الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الكسل و التقاعس في مصر القديمة

الكسل و التقاعس في مصر القديمة
عدد : 01-2018
بقلم دكتور/ إسلام محمد سعيد
ماجستير ارشاد سياحى

يتبين لدى عالمنا المعاصر أن ظاهرة الكسل و التقاعس عن أداء العمل والمهام المختلفة لدى الموظفين و العاملين بجميع المؤسسات والهيئات العامة والخاصة ماهى الا آفة جديدة تمثل خطراُ متفاقم ملىء بالعواقب الوخيمة والتأثيرات السلبية على كافة جوانب الحياة وهذا ما اظهرته الدراسات و الاحصائيات الحديثة والتى تسعى بشكل جاد على الحد من انتشاره، الا ان الغريب فى الامر ان تلك الظاهرة ليست بجديدة كما يعتقد البعض ولكن كونها سلوك نابع من الانسان اذا فهى دائمه فى كل فترة منذ نشأة الخليقه وحتى الان، وكما نعلم ان حضارتنا المصرية القديمة هى اصل وعماد حضارات العالم أجمع والتي عبرت عن كل المظاهر و النواحي الحياتية داخل مجتمعها دون ان تغفل شيء يُذكر وذلك من خلال الوثائق الكتابية و النقوش و النصوص التى نُحتت بعض منها على لوحات حجرية و تماثيل و مسلات و الأخرى على جدران المعابد و المقابر المختلفة، ومن بين تلك النقوش المنحوتة ذلك النقش الواضح امامنا والذى يبدو من الوهلة الأولى وانه يُعبر عن تلك الظاهرة فنجده يصور احدى الحراس من القائمين على خدمة أحدى المعابد وهو يجلس فى غفوة ويضع يده على خده بينما يأتى من خلفه احد الكهنة الذى يعلوه فى المرتبه ويُشير إليه وكأنه يوبخه بسبب تقاعسه عن أداء عمله، ويتضح إلينا من خلال ذلك المنظر المنقوش على احدى القطع المصنوعة من الحجر الجيرى والتى تم العثور عليها بموقع معبد الاله بتاح بمدينة منف " ممفيس" والتى تعود الى الاسرة التاسعة عشر والموجودة حالياً بمتحف برلين بألمانيا ان ظاهرة الكسل ليست بسلوك عصرى نتيجة التسهيلات و المحدثات المختلفة ولكنها سلوك بشرى دائم وان اختلف نسبيا طبقا للزمان و المكان، الجدير بالذكر ان ذلك الحارس الكسول الذى ظهر على النقش الحجرى سالف الذكر كان يخدم كغيره من الكهنة بالمعابد فى مصر القديمة بنظام يعرف حاليا بالورديات وهو الذى يتم فيه تبادل فترات الخدمه و الحراسه بالمعبد فكان الكاهن يخدم فى المعبد ما يقرب من شهراً واحداً من كل فصل من فصول السنة الثلاثة وبعد ان ينتهى من فترة ادائه للخدمة يعود لممارسه حياته العادية وسط عائلته .