الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

لا لباليه الشوارع

لا لباليه الشوارع
عدد : 09-2016
دلائل تاريخية كشفتها نقوش تعود للأسرة الخامسة عند القدماء المصريين وأخرى تعود للدولة الوسطى بمقابر بنى حسن على أنهم أول من مارسوا فن (الباليه)، ومنذ أكثر من نصف قرن أنشأت مصر معهداً عالياً للباليه ليتخرج منه آلاف الراقصين والراقصات الذين نجحوا فى سنوات معدودة فى الوصول إلى المسارح العالمية منذ أوائل السبعينيات، ولرقى هذا الفن وجاذبية الدراما فيه إلتف حوله جمهوراً عريضاً من داخل وخارج مصر.

ومنذ أوائل العام الجارى وبعيدا عن خشبة المسرح بدار الأوبرا خرجت بعض الجميلات محترفات رقص الباليه يستعرضن قدراتهن الفنية فى الشارع المصرى إستجابه منهن لفكرة هى الأولى من نوعها فى مصر نقلها إليهم مصور فوتوغرافي مصرى من الولايات المتحدة الأمريكية، وبالفعل على مدار شهور العام جال براقصاته شوارع المحروسة وحدائقها ومترو الأنفاق مستهدفاً تنشيط السياحة المصرية ونشر ثقافه الباليه بالمجان كما جاء على لسانه فى تصريحات إعلامية!!

وبدأت عروض فراشات الباليه التى تفاجىء المارة بخروجها عليهم تتجول بشوارع العاصمة التى تخلو من السائحين داعيات نساء وفتيات مصر لممارسة هوايتهن فى الشوارع دونما خوف أو قلق باعتبارها حرية شخصية!!

ومؤخرا كشف الفريق الراقص عن نواياه فى الاستعراض بشوارع المناطق الشعبية مما إسترعى إنتباهنا ، فقد نتقبل مشاهدة عروضهم على هيئة احتفالية أو مهرجان دورى منظم تحت رعاية وزارة الثقافه أو السياحة بموافقات وتصاريح أمنيه فى قلب شارع المعز أو حديقه الأزهر مثلاً لإبرازعبق التاريخ لأهم المعالم الأثرية الموجودة هناك فى صور فوتوغرافية جذابه بعيدا عن مسرح الأوبرا إذ ربما يكون ذلك رسالة عالمية يتداولونها فى مختلف وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعى تؤكد على أمن وآمان الشارع المصرى، كوسيلة مساعدة على استجلاب السائح من جديد.. ولكن ما لا نتقبله أن الفريق يقوم بذلك مرارا دونما تصريح أمنى مسبق أو رعاية من أى جهة حكومية ويزيد الأمر دهشة وغرابة أن الفتاة الراقصة ذات الفستان القصيرالعارى تطل على عامة الشعب فى إحدى الشوارع السكنية بمنطقة فيصل بالجيزة تتمايل هنا وهناك أمام العقارات وبين السيارات على نهر الطريق!!.. حتى ظن بعض المارة بها أنها مصابة باضطراب نفسي ما!!

ألم يرد طيف خاطر على أذهان هؤلاء الشباب القائمين على نقل فكر وسلوك المجتمع الأمريكى والأوروبى لمصر التى احتلت المركز الثانى على مستوى العالم فى عدد حالات التحرش أنهم قد يتسببون فى كارثة مدوية للفتيات الراقصات سواء بشكل جمعى أو منفرد تنتهى الى ما لا يحمد عقباه، مما قد يسىء لسمعه مصر التى تنفق ملايين الدولارات لتحسين صورتها والتأكيد على استقرارها أمام المجتمعات الدولية؟!

أيها المتشدقون الحالمون بالحرية على نهر دماء الأعراف والتقاليد، إعلموا أن كرامتكم من كرامة هذا الوطن الذى يحمل الكثير من الهموم والقضايا التى تستدعى إلتفافكم حولها..وأرض مصر كما تضم آلاف المآذن والكنائس أيضا بها مئات أدوار السينما والمسارح والنوادى والمقاهى والملاهى الليلية، وفن الباليه له جمهوره الذي يعرف أين ومتى يذهب إليه.. فتوخوا الحيطة والحذر فى أفكاركم وسلوكياتكم فليس كل منها سليم وتذكروا أن للتاريخ شهادة قد لا تنصفكم إطلاقاً إن ظللتم على إصراركم فى إنتهاك مظلة القانون وافتعال المشكلات ربما لنقص معلوماتكم عن حال الشارع المصرى حتى السياحي منها الذى لا يخلو من بائع جائل أوطفل بائس ضال أوسائل مسكين..وحدوا جهودكم من أجل إستعادة مصر الجميلة بتاريخها وحضارتها وعراقة وآصاله شعبها التى كانت ذات يوم منارة العالم فى العلوم والأداب والفنون المختلفة..واعلموا أنكم لن تنالوا حريتكم أبدا إن تشتت جهودكم وغابت رؤيتكم الصحيحة لتضميد جروح الوطن .. وثقوا أن انتهاج مثل تلك السلوكيات الغريبة لا مصير لها بين حماة الوطن..اللهم بلغت اللهم فاشهد.
 
 
كتبت/ ريهام البربرى