الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الإسكافي

الإسكافي
عدد : 03-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
من موسوعة كنوز أم الدنيا
tbadrawy@yahoo.com

قديماً كانت عملية صناعة الأحذية تتم بطريقة يدوية وكان من يمتهن هذه المهنة يطلق عليه الإسكافي أو الكندرجي وكان يطلق عليه في مصر أحيانا الصراماتي أو الجزمجي كما كان يطلق هذا الإسم أيضا علي من يمتهن حرفة إصلاح الأحذية وكلمة إسكافي يعود أصلها إلي اللغة السومرية القديمة التي تنسب إلي حضارة السومريين التي قامت في جنوب بلاد العراق بداية من عام 3200 ق.م تقريبا حيث إشتقت من كلمة إسكاف وكانت تعني صانع الأحذية وفي اللغة الأكادية حرفت إلي إسكابو ثم دخلت بلاد العرب بإضافة حرف الياء لتصبح إسكافي وهي الكلمة السائدة حتي اليوم وكان الأبناء يتوارثون هذه المهنة التي المختصة بصناعة أو إصلاح الأحذية عن الآباء والأجداد مثلها مثل العديد من المهن اليدوية الأخرى أما الآن فقد أصبحت صناعة الأحذية التقليدية الحرفية بالطريقة اليدوية محدودة للغاية وأصبحت تلك المهنة علي وشك الإنقراض والإندثار بسبب كميات الإنتاج الكبيرة من الأحذية الصناعية والتي قد لا تكون بجودة الصناعة التقليدية اليدوية كما أنها قد لا تهتم بالتفاصيل أو الحرفية وهذه المهنة مهنة شاقة وتعد من المهن التي يعلّمها الأجداد للآباء ويتوارثها أبناؤهم وأحفادهم من بعدهم كما أنها من المهن التي رأسمالها موهبة وشيء من الصبر والإصرار والعزيمة وأدوات بسيطة عبارة عن بكرة خيوط وإبر ذات حجم كبير ومطرقة وسندان وغراء وعلبة مسامير صغيرة بالإضافة إلي قطع قماش نظيفة لزوم تنظيف الحذاء وتلميعه بعد صناعته أو إصلاحه .


وتعد مهنة الإسكافي أو صانع الأحذية من أقدم المهن التي إمتهنها الإنسان فقد عرفت هذه المهنة عند الفراعنة القدماء في مصر وظهرت أنواع عديدة من الصنادل والتي كانت أشكالها والمواد التي تصنع منها تدل علي المكانة الإجتماعية لصاحبها وكذلك عرفت هذه المهنة عند السومريين والآشوريين في جنوب بلاد العراق وعند العرب في شبه الجزيرة العربية وفي بلاد الشام وأيضا في بلاد الروم والفرس وكان الإسكافي فيما مضي يستطيع صناعة عدد كبير من أنواع الأحذية والصنادل والقباقيب والخف والتي كانت تصنع من الجلد والخشب والمطاط والبلاستيك والجوت أو من مواد ذات مصدر نباتية وقد ظهرت مهنة الإسكافي في الثقافة الشعبية بأشكال مختلفة حيث توجد ثمة قصص شعبية كثيرة عن صانعي الأحذية منها قصة الإسكافي الذي أحسن لفقير مع كونه معدما فيسر الله له أقزاماً عملوا على صنع أحذية رائعة ذات جودة عالية مما دعم صناعته وتجارته وأصبح من ثم غنيا من الأثرياء يشار له بالبنان كما يذكر الإسكافي في بعض الأمثال الشعبية كالإسكافي حافي على غرار باب النجار مخلع كما أنه من المألوف في هذه المهنة أن تجد معظم الإسكافيين قد أصبحت لديهم أصابع وكفوف راحة يد صلبة وخشنة وبها العشرات من الثقوب الصغيرة والندوب التي تخلفها الجروح التي يصابون بها أثناء تعاملهم مع الأحذية سواء أثناء صناعتها أو أثناء إصلاحها .


وكان الإسكافية يستخدمون في البداية الخشب لتشكيل قوالب الأحذية لكنهم الآن يعتمدون على المواد البلاستيكية أكثر وكانت بعض القوالب تبدو مستقيمة وكان هناك دائما زوج من القوالب المنحنية أحدها لفردة الحذاء اليمنى والآخر لليسرى وكانوا أيضا يستخدمون أكثر من 15 تقنية مختلفة لصناعة الأحذية منها الربط والتدعيم بالجلد الإنجليزي والطريقة النرويجية والغُرز المتجهة إلى الأسفل والحياكة الألمانية والغُرز البولونية وغيرها وكانت بعض أنواع الأحذية المصنوعة حسب النمط القديم التقليدي تتضمن الفراء الذي يلف القدم ثم يتم لف أربطة صندل فوق الفراء وقد إستخدمت هذه الأحذية من قبل مقاتلي الرومان الذين حاربوا في شمال أوروبا كما كانت هناك القباقيب وهي أحذية خشبية كانت تحشى بالقش لتدفئة القدم وأيضا كان هناك الخف وهو حذاء يتصف بالبساطة مصنوع غالبا من أنواع مختلفة من الجلد غير أنه لم يكن متينا بما فيه الكفاية لحماية القدم وراحتها .


وكان بعض الإسكافية وخاصة الذين يعملون في مهنة إصلاح الأحذية لايزاولون أعمالهم من خلال محلات أو ورش خاصة بهم بل كان يجلس الإسكافي داخل ساتر متواضع من القماش القديم أو الخيش في الشارع أمام المارة ويضع أمامه ما يشبه المسند الذي كان يضع عليه الحذاء المراد تفصيله أو إصلاحه ويتناثر حوله بقايا الجلود الناتجة عن تفصيل الأحذية وبعض الخيوط المختلفة الأطوال والألوان وأدواته البدائية البسيطة جدا التي كان يستخدمها في صنع الحذاء أو إصلاحه إن كان مهترئ وبالي ويمر عليه الناس ومن يريد صنع حذاء خاص به فإن الإسكافي يأخذ مقاس قدمه ويصنعها له علي هذا الأساس ويحدد له موعدا لإستلامها ومن يريد إصلاح حذائه فإنه يخلعه ويسلمه للإسكافي ليقوم بإصلاحه علي الفور إن كان الإصلاح بسيطا أو يتركه له ليقوم بإصلاحه إن كان الإصلاح يحتاج إلي وقت ويقوم أيضا بتحديد موعد له لإستلامه بعد الإنتهاء من إصلاحه .


وقد تطورت صناعة الأحذية في الوقت الحالي تطورا كبيرا وتعددت أنواع وألوان وأشكال الأحذية سواء الرجالي أو الحريمي فهناك أحذية الخروج الخفيفة التي تناسب رياضة المشي وهناك أيضا الأحذية المناسبة للمناسبات والسهرات والمقابلات الرسمية والأحذية الرياضية والتي تقدمت صناعتها في الوقت الحاضر تطورا مذهلا حتي أن كل رياضة من الرياضات المختلفة أصبح يتم تصنيع أحذية خاصة تناسب كل منها بل أحيانا يتم تصنيع أحذية خاصة للاعبين المتميزين في رياضة معينة بحيث تتلائم مع فورمة أقدامهم وتصبح كأنها جزء منها مما يساعدهم علي الأداء الجيد وبالإضافة إلي ذلك توجد أيضا أحذية طبية يتم تصنيعها خصيصا لبعض الأفراد الذين يعانون من عيوب خلقية في أقدامهم مثل القدم المفلطحة أو الفلات فوت وغيرها من العيوب الخلقية كما يوجد نوع من الأحذية يسمي أحذية السلامة وهي تصنع من مواد قوية وتكون مدعمة من المقدمة بقطعة معدنية لحماية أصابع القدمين من سقوط الأثقال عليها ويستخدمها المهندسون والعمال في مواقع البناء والتشييد وفي الورش والمصانع وفي المناجم وحقول البترول ومواقع البحث عن المعادن .
 
 
الصور :