الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

رحلة في تاريخ مصر القديم
( الجزء الأول)

رحلة في تاريخ مصر القديم
( الجزء الأول)
عدد : 02-2016
بقلم الباحث/على أبودشيش

منذ أكثر من قرن مضى كان ماضي مصر كتابا مغلقا ولم يكن احد يستطيع أن يفك سر الرموز الموجودة على الآثار والتماثيل المصرية ولم تكن الحفائر قد بدأت بعد وكان كل ما نعرفه أو نملكه عن الحضارة والديانة والعادات المصرية القديمة من كتابات المؤرخون والرحالة أمثال هيرودوت وديودور وسترابون الذين زاروا مصر في فترة انحلالها ولم يروا منها سواء نهاية حضارتها العريقة ولم يكن لديهم المعدات والآليات حينئذ للقيام بعملهم وترجمة النصوص المصرية القديمة لأنهم كانوا يجهلون قراءة الوثائق القديمة للبلاد فكان اعتمادهم على روايات قاموا بسماعها من المواطنين فدونوا ما سمعوا وما رأوا ومن هنا كانت المعلومات التي توصلوا الى جمعها من أنحاء مصر.

وبالرغم من طرافتها وأهميتها الكبرى بالنسبة لنا في معرفة ولو القليل عن تاريخنا حينئذ فلا تستطيع ان تجعل هؤلاء يكونوا صورة حقيقة عن مصر القديمة فقد كان المصريين بالنسبة لهم أكثر الناس تديناً ,,إذ إن المعابد الضخمة والكهنة مشغولين دائما في الأعمال المقدسة والعقيدة التي سادت عن الحياة والعالم الأخر والاستعدادات القوية لبناء وتشييد المقبرة والاهتمام بالآخرة عن الحياة الدنيا.

كل هذه الأشياء دفعت هؤلاء المؤرخون والرحالة أن يعتقدون إن المصريين القدماء تتركز أفكارهم فى أسرار الوجود واهتمامهم بالحياة الأخرى وعدم الاهتمام بالحياة الدنيا .

وقد ظلت هذه الفكرة سائدة خلال العصر المسيحي وبالتالي ملأت مصر العقول بالخوف والرهبة العجيبة وظلت سرا خافيا بالنسبة لعموم البشر. ولكن بعد أبحاث شاقة قام بها علماء مختلفون ودراسات قام بها عالم الآثار الانجليزي (توماس ينج) تتصل باسم (بطلميوس) فى الكتابات المصرية القديمة بخطها الهيروغليفي من نقوش حجر رشيد الذي عثر عليه في قلعة سان حوليان بمدينة رشيد وتبعه شامبليون فى كتابة المشهور letter m.decier الذي نشر عام 1822 ليبين فيه طريقة الكتابة المصرية القديمة وفك أسرارها وهو الأمر الذي حير جموع العالم والمهتمين بالحضارة المصرية القديمة وتبع معرفة الهيروغليفية القيام بالحفائر المنتظمة ومنذ ذلك اليوم حتى الآن امتلأت متاحف العالم أجمع بكنوز المصرين القدماء التي تذهل العقول.
وأول معالم التاريخ المصري هي مجموعة الآثار في الأسرة الرابعة وهى أهرام الجيزة وتمثال أبى الهول وما يحيط به من مقابر تكشف لنا عن حياة المصرين وتقدمهم أثناء جهل معظم جموع العالم في كل العلوم والفنون .

وظن الجميع أن تقدم المصريين وتطور الحضارة كان من الأسرة الثالثة إلى الرابعة تطوراً مفاجئاً ولكن الكشوف المحيطة بهرم زوسر في سقارة أثبتت ان الفنون والعمارة في الأسرة الثالثة قد وصلت الى قمة عالية ورغم ذلك فأن آثار الجيزة لا تزال تحدد الذروة واستطاعت الحضارة ان تصل إليها في تلك الفترة البعيدة والتي بدأ الاضمحلال في أعقابها.

وترتفع أهرام (خوفو) و(خع اف رع) و(من كاو رع) بقامتها الى السماء فوق صخور الهضبة على الضفة الغربية من نهر النيل عند حافة الصحراء وهكذا تظل أهرام الجيزة إحدى عجائب الدنيا أشد أثار الماضي تأثيرا في النفس إذ أن المتأمل في هذه الأبنية الضخمة سواء من يشهدها في ضوء النهار الساطع اوفى الليل حين يسبغ عليها القمر بريقا فضيا او من قمة تلال المقطم عند غروب الشمس حيث تظهر قرمزية في بحر من الذهب .
ومن هذا فيمكن اعتبار الهرم وما حوله من مقابر كرمز مادي متماسك يدل على عظمة هذه الفترة من الحضارة المصرية.

وهكذا نجد ان الدولة القديمة كانت من فترات التقدم والنمو أما في الداخل فقد استمتعت البلاد بحكومة وطيدة الدعائم قادرة على تسير الأمور داخليا وأما في الخارج فعلاقة مصر بجيرانها علاقات جيدة للغاية فقد أرسلت البعوث الدائمة إلى بلاد بونت عبر وداى الحمامات الى الشاطئ ثم من بعد ذلك اتخذت طريق البحر الأحمر كما وجهت الحملات الى سيناء من اجل مناجم الفيروز ,والى فلسطين ومنذ عصر الدولة الثالثة كان الخشب الذي يستعمل فى بناء السفن والمراكب يستورد من سوريا ومع ذلك فإن النهاية قريبة ففي خلال الأسرة السادسة امتد الضعف إلى السلطة المركزية وأصبح الملك غير قادر على مباشرة حكمة وانتهت الأسرة السادسة في فوضى وارتباك وعاشت مصر في فترات ضعف ووهن ...

وبعد حوالي مائة عام وبعد صراعات وحشية مع حكام هراقليوبوليس وهى مدينة في مصر الوسطى نرى ان عرش مصر يسترده بيت أمراء ارمنت التى تعنى مدينة "المعبود مونتو"، رب الحرب القديم ، والواقعة قرب طيبة(الأقصر حاليا).. وأسست الأسرة الحادية عشر ومن هذا البيت المالك الجديد تظهر الفترة الثانية من عظمة مصر والذي يطلق عليها علماء المصريات الدولة الوسطى وقد وصلت إلى القمة في عهد ملوك الأسرة الثانية عشر ولكن ظلت سلطة الاقتطاع تهدد العرش ولكن السلطة أضعفتها إلى أن قضى عليها نهائيا الملك سنوسرت الثالث الذي اشتهر بروحة الحربية العنيفة والتي استطاع بفضلها أن يقضى على ثورة القبائل الزنجية في السودان وان يوجه حملة ضد فلسطين وقد خلفه أمنمحات الثالث وقد وصلت الدولة الوسطى في ملكة إلى ذروة مجدها وكان من أهم أعمالة تنظيم بحيرة موريس في الفيوم واستطاع بفضل القناطر إن يسيطر على فيضان المياه إلى النيل كما استطاع بواسطة إقامة سد من خلالها انقاذ رقعة من الأرض الزراعية وبموت الملك أمنمحات الثالث بدأ الانهيار الذي انتهى كذلك بفوضى لتسقط مصر الشمالية مرة أخرى عام 1700 ق.م فريسة لغزو ضخم لشعوب من الشمال الذين عرفوا بالهكسوس او ملوك الرعاة ....

ونستكمل بأذن الله الجزء الثاني في المقال القادم .