الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

التبني في المجتمع العراقي القديم

التبني في المجتمع العراقي القديم
عدد : 06-2015
كتبت الباحثة / داليا الانصاري

التبني نظام قانوني اجتماعي شرع في ذلك الوقت لايجاد علاقة البنوة بين المتبني والمتبنى وبتن ذلك من خلال عقد قانوني ينص على اتفاق طرفي العقد على العلاقة الجديدة التي تربط احدهما بالاخر ، وتتضمن العلاقة الجديدة الحقوق والواجبات لكلا الطرفين كما نصت عليها عقود التبني ، اذ يصبح المتبنى عضوا في اسرة متبنيه . ومن دراسة الشرائع والنصوص المسمارية كان التبني شائعا على نطاق واسع في بلاد الرافدين وعلى الشخص المتبنى ان يسجل عقد التبني على لوح خاص ليصبح الابن المتبنى منسوبا اليه (وليس لوالديه الحقيقيين)بصورة قانونية امام عدد من الشهود موضحا الحقوق والواجبات لكلا الطرفين والالتزام ببنود العقد. فالمواد (٣٤-٣٥-٣٦) من قانون اشنونا تشير بان الامة تستطيع اعطاء طفلها لشخص اخر يتكفل بتربية طفلها وهدا ما يفسر بان تلك المواد لها علاقة بالتبني ، وهناك بعض العوائل تتبنى اطفالا وتشركهم في الميراث مع ابنائها الاصليين ، وعلى المتبنى بعض الالتزامات اتجاه متبنيه فادا التزم بها يحصل على حصة من المبراث وبخلاف ذلك يحرم منه. ومنح نظام التبني فرصة للكاهنات للحصول على الاطفال ، اذ لم يكن يسمح لهن بالانجاب وكذلك العاملون في قصر الملك فكانوا يتبنون الاطفال عند ولادتهم او في سن رضاعتهم المبكرة كما ورد ذذلك في نص عن (تبني طفل حال وضعه من رحم امه) وتشير بعض الوثائق المسمارية ان التبني لم يقتصر على الاطفال بل على تبني الكبار ايضا فكان بعض المسنيين يتبنون رجلا بالغا او امراة بالغة ليقوموا برعايتهم والعناية بهم واقامة مراسيم دفنهم بعد وفاتهم ولهم ان يرثوا املاكهم من بعدهم . ان الغاية من التبني عند العراقيين القدماء يكمن وراءها دوافع دينية واقتصادية واجتماعية فرضتها طبيعة المعتقدات وظروف المجتمع الاقتصادية وواقعه آنذاك ، فالدافع الديني يبدو عاملا قويا ومهما ، فكثرة الاولاد في الحياة الدنيا حسب المعتقدات العراقية القديمة ضمان مكانة مرموقة لشخص في العالم الاسفل لعد وفاته ، ولهذا كانت بعض الاسر العراقية القديمة التي حرمت من الانجاب تلجأ الى التبني الاولاد لاداء الطقوس الدينية وتقديم القرابين لالهة بعد وفاتهم مقابل ميراث من التركة االمتبني ، ذلك لان المعتقدات السائدة في المجتمع العراقي قديما توكد بان روح الميت تنزل إلى العالم الاسفل وتبقى هناك هادئة طالما أن اهل الميت يقدمون القرابين ويقيمون الشعائر والطقوس الدينية للمتوفى ، واذا كان المتوفي ليس لديه قريب فان روحه تبقى هائمة تحوم بين المقابر وتدخل في أجسام الناس وتسبب لهم الامراض ، لذلك كان الشخص يتخذ له ولدا بالتبني ويهب له ممتلكاته وامواله ليقوم المتبنى باقامة الطقوس على روح المتبني بعد وفاته ، اما الدافع الاجتماعي فلابد من ضمان للوالدين العقييمين في ايام الشبخوخة القادمة حيث العجز والكهولة وانعدام القدرة على اداء الاعمال بتبني عدد من الاولاد لرعيايهم واعالتهم وقيامهم بواجباتهم نحو متبنيهم في المستقبل مقابل حصة من الميراث بعد وفات متبنيهم ، ومن اهم الدوافع الاقتصادية للتبني عند اما التبني في الوقت الحاضر موجودا في العراق لكنه غير منتشر على نطاق واسع فالناس تلجأ الى التبني لاعالة طفل وتقديم المأوى له ومن وراء ذلك يحصلون على الاجر والثواب واكثر الازواج الذين حرموا من الانجاب بسبب العقم يتبنون اولاد من ذويهم مقابل دفع اجر لوالد الطفل المتبنى وان المتبنى لا يستطيع ان يرث متبنيه الا في حالة ترك وصية له قبل وفاته والتبني يقتسر على الاولاد الصغار ولايشمل البالغيينالاسر العراقية القديمة لاسيما الفقيرة باعتبار اولادهم ولاسيما الذكورر يشكلون لاسرهم عونا ماديا وهذا ما يعكسه المثل السومري (عندما تصاف يد على يد فان بيت الانسان يبنى) وتعليم اولادهم كان مبدأ التبني معروفا عند عرب الجاهلية ولقي هذا النظام معمولا به لمدة من الزمن حتى صدر الاسلام الحرف والمهن المربحة ليصبحوا عونا لهم في شيخوختهم وهناك ايضا دافع انساني وهذا ما نص عليه قانون حمورابي المادة ١٨٦) للطفل الصغير الحق بالعودة الى منزل والديه الحقيقيين اذا اراد ذلك لاشتياقه لهما وعدم تمكنه من فراقهم ، هذا ما نظر اليه المشرع البابلي عند تنفيذ عقد التبني اما نظرة المجتمع في الوقت الحاضر الى من يعطي اولاده الى اشخاص لتبنيهم مقابل مال فهي نظرة احتقار لهم