الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

وما أدراك ما القاهرة !!!

وما أدراك ما القاهرة !!!
عدد : 07-2018
بقلم / إبراهيم حسني

هي الساهرة الساحرة العامرة هي القاهره إسما ووصفا ، سكنها الملوك والأمراء والرؤساء ،البكوات والبشوات والبهوات ، العبد والمملوك حتى الأباطره ، صوت المنادي مازال فيها قائما عبر الأثير قائلا (هنا القاهره)، لا فرق فيها بين ليل ونهار ولا تعرف فيها إلا الحياة ومنها إلى الآخرة.

ولأنها القاهره!! ستقهر في المقارنة كل من يقارن بها حتى لو كانت كل بلاد الدنيا أكاسره ، إذا كان عمرها تخطي الألف عام فهو يعادل مائة ألف فيمن سواها لأنها في الفؤاد بحبي لها غامره ، ففيها الديوان والقصر والمتحف ، فيها البرج والجسر والمحبس ، فيها الكنيسة والمعبد والألف مئذنة ساجدة.

في بقاع الأرض كلها هل توجد مقابر عامرة إلا في القاهرة؟ .. عندما تتحدث عن القاهرة: ستجبرك علي فقدان الذاكره ، ففيها من عبق التاريخ ما لا تدركه كله لأنها ممتلئة بأحداث وأماكن وشخصيات علي مر العصور ظاهره ولعبق الزمان بكل شبر منها موضعا فهي :-

في التاريخ .. أبا الهول حارسا ، والهرم مقبرة ، وابن العاص مسجدا ، ولعيسي وموسي معبدا ، وللحضارة متحفا ، فيها ومنها إرتفع صوت عرابي وكامل وفريد وزغلول والنحاس والأحرار للحريه مناديا ، وغيرهم وغيرهم ممن لا تقوي الذاكرة علي ذكرهم.

و لصوت القرآن وكلام الله .. من القاهرة كان صوت عبدالباسط ساطعا ، ومصطفي اسماعيل شيخا مقرئا ، ومحمد رفعت نهرا من نقاء الصوت جاريا ، والمنشاوي والحصري والبنا والطبلاوي وغيرهم وغيرهم ممن لا تقوي الذاكرة علي ذكرهم .

وفي الفقهه والسنه وآل البيت .. للليث بن سعد نصيبا منها ، وللمالكي في القلوب محبة ، وللحنفي في نصف الدين اتباعا ، وللحنبلي ظلما في التشدد ساطعا ، لم يعرف الفقهه المقارن إلا في القاهره ، فيها الأزهر ومن اسم فاطمه منارة مشرقه ، فيها الحسين والسيدتين (زينب ونفيسه) ، وأم من أمهاتنا ببركة اسمها نذهب اليها وكأنها بيننا (عائشه).

وفي الفن والأدب والشعر.. فيها مختار وتمثاله ، ومنها أبدعت منيره وغني كوكب سومه وغرد عندليب حليم ، وفي الشعر شوقي الأمير والطبيب حافظ وجاهين الشعب.

وفي الأدب : العميد طه مبصرا ولعبقرية العقاد موضعا ، فيها العميد وهبي ومسرحه والمليجي وأرضه والملك فريد وبخله والزعيم ومدرسته والسيدة فاتن الفاتنه ودعاء كروانها ، وغيرهم وغيرهم ممن لا تقوي الذاكرة علي ذكرهم .

كل مدن بلادي أحبها ولكن حبي للقاهرة في القلب مكانة خاصه لا نظير لها ، وحتى مدن بلادي نفسها تحبها ، وهي تعلم أنها إذا سقطت وتهاوت فكلها نحيبا عليها وكأنهم بالقياس سقطوا معها إلي الهاويه ، وهي إلي يوم الدين بإذن الله على أعدائها (قاهرة).

لذلك عندما يقول أهلنا من أعماق الريف الأصيل والصعيد الحبيب أنهم مسافرون إلي مصر وهم في مصر فإنهم يقصدون القاهرة ، وكأن مصر هي القاهرة والقاهرة هي مصر كلها، فلا توجد مدينة في العالم كله تسمي باسم دولتها وهي علي غير إسمها إلا (القاهرة). قد تنفر منها ولكن لا تستغني عنها ، قد يضيق صدرك فيها ولكن لا تكرهها.

هذا غيث من فيض عن مدينة سكنت قلبي فسكنتها ، فهل تحب أن تكون يوما ما من أهل القاهره ؟؟؟

أتمنى ذلك .....