الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

شجرة مريم

شجرة مريم
عدد : 02-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
من موسوعة كنوز أم الدنيا
tbadrawy@yahoo.com


من أهم معالم حي المطرية بشمال القاهرة بئر وشجرة مريم ولقد ذاعت شهرة هذه المنطقة قديما بجامعاتها التي كانت خاصة بالكهنة المصريين العلماء والذين ذاع صيتهم في تدريس جميع علوم العلم والمعرفة وقد ذاع صيت وشهرة هذه المنطقة مرة أخرى بسبب مجيء العائلة المقدسة إلى مصر مرورا بتلك المنطقة وتعتبر هذه الشجرة من الآثار القبطية المعروفة في القاهرة وهي تعرف بإسم شجرة السيدة العذراء مريم والتي تعد مزارا هاما لكل من المسلمين والأقباط علي حد السواء ويمكن الوصول إليها من شارع متفرع من شارع المطراوى هو شارع مساكن شجرة مريم حيث توجد الشجرة محاطة بسور كبير وتتوسط حديقة جميلة وتعود قصة هذه الشجرة إلي أن مصر كانت أول من إستضاف العائلة المقدسة والمقصود بها السيدة مريم العذراء ووليدها سيدنا عيسي المسيح عليه السلام ويوسف النجار إبن عم السيدة مريم عند هروبها من ظلم هيرودس ملك اليهود الرومانى الذى كان يحكم فلسطين في ذلك الوقت حيث أراد أن يقتل المسيح الطفل حيث أنه كان قد علم بأن هناك مولود ذكر قد ولد في بني إسرائيل وأنه سوف يكون ملكا على اليهود في فلسطين فإضطرب وخاف على مملكته فأمر بقتل جميع الأطفال الذين في منطقة بيت لحم بفلسطين والتي ولد فيها المسيح وكذلك جميع حدودها ممن يبلغون من العمر سنتين فأقل فجاء ملك إلي السيدة مريم في صورة رجل يرتدى ملابس بيضاء وأشار عليها بضرورة الرحيل فورا إلي مصر مع قافلة تجارية تستعد للسفر إلي هناك وبالفعل رحلت العائلة المقدسة إلى مصر ولما مات هيرودس جاء نفس الملك في نفس صورة الرجل في نفس ملابسه البيضاء إلي السيدة مريم في مصر وأشار عليها بالعودة مرة أخرى إلي فلسطين وبالفعل نفذت الأمر وعادت إلى فلسطين مرة أخرى .

وتعتبر شجرة مريم من أهم محطات السيدة مريم العذراء فى رحلتها منذ هروبها من فلسطين وقدومها إلى سيناء ومنها إلى الفرما ببورسعيد وبعدها إلى بلبيس بمحافظة الشرقية حاليا ثم إلى منطقة مسطرد والزيتون الحاليتين وصولاً إلى شجرة الجميز التى إستظلت بظلها وأكلت من ثمارها بعد أن قدم لها يوسف النجار إبن عمها جميز من طرح هذه الشجرة فتناولته وجلست في ظلها فتركت فيها نورها وبركتها وطهارتها ثم شربت من البئر الموجود بجوارها ولما كان هيرودس ملك اليهود قد أرسل من يبحث عنهم عند رحيلهم وإستطاع أن يتعرف علي أخبارهم نظرا لما حدث من معجزات كان يأتيها الطفل أثناء رحلته طول الطريق ومن بين ما روى وعرف ان التماثيل والأصنام كانت تتساقط وتتهشم على أثر مرور الطفل عليها فذاع صيتهم وتناقلت الألسن قصصهم فوصل ذلك إلى مسامع الملك هيرودس فقرر إرسال جنوده وزودهم بتوصياته لدى حكام مصر مشددا بالبحث عن هذه العائلة المكونة من السيدة مريم العذراء والمسيح الطفل ويوسف النجار ولما شعرت العائلة بمطاردة رجال هيرودس لهم وقربهم منهم إختبأوا تحت هذه الشجرة فإنحنت عليهم بأغصانها وأخفتهم تماما عن أعين رسل هيرودس حتى مر الركب ونجوا من شرهم وقد ذكر المؤرخ الإسلامي المقريزى الذي عاش حوالى منتصف القرن الخامس عشر الميلادي أن العائلة المقدسة حطت بالقرب من عين شمس ناحية المطرية وهناك إستراحت بجوار عين أو بئر ماء وغسلت السيدة مريم فيها ثياب المسيح وصبت ماء الغسيل بتلك الأراضي فأنبت الله نبات البلسان والذى لا يعرف بمكان من الأراضى إلا في هذه المنطقة والتي نبتت فيها حديقة غناء وكانت تسقى من ماء تلك البئر والتي أصبحت تعظمها النصارى وتقصدها وتغتسل بمائها وتستشفي به وأطلق عليها بئر مريم وقد ذكر أيضا أنه كان يستخرج من البلسان المذكور عطر البلسم وكان يعتبر من الهدايا الثمينة التي ترسل إلى الملوك وقد ظلت حديقة المطرية لعدة قرون مشهورة كأحد الأماكن المقدسة في الشرق وكانت مزارا مرموقا لكثير من السياح والزوار من جهات العالم المختلفة ولا تزال الكنيسة القبطية المصرية تحتفل بتلك الذكري المباركة أول شهر يونيو من كل عام وهو تاريخ دخول المسيح أرض مصر وفي أثناء الحملة الفرنسية على مصر وفد الجنود الفرنسيون إلي المنطقة لزيارة شجرة العذراء وكتب الكثير منهم أسماءهم على فروعها بأسنة سيوفهم وكانوا قد أصيبوا بمرض الطاعون فلما مروا على هذه الشجرة وجدوا زلالاً أبيض يخرج منها فمسحوا به على أجسامهم فشفاهم الله فى نفس اللحظة بعدها قرروا كتابة أسمائهم على هذه الشجرة .

ويذكر بعد ذلك أن شجرة العذراء مريم الأصلية التي إستراحت عندها العائلة القدسة قد أدركها الوهن والضعف وسقطت عام 1656م فقام جماعة من الكهنة بأخذ فرع من فروع هذه الشجرة وقاموا بزرعها بالكنيسة المجاورة لمنطقة الشجرة والمسماة بكنيسة شجرة مريم ونمت الشجرة وتفرعت ومنذ فترة قريبة تم أخذ فرع من هذه الشجرة وتم زرعها ملاصقة للشجرة الأصلية العتيقة والتي أصبحت عامرة بالأوراق وثمار الجميز الآن ويذكر أن الناس يذهبون إلى هذه الشجرة ليتبركوا بها وهناك إعتقاد من بعض المسيحيين أن هذه الشجرة عندما تزورها النساء ممن هم لا يستطيعون الحمل فإنهم يحملون بعد تلك الزيارة وعلي الرغم من أن مكان شجرة السيدة العذراء مريم ذو أهمية خاصة إلا أنه غير موجود بكتب السياحة فى مصر وغير موضوع علي خريطة المزارات السياحية بها ولم نسمع عنه من قبل هيئة الآثار أو وزارة السياحة وهناك عدد كبير من المسلمين وحتي المسيحيين لا يعرفون شيئاً عن هذا أصل وتاريخ هذا المكان الذى إشتهر ببركته وخيره.
 
 
الصور :