الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

المصري القديم ذو أذن موسيقية

المصري القديم ذو أذن موسيقية
عدد : 09-2017
بقلم الدكتور/ رضــا عبد الحليم

أثبتت الدراسات الأثرية من واقع المقابر والمعابد المصرية القديمة أن المصري القديم كان ذو أذن موسيقية وله حس مرهف لسماع الغناء او لتلحينة ولأدائه أيضاً يستوي في ذلك العامة والخاصة من أفراد أو حكام أو حتى رجال الدين المعروفين بطبقة الكهان .

وكان يطربهم النغم الجميل واللحن الرقيق العذب فنجد في غالبية المناظر المصورة من شدة إنتباه الحاضرين لحفلات السمر والإنصات التام للغناء في تقدير للحن وإعجاباً بالأداء .

لقد كانت الموسيقى و الغناء فى حياة المجتمع المصرى القديم تشكل اهتماما كبيرا منذ الاسرة الفرعونية الاولى عام 3200 ق.م. تقريبا كما يذكر التاريخ أن الكهنة و كبار رجال الدين و الدولة و على رأسهم الملك الاله الفرعون كانوا يولون جميعا الموسيقى عناية خاصة لما لها من ارتياطا وثيقا بالحياة الدينية و دورها الاساسى الذى تشارك به فى إقامة الطقوس و العبادات و مصاحبة الترانيم و الصلوات الدينية.

و قد حظيت الموسيقى فى حياة الفراعنة بقدر كبير من التكريم حيث أسندت الدولة مسئولية رعاية هذا الفن الى الكهنة و يعكس ذلك مدى احترام و تقديس المجتمع المصرى القديم بكل طبقاته لهذا الفن و من أبرز السمات الموسيقية داخل قصور الملوك تميزها بالهدوء و الرقى كما ان السمة العامة فى تشكيل الفرقة الموسيقية غلب عليها الشكل الثنائى.

يرجع الفضل للدولة القديمة فى ظهور النقوش والرسوم الأولى التى نقلت للبشرية الحياة الموسيقية داخل المجتمع المصرى القديم عزفاً وغناءً، كما أوضحت تلك النقوش أشكال الآلات الموسيقية بفصائلها المختلفة (وترية ـ نفخ ـ إيقاعية) وأسلوب العزف عليها، وقد عكست تلك النقوش مدى المدنية والرقى التى وصلت إليها صناعة تلك الآلات منذ قرون سحيقة من الزمان.

لقد إستخدم المصريون آلات موسيقية متنوعة منذ أقدم العصور الفرعونية في شكل بدائي ومن البيئة المصرية الخالصة محددة الأنواع ولكن بعد أن زاد إتصال المصريين بالشعوب الأسيوية المجاورة تطورت الآلات تطوراً كبيراً ودخلت إلى مصر بعض الآلات الأجنبية .

ويمكن تقسيم آلات المصريين الموسيقية إلى ثلاث مجموعات رئيسية :-

1- الآلات الوترية .

2- آلات النفخ .
3- آلات الإيقاع .

ونبدأ التعرف على الآلات الوترية وأكثرها شيوعاً حيث نجد أن

آلة الجنك

هو من أقدمها وهو عبارة عن صندوق خشبي للصوت يخرج منه عدد من الأوتار العمودية الإتجاه و تكون مثبتة في طرف الآلة .

و قد تم العثور على تصاوير لآلة ( الجنك ) بأنواع متعددة وأحجام مختلفة الشكل و متطورة , ويعد أقدم أنواعه نوع مقوس متوسط الحجم كان يوضع على الأرض مباشرة أو يتم تثبيته على قاعدة و كان اللاعب عليه أن يجلس وليس واقفاً ، وكذلك لاحظنا من ( الجنك ) نوع ضخم وكان في الغالب مزخرفاً بالنقوش الرائعة والجذابة للعين بمجرد النظر إليها وهذا النوع الضخم كان يستوجب الوقوف من العازف على عكس المتوسط الحجم الذي كان يستوجب جلوس العازف .

آلة الكنارة

وقد انتشرت تلك الآلة فى الحياة الموسيقية عند المصريين القدماء فى عصر الدولة الوسطى وقد وجدت آلة الكنارة المصرية القديمة طريقها إلى أوروبا أثناء غزو اليونان والرومان لمصر فى عصر الأسرة الثلاثين ، حيث انتقلت إلى بلاد الإغريق وعاشت عصرها الذهبى تحت اسم ( كنَر) فى اللغة المصرية القديمة و kinnar ( بكسر الكاف وفتح النون المشددة ) ، كما عرفت باسم كنور (Kinnour فى اللغة العبرية ، وكناره Kinnara في اللغة العربية ، وهى آلة مصاحبة للغناء والرقص عند المصريين القدماء ، وقد مرت بمراحل متعددة من التطور فى الإمبراطورية الحديثة من حيث الشكل ، والحجم ، والزخارف ، ودقة الصنع .

وصــف الآلــة :- من خلال النماذج الأصلية المعروضة فى المتاحف المصرية فى مصر وبلدان العالم ، ومن خلال النقوش والرسوم المتعددة على جدران المعابد والمقابر نجد أن آلة ( الكنر) المصرية القديمة لها أشكال وأحجام مختلفة ، وهى تتكون من :

ذراعين على الجانبين مقوسين وعادة ما يكون الذراعان وعصا شد الأوتار مزخرفة ومزينة بنقوش من رأس أوزة تارة أو رأس حصان تارة أخرى ،كما وُجدت أشكال أخرى من الحليات ، مثل رأس الغزال أو رأس اللبؤة .

فرقة موسيقية في عصر الدولة الوسطى لقد أوضحت الرسوم المنقوشة على جدران المعابد والمدافن فى جميع أقاليم مصر القديمة أن الحياة الموسيقية الدينية منها والدنيوية فى عصر الدولةالوسطى كانت على نفس جدارية من مقبرة ببني حسن بالمنيا فى عصر المملكة القديمة ظهرت إشارات اليد الخاصة بالغناء فى بداية الأسرة الخامسة وكانت مقصورة على ظاهرة وضع كف اليد اليسرى للمغنى خلف صوان الأذن وعلى الخد لتكبير الصوت الصادر وزيادة نسق ونظام عصر الدولة القديمة، بخلاف بعض التنوع فى الشكل الخارجى لآلات الهارب مع ثبوت عدد الأوتار وطريقة العزف عليها.

وقد رجح البعض من الآثاريين أن هذه الآلة الخشبية لها أصول آسيوية ، وتمتد أوتارها - التي تبلغ خمسة أوتار في الغالب – متوازية بين صندوق الصوت وإطار خشب و كانت هذه الأوتار تعلق أفقية أو رأسية أثناء العزف .

آلة الليرا

وقد انتشرت فى حياة شعوب منطقة الجنوب تحت اسم الطنبور أو الطنبورة وكان يُصنع صندوقها الرنان من قرعة جافة أو ظهر سلحفاة ، وكان لها دور رئيسى فى الموسيقى الشعبية لقبائل البجة والبشاريون وغيرهم من سكان النوبة .

هناك ، وانتشر استخدامها تحت اسم ( الليـرا )Lyra وأصبحت أهم الآلات الموسيقية فى حياة المجتمع اليونانى القديم ، وقد تطورت تلك الآلة تطوراً كبيراً فى أوروبا حتى أصبح لها جذورها فى الحياة الموسيقية للمجتمعات الأوروبية .

وهي آلة ذات صندوق صوتي بيضاوي الشكل تمتد منه رقبة طويلة وقد تقتصر بعض الأحيان حتى أنه يشبه شكل تلك الآلة ( العود ) الحالي وكانت تحمل على الصدر في وضع أفقي كما يستخدم الكمان الآن أو في وضع رأسي كما تُحمل الربابة حالياً .

و كان يستخدم العازف على الطنبور ريشة يلعب بها على أوتارة التي كانت بين الثلاثة والخمسة حسب حجم الطنبور كانت تزيد أو تنقص هذه الأوتار التي كانت في الغالب من الجلد الحيواني ( جلد ماعز )

آلات النفخ

أهم آلات النفخ هي آلة المزمار الذي تعددت أنواعه وتحددت مادته في البوص ( الغاب المصري البري ) واستخدم نوع منه قصير كان يستعمل في وضع أفقي أما الآخر الطويل فكان يستخدم في وضع رأسي مع ميل خفيف إلى أسفل وإنحناء من العازف إلى الخلف .

ثم ظهر بعد ذلك نوع متطور من المزمار المزدوج ( عُرف في ريف مصر بالأرغول ) وهو يتكون من مزمارين متساويين في الطول يتقابلان عند الفم للعازف ويتباعدان كلما بعدا عنه بهما ثقوب على السطح تخرج منها الأصوات النغمية المريحة للأذن والخلابة أيضاً .

دلت الأبحاث التى أجريت على آلات النفخ للدولتين القديمة والوسطى أن السلم الموسيقى الذى كان مستخدماً فى تلك الفترة كان سلماً خماسياً خالى من أنصاف النغمات، ويؤكد ذلك عدد ثقوب تلك الآلات التى كانت تتراوح ما بين واحد إلى أربعة ثقوب .

آلات الإيقاع

تعد آلات الإيقاع من أقدم الآلات الموسيقية في مصر ، ومن أهم أنواعها المصفقات المعدنية و الخشبية التي تحدث صوتاً عند قرع بعضها ببعض كالصنوج والمقارع والعصي الخشبية المصفقة .

أما الدفوف فكانت تتكون من إطارات خشبية أخذت أشكال مختلفة منها العشوائي ومنها ذات الشكل المنتظم الدائري أو المستطيلة الشكل في الغالب ، تغطيها جلود رقيقة وكانت تستخدم غالباً مع الرقص .

وكانت الطبول أسطوانية الشكل من الخشب ( وأحيانا من المعدن ) تعلق على الكتف حين الضرب بها ، وكان في الغالب يصطحب بالتصفيق بالكفوف وخاصة إذا ما أُقترن بالغناء و الرقص ، وكذلك إستخدم المصريون القدماء الصلاصل التي كانت غالباً من المعدن على شكل خدوة الحصان تخترقه بعض القضبان الرفيعة التي تحدث رنيناً عند تحريكها وكان استخدامها مقصوراً على النساء دون الرجال وللأغراض الدينية في الغالب .

كانت السمة العامة فى تشكيل الفرقة الموسيقية يغلب عليها الثنائيات، وقد أوضحت النقوش أن كل الاحتمالات كانت واردة فى تلك الثنائيات (الرجال مع الرجال و الرجال مع النساء و النساء مع النساء).

وكانت آلة الهارب من الآلات المحببة لدى المصريين القدماء عامة، وقد كانت أغنية عازف الهارب ضرباً من ضروب الأدب المصرى القديم، كما ارتبطت أغنية عازف آلة الهارب بدور هام فى الصلوات والطقوس الجنائزية وتقديم الزهور عند الدفن، وكان لها أيضاً دوراً هاماً فى المناسبات الاجتماعية السعيدة حيث تضفى جواً من المرح والسرور على الحياة العائلية والأسرية .


عازفو الهارب المكفوفين فى عصر المملكة الوسطى ظهرت النقوش الخاصة بعازفى الهارب المكفوفين لأول مرة فى مقبرة مرى رع الأول بتل العمارنة بالمنيا. وقد ظهرت تلك الرسوم على جدران بعض المقابر الخاصة ولم تظهر على جدران المعابد.فى عصر الدولة الوسطى ظهرت مجموعة من النقوش والتماثيل تصور الحيوانات فى صورة موسيقيين وكانت هذه الظاهرة مدعاة للفكاهة والمرح.

فى الدولة الوسطى انضمت إلى الفرقة الموسيقية آلات الكينارة والطبول بعد ظهورها فى الحياة الموسيقية فى عصر تلك الدولة.

كان لكل فرقة موسيقية قائد يتوسط المجموعة ويكون عادة بدون آلة وأحياناً قائدين الأول لمتابعة العازفين وكان يعطى مجموعة من إشارات اليد والآخر وظيفته ضبط إيقاع العمل الموسيقى باستخدام التعبير باليدين أو فرقعة الأصابع أو الضرب على الركبتين أو كلاهما معاً

وكذلك عدد أوتار آلات الهارب التى كانت تتراوح فى الغالب ما بين ( 4 – 5) أوتار.وكانت الألحان الموسيقية بسيطة ونطاقها الصوتى محدود النغمات تبعاً لطبيعة الآلات الموسيقية المستخدمة ذات الأحجام الصغيرة والمتوسطة فى عصر هاتين الدولتين كآلات الهارب وآلة الكينارة وآلات الناى، كما كان عدد النغمات التى تصدرها تلك الآلات فى المعتاد لا تتعدى الخمسة نغمات، حيث تتراوح عدد أوتارها من أربعة إلى خمسة ونادراً سبعة أوتار وتصدر نغماتها عن طريق نبر الأوتار دون عفقها.

لذلك تميزت موسيقى تلك الفترة بأن كانت أصوات الآلات الموسيقية ذات لون خافت، وقد انعكس ذلك على طابع موسيقى تلك الفترة فتميزت بالهدوء والاعتدال، كما تميزت بالإيقاعات البطيئة وقد اتفق هذا اللون مع طابع الموسيقى الدينية وملائماً مع الطقوس الجنائزية التى تميزت بالخشوع والوقار.

تميز الرقص فى تلك الفترة بالإيقاعات البطيئة ذات الأزمنة الطويلة ويظهر ذلك بوضوح من خلال الحركة واتساع المسافة بين القدمين فهى قريبة الشبه بحركات راقصات الباليه فى وقتنا الحاضر. وحيث أن خصائص الفنون هى انعكاس لطبائع شعوبها، فقد وصف الشعب المصرى فى تلك الفترة بأنه شعب معتدل المزاج هادئ الطباع وله عواطف جياشة تعكسها الأغانى ونصوص الأشعار التى عثر عليها فى البرديات وعلى جدران المعابد، كما أنه شعب يقوم بواجباته فى المجتمع على خير وجه، يعطى العمل حقه من الجد والاجتهاد، كما يأخذ نصيبه من الفرح والمسرات.

انتشرت فى عصر الدولة الحديثة الثقافات الدينية والعقائدية التى تؤمن بالحياة الأبدية بعد الموت ، وما تبع ذلك من عقيدة حساب المتوفى ، ومدى التزامه بفعل الخير ، وإتباعه السلوك الأخلاقى الراقى أثناء حياته.بجانب الثقافة الأخلاقية والعقائدية انتشرت أيضاً الثقافات الفنية المصرية؛ مثل الأدب الشعبى، والمسرح، والموسيقى، والغناء، والرقص ، بجانب فنون العمارة، والنحت، والرسم التى تألقت تألقاً كبيراً ، تمثلت فى بناء المعابد، والمقابر، والمسلاّت شاهقة الارتفاع، والتماثيل العملاقة التى أذهلت العالم، لتصبح علامات بارزة فى تاريخ الحضارة المصرية، شاهدة على عظمة الإنسان المصرى وعبقريته.

كثرت فى عصر الدولة الاحتفالات بالأعياد القومية والدينية ، حتى وصل عددها إلى أكثر من المائتين ، شملت أعياد النصر بالفتوحات المتعددة ، التى حققها قواد وملوك الدولة المصرية فى الجنوب والشمال. كان لمصر علاقات دبلوماسية

طيبة مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط ودول جنوب أوروبا، وكان الملوك يتبادلون الهدايا والجوارى والعبيد ، وقد وُجدَ كثيرٌ من الرسائل التى أرسلها ملوك ورؤساء تلك الدول الدالة على وجود جو السلام والود بين مصر وتلك الدول.

 
 
الصور :