الثلاثاء, 19 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

شارع إبراهيم باشا

شارع إبراهيم باشا
عدد : 08-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com


شارع إبراهيم باشا والذى تغير إسمه إلي شارع الجمهورية بعد ثورة عام 1952م يعد من أهم الشوارع التجارية بوسط القاهرة وإبراهيم باشا هو اﻹبن اﻷكبر لمحمد علي باشا الكبير مؤسس مصر الحديثة والقائد المغوار الذى قاد الجيش المصرى في الفتوحات العظيمة في النصف اﻷول من القرن التاسع عشر الميلادى في الشام وفي جنوب مصر حتي منابع النيل وكاد أن يسقط الدولة العثمانية ويصل إلي عاصمتها الآستانة عام 1833م لولا تدخل الدول الأوروبية لإنقاذ الدولة العثمانية من السقوط والإنهيار والذى حكم مصر بعد عزل والده لعدة شهور خلال عام 1848م وبالتحديد من شهر مارس عام 1848م حتي شهر نوفمبر عام 1848م وتوفي قبل والده بعدة شهور وكان سنه حوالي 59 سنة فهو من مواليد عام 1789م وتولي الحكم بعده أكبر أفراد الأسرة العلوية سنا وكان عباس باشا الأول إبن شقيقه طوسون باشا الذى كان قد مات قبل ذلك بعدة سنوات في سن الشباب .


وكان لإبراهيم باشا ثلاثة أبناء غير أشقاء حيث كانوا من 3 زوجات الأكبر هو الأمير أحمد رفعت من زوجته شيوكار هانم والأوسط هو الأمير إسماعيل من زوجته خوشيار هانم فادين والذى أصبح فيما بعد الخديوى إسماعيل والأصغر هو الأمير مصطفي فاضل من زوجته ألفت هانم ومن تصاريف القدر أن ولي عهد محمد سعيد باشا إبن محمد علي باشا والذى تولي الحكم بعد عباس باشا الأول كان الأمير أحمد رفعت لكنه تعرض لحادث أثناء عودته بالقطار من الإسكندرية هو وحاشيته بصحبة الأمير محمد عبد الحليم إبن محمد علي باشا بعد حضورهم حفل كان قد دعاهم إليه محمد سعيد باشا وكان من المفترض تواجد الأمير إسماعيل معهم إلا أنه إعتذر لمرضه وحيث أن الكبارى العابرة للنيل عند بنها وكفر الزيات كان لم يتم تشييدها بعد فكانت عربات القطار يتم نقلها عبر النيل علي مراكب معدة خصيصا لهذا الغرض فحدث أن إنقلبت العربة التي يستقلها الأمير أحمد رفعت في النيل بمن فيها عند كفر الزيات ونظرا لسمنته لم يستطع الخروج منها فمات غريقا بينما نجا الأمير محمد عبد الحليم نظرا لنحافته فإستطاع الخروج من العربة وسبح إلي الشاطئ وعليه إنتقلت ولاية العهد للأمير إسماعيل والذى تولي الحكم بعد وفاة محمد سعيد باشا في شهر يناير عام 1863م وأصبح الخديوى إسماعيل وجدير بالذكر أن جميع من تولوا حكم مصر بعد ذلك من ذرية الخديوى إسماعيل إبن إبراهيم باشا ثلاثة من أبنائه هم الخديوى توفيق والسلطان حسين كامل والملك فؤاد وإثنان من أحفاده هما الخديوى عباس حلمي الثاني والملك فاروق .


ويمتد الشارع من أمام قصر عابدين حتي ميدان اﻷوبرا الذى يتوسطه تمثال ﻹبراهيم باشا ممتطيا فرسه مايزال موجودا حتي اليوم في مواحهة دار اﻷوبرا القديمة والتي إحترقت في أوائل السبعينيات من القرن العشرين الماضي وبني مكانها جراج متعدد الطوابق وكان الخديوى إسماعيل إبن إبراهيم باشا هو أول من فكر في تجميل الميادين بوضع تماثيل العظماء في وسطها وكان أول تمثالين يتم صنعهما تمثال لأبيه تم وضعه في ميدان الأوبرا بالقاهرة وتمثال لجده محمد علي باشا تم وضعه في ميدان المنشية بالإسكندرية ويعد تمثال إبراهيم باشا بميدان الأوبرا التمثال الوحيد الذي لم يتم إزالته بعد ثورة يوليو عام 1952م من بين كل تماثيل المنتمين لأسرة محمد على باشا في مدينة القاهرة ربما لكونه من مؤسسي الجيش المصري وأحد أهم قواده وقد إنتقل هذا التمثال إلى مكانه الحالى بعد عام 1882م وكان مكانه الأول بجوار جامع أزبك والذى أصبح جزء من ميدان العتبة حاليا وتم خلعه فى أعقاب الثورة العرابية خوفا من هدمه بعد ورود أخبار عن إعتزام الثوار هدم كل تماثيل الأسرة العلوية وبعد إنتهاء هوجة عرابى كما كانت تسمى فى ذلك الوقت تم نقل التمثال لمكانه الحالى بسبب مرور خطوط الترام مكانه بميدان العتبة .


وبعد الميدان يمتد الشارع حتي ميدان باب الحديد والذى تغير إسمه إلي ميدان رمسيس بعد ذلك والذى تقع به محطة القطارات الرئيسية المسماة محطة مصر ومن أهم المعالم في هذا الشارع جامع الكخيا وهو مسجد من آثار العصر العثماني تم بناؤه في منتصف القرن الثامن عشر الميلادى بناه الأمير عثمان كتخدا أحد أمراء المماليك في ذلك الوقت وكان قد تقلد العديد من المناصب وله صيت وشهرة وقام بإنشاء العديد من المنشآت الدينية وأوقف الكثير من أملاكه لزوم الصرف عليها وعمارتها وصيانتها والمسجد ينكون من صحن أوسط تحيط به 4 إيوانات أكبرها إيوان القبلة المكون من 3 بواكي محمولة علي أعمدة موازية لجدار القبلة وواجهات المسجد الأربعة تتميز بالزخارف البديعة وللمسجد مئذنة ذات قطاع دائرى علي حطتين الحطة العليا منهما قطرها أقل من قطر الحطة السفلية وتنتهي المئذنة برأس مخروطية ونلاحظ أن طراز عمارة هذا المسجد والأسلوب الذى بني به هو الطراز والأسلوب اللذين إتسمت بهما عمارة العصر المملوكي بوجه عام .

ومن أشهر معالم شارع إبراهيم باشا سابقا الجمهورية حاليا قصر عابدين الذى بناه الخديوى إسماعيل ليكون مقرا للحكم بدلا من قلعة الجبل التي ظلت مقرا للحكم منذ عهد الأيوبيين وحتي عهد محمد سعيد باشا رابع من حكم مصر من الأسرة العلوية والذى أطلق عليه جوهرة القصور الملكية وقد كان مقرا لحكم البلاد فى الفترة من عام 1874م وحتى قيام الثورة المصرية فى 23 يوليو عام 1952م وكانت هذه هي المرة الأولي منذ عصر الدولة الأيوبية التي يترك فيها حاكم مصر قلعة الجبل الحصينة وينزل إلي قلب القاهرة ليعيش وسط شعبه وقد تعاقب عليه عدد 6 من حكام مصر كان أولهم بالطبع الخديوى إسماعيل الذى أمر ببنائه ثم تلاه الخديوى توفيق ثم الخديوى عباس حلمي الثاني ثم السلطان حسين كامل ثم الملك فؤاد الأول وأخيرا الملك فاروق الأول آخر ملوك مصر وقد تحول قصر عابدين بعد ذلك بعد مصادرته هو وجميع القصور الملكية وبقرار من مجلس قيادة الثورة إلى أحد القصور الرئاسية ومن أهم معالم الشارع أيضا حديقة الأزبكية بتاريخها الحافل والتي أقامها الخديوى إسماعيل ضمن مجموعة الحدائق التي أقامها بالقاهرة إلي جانب حديقتي الحيوان والأسماك وللأسف لم يتبق من تلك الحديقة إلا القليل منها الآن .


ومن أهم المبانى التي كانت توجد بشارع إبراهيم باشا مبنى الأوبرا الخديوية والتى بنيت في عهد الخديوى إسماعيل ضمن مخططه في تحويل القاهرة إلي عاصمة عصرية تضارع العواصم العالمية مثل روما وباريس ولندن وفيينا وقد تم الإنتهاء من بنائها عام 1869م مع إحتفالات إفتتاح قناة السويس وكانت من أفخم دور الأوبرا في العالم ولايقل مستواها عن دور الأوبرا العالمية مثل أوبرا باريس وأوبرا لندن وأوبرا فيينا والتي أشرنا إليها في السطور السابقة بأنها قد إحترقت للأسف الشديد في أوائل السبعينيات من القرن العشرين الماضي ومن المباني الشهيرة أيضا التي كانت بالشارع مبني فندق شبرد القديم الذى كان ملتقي الملوك والعظماء وقد تأسس هذا الفندق عام 1841م أي قبل إفتتاح قناة السويس بنحو ثمانية وعشرين عاما علي يد صمويل شبرد الإنجليزى الأصل وصاحب ومؤسس فنادق شبرد الشهيرة حول العالم ومن المعلومات التي لايعرفها كثيرون عن هذا الفندق الذي صار أثرا بعد عين أنه إحترق مرتين الأولي في عام 1868م حينما أتت النيران علي الفندق بالكامل وأعيد بناؤه مرة أخري والمرة الثانية أثناء حريق القاهرة فى يوم 26 يناير عام 1952م والذى دمر فى هذه المره للأبد وبعده بقليل نجد فندق الكونتيننتال الذى أنشىء عام 1899م في عهد الخديوى عباس حلمي الثاني وكان مكانه فندق يطلق عليه فندق الإنجليز وهذا الفندق موجود حتى الآن ولكنه فى حالة يرثى لها وبالإضافة إلي ماسبق كان من أهم معالم الشارع كازينو بديعة مصابنى وكان يقع فى ميدان الأوبرا بالقرب من العتبة والذى منه إندلعت أول شرارة لحريق القاهرة فى يوم 26 من شهر يناير عام 1952م والذى إكتسب شهرة واسعة منذ تأسيسه وإفتتاحه في شهر أغسطس عام 1940م وكان من أهم الشخصيات التي ترتاده ويعد من الأماكن المفضلة لديهم الملك فاروق وجميع حاشيته حيثُ إعتاد الذهاب إليه والسهر بهِ أكثر من مرة في خلال الأسبوع بالإضافة إلى كبار الباشوات والأثرياء في ذلك الوقت كما كان يتخذ رواده من الأدباء والفنانين من الروف جاردن الخاص به مكانا لندواتهم ولقاءاتهم ومن أشهر هؤلاء الكاتب المصري نجيب محفوظ الذي كان يتخذه مقرا لعقد ندوة أسبوعية .

ومن المباني الحديثة بالشارع مسجد الفتح والذى يحتل ناصيه شارع رمسيس مع شارع الجمهورية وكان مكانه مسجد يرجع بدايه إنشائه الى الفتح العربى لمصر ثم أعاد بناءه الفاطميون وفي أواخر العصر المملوكي سمي مسجد أولاد عنان نسبة إلى أخوين من كبار المتصوفة الذين ذاع صيتهم في عهد السلطان المملوكي طومان باي هما محمد وعبد القادر بن عنان وقد دفن الأخ الأكبر محمد الذي توفي عن 120 عاما عام 922 هجرية الموافق عام 1516م بالمسجد فأصبح المسجد يعرف بإسم مسجد أولاد عنان وقد تعرض هذا المسجد للهدم على يد الفرنسيين مع عدد آخر من مباني المنطقة أثناء ثورة القاهرة الأولى في شهر أكتوبر عام 1798م على يد قوات الحملة الفرنسية وأقاموا مكانه طابية أطلقوا عليها إسم كامان وهو ضابط فرنسي كبير وبعد الحملة الفرنسية أصبحت مسجدا مرة أخرى وفي عام 1896م تم هدم مسجد أولاد عنان‏ وأعيد بناؤه بعد توسعته ضعف مساحته السابقة وبحيث أصبحت واجهتاه تطلان على شارعي إبراهيم باشا وشارع رمسيس حيث لم يكن مسجد أولاد عنان القديم يطل على ميدان رمسيس وشارع رمسيس لوجود منازل بينهما حيث جرى نزع ملكيتها وإخلاؤها وهدمها لإنشاء المسجد الجديد‏ وقام بإفتتاحه الخديوى عباس حلمى الثانى في‏ يوم 23 أبريل عام 1897م‏ وفي نهاية الثمانينيات من القرن العشرين الماضي كان هذا المسجد قد تقادم في العمر فتقرر تفكيك أحجاره ونقلها لكي يتم بناء مسجد الفتح الحالي وقد تولت شركة المقاولون العرب بناءه ليفتتحه الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك بصورته الحالية في ذكرى الإسراء والمعراج في يوم 22 فبراير عام 1990م وقد أصبح يحمل إسم مؤسسة الفتح ومسجد أولاد عنان وتبلغ مساحته ‏2000‏ متر مربع‏ وقد بنيت له أعلى مئذنة فى مصر بإرتفاع‏ 130‏ مترا عن سطح الأرض‏ بغرض أن ترى من بعيد ومن مختلف الإتجاهات‏ ولذا ركب بها مصعد كهربائى لتكون أول مئذنة في العالم يتم تركيب مصعد كهربائي داخلها وجدير بالذكر أنه قد تم إغلاق مسجد الفتح لمدة 14 شهرا تقريبا من شهر أغسطس عام 2013م وحتي شهر أكتوبر عام 2014م حيث أنه بعد يومين من فض إعتصامي رابعة والنهضة في يوم 14 أغسطس عام 2013م تظاهر أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوم الجمعة 16 أغسطس عام 2013م بميدان رمسيس بجوار المسجد وعند فض الشرطة لتظاهرهم إحتمى بعض المتظاهرين بالمسجد وإعتصموا به في صبيحة اليوم التالي تم فض هذا الإعتصام وتعرض المسجد للعديد من الأضرار والتلفيات فتم إغلاقه من جانب وزارة الأوقاف لزوم عمل الإصلاحات والترميمات اللازمة وأعيد فتحه مرة أخرى في صلاة العشاء مساء يوم 24 أكتوبر عام 2014م في حضور مندوب عن وزير الأوقاف وحضر الصلاة يومها أكثر من 600 مصل .


كما يوجد أيضا بالشارع من المباني الحديثة مبني مسرح الجمهورية وهو يقع علي مقربة من قصر عابدين وعلي بعد مسافة قصيرة من محطة محمد نجيب وهي من محطات الخط الثاني لمترو أنفاق القاهرة الكبرى المنيب / شبرا الخيمة وقد إفتتح هذا المسرح عام 1979م فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات وتم تجديده مرتين بعد ذلك في عام 1995م وفي عام 2001م فى عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك وفي عهد وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني وهو يتبع حاليا دار الأوبرا المصرية وكان يعمل كبديل لها في الفترة منذ إفتتاحه في عام 1979م وحتي إفتتاح دار الأوبرا المصرية الجديدة بجزيرة الزمالك في شهر أكتوبر عام 1988م ويتميز بواجهات معمارية بها عقود جميلة ذات طراز معمارى رائع كما تشمل زخارف بديعة المنظر وتقام عليه العروض الفنية المتوسطة الحجم من حيث الديكورات والمناظر وأعداد المجاميع المشاركة وغالبيتها يكون من إنتاج مسرح الدولة كما تقام عليه أيضا عروض فرقة الموسيقي العربية وبعض عروض فن الباليه .


كما يشتهر الشارع حاليا بتوكيلات ومتاجر ومحال إستيراد وبيع وصيانة المعدات واﻵﻻت اللازمة لورش النجارة والحدادة والكريتال واﻷلومنيوم والرخام سواء المعدات والآلات الثقيلة مثل المخارط والمثاقب والمناشير والمقصات وماكينات التقطيع الكبيرة أو المعدات والآلات الخفيفة مثل ماكينات جلي الرخام ومناشير الصينية ومعدات التقطيع والتخريم الصغيرة ولذا يفد إليه أصحاب المصانع والورش التي تمارس هذه الأنشطة علي الدوام بأعداد كبيرة ومن جميع أنحاء محافظات مصر وجدير بالذكر أنه تكريما للبطل والقائد المغوار إبراهيم باشا ففي عهد الملك فاروق وبمناسبة مرور 100 عام علي وفاته تم إصدار طابع بريد تذكارى عام 1948م يحمل صورته كما أمر الملك فاروق ببناء مسجد يحمل إسمه قرب محطة الرمل بكورنيش الإسكندرية وبالفعل تم البناء ومما ينفرد به هذا المسجد وجود ساعة في مئذنته ويعد هذا المسجد حاليا من أهم مساجد الإسكندرية وله شهرة كبيرة في إحياء ليالي شهر رمضان بصلاة التراويح كما أضيفت إليه دار للمناسبات تتم بها المناسبات الإجتماعية للكثير من أهل الإسكندرية مثل عقود الزواج وشعائر الجنائز وخلافه .
 
 
الصور :