الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

حجم السياحة العلاجية في مصر

حجم السياحة العلاجية في مصر
عدد : 08-2017
بقلم الدكتور/ عادل عامر
مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية


بلغ حجم إنفاق السياح العرب وخاصة دول الخليج نحو 27 مليار دولار على السياحة العلاجية عام 2015 من إجمالي 100 مليار دولار على مستوى العالم. وللأسف ايرادات مصر من السياحة لم يتجاوز 5.5 مليون دولار سنويا .

إن غياب التنسيق بين الجهات المعنية والاعتماد على الجهود الفردية وصعوبة الحصول على التأشيرات أدى إلى عزوف تلك الشريحة ذات الإنفاق الأعلى القدوم لمصر بغرض السياحة العلاجية، ما أعطى الفرصة لدول أخرى لاستغلال فترة غياب مصر لتطوير مستشفياتها والخدمات المقدمة للسائح العلاجي . ولو تم الاهتمام بهذه السياحة سوف ترتفع إيرادات السياحة المصرية لـ2 مليار دولار على الأقل حال الاهتمام بالسياحة العلاجية ووضعها على الطريق الصحيح .

أن السياحة العلاجية تتميز عن غيرها من أنواع السياحة الأخرى بطول مدة الإقامة، حيث يلزم السائح الإقامة بالمنتجع لفترات تبدأ من أسبوعين إلى شهرين متواصلين وذلك للاستفادة الكاملة من الخصائص العلاجية للعناصر المعدنية الطبيعية، كما تتميز بتكرار زيارة السائح لنفس المكان لأن العناصر الطبيعية الموجودة بالمياه دائماً ما تفيد انحسار أعراض المرض وبالتالي يستلزم السائح العودة مرة أخرى على فترات للمتابعة.

فالسياحة في مصر حينما تترجم إلى الأرقام في الأحوال العادية، فإنها تعنى ما يقرب من 40% من إجمالي صادرات الخدمات، متجاوزة بذلك جميع إيرادات المتحصلات الخدمية، و 19.3 % من حصيلة النقد الأجنبي، وحوالى 7 % من إجمالي الناتج المحلى بصورة مباشرة الذى يرتفع إلى 11.3 % إذا ما أضيفت المساهمات غير المباشرة في قطاع السياحة والمتمثلة في الخدمات المصاحبة للسفر والسياحة حيث يمثل نصيب قطاع المطاعم والفنادق فيها فقط 3.5 % وذلك لتشابك صناعة السياحة مع كثير من القطاعات الإنتاجية والخدمية التي تزيد على 70 صناعة مغذية. كما تعتبر السياحة من أهم قطاعات الدولة توفيرا لفرص العمل حيث تصل نسبة الذين يعملون بها سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى حوالى 12.6 % من إجمالي حجم العمالة في الدولة.

حقق القطاع السياحي عائدات بلغت 7.5 مليار دولار، خلال عام 2014، مقابل 5.9 مليار دولار في عام 2013، بنسبة ارتفاع 27%، وذلك بعد الاستقرار الذي شهده الوضع السياسي والأمني، لا سيما خلال النصف الثاني من العام الماضي، ورفع حظر الدول الأوروبية عن معظم المناطق السياحية المصرية، وكان 2010 الذي يمثل عام الذروة للسياحة المصرية الأعلى في تحقيق العائدات محققا 12.5 مليار دولار. وأفادت إحصائيات وزارة السياحة أن متوسط الإنفاق اليومي للسائح بلغ 76.7 دولار، وفقا لتقرير البنك المركزي، موضحا أن عائدات القطاع المعلنة تستبعد المصريين الوافدين، مشيرا إلى أن إجمالي الإيرادات يتم تقديرها باحتساب عدد الليالي السياحية مضروبا في متوسط الإنفاق اليومي للسائح. والجدير بالذكر أن عام 2014 شهد توافد نحو 9.9 مليون سائح، قضوا نحو 97 مليون ليلة سياحية. وكان للنصف الثاني من عام 2014 النصيب الأكبر من إجمالي الإيرادات، لا سيما في ظل الاستقرار والتحسن الملحوظ في الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، إذ حقق 4.3 مليار دولار، ليستحوذ على نسبة 57.3% من عائدات القطاع في العام بأكمله. وتمثل عائدات السياحة نحو 11.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، و14.4 في المئة من إيرادات مصر من العملات الأجنبية، وثالث أكبر مصدر للدخل الأجنبي للبلاد، بحسب إحصاءات رسمية.

و اشتهرت مصر بمدنها ومياهها المعدنية والكبريتية وجوها الجاف الخالي من الرطوبة وما تحتويه تربتها من رمال وطمى صالح لعلاج الأمراض العديدة ، وتـعدد شواطئها ومياه بحارها بما لها من خواص طبيعية مميزة . وقد انتشرت في مصر العيون الكبريتية والمعدنية التي تمتاز بتركيبها الكيميائي الفريد .
والذى يفوق في نسبته جميع العيون الكبريتية والمعدنية في العالم . علاوة على توافر الطمى في برك هذه العيون الكبريتية بما له من خواص علاجية تشفى العديد من امراض العظام وامراض الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والامراض الجلدية وغيرها ، كما ثبت ايضا الاستشفاء لمرضى الروماتيزم المفصلى عن طريق الدفن في الرمال .

كما اكدت الأبحاث أن مياه البحر الاحمر بمحتواها الكيميائي ووجود الشعاب المرجانية فيها تساعد على الاستشفاء من مرض الصدفية . وتتعدد المناطق السياحية التي تتمتع بميزة السياحة العلاجية في مصر وهى مناطق ذات شهرة تاريخية عريقة مثل : حلوان ، عين الصيرة ، العين السخنة ، الغردقة ، الفيوم ، منطقة الواحات ، اسوان ، سيناء ، واخيراً مدينة سفاجا الرابضة على شاطئ البحر الاحمر والتي تمتلك جميع عناصر السياحة العلاجية والتي تزورها الأفواج السياحية وتأتى شهرتها بأن الرمال السوداء لها القدرة على التخلص من بعض الأمراض الجلدية .

تعتبر السياحة بصفة عامة من أهم مصادر الدخل القومي في مصر، كما أن الشعب المصري معتاد على وجود السياح بين ظهرانيهم منذ القدم.

كما تعد مصر من أبرز الدول السياحية في العالم حيث بلغ عدد السياح الزائرين لمصر أكثر من 9.79 مليون سائح في 2007 م. كما أن مصر احتلت المرتبة 58 عالمياً من بين 124 دولة في مؤشر تنافسية السياحة.

اشتهرت مصر بمدنها ومياهها المعدنية والكبريتية وجوها الجاف الخالي من الرطوبة وما تحتويه تربتها من رمال وطمى صالح لعلاج الأمراض العديدة ، وتـعدد شواطئها ومياه بحارها بما لها من خواص طبيعية مميزة .

تنتشر في مصر مئات من العيون والآبار الطبيعية ذات المياه المعدنية والكبريتية , تختلف في العمق والسعة ودرجة الحرارة بين 30 , 73 درجة مئوية. وقد أثبتت التحليلات المعملية احتواء الكثير من هذه الينابيع الطبيعية على أعلى نسبة من عنصر الكبريت مقارنة بالآبار المنتشرة في شتى أنحاء العالم كما تحتوى هذه المياه الطبيعية على عدة أملاح معدنية وبعض المعادن ذات القيمة العلاجية من أمثال كربونات الصوديوم ونسب متفاوتة من بعض العناصر الفلزية مثل الماغنسيوم والحديد .

تمتلك مصر 16 موقعا داخليا وساحليا تتوافر فيها علاجات طبيعية للعديد من الامراض وعلى رأسها الأمراض الروماتيزمية والبهاق والصدفية ومن أشهر تلك المناطق حلوان التي اشتهرت بأنها مدينة الشفاء المقدس ووادي مريوط ووادي النطرون وواحة منيا بالصحراء الغربية وواحة آمون والعين السخنة وحمامات كليوباترا بالبحر الاحمر وغيرها. وقدرت عدد العيون الموزعة في معظم أنحاء مصر بـ 1356 عينا منها خمسة في عيون حلوان و3 في عين الصيرة و36 في الفيوم و4 في وادي الريان و33 في شبه جزيرة سيناء و315 في الواحة البحرية و106 في سيوة اضافة الى عدد هائل يقدر بـ 564 في الواحات الداخلة و188 في الخارجة و75 في الفرافرة والباقي ينتشر في خليج السويس والقطارة ووادي النطرون والجارة.

أصبحت السياحة العلاجية جزءاً لا يتجزأ من منظومة السياحة العالمية وعلى الرغم من توفر عناصر السياحة العلاجية بمصر إلا أن معالمها لم تكتمل حتى الآن رغم نجاحها بمناطق متعددة على البحر الأحمر مثل طور سيناء على خليج السويس وشرم الشيخ على خليج العقبة.. وما زال السائحون العرب الذين ينشدون العلاج يذهبون إلى البحر الميت في إسرائيل نظراً للإمكانيات السياحية التي تقدم هناك على الرغم من أن البحر الميت ملئ بالملوثات المعدنية التي تتسبب في تقليل نسبة نجاح العلاج المطلوب. وقد طالب بحث علمي أجرى أخيراً بضرورة استغلال إمكانات وموقع ملاحات برج العرب من حيث وجود المحاليل الملحية الطبيعية مرتفعة التركيز والجو المناسب في مجال الاستشفاء البيئي لمرض الصدفية والأمراض الأخرى.