الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الألقاب الملكية في مصر القديمة

الألقاب الملكية في مصر القديمة
عدد : 01-2016
عندما قرأت تاريخ و آثار مصر القديمة وجدت أن ملوك مصر القديمة كانوا يتخذون من ألقابهم رموزا يعبرون بها عن ملكهم و سلطانهم ، و كان كل ملك يتخذ لنفسه لقبا يعبر به عن إنجازاته أو طابعه الشخصي أو حدود مملكته أو علاقة حكمه بالمعبودات التي يعبدها .

و قد كان من الألقاب الملكية ألقاب اتخذها ملوك الفراعنة طوال العصر الفرعوني للإشارة إلى أنهم يحكمون مصر و صاروا ملوكا لها ، فصارت هذه الألقاب متوارثة بين الملوك طوال العصر الفرعوني و هي خمسة ألقاب "اللقب الحوري" و "اللقب النسوبيتي" و "اللقب النبتي" و لقب "سا رع" و لقب "حورس الذهبي" .

على أنه لم يتلقب الملوك بهذه الألقاب فقط ، بل إن من الملوك من كان يحمل لقبا شخصيا خاصا به يعبر به عن عمل أو إنجاز ما تم في عهده أو يعبر عن طابعه الشخصي أو عن صفة ما يريد أن يعرف الشعب بأنها موجودة لديه .

لذا فإنني قررت أن أكتب عن الألقاب الملكية التي توارثها الملوك الفراعنة طوال العصر الفرعوني و كانت تدل على أن صاحبها تولى حكم مصر .

التعريف بالألقاب الملكية و تاريخ ظهورها

لكل لقب ملكي معنى يعبر عن سلطة صاحبه و نفوذه و سيطرته على الحكم في البلاد ، لذا كانت دراسة معنى اللقب الملكي الفرعوني هامة لدراسة الحياة السياسية في عصر الفراعنة .وأود أن أذكر أولا معنى لقب "فرعون" باعتباره واحدا من الألقاب الفرعونية و له معنى سياسي وهي كلمة مشتقة من اصطلاح مصري قديم هو " بر – عا" ، بر تعني "بيت" و "عا" تعني "كبير" ، فيكون المصطلح معناه "البيت الكبير" معناه "البيت الكبير" و هذا المصطلح كان يطلق قديما على القصر الملكي و الإدارة الحكومية و في عهد "تحتمس الثالث" صار يطلق على الملك نفسه ، و هذا يعني أنه كان يعطي مفهوما أن الملك هو أكبر رجل في مصر مقاما و أن بيته هو أكبر بيوت مصر ، أي أنه أعظم المصريين شأنا ، و قد انتقلت كلمة الفرعون – فيما بعد – إلى الكتابات العبرانية و منها إلى اللغة العربية .

كانت الألقاب الملكية الخمسة ألقاب موارثة لدى ملوك الفراعنة طوال العصر الفرعوني و أن ثلاثة منها ظهرت في العصر العتيق و هي اللقب الحوري و النسوبيتي و النبتي ، و الاثنان الآخران ظهرا في عصر القديمة و هما لقب سا رع و لقب حور الذهبي .
• اللقب الحوري :
و هو أقدم الألقاب الملكية الفرعونية ، و قد سمي بهذا الاسم لأنه كان يكتب على هيئة صقر – رمز المعبود حورس – فوق علامة السرخ ، و هي شكل كان يمثل واجهة القصر الملكي و كانت من إحدى المحاولات التي قام بها المصريون لكتابة أسمائهم في بداية العصور التاريخية ، و هذا اللقب موجود منذ عصر ما قبل الأسرات حيث وجد منذ عهد الملك العقرب ، و قد استمر هذا اللقب بعد ذلك فنحن نجده مثلا في لوحة الملك "أواجي" الجنائزية .
• اللقب النبتي :
هذا اللقب هو ثاني الألقاب الملكية التي ظهرت في العصر الفرعوني ، و هو عبارة عن السيدتين إلاهتا مصر العليا و السفلى و هما المعبودة نخبت – حامية الجنوب – و ترسم على هيئة طائر العقاب ، و المعبودة واجت – حامية الشمال – و ترسم على هيئة الثعبان ، و والتر إمري يرجع ظهوره إلى عهد الملك "حور عحا" أول ملوك الأسرة الأولى .
• لقب النسوبيتي "
هو ثالث الألقاب الملكية و قد اشتق اسمه من نبات النسوت – رمز الوجه القبلي – و النحلة بيتي – رمز الوجه البحري – و دائما كان يكتب بشكل نبات النسوت و بجواره نحلة و ربما يكون معناه "ملك الوجه القبلي و البحري" ، و أول ظهور لهذا اللقب كان في عهد الملك "دن" أحد ملوك الأسرة الأولى .

أما عن اللقبين الرابع و الخامس اللذين ظهرا في عصر الدولة القديمة فهما:
• لقب " سا رع" :
يتكون هذا اللقب من كلمتين هما "سا" بمعنى "ابن" و "رع" بمعنى "الشمس" أي أن معناه "ابن الشمس" ، و قد ظهر هذا اللقب في عهد الملك "جدف رع" أحد ملوك الأسرة الرابعة و غالبا كان هذا اللقب يسبق اسم الملك الموضوع داخل الخرطوش الملكي ، و هذا يوضح علاقة الملك بمعبود الشمس بالإضافة إلى اسمه " جدف رع " الذي يوجد فيه اسم معبود الشمس "رع".
• لقب "حر – نوب " :
و معناه "حورس الذهبي" و قد وجد في سجلات الدولة القديمة لكن أصله – في رأي جون ولسن – ما زال غامضا حتى الآن.

الغرض السياسي من ظهور الألقاب الملكية

لم يكن ملوك الفراعنة يتخذون هذه الألقاب للتعظيم أو التفخيم أو الإعلاء من شأنهم فقط ، بل كان لهذه الألقاب فوائد سياسية تدعم أركان حكمهم للبلاد و فيما يلي نعرض بالتفصيل الفائدة السياسية لكل لقب من هذه الألقاب الملكية .
• اللقب الحوري :
كما سبق و ذكرنا فإن هذا اللقب ظهر منذ عهد الملك العقرب ، و في ذلك الوقت كان لعبادة أوزير و حور و ست شأن عظيم في الديانة المصرية و كان حور معروفا بأنه إله الشمس أو الابن المنتقم لأوزير – رمز الملك المتوفى – ، و من ثم فإنه عندما يظهر الصقر – رمز حورس – فوق علامة السرخ – التي هي اسم الملك – فإن هذا يعني بلا شك أن حورس يؤيد هذا الملك أو أن هذا الملك هو نفسه الإله حورس على الأرض ، و هذا يُكسِبُ الملك قوة دينية لأنه إله أو مؤيد من إله و في نفس الوقت يكسبه قوة سياسية لأنه يعتبر الملك الشرعي لأنه باعتباره حورس فهو خليفة و وريث أوزير الشرعي على عرش مصر .
• اللقب النبتي :
في اللقب النبتي نجد صورة إلاهتا الوجه البحري و الوجه القبلي موجودتان مع اسم الملك و هذا يعني أن هاتين المعبودتين تحميان الملك و تدعمان حكمه ، مما يشير إلى أن للملك أحقية حكم الوجه البحري لأن معبودة الوجه البحري تدعم حكمه و له أحقية حكم الوجه القبلي لأن معبودة الوجه القبلي تدعم حكمه ، و بالتالي فهو من خلال هذا اللقب يضمن خضوع الوجه القبلي و الوجه البحري لحكمه لأن أهل كل مملكة من المملكتين لن يعترضوا على إرادة معبودتهم التي قضت بأن يتولى هذا الملك حكم المملكة التي تعبدها و بالتالي يظل هذا الملك مسيطرا على البلاد كلها و موحدا للقطرين .
• لقب النسوت بيتي :
لسنا بحاجة إلى التحدث بالتفصيل عن الفائدة السياسية لهذا اللقب لأنه من البديهي أنه ما دام رمز مملكة الشمال و رمز مملكة الجنوب مرسومين مع اسم الملك فهذا يعني أن الملك يحكم المملكتين .
• لقب "سا رع" :كما سبق و ذكرنا فإن هذا اللقب ظهر في عهد الملك "جدف رع" أحد ملوك الأسرة الرابعة ، و الذي يتضح من اسمه أنه كان مواليا لعبادة رع إله الشمس ، يمكننا أن نستنتج أن عبادة "رع" قد صارت تتشر بشكل كبير في ذلك الوقت و أنه صار لها شأن عظيم في البلاد لدرجة أن الملك كان اسمه "جدف رع" و اتخذ لنفسه لقب "سا رع" بمعنى "ابن الشمس" أو "ابن الإله رع" ، بخاصة حين نعلم بعد ذلك أن كهنة رع هم من أسسوا الأسرة الخامسة فيما بعد. أما عن الفائدة السياسية التي يجنيها الملك من هذا اللقب فهي واضحة و هي أنه يضمن ولاء المصريين له و بخاصة كهنة و أتباع رع لأنه ابن إلاههم ، و بالتالي يضمن سيطرته على مقاليد الحكم في البلاد لأنه لن يجرؤ أحد على أن يعترض على ابن الإله .
• لقب حر نوب أو حورس الذهبي :
لسنا بحاجة إلى التحدث كثيرا عن هذا اللقب ، فكما يتضح من اسمه يعتبر الملك نفسه هو الإله حورس على الأرض و بالتالي فهو يحكم الناس بصفته إله و ليس بصفته بشرا عاديا و بالتالي تكون له شرعية الجلوس على العرش لأنه حور خليفة أوزير و وريثه الشرعي على عرش مصر.

ألقاب أخرى اتخذها بعض الملوك لأنفسهم

إن الألقاب الخمسة السابقة هي الألقاب الملكية العامة التي اتخذها كل ملوك الفراعنة أو معظمهم ، و لكن لم تكن هذه هي الألقاب الوحيدة التي تلقب بها ملوك الفراعنة ، بل إننا نجد بعض الملوك كانوا يتخذون لأنفسهم ألقابا تدل على إنجازاتهم أو طبائعهم التي يريدون أن يعرفها الناس عنهم و منها على سبيل المثال لقب "خاستي" الذي لقب به الملك "دن" أحد ملوك الأسرة الأولى و معناه "رجل الصحراء" أو "الأجنبي" و هذا لأنه قاد حملة في بداية حكمه ضد البدو الأسيويين ، و كذلك لقب "وسر ماعت رع" الذي تلقب به الملك "رعمسيس الثاني" و معناه "رع قوي العدالة".

و من الجدير بالذكر أن الملوك كانوا يحملون ألقابا تشير إلى تمسكهم بالفضائل مثل لقب "نب ماعت" الذي اتخذه الملك "سنفرو" في الأسرة الرابعة و معناه "سيد العدالة" و ألقابا أخرى مثل الإله الطيب و الثور القوي و غيرها .

لم تظهر الألقاب الملكية كلها في عصر واحد و إنما ظهرت واحدا تلو الآخر ، و كل لقب كان يظهر نتيجة لتغير سياسي أو ديني ما حدث في وقت ظهوره ، مثل ظهور اللقب الحوري لانتشار عبادة حورس و ظهور اللقب النسوبيتي و النبتي للتأكيد على توحيد المملكتين و سيادة الفرعون عليهما ثم لقب "سارع" نظرا لانتشار عبادة رع و لقب حور الذهبي فيما بعد .

و كان لهذه الألقاب الخمسة أهمية سياسية في ذلك الوقت ، فهي تؤكد على شرعية جلوس الملك على العرش و تأييد الآلهة و مساندتهم له و لحكمه ، و أيضا تؤكد على أنه ممثل الإله في حكم مصر .

كذلك لم يكتف الملوك بهذه الألقاب الخمسة ، بل كان بعضهم يتخذ لنفسه لقبا يشير به إلى إنجازاته أو بطولاته التي حققها خلال فترة حكمه ، أو كان يتخذ لنفسه ألقابا تشير إلى قوته مثل الثور القوي ، أو ألقابا تشير إلى تمسكه بالقيم و الفضائل مثل نب ماعت ، و وسر ماعت رع .

 
 
بقلم / محمد عبد الرازق