السبت , 20 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الحركات السرية في العصور الوسطي

الحركات السرية في العصور الوسطي
عدد : 09-2016
كتب / مصطفي محمود
باحث في التاريخ و الآثار الإسلامية

عرفت العصور الوسطي بالشرق الحركات السرية الإرهابية عقب سجال من الاختلافات المذهبية و الفكرية ورغبة كل فرقة في السيادة و الحكم و الذي أدي بدوره لحروب أهلية و انقسامات إضافة إلي الثورات المسلحة و الفتن. كان نشأة تلك الحركات السرية مصاحبا علي الأغلب للخلافة العباسية التي حاربت بدورها قيام اي نفوذ شيعي علي أراضيها, فبدأ العمل في الظلام من قبل الماؤين للخلافة العباسية و شهد التاريخ مع التطور قيام أول طائفة انتحارية في الدولة العربية و ربما في التاريخ الإنساني و التي شكلت ايدلوجياتها فيما بعد اساسا قامت عليه حركات العنف و الإرهاب الدموي فيما بعد حتي عصورنا الحديثة تلك. لقد كانت طائفة الحشاشين الإرهابية - و التي انبثقت في القرن الحادي عشر من الشيعة الإسماعيلية- مصدر تهديد دائم لأنحاء العالم الإسلاميا فقط ،و تعتبر أول من (ابتدع) أسلوب العملية الانتحارية. و قد حصلت الدولة الأيوبية و المملوكية فيما بعد نصيب الأسد من التهديدات التي شكلتها تلك المجموعة الانتحارية كان هؤلاء الانتحاريون أو الفدائيون - كما أطلقوا علي أنفسهم - مؤمنين في قلاعهم الصخرية بين المرقب و حماة مشكلين تهديدا دائما للمناطق السورية و ما جاورها، متوغلين بذلك في عمق السيادة المملوكية. لم يحارب الحشاشون قط - وهم المجموعة التي زعمت الجهاد و نصرة الدين - ضد أعداء الإسلام أو اي من القوي الاستعمارية الأجنبية من المغول أو الصليبيين المتعصبين (علي النقيض لقد كانوا تحت حماية قوات الفرنج المتمركزة في الأراضي العربية وقتئذ و حظوا برعاية خاصة و تأمين من قبل فرسان الاسبتارية - أحد أقطاب القوات الصليبية القوية -و استعانوا بهم علي أعدائهم الداخليين، و هذا ما دفع الكثير من أمراء الشام لمهادنتهم و كسب ودهم). لقد وجه الحشاشون ضرباتهم للعمق الإسلامي مغتالين شخصيات دينية و قيادية بارزة في الحكم و محدثين توترات أمنية دائمة بالعواصم و المدن العربية عن طريق عملياتهم الانتحارية المتكررة. و برغم خطرهم الكبير أخذ "بيبرس" الجزية من الحشاشين عام 665 هـ , وفقا لمعاهدة مع الفرسان – أحد اركان القوات الصليبية القوية المتمركزة في الشرق وقتئذ - و مع اكتسابه نفوذا عليهم بدأ في تجريدهم من قوتهم ،لقد أخذ قلاعهم الواحدة تلو الاخري بين عامي 668 – 671 هـ بالقوة او بالاستسلام المشروط و هكذا اقنع اكثر الجماعات السرية ترويعا ان تتخذ مقرا لها في مصر حيث خسرت تدريجيا صفتها التعصبية واندمجت مع السكان المسالمين. لم يكونوا علي كل حال سوي وجه قبيح للإرهاب و العنف الديني الذي اتخذ صبغة إسلامية. شكلت هذه المجموعة الدموية فيما بعد أساسا أيدلوجيا و تنظيميا للحركات السرية الإرهابية المتطرفة التي انتشرت في العالم العربي و الإسلامي اليوم و التي تعمل علي إسقاط الدول العربية و تفتيت شعوبها و ترويعهم.
"إن صناعة المستقبل لن تتأتي إلا ببناء الحاضر، و لن يبنى حاضرنا بناء جيدا إلا إن فهمنا ماضينا و تاريخنا فهما واعيا". ...
 
 
الصور :