الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

جامع خالد بن الوليد بحمص/3

جامع خالد بن الوليد بحمص/3
عدد : 06-2018
بقلم المهندس / طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com

بدأ خالد بن الوليد بناءا علي تعليمات الخليفة يعد العدة للمهمة الكبرى التي كلفه بها سيدنا أبو بكر في الشهور الأخيرة من عام 11 هجرية وأخذ يحشد الجند حتي وصل عددهم إلي حوالي 18 ألف مقاتل وأخبر الخليفة الذى كلفه بمهمة محددة وهي أن يبدأ من جنوب العراق من موقع يسمي الكاظمة موجود في الكويت حاليا وأن يأخذ مسار نهر الفرات بحيث يكون علي يمينه وصحراء العرب علي يساره وعليه هو كقائد محنك أن يؤمن مؤخرة جيشه فلا يكون في مقدور خصمه إلا أن يواجهه من المقدمة وأن يكون هدفه فتح الحيرة التي كانت تعد العاصمة الثانية للفرس وتقع غربي نهر الفرات بعد مدبنة كتسفون أو المدائن التي تعتبر العاصمة الرئيسية للفرس والتي تقع شرق نهر دجلة وقد إلتزم خالد هذه الإستراتيجية التي حددها له الخليفة وإلتزم هذا المسار وقام بتأمين جميع تحركاته حتي لا يباغته عدوه بأى حركة إلتفاف أو تطويق يكون من نتائجها وقوعه هو وجيشه في مأزق ونجح في ذلك بنسبة مائة في المائة وخلال الشهور الأولي من عام 12 هجرية إستطاع أن يكتسح العراق الجنوبي وأن يفتح الحيرة ثم إستكمل السيطرة بالكامل علي حوض نهر الفرات من أقصي الجنوب حتي أقصي الشمال عبر عدة معارك كبيرة وبذلك باتت جميع الأراضي شرقي نهر الفرات وغربي نهر دجلة في قبضة المسلمين وأصبح الوضع العسكرى للمسلمين جاهزا للإنقضاض علي كتسفون أو المدائن عاصمة الفرس ومقر ملوكهم وإسقاطها وكما ذكرنا كانت أولي المواجهات مع الفرس في الكاظمة وبعد أن ناورهم خالد كانت الموقعة التي بدأت بمبارزة خالد مع قائدهم هرمز الذى حاول أن يخدع خالد وطلب منه أن يترجل عن فرسه ليبارزه ثم أشار لفرقة من جنوده كان قد أعدها لكي تهجم علي خالد إلا أن خالد باغته وهجم عليه وإحتضنه وأطبق علي رقبته بيديه الفولاذيتين وفي الوقت نفسه كان القعقاع بن عمرو الذى كان يعد نائب القائد ورديف خالد بن الوليد قد تنبه للخدعة وطار بفرسه ليواجه الفرسان الذين أرادوا قتل خالد وبذلك نجا خالد من هذه الخيانة وطعن هرمز بخنجره فقتله فكبر الجند وبدأت المعركة وأصبح الفرس بدون قائد وإنتهت أولي المعارك بين المسلمين والفرس بإنتصار المسلمين وإستطاعوا أن يدخلوا مدينة الأبلة التي كانت تعتبر الميناء الرئيسي في جنوب العراق والمتحكم في تجارة الفرس مع الهند والتي تقع في منطقة شط العرب عند إلتقاء نهرى دجلة والفرات مكان مدينة البصرة الحالية تقريبا وطبقا لخطة الخليفة كان من المفترض أن يكمل خالد مسيرته موازيا لنهر الفرات إلا أن مخابراته قد أفادته بأن هناك جيش عرمرم من الفرس يحتشد في الميزار وهي تقع علي نهر دجلة من جهة الشرق فخشي خالد إذا أكمل مسيرته أن يهدد هذا الجيش مسيرته ويضرب قاعدته في الأبلة فعبر شط العرب وتوجه إلي الميزار وإلتقي بجيش الفرس وهزمه هزيمة ساحقة وقتل 3 من كبار قادة الفرس في هذه المعركة ولا يعد ذلك مخالفة لتعليمات الخليفة فالشئ الذى لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولذا كان لزاما عليه أن يؤمن ظهره ولا يترك أى إحتمال أن تهدد قاعدته ومن هنا كانت موقعة الميزار .

وبعد هذه المعركة كان لزاما علي خالد أن يعود إلي مساره الأساسي وفي الوقت نفسه أتته الأخبار أن هناك جيشا من الفرس قد سبقه إلي الولجة التي كانت تعد المحطة التالية علي نهر الفرات بالإضافة إلي جيش آخر بدأ يتحرك من كتسفون أو المدائن بهدف إيقاعه في كمين وتطويقه وحصاره وإبادة جيشه فأسرع خالد وعاد إلي الأبلة علي وجه السرعة وترك فيها حامية حتي لايتعرض ظهره لأى خطر أثناء تحركه شمالا نحو الولجة التي وصلها فوجد أن جيش الفرس الأول قد وصلها وقرر أن يواجه هذا الجيش ويضربه قبل أن يصل الجيش الثاني فعاين أرض المعركة المرتقبة ووجد أن أفضل تكتيك لها هو تكتيك الكمين فقرر أن يواجه جيش الفرس بقلب جيشه وأن يؤخر مجنبتيه وفي اللحظة المناسبة سيعطيهما الإشارة فيطبقا علي جيش الفرس وبالفعل بدأت المعركة وكانت في شهر صفر عام 12 هجرية وواجه خالد جيش الفرس بقلب جيشه وكان يدرك أنه كلما طال أمد المواجهة سينال الإجهاد من جيش الفرس وبالفعل في اللحظة المناسبة أطلق جناحي الكمين ليطبقا علي جيش الفرس من كل جانب ويباد هذا الجيش ويفر قائده الأندرزغر ويموت عطشا في الصحراء وعندما علم الفرس بذلك توجه الجيش الذى كان خارجا من المدائن إلي أليس شمالي الولجة ولتكون أليس هي المحطة القادمة لخالد والتي واجه فيها خالد جيش الفرس مدعوما بجيش من نصارى العرب وإستطاع أن ينتصر عليه وتكون محطته التالية أمغيشيا شمالي أليس فوجد أن أهلها قد هجروها وتركوا الكثير من المراكب في نهر الفرات فقرر أن يكمل طريقه نحو الحيرة برا علي ظهور الجمال والخيل وبحرا بإستخدام هذه المراكب التي حاول الفرس تعطيلها فمنعوا الماء عن الإنسياب في نهر الفرات لكن إستطاع خالد بصحبة حوالي 300 فارس أن يهاجموا القوة التي كانت تعمل علي سد مجرى المياه إلي نهر الفرات وأن يعيدوا الماء مرة أخرى للإنسياب في النهر ويتمكن من الوصول إلي الحيرة التي كانت بها 4 حصون فرض عليها الحصار إلي أن طلب أهلها الصلح معه علي أن يدفعوا الجزية وبذلك تم فتح الحيرة في شهر ربيع الأول عام 12 هجرية ولتقع عاصمة الفرس الثانية في أيدى المسلمين .


وإنتظر سيدنا خالد بن الوليد في الحيرة حوالي ثلاثة شهور دون قتال ينتظر عياض بن غنم الذى كلفه سيدنا أبو بكر الصديق بفتح دومة الجندل ثم يدخل العراق من شماله قاصدا الحيرة فتوجه إليها وحاصرها ولكنها إستعصت عليه لشدة بأس الجيش الفارسي بها ولشدة الحصون والقلاع الموجودة في هذه المنطقة ثم جاءت قبائل العرب الموالية للفرس فحاصرته ولما بلغت خالد هذه الأخبار إستخلف سيدنا خالد نائبه القعقاع بن عمرو علي الحيرة وتقدم هو ليقوم بعمل عياض فبدأ بفتح حصن الأنبار وقد سميت هذه المعركة بذات العيون لأن جيش سيدنا خالد فقأ فيها عيون ألف من مقاتلي الأنبار حيث وجدهم سيدنا خالد يقفون علي الحصون مكشوفين لرماته فأصدر أوامره برشقهم بالسهام وكان فتح هذا الحصن في شهر رجب عام 12 هجرية ثم تقدم سيدنا خالد بن الوليد إلى عين التمر وإنتصر فيها على الجيوش الفارسية المتحدة مع الجيوش العربية بقيادة عقة بن أبي عقة ونذكر أن سيدنا خالد إنتصر على الجيش العربي أولا في منطقة تُسمى الرمالية قبل أن يتقدم لعين التمر ثم تقدم وفتح حصن التمر وأسر عقة بن أبي عقة لما رآه أمام جيشه يخطب فيهم فهجم عليه بنفسه وحمله حملا وعاد به لجيشه ثم من عين التمر تعمق في الصحراء حتى وصل إلى دومة الجندل لمساعدة عياض بن غنم في فتح دومة الجندل الأمر الذى تحقق له حيث إنتصر علي القبائل التي كانت تحاصره كما تم فتح دومة الجندل أخذ طريق العودة إلي الحيرة وفي أثناء ذلك تجمعت الجيوش الفارسية في الحصيد والخنافس شمالي الحيرة فأرسل القعقاع بن عمرو نائبه علي الحيرة بعضَ الجيوش إليهما لمقابلة جيوش الفرس فلما وصل خالد بن الوليد إلى عين التمر إتخذها مقرا له وأرسل بعض الجيوش لمساعدة الجيشين اللذين أرسلهما القعقاع بن عمرو إلى الحصيد والخنافس وحقق جيش المسلمين النصر في الحصيد وجمع الكثير من الغنائم وكان ذلك في شهر شهر شعبان عام 12 هجرية وعندما علم الجيش الفارسي في الخنافس بهزيمة الفرس في الحصيد القريبة جدا منهم إنسحب من الخنافس وتم للمسلمين فتحها دون قتال ثم تواعد خالد بن الوليد والقعقاع بن عمرو وأبو ليلى بن فدكي السعدي على فتح المصيخ القريبة أيضا من الحصيد والخنافس وقد تم ذلك للمسلمين في شهر شعبان عام 12 هجرية أيضا ثم تقدم سيدنا خالد بن الوليد من المصيخ إلى شمال العراق حيث الثني والزميل وإنتصر المسلمون في موقعة الثَني أيضا لأنهم حاصروها من ثلاث جهات وكانت المعركة معركة ليلية ثم تقدم في الليلة نفسها إلى موقعة الزميل وتم فتحها أيضا ولم يفلت من الثني أو الزميل أحد من الفرس والعرب المشركين والنصارى في هذين المكانين وكان هذا كله في شهر شعبان عام 12 هجرية .

وبعد أن أنهي سيدنا خالد هذه المرحلة تقدم من الزميل إلى الرباط ولكنه وجد أن الرباط قد خلت من سكانها عندما علمت بهزيمة الثني والزميل وأرض الرباط هذه أرض رومية تقع في الحدود الرومية وليس في بلاد فارس أقصى شمال العراق وهي على بعد أكثر من 800 كيلو متر من الحيرة ثم عاد سيدنا خالد بن الوليد من الرباط إلى الفراض وإتخذها مقرا له وبدأ في إعادة تنظيم وتوزيع الجيوش الإسلامية في المنطقة وتوزيع الحاميات بعد أن تمت كل تلك الفتوحات وقضى فيها شهرى رمضان وشوال عام 12 هجرية ثم أتى شهر ذى القعدة في نفس السنة وتجمعت في هذه المنطقة الجيوش الفارسية مع الجيوش الرومانية مع نصارى العرب لحرب المسلمين بقيادة سيدنا خالد في موقعة الفراض فتم لسيدنا خالد بن الوليد النصر في هذه المعركة في يوم 15 من شهر ذى القعدة عام 12 هجرية وقُتل من المشركين مائةُ ألف قتيل وبعد ذلك ترك سيدنا خالد بن الوليد الجيش في الفراض وأمرهم بالتوجه إلى الحيرة وأمَر عليهم سيدنا عاصم بن عمرو التميمي قائد ميمنته وتوجه هو ومعه بعض من أصحابه علي ظهور الخيل من الفراض إلى مكة لقضاء الحج في هذا العام وبالفعل تم له الحج دون أن يستأذن سيدنا أبا بكر الصديق وعاد من مكة إلى الحيرة مع وصول آخر جندي من جنود المسلمين إلى الحيرة ولم يعلم الجيش بغياب سيدنا خالد بن الوليد ولا بحجه إلا عندما رأوا سيدنا خالد وأصحابه مقصِرين ومحلِّقين ثم مكث في الحيرة شهرا يعد العدة ويعيد تنظيم جيشه إستعدادا للخطوة القادمة وهي فتح كتسفون أو المدائن العاصمة الأولي للفرس وحاضرة ملكهم ولكن كانت في إنتظاره مفاجأة فقد أتاه خطاب من سيدنا أبي بكر الصديق بأن ينتقل من الحيرة إلى اليرموك في الشام لنجدة أمراء جيوش المسلمين بالشام الذين إستعصت عليهم هزيمة الجيوش الرومانية الكثيفة الموجودة في اليرموك وتحرج موقفهم وموقف جيوشهم وأصبحت جبهة الشام في حاجة إلي فكر وذهن عسكرى جديد وفي حاجة إلي قائد فذ ذو رؤية يستطيع بها أن يضع سيناريو المعركة الفاصلة بين المسلمين والروم في الشام ويكون قادرا علي تعبئة الجيش التعبئة المناسبة للمعركة المحورية المرتقبة وبإختصار أصبحت جبهة الشام في حاجة إلي خالد بن الوليد فهو من تنطبق عليه هذه المواصفات ومن ثم قال سيدنا أبو بكر الصديق قولته الشهيرة والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد الوليد وبالفعل قسم خالد الجيش إلى نصفين كل قسم تسعة آلاف حيث بقي مع المثنى بن حارثة الشيباني تسعة آلاف في الحيرة وتوجه هو بتسعة آلاف من الحيرة إلى الشام في رحلة شاقة إجتاز فيها سيدنا خالد بجيشه شمال صحراء السماوة من العراق إلى الشام في مخاطرة كبيرة حيث لا ماء في هذه الصحراء إلا بعد مسيرة 4 أيام وكان الهدف من إختياره هذا الطريق هو الوصول بأقصي سرعة إلي الشام لنجدة جيوش المسلمين هناك وكان وصول خالد بن الوليد إلي الشام مفاجأة إستراتيجية كبرى أربكت الروم ووقعت عليهم كالصاعقة... ونكمل مع جامع خالد بن الوليد في المقالات القادمة باذن الله .