الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

بائع الدندورمة

بائع الدندورمة
عدد : 04-2018
قلم المهندس/ طارق بدراوى
من موسوعة كنوز أم الدنيا
tbadrawy@yahoo.com



الدندورمة كانت تحتل المرتبة الأولى فى المثلجات بين الأطفال بالمناطقود المصريون على وجود صاحبها فى الشوارع والأزقة والحارات بعربته المميزة التى يجرها أمامه فيركض الأطفال وراء عربته الخشبية المزركشة و الشعبية والقرى والنجوع والتى تعد سوقًا رائجة لبيع تلك المنتجات اليدوية خاصة فى موسم الصيف مع إرتفاع درجات الحرارة فهي إذن مهنة تعالتى يحرص على أن يكون منظرها بصورة تبهر الأطفال فهو يذهب بنفسه للزبون مما يجعل منافسته لأفخم وأضخم المحال مشتعلة على الرغم من عدم تكافئها ويصيح دندورماااااا أو مستخدما زمارته أو كاسيت وسماعات للإعلان عن قدومه فيهرول الأطفال وراءه ليشتروا الدندورمة الموجودة داخل قدرين غالبا تكون واحدة منهما لبن والأخرى شيكولاتة ويأخذ من كل منهما أو من إحداهما حسب الرغبة مقدار ما ويضعه في حبة بسكوت مخروطية الشكل وهذه هي الدندورمة الشعبية وهذه الكلمة محرفة عن الكلمة التركية طو كديرمة والتي تعنى كل ما هو مثلج كما أنها الإسم الذى يطلق على البوظة فى تركيا حيث إتخذت الطو كديرمة أو الدندورمة العديد من الأشكال والمكونات بداية من البوظة إلى الآيس كريم وبائع الدندورمة نفسه وقد صنعت الدندورمة لأول مرة في العالم في دمشق واهديت للسلطان التركي العثماني منذ أكثر من 150 سنة فأعجب بها وبمذاقها الحلو ومن هنا بدأت تتنشر في دمشق وفي غيرها من البلدان وكان صنايعية الدندورمة يتباهون بصنعها وتعليقها على حوامل خاصة على أبواب وواجهات المحلات في دمشق القديمة .


وتتكون الدندورمة غالبا من اللبن والثلج والسكر والشوكولاتة وبعض العصائر الطبيعية للفواكه والكريمة المضافة إليها نكهات متنوعة والتى يتم مزج مكوناتها بطريقة يكون الثلج هو المهيمن عليها ويتم تجهيزها ليلا وبعد تجمد الخليط يتم الإبقاء عليه داخل حوافظ المثلجات المحاطة بقطع الثلج من الخارج ليكون جاهزا للبيع فى الأكواب أو البسكوت بحسب نوع الدندورمة وكانت النكهات قديما لا تتعدى السحلب وماء الورد لكن تطورت بعد ذلك لتشمل الليمون والفراولة والمانجو والتوت والموز والشمام والمستكة وغيرها وعربة الدندورمة قديما كانت تدفع على عجلتين خشبيتين يستقر فى وسطها وعاء معدنى كبير يقبع وسط وعاء أكبر منه وبينهما ثلج مكسر لتبريد ما فى داخل الوعاء من سائل حلو المذاق ملون بلون يستقطب الأطفال وقد تطور شكل عربة الدندورمة من حيث الشكل فأصبح يجرها حمار ثم إستبدل بنصف الدراجة الخلفى لدفع العربة كما تطور شكل العربة ليأخذ شكل البطة التى يحبها الأطفال ويلتفون حولها وهى من الخشب ومضاف إليها إضاءة وكاسيت وسماعات ويتم تشغيل بعض الأغاني التى تجذب الأطفال حتى يتجمعوا حولها بعد أن كانت الزمارة قديما هى وسيلة الإعلان عن وصول بائع الدندورمة للحارة .


ويقول أحد الباعة الذين يمتهنون حرفة بيع الدندورمة إنها قد تراجعت تراجعا كبيرا وأصبحت مهددة بالإندثار بعد ظهور منتجات الآيس الكريم الفاخرة في وقتنا الحاضر والتي تنتجها شركات متخصصة مثل نستلة ودولسي وغيرهما في أشكال وأحجام وأنواع ونكهات متعددة ولكن علي الرغم من ذلك فهي مازالت مصدر رزقه الوحيد خصوصاً طوال فترة الصيف الذى يخرج فيه طلبا له يوميا من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الثامنة مساءا فى رحلة راجلة يتنقل فيها بين القرى لافتا إلى أن سلامة منتجاته من الناحية الصحية تخضع لتصاريح مسئولى الصحة وشهاداتهم المعمول بها فى هذه الصناعة ويضيف قائلا إنه يسعد برؤية الأطفال حوله وهم يتهافتون للحصول على واحدة منها لاسيما أن سعرها البسيط الذى يكون في حدود جنيهين أو أكثر قليلا يجعلها أكثر طلبا مقارنة بباقى المثلجات باهظة الثمن ويقول بائع آخر إنه قد بحث عن عمل ولم يجد وأخيرا جاءته فكرة إنشاء مشروع صغير وهو تجهيز الدندورمة وبيعها وكانت البداية بشراء ماكينة بها ثلاجة لعملها وعربة صغيرة متجولة لكى يبدأ مشروعه الصغير وإنه بدأ في شراء بعض مكونات الآيس كريم وقام بتوزيعه فى قريته وكذلك على محلات البقالة وعلي الأطفال فى القرى المجاورة وإنه بدأ يتجول بعربته وهو يحمل مزمارا حتى يجتمع الأطفال حوله وحتى الكبار أيضا يخرجون ليشتروا منه .

وقد أنتجت الإذاعة المصرية أوبريتأ مدته حوالي 10 دقائق من إخراج محمد محمود شعبان بابا شارو ومن كلمات محمد متولي وألحان عزت الجاهلي وغناء المطرب القديم إبراهيم حمودة والمطربة سعاد مكاوى وبديعة شفيق وهو يحكي قصة حب بين توفيق أو تيفا صانع وبائع الدندورمة وبين زكية التي تريد أمها تزويجها من صاحب القهوة الغني وينتصر لها أبوها وينتهي الأمر بزواج زكية من توفيق بائع الدندورمة و تغني الحارة للعريس الأوبريت والذى تقول كلماته دوق دوق

دوق الدندورمة مصنوعة بذوق تروى العشاق
وتطفى الشوق
الدندورمة
اللى زعلان من كوبايتين
حالا حيروق من الدندورمة
وإن كان حران بعد دقيقتين
مضمون حيفوق
م الدندورمة
دوق دوق دوق الدندورمة
مصنوعة بذوق
بإيدين توفيق الدندورمة
جرى إيه يازكية
خلاص الملوخية
وفى شرع مين تنظيف رطلين ياخد ساعتين
غير التنظيف عايزين تقطيف وكمان تنشيف
سيبى قومى
روحى يالله وبلاش أعذار أطفال
كل بنات الأيام دى زيك فاكرة الدنيا ذواق وجمال
ست البيت هى اللى تعرف شغل البيت وتربى عيال
أنا معرفشى
يالله بقى امشى لما أبوكي ييجي يبقي يشوف له معاكي حال ومن جمال وروعة هذا ألأوبريت والذى يقدم صورة غنائية تراثية فقد تم تقديمه أيضا في التليفزيون المصرى وقام المخرج المعروف حسين كمال بإخراجه .
 
 
الصور :