الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

جامعة العصر العباسي ( المدرسة المستنصرية )

جامعة العصر العباسي ( المدرسة المستنصرية )
عدد : 09-2015
كتبت الباحثة/ داليا الانصاري

المدرسة المستنصرية من اهم المدارس في العصر العباسي فهي آية من آيات العمارة الاسلامية واثرها باق لحد الان فهي اعطت الكثير بابداعها وانارت بعلمها ودينها ومبادئها جميع ارجاء العالم الذي كان في تلك الفترة ينظر اليها بالسمو، فالمدرسة تمتاز بزخرفها وجمالها وتصميمها فهي آية من آيات الفن الاسلامي الذي ظل عبر القرون وعبر مراحل التاريخ منارة العلم يهتدي بها الطلاب لعلمها وجمالها ورغم تعرض اجزائها للخراب الا انها ظلت مزدهرة بالفن الاسلامي العباسي.

وتعتبر المدرسة وهي احدى الآثار العباسية بمثابة جامعة في ذلك الوقت فمن الناحية التاريخية تعتبر اول جامعة في العالم الاسلامي فقد اهتمت بدراسة علوم القرآن الكريم والسنة النبوية والمذاهب الفقهية الاربعة وهي الشافعي والحنبلي والمالكي والحنفي وكذلك اهتمت بدراسة علوم العربية والرياضيات وقسمة الفرائض والتركات ومنافع الحيوان وعلم الطب وحفظ قوام الصحة وتقويم الابدان في آن واحد.

ويمكننا القول بان العمارة الاسلامية قد اكتملت شخصيتها وبلغت اوج تقدمها واعظم شأناً في العصر العباسي وهذا الذي تؤكده ما تبقى من آثارها تلك الفترة، وان المدرسة المستنصرية خير مثال للعمارة العباسية والتي شيدها الخليفة المستنصر بالله (623-640هـ/1226-1242م) في سنة (625هـ/1227م) واستغرق بنائها ستة اعوام وتكامل بنائها سنة (631هـ/1233م) ان التاريخ يشير الى ان الخليفة العباسي المستنصر بالله استقدم امهر المهندسين واحذقهم وعملوا ما في وسعهم في وضع قياساتها وتخطيط ابعادها ثم نفذها البناؤون والصناع على تشييد البناء وزخرفته وتجميله بالكتابات واستمروا على ذلك بضع سنين حتى اكتملت في جمادي الآخرة في سنة 631هـ.

تقع هذه المدرسة في الجانب الشرقي في بغداد على ضفة دجلة اليسرى قريباً من رأس الجسر الشمالي المسمى (جسر الشهداء) من جهته السفلى على بعد عدة امتار منه.ومن الملاحظ ان المدرسة متكونة من ساحة وسطية مستطيلة الشكل طولها يوازي مجرى نهر دجلة وهو يبلغ الآن 104.80م وعرضها من الجهة الشمالية 44.20م ومن الجهة الجنوبية 48.80م فتكون المساحة (4836م2) هذا باستثناء الرصيف الحالي الذي يمتد حيالها على النهر الى مسافة معدلها 11.80م
في جهتها الشرقية مدخل له واجهة شاهقة مزخرفة ويبرز عند جدران البناية ، بينما يطل على الساحة بما يشبه الايوان الكبير ويحيط بالساحة الوسطية حجرات وغرف من طابقين وعلى طرفي الساحة ايوانان كبيران متقابلان ويقابل المدخل المسجد وهو مسجد صغير وفي الجانب الجنوبي توجد قاعات كبيرة للدرس يتقدمها رواق مرتفع. ونلاحظ ايضاً في الجانب الشمالي في البناية من الخارج دار القرآن بقي منها ايوانها فقط وهو مقابل جامع الاصفية وقد زخرفت جميع الواجهات وبواطن الاواوين بزخارف جميلة تتخللها العناصر الزخرفية الاخرى.

ان المدرسة تحتوي على غرف للدرس والنوم والطعام وخزانة للكتب والادوية والمخازن الاخرى والمطبخ، وفيه ايوان الشافعية والحنفية وايوان دار القرآن وايوان المدخل تحتفظ المدرسة المستنصرية لحد الان بزخارف تدل على ذوق رفيع وعلى مهارة في ابداع الاساليب الفنية وتنسيق الاشكال الزخرفية فيه.

هذا وقد زخرفت جميع الواجهات وبوطن الاواوين بزخارف هندسية بديعة تتخللها العناصر الزخرفية النباتية بينما يمتد في اعالي الجدران من الخارج شريط زخرفي من كتابات وكانت تعتبر عمارتها وزخارف موضع اعجاب من زارها.

ان الزخارف انتشرت على اجزاء المدرسة المستنصرية فنلاحظ ذلك الباب الرئيسي، وكذلك صحن المدرسة والجدران المزخرفة المحيطة بها زخارف هندسية تتخللها الزخارف النباتية، ونلاحظ الزخرفة ايضاً على سقف مسجد المستنصرية الصغير وهي تشبه الحصير وتسمى الزخرفة الحصيرية، وفوق محراب المسجد زخارف ايضاً متنوعة وهي زخارف نباتية متراكبة.

ان جميع غرف المدرسة لم تزخرف واجهاتها بالداخل الا غرفة واحدة فقط فقد كانت فيما يظهر للناظر في ادارة المستنصرية. وهي القاعة الوحيدة التي زخرفت. ان اجمل زخارف المدرسة الآن، هي التي تزين بواطن الاواوين، ونلاحظ في خارج المدرسة وعلى جدرانها شريط يلتف حولها من الكتابات وتتخللها الزخارف النباتية ويحيط بها سلسلة من الزخارف.
هذا ما امتاز به العرب المسلمون بزخرفة العمائر في العصر العباسي وما وصلت اليه العناية بها على اختلافها.