الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

قصر الأميرة نعمة الله توفيق

قصر الأميرة نعمة الله توفيق
عدد : 04-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
من موسوعة كنوز أم الدنيا
tbadrawy@yahoo.com



الأميرة نعمة الله توفيق هي الإبنة الصغرى للخديوى توفيق الذى حكم مصر من عام 1879م بعد خلع أبيه الخديوى إسماعيل عن العرش وإستمر حكمه حتي عام 1892م وشقيقة الخديوى عباس حلمي الثاني الذى حكم مصر من عام 1892م حتي عام 1914م وأبضا شقيقة الأمير محمد علي توفيق الذى كان وليا للعهد خلال فترة حكم الملك فاروق من عام 1936م حتي شهر يناير عام 1952م عندما أنجب الملك فاروق ولي عهده الأمير أحمد فؤاد الثاني ووالدتها هي أمينة هانم إلهامي إبنة إبراهيم إلهامي باشا إبن عباس باشا الأول ثالث من حكم مصر من الأسرة العلوية خلال المدة من شهر نوفمبر عام 1848م وحتي شهر يوليو عام 1854م وهي أيضا إبنة عم الملك فاروق آخر ملوك مصر وقد ولدت الأميرة نعمة الله توفيق عام 1881م وتوفيت عام 1966م عن عمر يناهز 85 عاما ودفنت في جنوب فرنسا والقصر الفخم الذى كانت تمتلكه كان قد تم بناؤه لحسابها علي مقربة من ميدان التحرير والذى أصبح فيما بعد مقرا لوزارة الخارجية المصرية والذى يقع في مواجهة جامعة الدول العربية حاليا وكان قد بني علي أرض كانت في حوزة الأمير أحمد رفعت الإبن الأكبر للقائد إبراهيم باشا إبن محمد علي باشا الذى مات غرقا في حادثة قطار عند كفر الزيات وتوزعت أملاكه علي ورثته ثم تم بيع بعضها داخل الأسرة العلوية فكان من نصيبها مساحة الأرض التي بني عليها قصرها والذى قام بتصميمه والإشراف علي بنائه المهندس المعمارى الإيطالي الشهير أنطونيو لاشياك الذى ولد بجوريزيا بإيطاليا يوم 21 من شهر سبتمبر عام 1856م ودرس الهندسة المعمارية في إيطاليا والنمسا وحصل علي شهادته في يوم 9 أغسطس عام 1882م وهو في سن 26 عاما وجاء إلي مصر في أواخر القرن التاسع عشر الميلادى وأوائل القرن العشرين الماضي وعمل في تصميم وتنفيذ العديد من المشاريع الكبرى حتي ذاع صيته ونال شهرة واسعة رشحته ليكون مصمم ومنفذ قصر الأمير يوسف كمال بحي المطرية وقصر سعيد باشا حليم بشارع شامبليون وقصر الطاهرة بحدائق القبة إلي جانب العديد من المباني الشهيرة في القاهرة والإسكندرية منها مبني بنك مصر القديم بشارع محمد فريد وعمارات الخديوى بشارع عماد الدين بالقاهرة ومبني محطة مصر بالإسكندرية وغيرها بالإضافة إلي قصر الأميرة نعمة الله توفيق كما أنه قد تم تعيينه عام 1907م في عهد الخديوى عباس حلمي الثاني مسؤولا عن كافة القصور الخديوية .


وقد تزوجت الأميرة نعمة الله توفيق بهذا القصر من زوجها الأول الدبلوماسي وإبن عمها الأمير محمد جميل طوسون وأنجبت منه ولدها الوحيد الأمير عادل طوسون وقد إنتهي هذا الزواج بشكل ودى بالطلاق في شهر فبراير عام 1903م وبقيت مقيمة في قصرها وعلاوة على ذلك أعاد جميل طوسون إليها مساحة 1300 فدان كما تنازل لها عن بعض الأفدنة من أملاكه التى كانت تقترب من 2000 فدان حيث ظلت حاضنة لإبنها منه وحيث أن الأسرة كانت غير راغبة في أن تظل الأميرة نعمة الله مطلقة فقد تزوجت من الأمير كمال الدين حسين إبن عمها السلطان حسين كامل حيث كان من تقاليد الأسرة أن يكون زواج الأميرات مقصورا على أمراء من داخل العائلة المالكة وبهذا الزواج أصبح يطلق علي القصر إسم قصر الأمير كمال الدين حسين والذى ولد في يوم 20 ديسمبر عام 1874م وهو الإبن الوحيد الذكر للسلطان حسين كامل والوحيد الذى حمل لقب سلطان طوال مدة حكمه لمصر والتي كانت فترة قصيرة أقل من 3 سنوات بقليل خلال المدة من شهر ديسمبر عام 1914م وحتي وفاته في شهر أكتوبر عام 1917م ووالدته هي الأميرة عين الحياة الزوجة الأولي للسلطان حسين كامل وهي إبنة عمه الأمير أحمد رفعت وكان السلطان حسين كامل قد إنطلق من قصر إبنه الذى نتحدث عنه فى موكب تنصيبه سلطانا علي مصر في شهر ديسمبر عام 1914م في ظروف إحتفالية عادية والتي كان ينبغي أن يتم إدخال السعادة فيها للقصر ولكن كان الأمر عكسيا تماما حيث أن ما حدث أن السلطان حسين كامل إضطر أن يقبل حكم مصر بأمر من بريطانيا التي كانت تحتل مصر حينذاك كما قامت بإعلان الحماية عليها بعد أن قامت بخلع الخديوى عباس حلمي الثاني شقيق الأميرة نعمة الله توفيق زوجة إبنه بعد أن لوحت بريطانيا بإحتمال تنصيب شخص آخر مسلم الديانة ملكا علي مصر ليس بالضرورة أن يكون مصريا أو أن يكون من الأسرة العلوية وكانت تقصد أغا خان الثالث الهندى الأصل بوصفه من رعايا بريطانيا التي كانت تحتل الهند أيضا حينذاك وبالفعل وصل إلي ميناء السويس ثم إلي القاهرة في ذلك الوقت فوجد السلطان حسين كامل نفسه في مأزق فعدم قبوله العرش قد يترتب عليه ضياع الحكم للأبد من الأسرة العلوية إلي جانب تنصيب شخص غير مصرى حاكما لمصر وعليه إضطر السلطان حسين كامل علي مضض وبعد إستشارة أصدقائه من ذوى الخبرة والحنكة كان علي رأسهم محمود سليمان باشا والد محمد محمود باشا الذى تولي رئاسة الوزارة بعد ذلك مرتين كانت المرة الأولي في عهد الملك فؤاد الأول عام 1928م والمرة ثانية في عهد الملك فاروق في أواخر عام 1937م أن يقبل تنصيبه سلطانا علي مصر وأن يحل محل شقيق زوجة إبنه الأميرة نعمة الله توفيق الخديوى عباس حلمي الثاني والذى كان حينذاك في المنفى يتمنى إنتصار ألمانيا ليعود إلي مصر وإلي عرشه ولكن ماحدث أنه لم تطأ أقدامه مصر مرة أخرى ولم يعد إليها إلا بعد وفاته ليدفن في ترابها عام 1944م كما كان هناك عامل تعيس آخر ألقي بنفسه على حياة الأمير كمال الدين حسين وزوجته الأميرة نعمة الله توفيق وهو أنهما لم يرزقا أطفالا فكان القصر عش حزين فارغ مع أن هذا القصر فى هذا الوقت كان هو قصر الوريث الوحيد للعرش المصرى وبدلا من أن يهتم الأمير كمال الدين حسين بمسؤولياته الأميرية كوريث لعرش مصر إهتم أكثر بالرحلات عبر الصحراء والسفر إلى بلدان شتى فى العالم وجمع التحف الشرقية ولم يمض من وقته فى القصر الكثير ولم يهتم بأمور الدولة ثم إتجه إلي الطرق الصوفية الدينية الألبانية ودعمهم دعما كبير وكان قصره مقرا لعدة لقاءات معهم وبعد فترة هجر الحياة العامة وأصبح بلا طموحات وتخلى عن العرش قبل ساعات من وفاة والده السلطان حسين كامل في شهر أكتوبر عام 1917م لعمه وعم زوجته السلطان فؤاد الأول الذى أصبح الملك فؤاد الأول بعد تصريح 28 فبراير عام 1922م وإعلان إستقلال مصر وإعلانه ملكا علي المملكة المصرية .


وفي عام 1924م كان قصر الأمير كمال الدين حسين والأميرة نعمة الله توفيق مسرحا لعرس كبير عندما تزوج إبنها من زوجها الأول الأمير عادل طوسون من أمينة عبد الرحيم صبري شقيقة الملكة نازلى زوجة الملك فؤاد الأول وبعد عام حلت كارثة أخرى بالقصر عندما ماتت العروس بعد الولادة وإنتقل الأمير عادل طوسون الذى ترمل في عز شبابه إلى لندن حيث كان إتصاله الوحيد بمصر من يومها عن طريق السفارة المصرية الملكية وهكذا مرة أخرى ترفض السعادة أن تدخل هذا القصرأما الرجل الذى كان يفترض أن يكون ملكا علي مصر فقد توفى فى تولوز فى فرنسا عن عمر يناهز 58 عاما وذلك يوم 6 أغسطس عام 1932م بسبب مضاعفات بتر ساقه بعد أن إضطر الأطباء إلي ذلك بعد إصابته بجلطة في الساق وكانت رغبة الأمير كمال الدين حسين الوحيدة أن يدفن في قبوة بنيت خصيصا له في تلال المقطم بالقرب من سكن الدراويش وبعد وفاته دخل القصر فى حالة حداد إلي أن باعت الأميرة نعمة الله توفيق أرملته القصر عام 1938م إلى وزارة الخارجية المصرية لتتخذه مقرا جديدا لها والتى كانت تشغل قبل ذلك مبني في شارع البستان كان في الأصل قصرا يمتلكه الملك فؤاد الأول وكان هو أول مقر رسمي لها وقد أصبح مكانه اليوم موقف للسيارات متعدد المستويات وقد واكب المقر الجديد للوزارة بعد إنتقالها إليه العديد من الأحداث الهامة في تاريخ مصر منها مفاوضات الجلاء عن مصر عام 1954م وحرب السويس عام 1956م وغيرها من الأحداث الهامة خلال القرن العشرين الماضي وقد ظلت وزارة الخارجية المصرية تشغل قصر الأميرة نعمة الله توفيق حتى تم بناء المقر الجديد لها علي كورنيش النيل بحي بولاق بالقاهرة وإنتقلت إليه عند إفتتاحه عام 1994م في عهد وزير الخارجية عمرو موسي وهومبنى عملاق من أعمال شركة المقاولون العرب مقام على مساحة قدرها 4800 متر مربع ويتكون من عدد 42 دور بإرتفاع قدره 143 متر وإجمالي مسطحات أدواره 73 ألف متر مربع ويتكون من بدروم بكامل مسطح المبنى يليه قاعدة مكونة من عدد 6 أدوار بها المدخل و3 قاعات إجتماعات ومكاتب وباقي الأدوار عددها 30 دور بها خدمات الوزارة والمكاتب الإدارية ثم يعلوها عدد 4 أدوار ردود تضم قاعة إجتماعات كبرى وصالتي مطالعة والحاسب الألى ومطعم وكافيتريا يعلوها طابقان لماكينات التكييف المركزى وماكينات المصاعد والدور الأخير يعلوه مهبط للطائرات الهليكوبتر وبعد إنتقال وزارة الخارجية إلي هذا المقر الجديد أصدر عمرو موسي وزير الخارجية حينذاك أمرا بترميم المقر القديم للوزارة لإستخدامه كمقر لإستضافة وإقامة وفود وزارة الخارجية وإستمرت عمليات الترميم خلال فترة تولى أحمد ماهر منصب وزير الخارجية من بعده وفي أثناء تولى أحمد أبو الغيط وزارة الخارجية بعد الوزير أحمد ماهر واصل الإهتمام بعملية ترميم القصر بما يحافظ على الواجهات المعمارية له والعودة بالقصر إلى عراقته وإختيار الأثاث والمفروشات والتحف التي سيتم عرضها به وإعادة ترميم القديم والتالف منها داخل القصر .


وكان هذا القصر مسقطه مربع الشكل تقريبا وكان يشمل عدد 52 غرفة وقد تم إستخدام الحوائط الحاملة فى بنائه والتى تراوح سمكها من البدروم حتى الطابق الأرضى بين 120 إلى 80 سنتيمتر تقريبا بينما يتناقص السمك فى الطابق الأول حيث يصل سمك الحوائط إلي حوالي 60 سنتيمتر أما واجهات المبنى فتم نزيينها بعقود نصف دائرية وكرانيش وتيجان ويضم الطابق الأول للقصر صالون به صور للأسرة العلوية وحاليا يوجد به صور رؤساء الجمهورية ووزراء الخارجية قبل الثورة وبعدها وقاعة بها صور شهداء وزارة الخارجية وأعضاء الوزارة وأهم الوثائق الرسمية للوزارة ونماذج من أقدم أجهزة الرمز ولوحة تضم الأعلام والرايات على مر العصور منذ العصر المملوكي والأختام فى جميع العهود وصالونات إستقبال كما توجد بالقصر صالات عرض لأطقم المائدة التى كانت تستخدم بالسفارات فى أثناء العهد الملكي وجوازات سفر الوزراء وأعضاء الوزارة بالإضافة لصالونات إستقبال وحجرة لعدد 48 فرد ومكاتب خصصت بعد تحويل القصر ليكون مقرا لوزارة الخارجية للوزير ومساعديه وحجرة إجتماعات صغيرة يمكن إستخدامها كسفرة وقت اللزوم ويحتوي الطابق الأرضي على مكتب آخر للوزير وقاعة الإجتماعات الكبرى وأخرى للمؤتمرات الصحفية بها نظام ترجمة فورية وكذلك يوجد عدة صالونات لإستقبال الزوار وحجرة طعام كبرى لعدد 24 فرد أما المدخل الخلفي فيحتوى على بعض الصور للمراحل المختلفة لتشييد القصر وجدير بالذكر أنه فى حقبة الخمسينيات من القرن العشرين الماضي تم بناء دور علوى إستخدمت فيه الخرسانة المسلحة .
 
 
الصور :