الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

نشأة الحضارات القديمة

نشأة الحضارات القديمة
عدد : 01-2016
بقلم/ دعاء وجدى

على الرغم من وقوع معظم أراضى الوطن العربي فى منطقة صحراوية إلا أنه تمكن من إقامة حضارات قوية ممتدة من الشام و العراق شمالا حتى سواحل المحيط الهندي جنوبا، و من مصر و جزء كبير من شمال أفريقيا غربا حتى الخليج العربي شرقا. معنى هذا أنه يضم مصر و العراق و الشام و شبه الجزيرة العربية و الخليج و بعض شمال أفريقيا و شرقها و شمال السودان إلا أن صبغته العربية لم تكتمل بعد.

بدأ الاهتمام بدراسة العصور ما قبل التاريخ على يد الفرنسيين فى منتصف القرن 19 العصور الحجرية تنقسم إلى العصور الحجرية القديمة و العصور الحجرية الوسطى و العصور الحجرية الحديثة.

نلاحظ أن لفظ الحجر يونانى = ليتوس و هى دلالة على أدوات و الالات الحجرية التى تركها الانسان فى مقابر و قرى من كتاب الشرق الأدنى قبل عصوره التاريخية للدكتو محمد أبو المحاسن عصفور ظهرت أقدم السلالات البشرية فى جهات متفرقة من العالم القديم لا تكاد تختلف ظروفها الطبيعية أو المناخية بعضها عن البعض الآخر لذا لم تختلف المراحل الأولى لحياة البشر فى أوراسيا عنها فى أفريقيا.

و كان الانقلاب الرئيسي للحياة المادية و هو حرفة الزراعة الأولية بعد معرفة إيقاد النار، أما التطور الفنى فهو بداية فكرة الكتابة بعد ممارسة بدايات الفنون الأولية، و تلاها ظهور بذور للوحدانية الدينية مع قيم أخلاقية و وضع تشريعات لها و ظهور بعض أسس العلوم المختلفة.

و ظلت آثار حضارات الشرق الأدنى المعمارية القديمة هى أوفر حظا مما عاصرها آثار حضارات أخرى حتى منتصف الألف الأول ق.م، حينما انتقلت زعامة الحضارة إلى بلدان أخرى و ذلك إلى الدولة الفارسية في الشرق و بلاد الإغريق ثم الرومان في الشمال الغربي من الوطن العربي.

ما هى الروابط الحضارية التى ربطت بين الحضارات القديمة؟
معروف أن العوامل المناخية و البيئية لها تأثيرات واضحة في ملامح الشعوب و نفسيته. و قد ظلت الظروف المناخية التى سادت العصور التاريخية للشرق الأدنى متشابهة ، و إن كانت تميل إلى الجفاف فيما عدا المناطق المطلة على سواحل البحر المتوسط. و ظلت المعابر البرية الطبيعية مفتوحة مما سهل حرية التنقل من مكان لآخر فيما عدا الفترات التى تتطلب الرقابة و زيادة التحصينات كلا حسب مصالحه الإقليمية و ذلك فى فترات الغزوات الخارجية و الهجرات الكثيفة.

و ترتب على هذين العاملين أن ظلت أغلب سكان منطقة الشرق الأدنى من السلالات السامية الحامية. و المعروف سابقا أنها تنحدر من عائلة جنسية واحدة غير أن انضافت إليها هجرات دخيلة وفدت من وسط آسيا و من جزر البحر المتوسط، و لكنها على أى حال قليلة و على فترات متباعدة ليست لها تأثير واضح. إذن كانت النتيجة أن ظل النسيج السامى الحامى متماسك.

نتج عن ذلك مظاهر التشابه فى لغات الشرق الأدنى القديم ، وفى عقائد شعوبه و أساطيرهم أكثر من مظاهر الإختلافات الإقليمية. و على السبيل المثال اللغة فمن المعروف أن هناك كلمات مصرية قديمة لا تزال حية مستعملة في مفردات اللغة العربية الفصحى ، و كذلك وجود حروف الحاء و العين و القاف فى اللغة المصرية القديمة. و كذلك هناك صلات جوهرية بين قواعد النحو في كل من اللغة المصرية القديمة و اللغة العربية على الرغم من اختلاف صور الكتابة، فيوجد المصدر الثلاثي و استخدام المثنى و إضافة تاء التأنيث في نهاية بعض الأسماء و الصفات، و استخدام ياء النسبة، و تشابه عدد من ضمائر فى اللغة المصرية القديمة مع ضمائر بعض لهجات العراق و اليمن وجنوب الشام. هذا يدلنا على وحدة الأصول القديمة.

ليس من شك أن مقارنة المفردات المصرية القديمة بالمفردات السامية و التى انتشرت فى الشام و المناطق الغربية من شبه الجزيرة العربية لولا أن أصحاب هذه النواحى لم يسجلوا لغتهم بالكتابة إلا فى العصور المتأخرة (الألف الثانى ق.م) عن بداية ظهور نصوص المصرية القديمة، و من بين المفردات المصرية القديمة: كلمة شفة بلفظ "سبة" حيث يختلط السين بالشين و الباء بالفاء، كلمة الاصبع بلفظ "صباع"، كلمة قلب بلفظ "لب"، كلمة اللسان بلفظ "نس" حيث لا يكتبون حرف اللام. أما الأفعال فهى: حبس بمعنى ألبس، بصج بمعنى بصق. و عبروا عن العدو بلفظ سبي، و عبروا عن الماء بلفظ مو و قد عبر عنه الأكديون بنفس اللفظ أما الآراميون فقالوا مايا أو ماؤ، أما العبرانيون فقد فقالوا مايم، و اليمانيون قالوا مو أو ماي، وغير ذلك من تباين الألفاظ و اختلافها.

غير أنه مع اتساع رقعة الشرق الأدنى القديم مع اختلاف الظروف البيئية من النهرية و الصحراوية و الساحلية مع تباين التكوينات التضاريسية أدى إلى بعض التنوع فى الأوضاع الاجتماعية و السياسية.