بقلم/ دعاء وجدى
ظهور العصر الحجرى ظل تاريخ مصر القديم غامضاً لا نعرف منه سوى أساطير و الخرافات أو وصفاً جغرافياً وصلنا من كتاب الاغريق و الرومان و أهم هؤلاء الكتاب المؤرخ هيردوت و ديدور الصقلى و استرابون و المؤرخ المصرى مانيتون الذى كتب تاريخ البلاد فى عهد البطالمة لكن للأسف لم يصل إلينا منه غيرالمختصر فكانت العقبة هى عدم معرفة قراءة النقوش على المعابد فجاءت محاولات لحل رموز اللغة المصرية دون جدوى مثل الأب كرشر بدأت صفحة التاريخ تشرق على مصر منذ منتصف القرن 19 على يد العلماء حملة الفرنسية الذين جابوا أرض مصر شمالاً و جنوباً فبحثوا فى أرضها حيواناتها نباتاتها جغرافيا البلاد عادات و تقاليد سكانها و بمنظور علمى فكانت البداية نقل النقوش كما هى فى بحوثهم فلم تضيف جديداً إلى أن جاء شامبليون و نجح فى حل رموز اللغة المصرية و ذلك عام 1822 م و فيما بين 1828- 1830 زار مصر على رأس بعثة علمية و ألف كتابه " آثار مصر و بلاد النوبة " و مع مرور الوقت بدأ علماء آثار المصرية بجهودهم فى كشف النقاب عن آثار تزامنا مع ظهور علم جديد فى أوروبا ألا و هو " عصر ما قبل التاريخ " على يد العالمان " بوشيه " و " بيرن " فانتشر فى الاول في غرب أوروبا وتقوم بدراسة بقايا العظام الإنسانية و الحيوانية و غيرها من آثار و صناعات التى تركت مهملة أو مدفونة فى المغارات و الكهوف أو مجارى أنهار قديمة.
أول من أثبت بوجود علم ما قبل التاريخ فى مصر هو العالم أرسلان. ففى عام 1868م حضر إلى مصر و جمع من حافة الصحراء التى أقيم عليها الأهرام بعض الآلات من الظران المهذب يشبه ما عثر فى أوروبا و عثر أيضا على مصنع من الظران يرجع إلى عصر الحجرى القديم يشبه ما وجد فى سان آشل فى أوروبا.
ظلت الأبحاث ما بين المؤيد مثل " لنرمان و هنرى " فقد اكتشفوا على بعض آلات بالقرب من جبانة طيبة والنتيجة ان اعترفت جمعية درس بوجود عصرما قبل تاريخ فى مصر 1870 إلا أن معارضون مثل " مريت باشا " و " لبسيوس " و " شاباس " ظلوا على موقفهم بحجة وجود هذه الآلات فى مقابر مصر القديمة فلم يفهموا بأن تلك الآلات ظلت مستعملة بالتوارث و العادة. و انتصر فى النهاية الرأى المؤيد على يد العالم " جاك دى مرجان " ( مدير الآثار المصرية ) و ذلك فى عام 1897 و أكد أيضا الأستاذ فلندرز بترى وجود الصلة ما بين عصر ما قبل التاريخ وبين عصر الدولة القديمة فى مصر.
فى عام 1831 كانت فرنسا أول من أنشأ كرسى للدراسات المصرية القديمة ثم تلتها أوروبا بعد ذلك و بذلك فتحت مصر أبوابها أمام العلماء و الرحالة . و كانت علماء مصر لهم الدور الهام فى ذلك فالعالم أحمد كمال أول مؤرخ يكتب عن تاريخ مصر القديم ( 1849- 1923) و فى عام 1834 صدر مرسوم بإنشاء دار للعاديات المصرية أى مصلحة الآثار و بعد ذلك صدر المرسوم الملكى عام 1925 بافتتاح جامعة المصرية متضمنا إنشاء قسم آثار فى كلية آداب.
بداية العصور الحجرية بدأ الاهتمام بدراسة العصور ما قبل التاريخ على يد الفرنسيين كما قلنا فى منتصف القرن 19 و قد تأكد وجود عصور ما قبل التاريخ (عصور حجرية) فى مصر و مما ساعد على ذلك جفاف أرض مصر فاستطاعت الاحتفاظ ما بها من آثار فى حالة جيدة خاصة فى اماكن بعيدة و مرتفعة عن الفيضان وقد قام بعض العلماء بعدة أبحاث خاصة فى مصر العليا فساعدنا على التعرف على الأدوات الحجرية التى كان يستخدمها الانسان المصرى.
) و كما قلنا فى فجر العصور الحجرية أنها محاولات بدائية للانسان فقد عثر على بعض القطع الحجرية الضخمة ليس عليها أى أثر لتشكيل أو تهذيب فى مرتفعات طيبة. هناك رأى يقول إن أحجار لم تتكون إلا بفعل عوامل الطبيعة و التعرية.
لكن غالبية العلماء لا يرون مبررا لجعل هذه الفترة مرحلة حضارية قائمة بذاتها و يدخلونها ضمن أولى المراحل الحضارية التى مر بها الإنسان.
العصر الحجرى القديم )العصر الباليوليثى( عصر استعمال الحجر المهذب تهذيبا بسيطا بعد القطع .
الجفاف المستمر فتحولت الغابات الكبرى فى شمال أفريقيا إلى مدرجات صخرية ،ثم إلى صحراء واسعة مما أدى إلى قضاء على الحياة النباتية و الحيوانية و الإنسانية إلا بعض نقاط نادرة للمياه و ذلك فى العصور البعيدة فيما قبل التاريخ.
لا نعرف شيئا عن العصر الحجرى القديم الا من بعض المواقع و المناطق الصحراوية.
من الصعب معرفة مدى الصلة بين سكان وادى النيل فى العصر الحجرى القديم و بين سكان فى العصور التالية. فطبيعة الحياة مختلفة لأن طقس أصبح بعد ذلك أكثر برودة و رطوبة زائد النيل يغطى جميع مناطق الوادى ..الآن لا يغطى نصفه والنتيجة أماكن إقامة السكان محددة
عصر الحجرى القديم بدأ الطقس يميل إلى إعتدال تدريجياً حتى وصل فى العصر الحجرى الحديث إلى مستوى قريب للطقس فى العصور التاريخية تقسم العصر الحجرى القديم إلى : عصر الحجرى القديم الاسفل و عصر الحجرى القديم الاوسط و عصر الحجرى القديم الاعلى. أما فى أوروبا فيقسم كالآتى: عصر ما قبل الشيلى (Prechelleen) و عصر الشيلى (Chelleen) و عصر الأشولى (Acheuleen) قد سميت بأسماء الأماكن التى وجدت بها كمثال عصر الشيلى نسبة إلى بلدة (Challes)على نهر المارن بفرنسا أما بالنسبة لعصر أشولى نسبة إلى كهف (Saint Acheul) بفرنسا أمكن العثور على مخلفات العصر الحجرى القديم فى مصر فى مدرجات النيل أى على مقربة من شواطئ النهر القديمة قبل أن يعمق النهر مجراه الحالى و توجد على شواطئ التى تكونت فى عصور القديمة مثل بحيرة الفيوم و بحيرة كوم امبو .
|
