الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

محطات فى المسكوكات الإسلامية بمصر حتى نهاية الدولة العلوية

محطات فى المسكوكات الإسلامية بمصر حتى نهاية الدولة العلوية
عدد : 03-2018
بقلم الدكتور/ الشافعى محمد زهران
مدير عام الحفاير الأثرية بوسط الدلتا


بعد انتصار العباسيين على الأمويين فى معركة الزاب سنة 132 هجرية انتقلت السلطة الى العراق، وبقي الدينار الذهب يُضرب في مصر ودمشق فترة طويلة بالعبارات نفسها التي سُجلت على الدنانير الأموية في ما عدا تاريخ الضرب وذلك من سنة 198 هجرية حين بدأت تظهر أسماء دور السك على النقود الذهب للمرة الأولى في عهد الخليفة العباسي المأمون. فظهر إسما مصر والعراق على الدنانير ضرب سنة 199 هجرية، وتوزع ضرب الدنانير في مدن عدة حتى أصبح هذا النوع من النقود يُضرب في أهم حواضر الولايات الاسلامية بعد سنة 212 هجرية. ولا يستند التمييز بين الدنانير التي ضربت في مصر وبين غيرها من دنانير الولايات الاسلامية الى تاريخ ظهور "مصر" كمدينة للضرب للمرة الأولى على الدينار العباسي بل يستند الى تلك الأسماء التي ظهرت قبل ذلك على الدنانير المصرية. ومنذ عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد 170 - 193 حدث تطور رئيسي في نظام النقود العربية، فقد أمَرَ هذا الخليفة بأن يكتب اسمه واسم ابنه الأمين على النقود الذهبية من الدنانير كما وهب الحقوق عينها لوزرائه والولاه وعمال المال، وتناول "المقريزي" هذا الموضوع حيث قال "وهارون الرشيد أول خليفة ترفع عن مباشرة العيار بنفسه وكان الخلفاء من قبله يتولون النظر في عيار الدراهم، والدنانير بأنفسهم". وقد كان لهذا النظام الاداري الجديد صداه في النقود المصرية، فأصبح ضرب الدنانير من حق الولاة والعمال، وأول من تمتع بهذا الحق "علي بن سليمان بن علي العباسي" الذي تولى أمرة مصر من "169 هـ - 171 هـ" وتحمل دنانيره معظم العبارات الاسلامية التي تميزت بها الدنانير الاموية. وعلى هذا فإن الدنانير وهي النقود الذهب الرئيسية في مصر التي ضربها الولاة من قبل الخلافة العباسية أو سكها ثوار وزعماء طامعون في مصر، لم يختلف طرازها العام عن النقود العربية التي ضربها الخلفاء في بغداد.

أما التطور الذي حدث للدنانير المصرية في العصر العباسي فيتلخص بما يأتي:

1 - ظلت النقود العربية في مصر تتبع في خصائصها النقود العباسية التي كانت في الواقع استمراراً للطراز الأموي حتى عهد هارون الرشيد.

2 - منذ عهد هارون الرشيد ظهر اسم الخليفة على النقود الذهب وتمتع الولاة في مصر وبعض عمال الخراج بحق ضرب الدنانير فظهرت أسماؤهم عليها منذ سنة 170 هجرية.

3 - على يد المأمون أضيفت الى كتابات الدنانير بعض الآيات القرآنية في هامش اضافي "لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصرالله" كما أُكملت بعض العبارات المقتبسة من القرآن الكريم وأُضيفت البسملة كاملة "بسم الله الرحمن الرحيم" الى عبارة الضرب وتاريخه.

4 - في عهد المأمون ظهرت "مصر" كمكان للسك مُسجلة على الدنانير منذ سنة 199 هجرية.

وفي فترة ظهور الدويلات السياسية التي قامت على أكتاف الدولة العباسية وعاصمتها بغداد، حرص قادة تلك الدويلات على إصدار النقود كمظهر مهم لاستقرار دولتهم، ولنا في هذا المجال النقود الأحمدية الطولونية التي أصدرها أحمد بن طولون، فضرب نقوداً طولونية في ظل إشراف صوري من الخلافة العباسية، وهذه النقود هي نفسها النقود العباسية التي ضربت باسم الخليفة المتوكل وابنه المعتز والخليفة المعتمد وابنه جعفر الملقب بالمفوض، وظلت هذه الدنانير الذهب متداولة في مختلف الأقاليم الطولونية حتى سنة 266 هجرية حين ضرب أحمد بن طولون دنانيره الأحمدية بعد أن نجح في توحيد مصر والشام.

أما في ما يخص هذه الدنانير الأحمدية، فهي كانت تحمل اسم أحمد بن طولون، ولعل هذا هو أبرز ما يُضفي عليها اسم الدنانير الأحمدية ولم يحذف ابن طولون اسم الخليفة المعتمد على الله من هذه الدنانير لأنه لم ينكر عليه شرعية خلافته بقدر ما أكد لنفسه حقه في سكِّ النقود باسمه. وتنحصر الدنانير الأحمدية في ما بين 266 و270 هجرية على التوالي، وهي دنانير تُشير الى دور سك مختلفة بعضها ضُرِب في مصر والآخر ضرب في الرافقة ودمشق. وظلّ الدينار الأحمدي نموذجاً اتبعه خلفاء ابن طولون فلم تحدث تعديلات جوهرية في عيار الدينار الأحمدي أو نصوصه غير كتابة اسم الحاكم الطولوني المعاصر مصحوباً باسم الخليفة العباسي.

وفي العهد الفاطمي، ابتدعت الدولة الفاطمية في مصر نقوداً تذكارية من معادن وأحجام مختلفة بقصد الإنعام بها على الشعب في بعض المواسم والأعياد. ولعل العباسيين هم أول من ضرب مثل هذه النقود لتوزيعها كعطايا من الخلفاء والأمراء ونثرها على الناس. ويشير المقريزي في "إغاثة الأمة" الى كثير من الدنانير العباسية في عيد النيوروز والمهرجان ومن بينها دنانير "جعفر بني يحيى"، كما ضرب العباسيون دنانير سُميت بدنانير الخريطة الخزانة للإنعام بها على المغنين وغيرهم. واقتدى الفاطميون بهذه السُنَّة للدعاية لأنفسهم وكسب مودة الشعب وولائه، وابتدع الفاطميون نوعاً من النقود التذكارية الذهب، صغيرة الحجم خفيفة الوزن تُسمى "خراريب" جمع خروبة 194،0 غرام، كما كانت تضرب نقود تذكارية أخرى بـ"رسم التفرقة" في أول كل عام تسمى "الغرة" وهي مجموعة من الدنانير والرباعيات والدراهم المدورة تُضرب بأمر الخليفة في العشر الأخير من شهر ذي الحجة. ويحدثنا "المقريزي" في "خططه" أن جملة المبلغ الذي ينعم به من هذه الغُرَّة أول العام "من الدنانير والرباعيات والقراريط ما يقرب من ثلاثة آلاف دينار" فيقبلها الوزراء والأمراء وأرباب المراتب من الخليفة على سبيل التبرك.

وفي العصر المملوكي تتابع إصدار النقود، ويكفي أن نعرف أن نقود مصر المملوكية قد سجلت انتقال الخلافة اليها منذ عهد "الظاهر بيبرس" فحملت اسم السلطان بصحبة اسم الخليفة العباسي المقيم في القاهرة حتى اذا استقر نفوذ المماليك في البلاد نهائياً لم يعودوا يعنون بنقش اسماء الخلفاء