الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

سنسوداين المصرى القديم

سنسوداين المصرى القديم
عدد : 07-2018
بقلم الدكتور/ إسلام محمد سعيد


"من يريد بناء حضارة لابد ان يمتلك الإدارة " تلك هى العبارة التى لخصت مبادىء حياة المصرى القديم بكل ما تشمله، فكانت النظافة الشخصية لدية احد اهم الدعائم التى حرص على الاهتمام بها، فحظى غسول و تطهير الفم فى مصر القديمة على عناية بالغة من اجل إعطاءه رائحة زكية طيبة وهو ما أشير إليه فى كتابات و نصوص اللغة المصرية القديمة بــ iaw rA"" ولتحقيق هذا الغرض استخدم المصرى القديم العديد من الطرق فكانت البداية بالاعتماد على الماء المضاف إليه ملح النيترون ( النطرون) وهو مادة طبيعية تتركب من كربونات الصوديوم و بيكربونات الصوديوم تم استخراجها من " وادى النطرون " و " الكاب" استخدمت كــ" مضمضة للفم " وهذة الطريقة عرفت فى اللغة المصرية القديمة بأسم "bd"، ولتعطير الفم اتجه الى الاعتماد على مضغ بعض العناصر النباتية كالينسون و الكندر وهو المعروف الان بــ " اللبان الذكر" ذو الرائحة الزكية المستخلص من سيقان اشجار الكندر بعد خدشها للحصول على السائل اللزج المتجمد ذو اللون البنى فى صوره مادة صلبة .. بالاضافة الى ذلك استخدم المصرى القديم احدى الخلطات التى عرفت بعد ذلك عند الاغريق بأســــم " كيفى او خيفى " كنوع من العطور ذات الاغراض المتعددة لتناسب ماتصنع من اجله فمنها ما كان يصنع خصيصا لتعطير الجسم او المنزل او الملابس و كانت تلك الخلطة مزيج من " نبات الرتم الجاف " ذو الرائحة المميزة و " حصا اللبان " احد اقدم النباتات استخدما عند الاغريق ذو الخصائص العلاجية و العطرية الجيدة و" نبات العجرم " بشجيراته و ازهاره ذات الزيوت العطرية الأخاذة مع بعض المواد الاخرى ثم يتم دقهم وخلطهم مع بعضهم البعض ووضعهم على النار.. الا ان تلك الخلطة كما ذكرنا كان عليها ان تناسب ما صنعت من اجله وهو " تعطير و تطهير الفم " لذا أجريت عليها بعض التعديلات بإضافه " عسل النحل " لتصبح فى النهاية حبات صغيرة ذات مذاق ورائحة جذابة تقدم للنساء على وجة الخصوص من اجل مضغها لكى تصبح انفاسهن طيبة وزكية .. هذا وقد كان الكهنة فى مصر القديمة اكثر الناس حرصا على العناية بتطهير وتنظيف الفم خاصة قبل دخول الاماكن المقدسة فكان لزاما عليهم غسل الفم بقليل من ماء النيترون، الامر الذى يوضح مدى حرص المصرى القديم على تأكيد الربط بين مبادىء العقيدة الدينية والنظافة الشخصية وهو ما اكدته وفسرته الاديان المقدسة فيما بعد ..الجدير بالذكر ان العناية بالفم و مشاكله كانت من اهم الوظائف الطبية التى اظهرت البراعة الفائقة لدى المصرى القديم فقد كان الطبيب " حسى رع " احد اشهر النماذج العظيمة المخلدة وسط النصوص الهيروغليفية المنقوشه على احدى عشر لوحه خشبية بمقبرته بسقارة حاملة العديد من المدلولات اللفظية المعبره عن مكانه وقيمه صاحبها المهنية بألقابه المختلفة ليصبح فيما بعد أهم طبيب اسنان فى مصر القديمة.. هذا وبالاطلاع على دراسات وفحوصات المومياوات المصرية القديمة تبين عدم تسجل اى حالات تسوس للأسنان سوى حاله واحدة فقط الامر الذى يجعلنا نسخر من صاحبها لفظيا و ندركه ضمن عصرنا الحالى مقدمين له نصيحة هامة ينبغى اتباعها عند بعثه للحياة مرة اخرى تتمثل فى ضرورة استخدامه معجون " سنسوداين" من اجل اسنان افضل و نفس منعش ...