الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

التحرش فى مصر القديمه

التحرش فى مصر القديمه
عدد : 12-2015
ماهر وجدى يكتب:


"احمينا يا سيد الارضين"


رساله لا تحتوى على كلمات براقه،ولا جمل تركبيتها اللغويه تخطف القلوب،وربما من كتبها اسقط كل قواعد النحو وهو يكتبها؛عالرغم من كونها موجهه الى الحاكم،حاكم الارضين.

نظر الشعب الى حاكمهم على انه حاميهم،ومخلصهم من كل الاشرار التى قد تقع عليهم،وانه لا ملاذ لهم الا اليه،فقد كان له اذن تسمع وعين ترى،ولذا ما وجدوا بانفسهم خوف من اى يبعثوا اليه برسائل ؛لانهم على يقين بانه سيُجيبهم.

والرد يختلف من شخص لاخر فهناك من ان تبعث له برساله فيرد عليك باخره،ولكن الملوك اذا اجابوا كانت اجابتهم افعال ،ورد فعلهم ليس بقول بل بفعل تراه وصدى صوت تسمعه من بعيد او قريب.

تتخلص الواقعه فى تعرض سيدات مصر لمضايقات من البعض وكان ذلك ابن حكم الرعامسه من الاسره التاسعة عشر،وتزايدت موجة المضايقات الى التحرش اللفظى والجسدى،فكانت ظاهره هى الاغرب بالنسبه لهم ؛لانهم ما اعتادوا يوما على مضايقة احد لهم،ما استكانوا،بل انفجروا وارسلت احداهن رساله الى الملك رمسيس الثانى كتبت فيها:

"يا ملك مصر وسيد الارضين،احمى نساء كيمت،لا نستطيع ان نمشى على ارض كيمت،انهم يضايقوننا،احمينا يا سيد الارضين"

وصلت الرساله الى الملك رمسيس الثانى وقراها وما كاد ينتهى من اخر جمله فيها حتى استشاط غضباً واستدى وزيره وقال له فى حده الحاكم الاخ الذى راى فى هذه السيده اخته،والزوج الذى راها زوجته،والابن الذى راها امه

قال له"لن اسمح لاى شخص با يحد من حركة سيدات مصر وان يعتدى عليهن باللفظ"واعطاه الاوامر بمواجهة هذه الظاهره فامره بانزال قوات الشرطه والحرس الملكى الخاص الى جميع الاسواق،ومراقبتها والقبض على اى شخص يعتدى لفظيا على اى سيده.فدحرها الملك واستعاد لكل سيده مصريه حريتها وامنها .

والجدير بالذكر ان هذه الحوادث ما كانت تحدث من المصريين ،لانهم ما راؤا المراه الا كاخت وزوجه وام ،انما هذه الحوادث تمت عندما انفتحت البلاد لبعض القبائل الساميه والليبيه التى قد لجات الى مصر هربا من الذل والفقر ،فعندما شاهدوا الحريه والامن اللذان يتمتعان بهما السيدات المصريات قد اخذتهم الصدمه من هذا واخذوا فى مضايقتهن.

يذكر ان ابان حكم الملك"رعمسيس الثالث"ان الملك كان يفاخر بانه اراح واسعد الرعيه من الفقراء والمساكين كما ذُكر فى برديه"هاريس" وقد اتاح للفقراء التمتع بالحدائق وظلال الاشجار والهواء؛لان ليس لهم حدائق خاصه فى منازلهم،وقد امر الشرطه بالانتشار فى المدن والقرى ليحموا النساء من الاشرار الذين يتسكعون فى الطرقات ويضايقون النساء،فلم يستطع احد من المتحرشين ان يسب او يعاكس امراه فى الطرقات.

هكذا كانت مصر القديمه،وهكذا كان شعبها وحكامها.