الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الخطاط

الخطاط
عدد : 03-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
من موسوعة كنوز أم الدنيا
tbadrawy@yahoo.com



مهنة الخطاط من المهن القديمة التي لطالما أبدع أصحابها لإخراج لوحات ولافتات ومخطوطات تعبر عن نواحي الحياة كافة ومع إنتشار اللوحات الإلكترونية بدأت هذه المهنة في الإضمحلال والإختفاء تدريجيا وخاصة في العقود الثلاثة الأخيرة حتي باتت يتهددها الإنقراض حيث حل الكمبيوتر والآلآف من الخطوط الجاهزة محل إبداعات الخطاطين بعد أن كانوا عملة نادرة وتتهافت الورش والمحال المتخصصة في كتابة اللافتات وخاصة في مواسم الإنتخابات على إستقطابهم إضافة إلي أن الكثير من الخطاطين قد أهملوا التجديد في فن الخط العربي إلي جانب قلة عدد مدارس الخط التي كانت منتشرة قبل ذلك في كل محافظات مصر والتي تم إغلاق الكثير منها لقلة عدد الدارسين بها نظرا لإنصراف الأجيال الجديدة عن تعلم أصول فن الخط العربي مما أعطي الفرصة لطغيان التكنولوجيا الحديثة علي هذا المجال وعلي هذه المهنة هذا وتعتبر اللغة العربية من أهم اللغات العالمية فهي تعتبر اللغة الخامسة من حيث إنتشارها عالميا وهي تعتبر بحرا واسعا من حيث مفاهيمها ومضامينها ومفرداتها الكثيرة المستعملة وأضدادها ومرادفاتها وعدد حروفها .

والخط عموما مظهر من مظاهر الحضارة وأثر من آثار الإجتماع والتجارة لذلك كان أسبق الأمم إليه المصريون القدماء والفينيقيون وأجهل الناس به البدويون ولذا فلم يعرفه العرب إلا في الجهة التي عرفتها الحضارة وإرتقت فيها العمارة وهي بلاد اليمن فقد كان اليمنيون يستعملون خطا يسمونه المسند بإسم لغتهم يكتبونه حروفاً منفصلة ولكن المكتشفات الأثرية وعلم مقارنة اللغات أثبتت أن الخط الفينيقي هو مصدر الخطوط السامية وأن الخط الآرامي والخط المسند بأنواعه مشتقان منه ومن الخط الآرامي إشتق الخط النبطي في حوران والسطر نحيلي السرياني في العراق وهذان الخطان هما الأصلان للخط العربي فمن الأول تولد الشكل النسخي ومن الثاني تولد الشكل الكوفي وكان يعرف قبل الإسلام بالحيرى نسبة إلى الحيرة وقد تعلم عرب الشمال الأول أثناء رحلاتهم إلى الشام وتعلموا الآخر من الأنبار بالعراق حيث تعلمه بشر بن عبد الملك الكندي أخو أكيدِر بن عبد الملك الكندي صاحب دومة الجندل التي كانت تقع شمالي شبه الجزيرة العربية عند ملتقي الطرق بين شبه الجزيرة العربية والعراق والشام والذى خرج منها إلى مكة المكرمة فصاهر حرب بن أمية جد الخليفة الأموى الأول معاوية بن أبي سفيان فعلمه جماعةً من القرشيين فكثر من يكتبه منهم ولما أنشئت مدينة الكوفة بعد فتح العراق وشاع إستعماله في الكتابة على مسجدها وقصورها ناله شيء من النظام والزخرف فسمي بالكوفي .


وبذلك نستطيع القول إنه يرجع الأصل في نشأة الخط العربي إلى الخط النبطي ثم ظهرت بعد ذلك المدرستان الكوفية والحجازية اللتان عملتا على تطوير هذا الخط ونشره فظهر في اللغة العربية أشهر خطين وهما الخط الكوفي الذي تميز بالصلابة والخط الحجازي الذي إمتاز بالسهولة وفي بداية ظهور الخط لم يكن منقّطاً حتى جاء أبو الأسود الدؤلي ووضع النقاط على الحروف والخط العربي يعرف على أنه فن وتصميم عملية الكتابة في جميع اللغات التي تستخدم الحروف العربية ومنها غير اللغة العربية نجد اللغة الفارسية واللغة الأوردية لغة شعب باكستان وبنجلاديش واللغة التركية القديمة قبل أن تلغي الخلافة العثمانية عام 1924م وقبل أن تتحول كتابتها لتصبح بالحروف اللاتينية علي يد مصطفي كمال أتاتورك والكتابة العربية تمتاز بكونها متصلة الأمر الذي يجعل منها عملية قابلة لإكتساب العديد من الأشكال الفنية الهندسية ويكون ذلك من خلال الرجع والمد والتشابك والتزوية والإستدارة والتركيب والتداخل وعموما فإن فن الخط يقترن بالزخرفة العربية إذ يستخدم لتزيين القصور والمساجد كما يستخدم في تحلية الكتب والمخطوطات وتحديدا لنسخ آيات القرآن الكريم .


وقد مر الخط العربي بعدة مراحل من مراحل التطوير حيث كانت المرحلة الأولى عندما إنتشر الدين الإسلامي خارج بلاد شبه الجزيرة العربية حين دخل وقتها العديد من الشعوب غير العربية بإختلاف هوياتهم ولغاتهم ولهجاتهم في الدين الإسلامي حيث صارت بعدها اللغة العربية وكتابتها هي الأكثر إستعمالا في مجالات عديدة ثم قام الأشخاص الذين دخلوا حديثاً في الدين الإسلامي بتطويع الخط وذلك لتدوين لغاتهم وللتعبير عن وجهاتهم ومرجعياتهم الثقافية وقد أدى هذا التنوع الفكري إلى إنشاء العديد من مدارس الخط إضافة إلى إنشاء العديد من الأنماط الخاصة مثل الخط الديواني الذي أنشأه الأترك وخط التعليق الذي نشأ في بلاد فارس وأول خطوات التجديد في الكتابة العربية كانت في عصر الدولة الأموية فقد وضع أبو الأسود الدؤلي علم النحو كما أضاف نظام التنقيط الخاص برسم الحركات فقد أوجد حركات توضع بجانب الحرف أو فوقه أو تحته حتي يمكن نطق الحروف بصورة سليمة وإنتشر ذلك النظام في عصر الحجاج بن يوسف الثقفي وقد تم كتابة القرآن الكريم وقتها بلونين مختلفين بالأصفر والأحمر لعلامات الإعراب وبالأسود للحروف وبعد ذلك جاءت المرحلة الثانية من مراحل تطوير الخط العربي وقد قام فيها الخليل بن أحمد الفراهيدي بإدراج نظام وطريقة مغايرة للتشكيل بحيث لا تعتمد على الألوان ولكن على رموز متنوعة لرسم الشدة والحركات والهمزة ومن هنا ظهرت علامات التشكيل مثل الضمة والفتحة والكسرة والسكون .

وللخط العربي عدة أنواع أولها خط الثلث والذى يعتبر من أروع الخطوط جمالا وشكلا إلا أنه أصعبها إتقانا وكتابةً ويعد الأصل الأساسي للخطوط العربية كما أنّه الميزان الرئيسي الذي يوزن ويقيم إبداع الخطاط به وأبرز ما يميزه أنه كثير المرونة حيث تتعدد أشكال أغلب الحروف فيه وبذلك فمن الممكن كتابة جملة واحدة عدة مرات بأشكال متنوعة كما أنّه لا يتطلب وقتاً طويلا لكتابته ويقتصر إستخدام هذا الخط على بعض الآيات والعناوين إضافة لبعض الجمل وثانيها خط النسخ والذى يعد وليدا لخط الثلث وتحديدا من حيث تواصل الخط ومن حيث كتابته وهو يمتاز بجماله أيضا كما يمتاز بدقة حروفه ووضوحها خلال عملية الكتابة وقد سمي بهذا الإسم لكثرة إستخدامه في عملية نسخ ونقل الكتب وثالثها الخط الكوفي وهو من أقدم الخطوط المستخدمة في الكتابة وهو مأخوذ من الخط النبطي القديم الذي كان منتشرا في منطقة شبه الجزيرة العربية وحوران وهي المنطقة الممتدة من شمال الأردن إلي المنطقة الجنوبية من سوريا وقد إستخدمه أهل العراق أولا بشكل كبير وقد إنتقل من الكوفة إلى المناطق الأخرى وهذا سبب تسميته بالخط الكوفي ورابعها خط الرقعة والذى يعد من أكثر الخطوط إستخداما في الحياة اليومية فهو يمتاز بشكله الجميل وسهولة كتابته وقراءته وسمي بهذا الإسم لأنّه كان يكتب على الرقاع القديمة ويستخدم هذا الخط في كتابة عناوين الصحف والمجلات والكتب وخامسها الخط المصحفي وهو عبارة عن خط يجمع ما بين خط الثلث وخط النسخ وهو يستخدم لنسخ المصاحف وهذا هو السبب وراء تسميته بهذا الإسم وسادسها هو الخط الأندلسي المغربي وهو عبارة عن خط تم إشتقاقه من الخط الكوفي وكان يطلق عليه قديما إسم الخط القيرواني وذلك نسبة لمدينة القيروان الموجودة في المغرب العربي وتحديدا في تونس ويستخدم هذا الخط في نسخ القرآن المكتوب في بلاد شمال قارة أفريقيا وفي بلاد الأندلس وأبرز ما يميزه إستدارة حروفه وسابعها هو الخط الفارسي والذى ظهر بدايةً في بلاد فارس وتحديدا في القرن التاسع الهجري وهو يمتاز بجماله وبدقة وإمتداد حروفه كما يمتاز أيضا بوضوحه وسهولته إضافة إلى بساطته وعدم تعقيده وإلي جانب أنواع الخط العربي المذكورة يوجد نوع ثامن يسمي الخط الطغرى وهو نوع من الخط العربي غير منتشر وغير معروف للكثيرين حيث كان يعتبر خطا أساسيا مميزا لكتابات الخلفاء والسلاطين والولاة .

 
 
الصور :