الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

العلاقات المصرية الروسية وأثرها علي السياحة في مصر

العلاقات المصرية الروسية وأثرها علي السياحة في مصر
عدد : 12-2014
بقلم الدكتور/ عادل عامر
مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
عضو وخبير بالمعهد العربي الأوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية


متوقع أن تشهد أعداد السائحين الروس تراجعا كبيرا خلال موسم أعياد الكريسماس نهاية العام الجاري، لأن الضغوط التي تعرض لها الروبل الروسي أمام الدولار مؤخرا ستؤدى إلى تراجع القدرة الشرائية لدى السائحين الروس. وتعد السوق الروسية من أكبر الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر، حيث أكد وزير السياحة هشام زعزوع أن مصر تتمتع بثقة كبيرة لدى منظمي الرحلات ووكلاء السفر الروس خاصة مع الاستقرار السياسي الذي تشهده البلاد، مشيرًا إلى أن المقصد السياحي المصري يتصدر ترتيب البلدان التي زارها السياح الروس، متوقعًا أن يصل العدد لـ3 ملايين سائح بنهاية العام الجاري. أن تراجع الروبل الروسي أمام الدولار سيحد من فرص السائحين الروس في توفير سيولة دولاريه والحضور لمصر لقضاء مناسبة أعياد الكريسماس هذا العام وهو الأمر الذي قد لا يحقق الرواج المتوقع خلال الموسم الشتوي.

وكان وزير السياحة قد عقد مؤتمرا صحفيا مشتركا مع نائب رئيس الوزراء الروسي أركادبي فوركوفيتش بحضور وزير الاستثمار أشرف سلمان، أشار فيه إلى عمق العلاقات المصرية الروسية في مجالات عديدة وعلى رأسها السياحة، مشيدا بولع السائحين الروس بالمقاصد السياحية بالبحر الأحمر وبارتياح وتفاؤل وكلاء السفر الروس بالمقصد السياحي المصري خاصة بعد انتخاب رئيس الجمهورية وقرب الانتخابات التشريعية.

وقال سامي سليمان رئيس جمعية مستثمري طابا نويبع إن التراجع الذي لحق بالعملة الروسية أمام الدولار سيؤثر بشكل سلبي على حركة السياحة الروسية الوافدة خلال موسم أعياد الكريسماس. أن انخفاض العملة الروسية بنسبة 50% خلال الأسبوع الماضي أحدث ارتباكا شديدا للسائحين الروس قد يظهر أثره خلال الفترة المقبلة في إلغاء عدد من الحجوزات. أن السياحة الروسية تمثل جانبا كبيرا من الإشغالات بالغردقة وشرم الشيخ، وهو الأمر الذي قد يهدد الموسم الشتوي.

واتفق مع الرأي السابق على غنيم عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية والذي توقع أن تتراجع أعداد السائحين الروس خلال الفترة المقبلة بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 25% وذلك في أعقاب صعود الدولار عالميا أمام الروبل الروسي.

أن السائح الروسي يقوم بإنهاء كافة تعاملاته بالدولار، وهو ما سيشكل صعوبة بالغة في حصوله عليه من روسيا، وقد يعوق إقبال السائحين الروس لمصر. أن تهدد أزمة هبوط الروبل أمام الدولار السياحة الروسية المتوقع حضورها لمصر في أعياد الكريسماس. أن السائحين الروس يتعاملون بالدولار وهو الأمر الذي يجعلهم يواجهون أزمة حقيقية في ظل الهبوط الذي لحق بالروبل أمام الدولار. وكانت العملة الروسية قد تعرضت لضغوط بيع شديدة هذا الأسبوع مما أجبر البنك المركزي على رفع سعر الفائدة الرئيسي 650 نقطة أساس في تدخل طارئ لم يفلح في دعم الروبل.

رغم الأحداث الساخنة التي تعيشها مصر بسبب عمليات العنف التي تهدد أمنها واستقرارها علي أيدي الجماعات الإرهابية وتعرض جنودها في سيناء للقتل والتنكيل وحرق أقسام الشرطة والكنائس والممتلكات العامة والخاصة في مختلف المحافظات وهو ما أدي الي توقف تدفق السياح واتخاذ بعض الدول قرارات بحظر سفر الأفواج السياحية إلي مصر .. رغم هذا السواد والأحزان التي تعيشها مصر فإن خبراء السياحة متفائلون ويعلنون التحدي في سرعة استعادة الحركة السياحية بالجولات المكوكية والجهود الدبلوماسية إلي أوروبا ومخاطبة منظمات السياحة الدولية للضغط علي الحكومات لمعرفة حقيقة الأحداث دون السير وراء الإعلام الغربي المضلل .

كشف هشام زعزوع وزير السياحة عن تكثيف اجتماعاته مع قيادات وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة لوضع خارطة طريق للسياحة في الفترة الحالية بما يتماشي مع الظروف التي تمر بها البلاد حاليا حيث تم الاتفاق علي عدة محاور أهمها التنسيق مع وزارة الخارجية للعمل علي رفع التحذير الصادر عن بعض الدول المصدرة للسياحة إلي مصر إلي جانب التنسيق مع سفراء مصر في الخارج لنقل صورة حقيقية عن المناطق السياحية وبعدها عن بؤرة الأحداث.وعلي المستوي المهني يتم التنسيق مع منظمي الرحلات شركاء المهنة في الخارج للتعاون معهم في توضيح الصورة للسائحين في بلادهم والتأكيد علي بعد المناطق السياحية عن بؤرة الأحداث علاوة علي تكثيف زيارات الإعلاميين لمصر لنقل صورة حقيقية من خلال تواجدهم في المناطق السياحية واستضافة وفد خبراء الأمن الدوليين من الدول المصدرة للسياحة إلي مصر للاطلاع بأنفسهم علي الواقع في المناطق السياحية. بالإضافة إلي قيام مديري المكاتب السياحية بالخارج بعقد ندوات وورش عمل مع منظمي الرحلات ووسائل الإعلام لنقل الصورة الحقيقية حول الأحداث.

خاصة مع انخفاض نسب الإشغال الفندقية بعدد من المدن السياحية حيث سجلت الإحصائيات أن نسبة الإشغال في شرم الشيخ تتراوح بين 58- 60٪ وتشمل جنسيات من إيطاليا وألمانيا والتشيك وبالنسبة للغردقة فقد بلغت نسبة الإشغال بها 70٪ من جنسيات من روسيا وبولندا والتشيك وألمانيا.

كما شمل تكثيف الجهود المؤتمر الصحفي الذي عقده هشام زعزوع وزير السياحة بمدينة الغردقة هذا الأسبوع وحضره اللواء حمدي الجزار مدير أمن محافظة البحر الأحمر واللواء سعد أمين سكرتير عام المحافظة وحسام الشاعر رئيس غرفة شركات السياحة و أندروفيتش سيرجاي ممثل الوكالة الروسية للسياحة وممثلي مجموعة هامة من منظمي الرحلات العاملين بالسوق الروسية إلي جانب ممثلي عدد من منظمي الرحلات بالسوقين الألمانية والاسكندنافية. ويأتي هذا المؤتمر في إطار حرص وزير السياحة علي توضيح الصورة الحقيقية للمقاصد السياحية المصرية وخاصة الشاطئية حيث أكد الوزير علي العلاقات المتميزة الممتدة بين مصر وروسيا علي مدار ما يقارب سبعين عاما ،مشيدا بدعم روسيا الدائم لمصر كما توجه بالشكر للحكومة الروسية وعلي رأسها الرئيس بوتين لموقفهم الإيجابي تجاه الأحداث الحالية في مصر وأكد زعزوع علي أن هذا المؤتمر فرصة هامة لإيضاح الحقائق في مصر من خلال الإجابة بكل شفافية علي كافة الأسئلة. واستعرض الوزير الحركة السياحية الروسية إلي مصر خلال الأعوام الماضية موضحا أنها بلغت في عام 2010 (عام الذروة) حوالي 2.9 مليون سائح ثم انخفض هذا العدد في عام 2011 بنسبة 8.35٪ ثم عاود الارتفاع في عام 2012 ليصل إلي 2.5 مليون سائح بزيادة قدرها 4.37٪ عن عام 2011 وهو ما يؤكد علي أهمية السوق السياحية الروسية للسياحة المصرية حيث احتلت في السنوات الماضية المرتبة الأولي في قائمة الدول المصدرة للسياحة إلي مصر. وأشار الوزير إلي أن الحكومة حريصة تماما علي حرية الرأي والتعبير السلمي مشيرا إلي أنه منذ 25 يناير وحتي الآن وبالرغم من كافة الأحداث إلا أنه لم يقع حادث لسائح في أي من هذه الأحداث وهو ما يؤكد علي حرص الجميع علي أمن وأمان السائحين. وحول حظر الجهات الروسية للسفر إلي مصر أوضح الوزير أن هناك جهودا مستمرة بالتنسيق مع وزارة الخارجية للعمل علي خفض هذا الحظر بالتدريج ولتكن البداية بالمناطق السياحية مثل شرم الشيخ والغردقة نظرا لخلوها تماما من أي مظاهر لعدم الاستقرار. كما أوضح أن مثل هذه الأمور تأخذ بعض الوقت مشيرا إلي أنه في عام 2011 قامت روسيا بفرض حظر السفر إلي مصر في شهر يناير (في أعقاب ثورة يناير) ثم أُلغي الحظر في شهر أبريل، لافتا عدم تعرضهم لأي مشاكل واستمتاعهم بإقامتهم بها.