الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

أنا..وتحتمس الثالث

أنا..وتحتمس الثالث
عدد : 02-2016
بقلم الخبير السياحى/ محمود كمال

كيف حكمت مصر ؟ .. سؤالك يصعب تلخيصه فى سطور ولكن دعنى أعطيك فكرة سريعة عن مصر التى لا تحمل حقد ولا غل لأحد ولكن دائما ما يحدث العكس حيث تحاك المؤامرات وتجيش الجيوش لغزو مصر،ولقد حكمت مصر أربعة وخمسون سنة ومقبرتى فى وادى الملوك بالبر الغربى بالاقصر شاهدة على أعمالى ،ويمكن أن يكون الغزو بأكثر من طريقة قد تكون عسكرية وقد تكون ثقافية وطبعا انتم عارفين الملك أحمس الاول وماذا فعل بالهكسوس وكيف تمكن من طردهم حتى مشارف غزة ولم تقم لهم قائمة من يومها. وعند هذا الملك دعنى أتوقف لحظات ، لم يكن من السهل طرد الهكسوس بعد أن مكثوا فى مصر قرابة المائة والثلاثين عاما ولكن الشعب المصرى كان مساندا لجيشه فأبى أن يزوج بناته لشباب الهكسوس فكان واعيا لا يريد بيع بناته أو أرضه حتى وإن كانت فى صورة زواج وكيف يفرط المصرى فى أرضه أو فى دينه أو فى ممتلكاته لشخص غريب لا يهمه الا الاستفادة فقط من كنوز مصر.المهم هو الدرس اللى أنا أتعلمته من الملك أحمس هو الحفاظ على أرض مصر حتى وإن اضطر الى طردهم خارج حدود مصر وليس ذلك فقط وإنما تأمين حدود مصر من داخل أراضيهم.وقد أقمت امبراطورية من أقدم الامبراطوريات في التاريخ وهي أقصى حدود لمصر في تاريخها حيث وصلت حدود مصر إلى نهر الفرات وسوريا شرقا وإلى ليبياغربا وإلى سواحل فينيقيا وقبرص شمالا و إلى منابع النيل جنوبا حتى الجندل الرابع أو الشلال الرابع وكانت الإدارة في عهدى قوية من ذوى الكفاءات العالية حيث اعطيت كل إقليم حكما ذاتيا تابعا للعرش نظرا لاتساع امبراطوريتى واختلاف الأجناس وتباين الأعراف والقوانين من منطقة لأخرى. لقد استدعيت أبناء أمراء الاقاليم الاسيوية الى طيبة عاصمة مصر فى ذلك الوقت لكى يتعلموا فى مدارس الحياة الموجودة داخل المعابد بالبر الشرقى كل ما يخص مصر من عادات وتقاليد وثقافة للمصريين حتى أغرس فى نفوسهم حب مصر ، حتى إذا عادوا الى بلادهم وتولوا الحكم فيها أصبحوا من أتباعى المخلصين وبذلك ضمنت ولائهم لمصر وضمنت عدم التفكير فى الحرب على مصر.
ماذا تحتاج مصر اليوم لتعود الى مجدها؟
مصر لا تحتاج الى احد سوى ابنائها ، وما أراه اليوم أن بين أبنائها من هم جاحدين لها ومنكرين لها وليس لهم ولاء لها وهذه هى المشكلة الاولى كيف نغرس فى نفوس شبابنا وأطفالنا ونسائنا حب مصر فذلك هدف قومى مثل اى هدف قومى ضخم ملموس كالمعابد والاهرامات وقناة السويس ، فلا أرى مثلا دور للاعلام فى مصر يغرس القيم والمبادىء وحب الله وحب الوطن ، ولا أرى الا السلبيات لاشخاص ضالون سارقون ناكرون ولا حساب رادع بالحق والقانون ، إزرعوا ما تريدون وسوف تحصدون الشىء نفسه فلن تزرع كرها الا وتجنى كرها وأنتم مشكلتكم أنكم شايفين أن ذلك كلام مرسل وشبعنا منه ولا حاجة لنا اليوم به ، كانوا أطفال المصريين فى عهدنا يأتون مع والديهم الى المعابد ليقدموا القرابين الى الألهه ويجب أن تكون قرابين طيبة وذات جودة عالية ، ثم ترى أن الاطفال يبدأون حياتهم العملية مبكرا فيتعلمون صنعة أبائهم حتى يتقنوها مثلهم أو اكثر فكان لدينا الاسطى الماهر والصبى الذكى المطيع والعلم والتطبيق أمامهم ولا يقبل من الاعمال الا الجيد ، أين أنتم من ذلك ؟!!
يا أخى ويا اختى ويا بناتى ويا ابنائى حبوا مصر كما تحبون أبويكم وحبوا مصر لما لها من رصيد عند الله وعند الانبياء ، اجتهدوا وكونوا ايجابيبن ولا تستسلموا للكسل لا شىء الا الاخلاص فيما تعملوا .
رسالتى الى أولى الامر فى مصر – راعوا ضميركم – طبقوا القانون بين الغنى والفقير ، راعو حق الضعيف ، قولوا الحق ولو على انفسكم ، إعملوا بجد وإجتهاد ، تحروا النجاح ، حببوا الشعب فى ربهم وفى والديهم ، وفى العمل .
دائما ما يبدأ الاصلاح من الاعلى للاسفل ، حبى واحترامى لشعب مصر ورئيسها ونسائها المخلصات ولاطفالها زهور الحياة ونبضها ، فكرتونى بأجمل الذكريات.