلامي لمصر وطريق قدوم أسرة النبي محمد"صلى الله عليه وسلم" وطريق الحج القديم.

ارتباط الحركة السياحية باستقرار دول الجوار

تتسم شمال سيناء بتنوع شديد التميز في المنتج السياحي على المستوى الداخلي والخارجي، حيث ترتبط حركة السياحة الوافدة إلى شمال سيناء بالاستقرار في الجانب الآخر، بسبب تأثر قانون الجوار باعتبار المنطقة حدودية مع التوتر الشديد بين إسرائيل وفلسطين؛ مما يسهم في رسم صورة ذهنية سلبية عن مقصد شمال سيناء السياحي.

نظرة إستراتيجية وطنية للسياحة في سيناء

أيضاً من أحد أهم معوقات تنشيط حركة السياحة الوافدة لمنطقة شمال سيناء، أنها لا تزال تفتقر إلى الدعم الحكومي والاهتمام من مختلف مؤسساتها وهيئاتها لتشجيع التنمية والاستثمار السياحي، مقارنة بمنطقة جنوب سيناء، بالتالي إهدار الثروة القومية والوطنية التي تشملها المنطقة. أما آن الأوان إلى النظر بإستراتيجية وطنية لتنمية سيناء عموما و شمالها على وجه الخصوص.
 
 
الصور :