الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

عثمان محرم باشا

عثمان محرم باشا
عدد : 07-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com



ولد عثمان محرم باشا بالقاهرة في يوم 22 يناير عام 1881م وحصل على دبلوم المهندسخانة في عام 1902م وكان الثاني في ترتيب الدبلوم وإلتحق بالعمل في وزارة الأشغال العمومية في يوم 5 من شهر أغسطس عام 1902م بوظيفة معاون تفتيش ري ثم نقل مهندسا لمركز المحلة الكبرى من يوم 1 من شهر نوفمبر عام 1902م ثم تم نقله مهندسا لمركز السنبلاوين من يوم 1 من شهر مارس عام 1904م ثم نقل رئيسا لهندسة قسم الري بوزارة الأوقاف في يوم 6 من شهر أغسطس عام 1909م ثم عاد مرة أخرى إلي وزارة الأشغال العمومية في يوم 16 من شهر يناير عام 1914م وكان واحدا من ثلاثة فقط من المهندسين المصريين الذين وقفوا في صف واحد مع مساعدي مديري الأعمال الإنجليز ثم تمت ترقيته إلى وظيفة مدير عام في يوم 10 من شهر يونيو عام 1914م وإلى مفتش ري الفيوم في يوم1 من شهر أبريل عام 1922م ثم إنتدب مديرا لمكتب وزير الأشـغال العمومية في المدة من يوم 5 فبراير إلى يوم 23 من شهر مايو عام 1924م ثم عين وكيلا لوزارة الأشغال العمومية في يوم 24 مايو عام 1924م وفي يوم 25 من شهر نوفمبر عام 1924م تم إ‘ختياره وزيرا للأشغال العمومية في وزارة أحمد زيوار باشا الأولي لمدة 8 أيام فقط حيث إستقال من الوزارة يوم 2 ديسمبر عام 1924م وكانت هذه بداية رحلته مع منصب وزير الأشغال العمومية حيث تولي منصب وزير الأشغال العمومية للمرة الثانية في وزارة الإئتلاف الوفدي الأولى برئاسة عدلي يكن باشا من يوم 7 يونيو عام 1926م وحتي يوم 21 إبريل 1927عام 1927م وبعدها تولي نفس المنصب في وزارة الإئتلاف الثانية برئاسة عبد الخالق ثروت باشا من يوم 26 من شهر أبريل عام 1927م وحتي يوم 16 من شهر مارس عام 1928م وبعد ذلك تولي نفس المنصب في الوزارات الوفدية التي كان يتراسها مصطفي النحاس باشا وكان أولها وزارة النحاس باشا الثانية من يوم 1 من شهر يناير عام 1930م وحتي يوم 19 من شهر يونيو عام 1930م ثم وزارة النحاس باشا الثالثة من يوم 1010 من شهر مايو عام 1936م وحتي يوم 31 يوليو عام 1937م ثم وزارة النحاس باشا الرابعة من يوم 3 من شهر أغسطس عام 1937م وحتي يوم 30 ديسمبر عام 1937م ثمو وزارة النحاس باشا الخامسة من يوم 6 فبراير عام 1942م وحتي يوم 26 مايو عام 1942م ثم وزارة النحاس باشا السادسة من يوم 27 مايو عام 1942م وحتي يوم 8 أكتوبر عام 1944م كما تولي منصب وزير الأشغال العمومية في وزارة حسين سرى الباشا الإنتقالية من يوم 26 يوليو عام 1949م وحتي يوم 3 نوفمبر عام 1949م ثم أخيرا تولي هذا المنصب في وزارة النحاس باشا الأخيرة من يوم12 يناير عام 1950م وحتي يوم 27 يناير عام 1952م وإلي جانب ذلك فقد تولي عثمان محرم باشا وزارة الوقاية المدنية بالنيابة في شهر أبريل عام 1942م ووزارة الأوقاف بالنيابة في شهر يوليو عام 1950م ثم في شهر يوليو عام 1951م وحتي شهر سبتمبر من نفس العام .


ولم يكن المهندس عثمان محرم باشا في عمله العام يميز بين فرد وآخر من مواطنيه ولم يكن يفرق بين أرض وأرض أو إقليم وإقليم إذ كان يعتبر الأراضي الزراعية كلها لخدمة الناس جميعا مع إختلاف ملاكها وكان ينظر إلى الإنتاج على أنه هو مجموع الثروة القومية ويمكننا ببساطة شديدة إكتشاف وتأكيد ذلك من العديد من المواقف والتصرفات والأعمال خلال حياته العملية مما يدل على تأصل هذه الفكرة لديه فمثلا كان عبد المجيد إبراهيم صالح وأخوه عبد الحميد إبراهيم صالح هما أول من رخص لهما عثمان محرم باشا في الري الصيفي من ترعة النوبارية وكان لا يربطه بهما أى علاقة قرابة أو نسب أو حزبية فهما من الصعيد محافظة أسيوط ويمتان بصلة القرابة لأسرة محمود سليمان باشا والد محمد محمود باشا زعيم حزب الأحرار الدستوريين والخصم العنيد لحزب الوفد ورئيسه مصطفي النحاس باشا وفي الوقت نفسه رفض عثمان محرم باشا الترخيص لياسين سراج الدين في الري بنفس المنطقة ومن المعروف أنه شقيق فؤاد سراج الدين باشا الذى كان من الرجال البارزين في حزب الوفد والذى تقلد منصب السكرتير العام للحزب وكان بمثابة الرجل الثاني فيه بعد رئيسه وعلاوة علي ذلك فقد تقدم مصطفى مرعي عضو مجلس النواب إلى عثمان محرم باشا في يوم 24 يناير عام 1950م بطلب خاص بإنشاء كوبري أمام بلده فنظر إلى الطلب نظرة الوزير الذي يعتبر نفسه خادما لجميع مواطنيه لا يعرف منهم نصيرا أو معارضا فأعطى التعليمات بإقامة الكوبري أمام بلد مصطفى مرعي كما تقدم يوسف الريدي بطلب خاص بإنشاء كوبري على ترعة الإبراهيمية حتى يتيسر للأهالي الوصول إلى أراضيهم بالبر الغربي فوافق على إدراج الميزانية اللازمة لإقامة هذا الكوبري بميزانية العام التالي لتقديم الطلب والخلاصة أن عثمان محرم باشا كان يعد نفسه خادما للجميع لا يرفض لأحد طلبا متى إقتنع بأحقيته ووجد أن فيه مايخدم المصلحة العامة ومتمشيا مع السياسة العامة والمشروعات التي تحتاجها البلاد وإلي جانب ذلك كان عثمان محرم باشا رجلا سمحا وقد حدث أثناء إجتماع مجلس الوزراء في شهر أكتوبر عام 1950م أن طلب معالى الدكتور طه حسين وزير المعارف العمومية من محمود شوقى السكرتير العام لمجلس الوزراء إعادة قراءة إحدى فقرات مذكرة من المذكرات المعروضة لإتخاذ قرار فيها نظرا لأن معاليه لم يستمع لهذه الفقرة في وضوح أثناء قراءة السكرتير العام له إلا أن عثمان محرم باشا وكان يشغل منصب وزير الأشغال العمومية في هذه الوزارة إنبرى قائلا ياحضرات الزملاء كان واجبا أن تقرأوا المذكرات قبل حضور جلسة المجلس فتأثر الدكتور طه حسين وكظم غضبه لكن وضحت آثار الغضب على وجهه ولاحظ رئيس مجلس الوزراء مصطفي النحاس باشا ذلك فأمر معالى وزير الاشغال العمومية بالإعتذار لمعالى وزير المعارف العمومية فقام إليه بكل سماحة نفس معتذرا وقبل جبينه .


ومما يذكر لعثمان محرم باشا ايضا أنه في عام 1927م توفي أحد مفتشي الري وعلم بعض المهندسين بأن ليس في داره ثمن الكفن ولم يكن المهندس مثبتا ومن ثم كان ليس له معاش ولم يكن لدى زوجته وأولاده السبعة ما يسد رمقهم لآخر الشهر وعلم المهندس عثمان محـرم باشا بالأمر وكان وزيرا للأشغال العمومية في وزارة عبد الخالق ثروت باشا الثانية 26المشار إليها سابقا ولم تكد جنازة المهندس المتوفى تصل إلى المدافن حتى كان المهندس عثمان محرم باشا قد أصدر منشورا إكتتب له المهندسون بمبلغ 4500 جنيه تم تخصيصها لأسرة المهندس المتوفي والتي إشترت به عقارا تعيش عليه وكان لهذا الموقف أثران على تفكير عثمان محرم باشا الأول الإهتمام بمشروع خدمي للإسكان الشعبي والثاني ضرورة إيجاد حل دائم كريم يواجه به المهندسون وأسرهم مأسي الزمن وقد شهد المهندس أحمد عبده الشرباصي وزير الأشغال الأسبق بدور شيخ المهندسين عثمان محرم باشا في البدء في تنفيذ فكرة الإسكان الشعبي قبل ثورة 23 يوليو عام 1952م علما بأن أحمد عبده الشرباصي كان في شبابه يختلف في الميول الحزبية عن عثمان محرم باشا ومع ذلك فعندما توفي عثمان محرم باشا عام 1958م وكان أحمد عبده الشرباصي وزيرا للأشغال لم يتردد في رثائه والإشادة به وذهب إليه البعض وسألوه كيف وهو وزير في ثورة حاكمت عثمان محرم باشا أن يرثيه وكيف وهو من أعضاء حزب الأحرار الدستوريين أن يشيد ويرثي واحدا من قادة الوفد فسجل الشرباصي أن عثمان محرم باشا هو الذي بدأ مشروعات الإسكان الشعبي قبل أن تعرفه وزارات 23 يوليو عام 1952م وفي عام 1943م تكررت مسألة وفاة أحد المهندسين وكان رصيده في البنك 16 مليما فصرف عثمان محرم باشا لأسرته مبلغا كافيا وكلف بعض المهندسين بوضع مشروع إنشاء وتأسيس نقابة للمهندسين وقد إحتضنت وزارة الوفد هذا المشروع وصدرت مجلة المهندسين لتكون صوتا لهذه النقابة.


وهكذا تم تأسيس نقابة المهندسين علي يد شيخ المهندسين عثمان محرم باشا وكان من أوائل الذين إنضموا إليها وكان رقم عضويته هو 6 وتم إختياره نقيبا للمهندسين ومما يذكر له أنه لم يتقدم عند بلوغه لسن المعاش للنقابة لكي تصرف له المعاش المستحق من النقابة حيث أنه ولد عام 1881م أي أنه قد بلغ سن المعاش عام 1941م ولم يتقدم أيضا أحد من ذويه للتمتع بهذا المعاش حتى لا يزاحم أو يزاحموا المستحقين من ذوي الدخل المحدود وهذه صفة له تكشف عن شعور إنساني نبيل حيث إكتفي الرجل بالوزارات الكثيرة التي شغلها وبرتبة الباشوية التي حصل عليها عام 1924م من الملك فؤاد الأول ملك مصر حينذاك وعلى أية حال فقد ترك للمهندسين نقابة نشطة قوية وضع قواعدها عام 1943م ووافقت عليها حكومة الوفد وعقدت جمعيتها العمومية لأول مرة عام 1946م وصدر بشأنها القانون رقم 66 لعام 1947م والذى حدد الأهداف التي من أجلها تم تأسيس النقابة والتي تتلخص في الإرتقاء بالمستوى العلمي والمهني للمهندسين والمحافظة على كرامة المهنة ووضع وتطبيق الأسس الكفيلة بتنظيم ممارسة المهنة وأداء أعضاء النقابة لواجباتهم في خدمة البلاد ومراقبة تنفيذها وتعبئة قوى أعضاء النقابة وتنظيم جهودهم في خدمة المجتمع لتحقيق الأهداف القومية وأهداف التنمية الإقتصادية للبلاد ومواجهة مشكلات التطبيق وإقتراح الحلول المناسبة لها والإشتراك الإيجابي في العمل الوطني وتنمية روح الإخاء والتعاون بين أعضاء النقابة والعمل على رفع مستوى الأعضاء من النواحي الهندسية والإجتماعية والمادية وتأمين حياتهم ورعاية أسرهم إجتماعيا وإقتصاديا وصحيا وثقافيا والإسهام في دراسة خطط التنمية الإقتصادية والمشروعات الصناعية والهندسية والمساهمة في تخطيط وتنفيذ برامج ومناهج تساير حاجات المجتمع وتخدم مصالحه وتفي بمتطلباته والعمل على تنمية ونشر البحوث والدراسات في مختلف المجالات الهندسية وربط البحوث العلمية والهندسية بمواقع الإنتاج وذلك بدراسة أساليب الإنتاج ووسائل تحسينه وزيادته وتخفيض تكاليفه والتعاون مع المنظمات والجمعيات الهندسية الداخلية والخارجية وعلى الأخص في البلاد العربية والأفريقية والآسيوية وتوثيق الروابط بينها وتبادل المعلومات والخبرات ويشمل ذلك الإشتراك في دراسة الموضوعات والمشروعات ذات الطابع المشترك وكذلك الإشتراك في المؤتمرات الدولية التي ترتبط بهذه الأهداف والتي تعقد بالخارج والعمل على عقدها بالبلاد وتيسير الإسكان وبناء عمارات سكنية للمهندسين بالقاهرة والمحافظات بتمويل من مال النقابة الخاص وذلك طبقا للأوضاع والشروط التي يحددها النظام الداخلي للنقابة والعمل على نشر الوعي الهندسي وتنظيم الإشراف على المكاتب الهندسية الإستشارية .


وكان عثمان محرم باشا من الذين يعتزون بالمهنة وبالمحافظة على كرامة المهندس وقد حدث أن تقدم سكرتير النقابة بشكوى ضد أحمد عبود باشا على إعتبار أن عبود باشا إنتحل لقب مهندس حيث لا يحق له ذلك لأنه ليس عضوا بالنقابة ولم يتقدم بمستنداته لدراستها وإعطائه حق العضوية إذا إستوفيت شروط حصوله على هذه العضوية وطلبت النيابة عبود باشا للتحقيق معه فإتصل بعثمان محرم باشا وكان وقتها نقيبا للمهندسين فماذا كان موقف النقيب لم يسحب طلب التحقيق مع عبود باشا ولم يوجه اللوم لسكرتير النقابة الحريص على قواعد المهنة وقال لعبود باشا أمامك أمران لا ثالث لهما الأول أن تتبرع للنقابة بملغ عشرة آلاف جنيه لدعم صندوق المعاشات والثاني أن تتقدم للنقابة بمؤهلاتك ومستنداتك للتحقيق من إمكانية منحك عضوية النقابة من عدمه وقد سارع عبود باشا بالتبرع لنقابة المهندسين بمبلغ عشرة آلاف جنيه وقامت النقابة بسحب البلاغ المقدم ضده كما كان عثمان محرم باشا دائما في صف المهندسين وقد حدث أن طالب مهندسو الري بما يسمى بدل تفتيش وساندت النقابة مطالب المهندسين وكان عثمان محرم باشا حينذاك وزيرا للأشغال ونقيبا للمهندسين في نفس الوقت فطلب من مهندسي الري الإضراب عن العمل حتى يستجاب لمطالبهم وهكذا كان إعتزازه بمنصبه كنقيب وإنتصاره للمهندسين قبل إنتمائه الحزبي ومركزه السياسي كوزير في الحكومة ودعا وهو نقيب للمهندسين لتكريم المهندسين الذي بذلوا جهدا ملحوظا في الحقل الهندسي ودعا إلى إقامة تماثيل لكل من محمد شفيق باشا ومحمود باشا سامي وابراهيم عثمان وفاءا لذكراهم وتقديرا لجهودهم .


وفي حقيقة الأمر يمكننا القول إن عثمان محرم باشا كان مؤسسة هندسية كبرى أنجز العديد من الأعمال والمشروعات منها تنفيذ التعلية الثانية لخزان أسوان التي أسهمت في توسيع الرقعة الزراعية منذ عام 1933م إلي جانب وضع مشروع خزان وادي الريان الكائن بالجنوب الغربي لمديرية الفيوم في دائرة إهتمام وزارة الأشغال العمومية كلما كان يتولى هذه الوزارة حيث كان يتخذ خطوات إلى الأمام في هذا المشروع وينام العمل في الوزارت التالية له وفي وزارة الوفد عام 1950م وصل بالمشروع إلى صورته النهائية وعلاوة علي ذلك إهتم بإنشاء خزان تانا على بحيرة تانا بالحبشة كما كانت له فكرة رئيسية وهي أن تكون خزاناتنا بقدر الإمكان داخل حدود بلادنا لمنع التحكم في رقابنا وفي مصادر حياتنا وكما إهتم بالخزانات إهتم أيضا بالقناطر بهدف التحكم في مناسيب المياه خلفها ورفع المياه أمامها لتغذية الرياحات والترع الرئيسية التي تأخذ مياهها من أمام تلك القناطر للتوزيع على الأراضي الزراعية لزوم ريها والأمثلة كثيرة منها قناطر نجع حمادي وقناطر محمد علي وقناطر أسيوط وقناطر إسنا وقناطر فارسكور وذلك طوال فترات ولايته لوزارة الأشغال وفي مجال الصرف الزراعي كانت له سياسة مبنية علي برنامج كامل وواضح ومدروس بدقة وكان هو أول من وضع أساسا متينا لمحطات الصرف الكهربائية وأول من فكر ونفذ فكرة المصارف المغطاة والصرف العميق من محطات طلمبات الصرف وفي عهد حكومة الوفد الأخيرة مابين عام 195م وعام 1952م أقام خمس محطات كهربائية للصرف بمديرتي الشرقية والدقهلية
كما إهتم بتوليد الكهرباء في مصر فاقام محطة توليد القوى في منطقة السلطاني بمديرية الفيوم ودعم توليد الكهرباء من مساقط مياه خزز أسوان كما أنجز العمل في تقوية محطة كهرباء شمال القاهرة .


وإلي جانب كل ماسبق فقد إهتم عثمان محرم باشارى والجسور وقد هاجمه الكثيرون علي ذلك وأخذوا عليه إكثاره من الكباري وفي الحقيقة فقد كانوا غير منصفين بالمرة فهل كانت الكباري سوى عنصر مهم في المواصلات وتسهيل الحركة بين المدن وبعضها البعض وبين المدن والقرى التابعة لها ولقد أقام منها عددا لا يحصى على المجاري المائية كان من أهمها كوبريان على النيل أحدهما عند شربين والثاني عند المنصورة كماأقام كباري عديدة على الترع والمصارف الرئيسية فضلا عن الترع والمصارف الفرعية ومن أعماله المجيدة أيضا إسهامه في تعمير مدينة القاهرة ففي عام 1926م إعتمد توسيع أول وأقدم شارع في القاهرة وهو شارع الخليج المصري كما قام بتوسيع شارع الهرم الموصل لأقدم أثر فرعوني وإخلاء الأراضي حول مسجد أحمد بن طولون لإظهاره وإبرازه كما أنه كان وراء إقامة تمثال نهضة مصر وتمثالي سعد زغلول في القاهرة والإسكندرية وضريح مصطفى كامل وضريح سعد زغلول بالإضافة إلي إتمام العمل في نفق السبتية عام 1942م .


وبعد قيام ثورة يوليو عام 1952م بدأت السلطات القائمة في ذلك الوقت بدأت حركة واسعة في السنوات الأولى منها لتقييم زعماء الأحزاب ودراسة فعالية هذه الأحزاب وتتبع خطوات غير الموالين لها وأخذت تغير وتبدل في صفوف المسئولين السابقين على يوم الأربعاء 23 يوليو عام 1952م وشكلت محكمة بإسم محكمة الثورة ومحكمة بإسم محكمة الشعب والذي لا يقدم لمحاكمة إلى هاتين المحكمتين يقدمونه إلى ما أسموه محكمة الغدر والباقين الذي لا تنطبق عليهم مواصفات الإتهام أمام محكمة الثورة ومحكمة الشعب ومحكمة الغدر سلطوا عليهم ماعرف بحركة التطهير والتي شابتها العديد من الأهواء الشخصية والأغراض الإنتقامية وظلمت الكثير من الشرفاء فعلي سبيل المثال قرر وزير المعارف العمومية الأسبق إسماعيل القباني إحالة الكاتب الكبير توفيق الحكيم مدير دار الكتب إلى المعاش بناءا على مذكرة من بعض العاملين بدار الكتب وطبعا أوقفت السلطة الجديدة تنفيذ هذا القرار لأن توفيق الحكيم إسمه له وزنه في مصر وخارج مصر وفصله يضير بسمعة النظام الجديد في حين تم تقديم المهندس عثمان محرم باشا إلى


محكمة الغدر بناءا علي إتهامات وشكاوى كيدية تطعن في ذمته المالية وتصرفاته أثناء توليه منصب وزير الأشغال العمومية عدة مرات وبعد فحص إقرارات الذمة المالية له وشهادة بعض الشهود الأمناء الذين أكدوا نزاهته وأمانته ومن ثم جاءت هذه الشهادات لتبرئ ساحة هذا الرجل العظيم هو وحرمه فضلا عما عرف عنه من نزاهة وجدية ووطنية وإنسانية وعدم التفرقة بين الناس على أساس الحزبية أو على أساس آخر وفي أحد أيام شهر نوفمبر عام 1958م دخل مستشفى مورو لإجراء عملية جراحية وبعد شفائه لم يطل به العمر طويلا ورحل إلى رحاب الله ومما يذكر أن عثمان محرم باشا كان يملك فيلا علي كورنيش الإسكندرية تتكون من جزئين منفصلين تم هدم إحداهما فى غفلة من الزمن وبقي الجزء الآخر والذى تم تشويهه عمدا حتى خرج من المجلد الخاص بالفيلات الأثرية الممنوع هدمها ولما تمت المعاينة من قبل اللجنة الخاصة بهذا المجلد ووجدت مشوهة وشبه آيلة للسقوط تم رفعها منه ولم يتم إدراجها وبات متاحا هدمها الأمر الذى تحقق في النهاية وهذا الموضوع هو ما دارت حوله رواية الروائي أسامة أنور عكاشة التي ألفها عام 1987م تحت إسم الراية البيضاء تنبأ فيها بما سيؤول إليه أمر هذه الفيلا وأنه سيأتي يوما ما سيتم هدمها فيه الأمر الذى تحقق بالفعل بعد سنوات عديدة .
 
 
الصور :