الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

آتون

آتون
عدد : 11-2014
بقلم / ماهر محمد وجدى

آتون، ھو قرص الشمس، أى التجلى المحسوس للإله "رع حور آختى ". ولقد تولد ھذا الإله من خلال بعض تأملات ونظريات كھنة "الشمس بھلیوبولیس". وقد تألق وازدھر بصفة عامة خلال عھد تحتمس الرابع؛ ربما تحت تأثیر الشعائر الشمسیة الآسیوية. كما يبین أمنحتب الثالث عن میل وتفضیل لنفس ھذا الإله. ولذلك، نجده قد أطلق إسم "روعة آتون " على المركب التى كان قد أھداھا لزوجته الملكة "تى ". وكان من المعتقد عامة أن النجاح والتفوق الأولى الذى حققه "آتون" يرجع خاصة إلى مجھودات ھذه الملكة من أجله.
وربما أن ضرورة تنصیب إله جديد على الإمبراطورية المصرية جمعاء، وحتمیة كبح جماح سطوة ونفوذ كھنة آمون وغطرستھم؛ والمشاعر الصو فیة العمیقة المتأججة فى حناياه، ھى التى دفعت أمنحتب الرابع إلى الارتقاء "بآتون" إلى مرتبة الإله الأعلى الخالق. وبذا، فقد أُھملت بقیة أرباب مجمع الآلھة المصرى تماما . ولكن، تمت وقتئذ، عملیة اضطھاد فعلى ضد آمون وعقیدته وطقوسه: فصدر الأمر بإقالة كھنته وتشتیتھم، ومنعت ممارسة شعائره، بل وصدر الأمر بتدمیر وتحطیم أسماء ھذا الإله على جدران المعابد؛ وحتى بالخراطیش الملكیة، التى كانت تدخل فى تكوين الأسماء الملكیة الخاصة بالفرعون.
وأصبح مركز عبادة "آتون" ھو معبده العظیم فى "أخیتاتون"، العاصمة الجديدة للإمبراطورية المصرية. واستبدل الملك السابق إسمه بإسم جديد، ھو "أخناتون" أى خادم آتون ".
وجعل من نفسه "نبى الإله الأول ": أو بالأحرى الوحید الذى يتفھمه، ويعرفه للبشر أجمعین .
وأعتبر "آتون"، مصدر للدفئ والحرارة، والضوء، والروعة والجمال، بل ونبع الحیاة بأثرھا، وخالق كل شئ حى؛ إنه العناية الإلھیة والضرورة الذى تمتد سیادته ومقدرته على مصر قاطبة، بل وعلى كافة شعوب العالم.
ولاشك أن كافة ھذه الصفات والسجايا التى لخصھا وأجملھا أخناتون فى ترانیمه الشھیرة التى نظمھا من أجل معبوده، أضفت على ھذا الإله سمة التوحید والشمولیة؛ وربما يمكن اعت بارھا، أولى المحاولات، فى ھذا الصدد، سجلھا التاريخ فى صفحاته.
وعلى عكس الديانة المصرية الغابرة، المتجھة عادة نحو "العالم الآخر "، ومشكلة الشر، بدا واضحا أن ديانة "آتون" لا تعانى من أى مشاكل معنوية أو مجازية: إنھا قانون ومبدأ لممارسة الحیاة والحرية، ولم تكن تومئ أبدا إلى الموت أو تشیر إلیه. بل أن أخناتون نفسه، كان، على ما يبدو، يضمر، فى قرارة نفسه كراھیة وبغض عمیق لفكرة الموت؛ وبالتالى، حاول نسیانه تماما، وانغمس منتشیاً فى التعبد بإلھه آتون: رب الحیاة والحیوية والحب.
وكون الملك مجمعا جديدا من الكھنة لأداء مراسم وشعائر آتون . وكان يرأسھم "الكاھن الأكبر"، ويحمل عادة لقب : "الرائى الكبیر" "ورمأو"، حیث استمده من أسماء كھنة "رع" بھلیوبولیس قديما. وبصفة عامة، اتصفت ھذه العقیدة الجديدة بالبساطة والوضوح: فھا ھو، على سبیل المثال العالم "وارد فولر" يقول عنھا: "ديانة "آتو ن" ھذه، ھى رغبة حقیقیة فعلیة، في الإتصال المباشر بالقوى المتجلیة فى أجواء الكون كله . ولا تتضمن أى وسیط ما بین العابد ومعبوده.وقد شید معبد أخیتاتون، بحیث يكون مكشوف السقف. ولم يكن يتضمن أى تماثیل للإله،
إلا بعض الرسوم فوق اللوحات والمشاھد الملونة على الجدران: حیث ترى الشمس وھى تضفى
أشعتھا فوق الملك وأفراد عائلته، وقد قرب كل منھم من فمه علامة "عنخ" القائمة بكل طرف من أطراف الأشعة الشمسیة. وعادة، كانت تقدم للإله آتون بعض الأغذية، والمشروبات، والزھور، حیث توضع فوق ھیكل معبده، وعلى موائد القرابین. وفى بعض الاحیان يحرق من أجله بعض البخور المعطر. وغالباً، كانت الأنغام الموسیقیة تصاحب المراسم والشعائر الدينیة، حیث تتلى عدة صلوات، ويشدو الكھنة بترانیم عقائدية.
والجدير بالذكر أن "آتون" قد تلاشى واختفى من سماء مصر فى نفس الوقت الذى انتقل نبیه "أخناتون" إلى العالم الآخر؛ وكذلك الأمر بالنسبة للمدينة الخاطفة التى كانت قد شیدت من اجله تكريما وتبجيلا.

 
 
الصور :