الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

جامع إشبيلية الكبير

جامع إشبيلية الكبير
عدد : 05-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com


مدينة إشبيلية هي عاصمة إقليم الأندلس في أسبانيا وقد أطلق عليها العرب إسم إشبيلية ويسميها الأسبان الآن سيفييا وإسمها العالمي هو سيفيل وهي رابع أكبر مدينة أسبانية ويبلغ تعدادها بضواحيها نحو 1.6 مليون نسمة وتعد سيفيل واحدة من أهم المدن السياحية في أسبانيا ويجذب زوارها إليها هذا المزيج التاريخي الفريد للحضارة العربية التي جمعت فيها جهود العرب واليهود والأسبان في مرحلة تقدم وإنصهار ثقافي وإجتماعي لم يشهد العالم القديم مثلها وهناك الكثير من الأسماء المرتبطة بهذه المدينة من الفولكلور الأسباني مثل شخصيات دون جوان وكارمن وفيجارو وهي شخصيات روائية رأي مؤلفوها أنها تنتمي لمدينة سيفيل كما يمكن للزائر أن يزور مقبرة كريستوفر كولومبس الذي يقال إنه مدفون فيها وإن كانت بعض الآراء تنفي ذلك وتشتهر هذه المدينة بالعمارة التاريخية المرموقة التي ما زال بعضها يحتفظ بخطوط المعمار العربي الأندلسي وهي تقع على مصب نهر جواد الكويفير وتعد مدينة تجارية من الطراز الأول وتخصصت في تصدير المحاصيل الزراعية وقد حكمها الرومان ثم العرب وإحتكرت في فترة تاريخية التجارة مع القارة الأميركية بعد إكتشافها .


وكانت مدينة إشبيلية تعرف لدى أهل الأندلس من المسلمين بعد فتحها بإسم حمص جريا على ما أطلقه جند الشام على المدينة عند فتحها في عام 93 هجرية الموافق عام 712م وذلك لما لاحظوه من شبه بينها وبين مدينة حمص بالشام وقد ظلت إشبيلية خلال عهد الخلافة الأموية الغربية التي أسسها عبد الرحمن الداخل في الأندلس واحدة من أهم المراكز الحضارية في الأندلس حيث شيد بها عبدالرحمن الثاني او الأوسط أحد خلفاء عبد الرحمن الداخل دارا لصناعة السفن الحربية بعد تعرضها لهجمات الفايكنج عبر نهر الوادي الكبير وقد إشتهرت إشبيلية بأنها موطن صناعة الآلات الموسيقية وبعد سقوط دولة الخلافة الأموية الغربية بقرطبة حاول المعتمد بن عباد آخر خليفة لدولة الموحدين إنقاذ إشبيلية من السقوط في أيدي النصارى الأسبان ولكن تلك الجهود لم تفلح وسقطت إشبيلية في أيدي الأسبان في عام 646 هجرية الموافق عام 1248م بعد حصار دام عاما وخمسة أشهر لم تفلح معها الجهود العسكرية لبقايا دولة الموحدين في إنقاذ المدينة من مصيرها المحتوم وهذه الدولة هي إمبراطورية إسلامية أسسها الموحدون وهم من سلالة أمازيغية حكمت بلاد المغرب العربي والتي تشمل ليبيا وتونس والجزائر والمغرب والأندلس مابين عام 1121م وعام 1269م والتي أسسها محمد بن تومرت المهدى ومن بعده إستطاع أتباعه وكان علي رأسهم عبد المؤمن بن علي الكومي ثاني خلفاء هذه الدولة أن يستحوذ على المغرب الأقصى عام 1147م والمغرب الأوسط ومن ثم على كامل افريقية والمقصود هنا تونس وليبيا عام 1160م والأندلس عام 1154م وكانت عاصمة هذه الدولة هي مدينة مراكش بالمغرب وكانت إشبيلية هي مقر الوالي الموحدي على الأندلس .


وفي القرن التاسع عشر الميلادى إكتسبت المدينة شهرة واسعة بفضل ثقافتها ومعمارها وكانت ممرا تجاريا مهما في أوروبا ولكنها إنطلقت إلى العالمية في عام 1992م بعدما نظمت بنجاح المعرض العالمي الذي إستدعى بناء مطار جديد في المدينة بالإضافة إلى محطة قطارات وربطها بقطار سريع مع العاصمة الأسبانية مدريد وما زالت المدينة تتمتع بشوارع وجسور فسيحة وبنية تحتية من الطراز الأول تسهم في جذب السياح عاما بعد عام مما جعل من مدينة إشبيلية حاليا مدينة صاخبة لا يمر شهر عليها من دون تنظيم معرض أو إحتفالية كبيرة كما تنتشر بها المقاهي والأسواق والنوادي الليلية وتشتهر بالألوان الجريئة والحركة الدائمة والزائر إلى المدينة يكتشف نظاما جيدا للمواصلات العامة خصوصا بالحافلات التي تغطي أرجاء المدينة وتسير في مواعيد متقاربة ويمكن شراء بطاقة يعاد شحنها لركوب المواصلات العامة كما تعتمد المدينة على الدراجات الهوائية المنتشرة في محطات خاصة ويمكن إستعارتها للإستخدام ثم تركها في موقع آخر في المدينة كما يمكن تغطية كل مشاهد المدينة بالدراجة حيث تمتد الحارات الخاصة بالدراجات فقط في معظم شوارع المدينة ولتسهيل مهمة السائح تبيع منافذ المدينة ما يسمى ببطاقة سيفيل التي تتيح لحاملها زيارة معظم متاحف وآثار سيفيل وسفر غير محدد على وسائل مواصلاتها السياحية بما في ذلك الحافلات السياحية التي تجوب المدينة والقوارب في نهر جواد الكويفير وتتيح البطاقة أيضا خصومات في بعض المطاعم والمقاهي ومحلات الهدايا والإكسسوارات والعروض الترفيهية للكبار والأطفال والإستثناء الوحيد هو أن البطاقات لا تستخدم على الحافلات العامة والترام ويستمر إستخدام البطاقة من يوم إلى ثلاثة أيام وتبدأ أسعارها من 53 يورو في اليوم الواحد إلى 72 يورو لثلاثة أيام وهي متاحة على الإنترنت أو من خلال المنافذ السياحية في المدينة أو المطار وهناك بطاقات أخرى يقتصر إستخدامها على المتاحف ولا تشمل وسائل المواصلات .

ويقام في مدينة إشبيلية إحتفال شعبي سنوي في شهر أبريل إسمه فيريا دي أبريل وهو عبارة عن حفل هائل يعم المدينة بأسرها ويحصل كل العاملين في المدينة فيه على عطلة لمدة أسبوع كامل ويتم التخطيط له قبل موعده بشهور ويغطي الكرنفال مساحات كبيرة من المدينة بالقرب من النهر وتنقسم الإحتفالات إلى قسمين الأول أثناء النهار وفيه يتم إستعراض خيول في الشوارع وتلبس النسوة والرجال ملابس فلامنكو تقليدية بألوان مختلفة للنساء وسوداء للرجال وفي المساء تبدأ الألعاب والعروض ورقصات الفلامنكو وموسيقى الجيتار وتمتلئ الخيام المقامة للمهرجان بأهل المدينة والزوار على حد السواء في حفل جماعي للطعام والشراب والموسيقى الصاخبة حتى ساعات الصباح الأولى وتزخر المدينة بالعديد من المعالم السياحية التي تجذب السياح إليها منها القصر الملكي أو الريال الكازار بالأسبانية والذى قام بتشييده في القرن الرابع عشر الميلادى الأمير بدرو الأول علي طراز المعمار العربي وبه غرفة يقال إن التخطيط لرحلة كريستوفر كولومبس إلى أمريكا جرى فيها ويشاهد الزائر في الغرفة لوحة تحمل إسم وشعار كولومبس وهو يقف بين الأمراء وفي الصيف توفر الغرفة ملجأ بارد للزوار من حرارة الشمس في الخارج كما يوجد بالمدينة برج يسمي برج الذهب أو توري دو أورو بالأسبانية وهو برج يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر الميلادى ويقال إن قمته كانت مكسوة بالذهب ويقع فيه الآن المتحف البحري وهو مفتوح للزوار بتذاكر .


ومن المعالم السياحية في مدينة إشبيلية أيضا حديقة ماريا لويزا والتي بنيت في عام 1929م للإحتفال بإقامة المعرض الأميريكي الأسباني العالمي وتوجد بها الكثير من الآثار والمتاحف إلي جانب ميدان أسبانيا بلازا دو أسبانيا وهو موقع الجناح الأسباني في معرض عام 1929م وفي السنوات الأخيرة إستخدمت هذه الحديقة في تصوير حلقات من مسلسل حرب النجوم كما تشتهر مدينة إشبيلية بوجود جامعة بها تسمي جامعة سيفيل وكانت في الماضي تستخدم كمصنع تبغ في المدينة تم بناؤه بين عام 1728م وعام 1771م وكان هذا المصنع في ذلك العصر هو أكبر مصنع في أسبانيا وكان يدر أرباحا عالية تأثيرها يبدو في فخامة وروعة زخارف مبناه والحدائق المحيطة به ثم تحول المصنع بعد ذلك إلى مسرح إستقبل العرض الأول لأوبرا كارمن ثم تحول المبنى إلى جامعة في عام 1953م وبالإضافة إلي المعالم السابقة يوجد بالمدينة قصر يسمي قصر ليبريجا وهو يحتوي على أفضل نماذج الأرضيات الرخامية من نوع الموزاييك الروماني في أوروبا وبالقصر الكثير من النوافير والفازات والتماثيل التي لا تقدر بثمن وفي الطابق العلوى منه يمكن زيارة الغرف التي كانت تقيم فيها الكونتيسة صاحبة القصر وكل المقتنيات ما زالت في حالة جيدة وهو مليء بالتحف التي تم جمعها من شتي أنحاء العالم وبالمدينة أيضا الكثير من المتاحف مثل متحف الفنون الجميلة في بلازا ديل ميوسو ومتحف العربات التاريخية في بلازا دي كوبا ومتحف رقص الفلامنكو الذي أقامته كريستينا هويو في مبنى يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر الميلادى .


وبعد أن إستعرضنا المعالم السياحية السابقة بمدينة إشبيلية نأتي إلي أهم معالم المدينة وهو الجامع الكبير الذى يشهد علي عظمة المعمار العربي الإسلامي والذى يصل إرتفاعه إلي 37 مترا في منتصفه والكثير من الأثريات المحفوظة فيه مطلية بالذهب الخالص ويعلوه برج يسمي لا خيرالدا الذي كان بمثابة مئذنة الجامع ويمكن الصعود إليها لمشاهدة معالم وأرجاء المدينة من أعلي ويعتبر البرج الآن من أهم معالم المدينة وهذا الجامع كان هو المسجد الجامع بمدينة إشبيلية ببلاد الأندلس الذي أسسه أبو يعقوب يوسف ثاني خلفاء دولة الموحدين السابق الإشارة إليها وقد بدأ العمل في تشييده في شهر رمضان المبارك عام 567 هجرية الموافق شهر مايو عام 1172م وعهد أبو يعقوب يوسف إلى شيخ العرفاء أحمد بن باسة الإشبيلي وهو من أبرز خبراء البناء والتصميم والتخطيط وتنفيذ المشاريع الموحدية الكبرى والبنائين من أهل إشبيلية ومراكش وفاس بذلك وقد حفر المهندسون أساسه حتى وصل الحفر إلى الماء ثم تم وضع أساسه تحت مستوى سطح الأرض من الآجر والجير والجص والأحجار وقد إستمرت عملية البناء من غير توقف لمدة أربعة أعوام حتى وصل البناء إلى التسقيف وشابه هذا الجامع إلى حد كبير مسجد قرطبة الجامع من حيث الإتساع والفخامة والزخارف .


وقد إهتم شيخ العرفاء ومعاونوه ببناء قبة المحراب وأودعوا فيها كل عبقريتهم وفنهم كما تم صنع منبر لهذا الجامع يعد من أغرب وأندر المنابر في العالم الإسلامي فقد تم صنعه من أجود أنواع الخشب والتي نقشت بنقوش غاية في الروعة والجمال وتم تطعيمه بالأحجار الكريمة ثم أقيمت له مقصورة أحاطت بالمحراب والمنبر لصلاة الخليفة كما تم بناء قنطرة تربط بين الجامع وقصر الخليفة حتى يتسنى له أن يمشي فيه أثناء خروجه من قصره إلى الجامع للصلاة كما أودع الفنانون نتاج العبقرية الفنية الأندلسية في فنون الزخرفة بالجص والرخام في قبة المحراب التي جاءت عملا فنيا متكاملا من حيث دقة وروعة البناء وإحكامه وجمال الزخارف الثرية فيها ولذا فهي تعد من أجمل قباب العمارة الإسلامية وكان المسجد يشتمل على سبعة عشر رواقًا عمودية على جدار القبلة الأوسط منها أكثرها إتساعا وعقود الجامع منكسرة تستند إلى دعائم من الآجر وكان يدعم جدران الجامع الخارجية دعامات ضخمة لتدعيمها وإفتتح الجامع في إحتفال حضره الخليفة الموحدي أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن وولي عهده الناصر وجميع بنيه وأشياخ الموحدين والقاضي وأعيان المدينة وخُطبت أول جمعة من على منبره بتاريخ 24 من شهر ذي الحجة عام 577 هجرية الموافق يوم 29 أبريل عام 1182م .

وكان الجامع في البداية بلا مئذنة عند إفتتاحه وبعد الإفتتاح أمر الخليفة الموحدي أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن ببناء مئذنة شامخة للمسجد إلا أنه توفي في هذه السنة فتوقف العمل بالمئذنة ولما تولى إبنه أبو يوسف يعقوب المنصور الذي خلفه أَمر والي إشبيلية بالإشراف على إتمام مشروع أبيه وإستكمال بناء مئذنة تجاوز في إرتفاعها مئذنة جامع قرطبة ولم توضع اللمسات الأخيرة النهائية لهذه المئذنة بتعليق التفافيح الذهبية بأعلى الصومعة إلا بعد فراغ هذا الخليفة من معركة الأراك أو الأرك التي وقعت في يوم 9 من شهر شعبان عام 591 هجرية الموافق يوم 18 من شهر يوليو عام 1195م بين قوات الموحدين بقيادة السلطان أبو يوسف يعقوب المنصور وقوات ملك قشتالة الفونسو الثامن والتي كان لها دور كبير في توطيد حكم الموحدين في الأندلس وتوسيع رقعة بلادهم فيها وقد إضطر الفونسو بعدها لطلب الهدنة من السلطان الموحدي أبي يوسف المنصور وقد سميت المعركة بهذا الإسم حيث وقعت المعركة قرب قلعة الأرك والتي كانت نقطة الحدود بين مملكة قشتالة المسيحية والأندلس في ذلك الوقت ولذا ينسب المسلمون والمسيحيون المعركة لهذه القلعة كما يطلق عليها المسيحيون كارثة الأرك لعظيم مصابهم فيها .


وبإنتصار السلطان في هذه المعركة إرتفعت مئذنة جامع إشبيلية الكبير في رشاقة وشموخ مشرفة على سهول إشبيلية لا تعدلُها مئذنة أخرى في جميع حوامع ومساجد الأندلس فقد كانت ظاهرة للعين على مسافة بعيدة من إشبيلية ولتثير إعجاب المسلمين والنصارى فيما بعد على حد السواء وقد أقيمت هذه المئذنة علي قاعدة على مستوى الشارع وبحيث تجلس على أساس متين من الأحجار الصلبة التي تم الحصول عليها من أطلال الآثار الرومانية المتبقية بالمدينة وكانت أبعاد هذا الأساس 16 متر في 15 متر وعمقه حوالي 5 متر وقد تم تقسيم المئذنة إلي أدوار تزينها شرفات صغيرة ونوافذ غاية في الدقة والجمال وإحتوت على سلّم حجرى داخلها شيد بشكل مريح حتى يتم الصعود إليها بكل سهولة وقد لعبت هذه المئذنة دورا مهما في مجال الفلك حيث إستخدمت لرصد حركة القمر والنجوم ومعرفة إتجاه القبلة وأوقات الصلاة وتحديد بداية شهر رمضان المبارك ومراقبة مواعيد شروق الشمس وغروبها لتحديد موعد الإفطار ويتبع تخطيط هذا الجامع طراز المسجد الجامع التقليدي وهو الصحن الأوسط والأربع ظلات المحيطة به ويدخل إليه عبر خمسة عشر بابا سبعة منها في الضلعين الشرقي والغربي والباقي في الضلع الشمالي ويعرف الباب الرئيسي للجامع بإسم باب الزعفران وهو ما زال يحتفظ بمصراعيه وصحن الجامع عرف بإسم بهو البرتقال لكثرة أشجار البرتقال المزروعة بأرضيته ويحيط بالصحن بائكات الظلات الأربعة وظلة القبلة تشغل ثلثي مساحة الجامع وتتكون من سبع عشرة بلاطة تسير عقودها عمودية على جدار القبلة أما الظلتان الجانبيتان فتتكون كل منهما من بلاطة واحدة فقط .


وعقب سقوط إشبيلية ظل الجامع قائما على حالته التي كان عليها دون أن تصيب عمارته أضرار جسيمة ولكن تم تحويله ليصبح كنيسة سانتا ماريا كما تحولت مئذنته إلي برج لأجراس الكنيسة إذ أضاف هيرنان رويس بين عام 1560م وعام 1568م قسما أعلى المئذنة ووضع بداخلها الأجراس وذلك قبل أن تزود لاحقا بدوارة للرياح على هيئة تمثال من البرونز ومعناها بالأسبانية الخيرالديو وتحول هذا الإسم إلى الخيرالدا وأصبح يطلق منذ أوائل القرن الثامن عشر الميلادى على برج المئذنة بأكمله وذلك بعد أن سـقطت تفاحاتها الذهبية على أثر زلزال وقع عام 756 هجرية الموافق عام 1355م ثم أزالت إحدى الصـواعق الجزء العلوي من المئذنة عام 899 هجرية الموافق عام 1494م كما سقط جزء آخر منهـا فـي زلـزال وقع عام 909 هجرية الموافق عام 1504م فأقام الأسبان مكان هذا الطابق العلوي طابقا جديدا من البناء عام 974 هجرية الموافق عام 1567م وهو الذى تم نصب دوارة الرياح أعلاه كما تعرضت أروقة الجامع لإعتداءات فنية بربرية من قبل الملوك الأسبان لإقامة مصليات وأضرحة مختلفة فشيد بظلة القبلة المصلى الملكي ثم قبر يضم رفات فرناندو الثالث ملك قشتالة وقبر آخر لجثمان كريستوفر كولومبس مكتشف الأمريكتين ولكن ظل للجامع شخصيته الإسلامية سواء في زخارفه الداخلية الثرية أو في واجهات عقود ظلات الصلاة به والتي لم تتغير بشكل جوهري عن حالها عند تشييده في عهد دولة الموحدين وإن كان بالطبع قد دخلت علي نقوش الجامع وزخارفه العديد من التأثيرات والرموز المسيحية .
 
 
الصور :