الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

جميلة الجميلات المُفترى عليها

 جميلة الجميلات المُفترى عليها
عدد : 11-2016
بقلم د/ رضا عبد الحليم
مدير عام العلاقات العامة بمنطقة آثار الهرم


ذكر التاريخ المصري القديم أسماء ملكات جلسن على عرش مصر فهناك ملكات تربعن على عروش قلوب ملوكهن نذكر منهن الملكة "نفرتيتي" زوجة الملك "أخناتون"،وهي تنتمي للأسرة الـثامنة عشر قبل الميلاد في مصر الفرعونية، وعاشت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد- أثناء فترة حكم زوجها الفرعون "أمنوفيس الرابع" أو ( أمنحتب الرابع ) ( آخناتون ) ،ومثل ما حدث مع زوجها، فقد تم محو إسمها من السجلات التاريخية كما تم تشويه صورها بعد وفاته، ومن المعروف أن نفرتيتي لم تكن تجري في عروق أسرتها الدماء الملكية إلا أنها سحرت الملك بجمالها.

وكانت نفرتيتي تساند زوجها أثناء ثورته الدينية والاجتماعية، ثم انتقلتا حيث لعبت دورا أساسيا في نشر المفاهيم الجديدة التي نادي بها زوجها، وظهرت معه أثناء الاحتفالات، صورت فيها الملكة وهى تقوم بالقضاء على الأعداء، ويمكن مشاهدة ذلك على جدران معابد آتون ومقابر الأشراف بتل العمارنة. والطقوس، وبالمشاهد العائلية، وكذلك في المناظر التقليدية للحملات العسكرية .

وحصلت على لقب الزوجة الملكية العظمى ,التي يعني اسمها الجميلة القادمة وقد كانت إحدى أقوى النساء في مصر القديمة بعد جدتها العظيمة تتي شيري التي ساهمت في النصر على الهكسوس .. ولكونها ساندت زوجها في دعوته للتوحيد مما دعا الأسر التالية إلى العمل على محو كل ما يتصل باخناتون وزوجته جميلة الجميلات "نفرتيتي .

نهاية الملكة نفرتيتي والمزاعم التي تناولها المغرضون

توفيت نفرتيتي في العام الرابع عشر لحكم إخناتون، ومن الممكن - إحتمالاً - أن تكون قد دفنت في مقبرتها بالمقابر الملكية، في تل العمارنة، ولكن لم يتم العثور على المومياء الخاصة بها حتى الآن.

إختفت نفرتيتى ولم يوجد أي ذكر لها ويعتقد انها توفيت ( أو ربما قُتلت ) ودفنت في مقبرة بأخيت اتون عاصمة الملك آنذاك بمنطقة تل العمارنة بمحافظة المنيا , ويعتقد البعض أن توت عنخ آمون نقل مومياؤها مع والده أخناتون عندما هجرت أخت أتون وهذا أمر مستبعد و غير ثابت بالدليل .

وقد أشاع بعض المحدثين من الدارسين والهواة والعاشقين لعلوم المصريات بعض الأساطير التي لا تخلو من تراهات وأكاذيب كان آخرها ما أذاعه وزير الآثار المصري السابق دكتور ممدوح الدماطي وصديقة الإنجليزي ( ريفز ) وغيرهم من دعاة الهدم للحضارة المصرية أن مقبرة الجميلة نفرتيتي قد نُقلت بالكامل في مقبرة إبن زوجها الملك الشاب توت عنخ آمون خلف جدار حجرة دفنه .

والذي يؤكد خطأ هذه النظرية أن الملكة نفرتيتي- التي ساندت زوجها المتدين وصاحب فكرة التوحيد للآلهة وجعلهم إلهاً أو معبوداً واحداً هو الإله آتون - قد تعرضت في حياتها للمضايقات من كهنة آمون الذين قاوموا بشدة وساعدوا على تشوية تماثيلها وخراطيشها الملكية في معابد آتون المتهالكة في منطقة تل العمارنة عاصمة الملك آخناتون وزوجته , والرأي عندي أن مقبرة الملكة نفرتيتي قد دفنت في مكان سري آمن في حضن الجبل المتاخم لمنطقة تل العمارنة بمحافظة المنيا بصعيد مصر ولعل يد الحفار المصري أو الأجنبي قد تصيب يوماً هدفها وتكشف عن مقبرة هذه السيدة الجميلة والعظيمة .

أما الذين يزعمون أن مقبرة توت عنخ آمون تحتوي في جدارها على فتحتات ظهرت في الكشف بأجهزة المسح الراداري بيد الإنجليزي ( ريفز ) ومعاونية من وزارتنا الوليدة فهي مجرد أوهام في عقول لم تقرأ التاريخ المصري القديم جيداً والذي يأبى أن يصطحب أو يوافق فكر ملك يحمل في إسمه آمون مثل الملك الشاب كهنة آمون وعدائهم الشديد لكهنة وعبادة آتون الذي كان يقضي على طموحاتهم وأرزاقهم ـ

أقول لهؤلاء..إتقوا الله في حضارة أمتكم التي سبقت جميع الأمم السابقة في العصور القديمة و كفاكم هرولة خلف نظريات الآثاريين الأجانب والمستشرقين واقرأوا التاريخ بحيادية تامة وبدلاً من العمل على تلميع أنفسكم , ساعدوا في أعمال الحفائر العلمية واستكمال مشاريع الترميم للمقابر المكتشفة وبادروا بالنشر العلمي للأبحاث المخزنة في أدراج إدارة النشر العلمي بوزارتنا التي أحيانا ما نخجل بالإنتماء إليها وإلى عناصر كل همها محاربة العلم والعلماء واللهث خلف نظريات مشبوهة والفرقعات الإعلانية والإعلامية وخلق مجد شخصي ومادي والتي سئمنا منها طيلة أربعين عاماً مضت منذ عهد دكتور زاهي حواس و رفاقة الذين ينتشرون في جميع مواقع الآثار الهامة بمصرنا الحبيبة , ولم يفكروا في غير عودته لعرش الوزارة المكلومة , بدلاً من العمل على مساندة البحث العلمي والترميم العلمي وعمل المزيد من الحفائر العلمية في جميع المواقع التي صارت حكراً على الأجانب فقط وكذا دراسة العرض المتحفي العلمي الذي يجلب لمصر ولآثار مصر من الخير الكثير .

حفظ الله مصر وآثار مصر وتاريخ مصر من بعض المصريين الذين لايملكون من مصريتهم غير الإسم وإنتمائهم لها ليس شرفاً لنا بل هم عار عليهم , وسوف يرد الله كيدهم في نحورهم أبد الآبدين .
 
 
الصور :