الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

حفلات المصريين وولائمهم في العصر الفرعوني

حفلات المصريين وولائمهم في العصر الفرعوني
عدد : 09-2017
بقلم الدكتور/ رضــا عبد الحليم


إن طبيعة الشعب المصري المضياف بطبعه والذي عُرف بكرمة منذ الأزل كان يتحين الفرص والمناسبات وكانوا يختلقون المناسبات التي تضفي على حياتهم جو من البهجة والسعادة لإقامة المآدب والولائم التي يتجمع فيها وكانت تنقسم إلى نوعين ، إما البيت الحاكم بما يحوي من أمراء وأميرات وكبار رجالات الدولة وإما أفراد الشعب المصري البسطاء ، وكان لكل منهم مذاقة وأسلوبه في هذا الإحتفال على حسب طبيعته ، وكانت الأعياد القومية يشترك فيها الشعب مع البلاط والقصر في إحيائها و المساهمة بالعمل التطوعي في إظهارها بالشكل اللائق بجلالة الملك المؤله والذي كانت ترنو العيون لخدمته والسهر على راحته حتى يضمنوا البقاء معه في عالم ما بعد الموت ، و كانت هذه أسمى أمنيات المصري البسيط .

أما ولائم البسطاء ومجالس السمر والحفلات الخاصة فقد شهدت منازل هؤلاء وبخاصة الثري منهم ولائم رائعة يُدعى إليها عشرات الصحاب والخلان والجيران لقضاء يوم سعيد بناءاً على دعوة شخصية من الداعى لتناول ما لذ و طاب من المأكولات والمشروبات ومن أشهرها مشروب النبيذ والجعة بمصاحبة فرق موسيقى وغناء يطرب الضيوف مصحوباً بالرقص وكنا نلاحظ من خلال الجداريات بالمقابر المصرية القديمة وجود خدم المضيف بخدمة الضيوف والإهتمام بطلباتهم والعمل على تلبيتها حاملين لهم أواني المأكولات والمشروبات وإعادة ملئها كلما فرغت بالإضافة إلى مجموعة من الخدم كانت مهمتها الأولى إستقبال الضيوف بالزهور والورود مختلفة الألوان وذات العبق المتميز علاوة على وجود أكاليل من الزهزر في يدي بعضهم يتوجون بها ضيوفهم في مودة ورحمة لم نعهدها في أي من حضارات العالم القديم .

علاوة على ذلك نلاحظ فئة أخرى من خدم الضيف كانت مهمتهم بعد دخول الضيف قاعة الإستقبال أن يقوموا بمسح الضيوف بالعطور والدهون المتميزة ، ولا ننسى المشهد الرائع لوجود بعض الحيوانات الأليفة التي تقبع أسفل مقاعدهم وكانت تختلف هذه الحيوانات بين قطط أو قرود أو حيوانات أليفة عير معلومة لنا ختى يومنا هذا في لمسة جمالية نادرة .

ولا تخلو حفلة سمر دون وجود العنصر النسائي اللواتي كن يظهرن برفقة أزواجهن في تلك الحفلات الأسرية إذ كان يصطحب الرجل زوجته وأحيانا بعض من أولاده في تلبية دعوة لأي مناسبة تستدعي وجود الأسرة وكان مكان الزوجة في الغالب على يسار الزوج وهي الجلسة المعتادة حتى في عصرنا الحديث والتي يفسرها البعض بأن المرأة تجلس ناحية قلب زوجها التي تعمل على إسعادة دائماً وهي الأخرى تكرس حياتها لخدمته وتربية أولاده .

وقد ذكر علماء المصريات من دارسي الفنون المصرية القديمة أن الضيوف غير المتزوجين كانوا يجلسوا في صفوف خاصة لكل جنس دون إختلاط بينهم وفي شكل إجتماعي يسمح باحترام الجنس الآخر وكان أشهر هذه المناظر التي زادت في عصر الدولة الحديثة تعبر عن حالة الترف والثراء في البيوتات المصرية و غير الملكية حيث ظهر ذلك في الثراء الواضح في الثياب الذي يرتديه الأفراد من الجنسين والفرق الموسيقية المصاحبة بالغناء والموسيقي وأحياناً كثيرة بالرقص الإيقاعي أمام الضيوف وأثناء تقدمة الطعام للولائم الأسرية أو للأفراح العائلية كالزواج أو الختان وغيره ،علاوة على موائد عامرة ومملوءة بالطعام والأصناف التي نعرف بعضها والبعض الآخر قيد الدراسة للمهتمين من الآثاريين ومن غير الآثاريين من أقسام البحوث الزراعية والغذائية لاستكمال البحث العلمي لتحديد هوية هذه الأطعمة و كنهها وكذا أنواع اللحوم المذبوحة وحيوانات التسلية و الترفية لفتح آفاق جديدة في علوم المصريات .
 
 
الصور :