الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

المسجد الأقصى- ج5

المسجد الأقصى- ج5
عدد : 08-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com



يضم المسجد الأقصي المبارك عدد من البوائك وهي تسمى أيضا القناطر والموازين وهي عبارة عن أعمدة تربطها عقود وتقع أعلى الدرجات الحجرية التي تقود إلى صحن الصخرة المشرفة التي تقع في قلب المسجد الأقصى المبارك وقد أنشئت هذه البوائك لأغراض جمالية فوق الدرجات التي تقود إلى صحن الصخرة والتي تسهل أيضا إنتقال المصلين بين مختلف جهات المسجد الأقصى المبارك دون الحاجة إلى الإلتفاف حول الصحن ويعود تاريخ تشييدها إلى بداية العهد الإسلامي للأقصى خاصة العهد المملوكي الذي يعتبر من أزهى العهود التي مرت بالأقصى المبارك وجددت بعد ذلك في العهد العثماني وعددها 8 بوائك وذلك علي النحو التالي :-

-- البائكة الشمالية وهي تقع في منتصف الركن الشمالي لصحن الصخرة ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد المملوكي عام 721 هجرية الموافق عام 1321م ويبلغ إرتفاعها 7.5 متر وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف وعمودين أسطوانيين في الوسط وسلمها الحجري يقوم على مرحلة واحدة وهو من تسع درجات .

-- البائكة الشمالية الغربية وهي تقع على الطرف الغربي لصحن الصخرة في جهته الشمالية بالقرب من قبة الخضر ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد المملوكي عام 778 هجرية الموافق عام 1376م ثم جددت في العهد العثماني ويبلغ إرتفاعها 7 أمتار وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف وثلاثة أعمدة أسطوانية في الوسط وسلمها الحجري تبلغ عدد درجاته ثلاث وعشرين درجة .

-- البائكة الغربية وهي تقع في منتصف الحد الغربي لصحن الصخرة المشرفة الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك ويعود تاريخ تشييدها المعروف حاليا إلى عام 340 هـجرية الموافق عام 951م وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف وثلاثة أعمدة أسطوانية في الوسط وسلمها يبلغ عدد درجاته أربع وعشرين درجة وهي توصل الصاعد إلى صحن الصخرة من ساحة المسجد الغربية .

-- البائكة الجنوبية الغربية وهي تقع على المحيط الغربي لصحن قبة الصخرة في جهته الجنوبية ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 877 هجرية الموافق عام 1472م وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف وعمودين من الرخام في الوسط ويبلغ إرتفاعها 7 أمتار ويوصل إليها سلم حجري عدد درجاته أربع وعشرون درجة .

-- البائكة الجنوبية وهي تقع في منتصف الركن الجنوبي لصحن الصخرة وربما تكون قد أنشئت أول مرة في العهد الأموي ولكن من المؤكد أنها جددت في العهد العباسي ثم الفاطمي والعثماني ثم رممتها دائرة الأوقاف الإسلامية عام 1402هـجرية الموافق عام 1982م وهي عبارة عن ثلاثة أعمدة أسطوانية في الوسط، تحفها عن اليمين واليسار ركبتان عظيمتان ويبلغ إرتفاعها 6.5 متر ويصل ساحة المسجد بصحن الصخرة درج حجري درجاته عددها عشرون وفي الواجهة الجنوبية من هذه البائكة توجد مزولة شمسية يستعين بها المصلون للتعرف على أوقات الصلوات الخمس وهي من صنع مهندس المجلس الإسلامي الأعلى رشدي الإمام وذلك في عام 1907م .

-- البائكة الجنوبية الشرقية وهي تقع قرب الطرف الشرقي للحد الجنوبي لصحن الصخرة ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد الفاطمي عام 412 هـجرية الموافق عام 1021م وتم تجديدها في العهد الأيوبي عام 608 هـجرية الموافق عام 1211م وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف وعمودين رخام أسطوانيي الشكل في الوسط وعدد درجات سلمها الحجري تسع عشرة درجة ويتراوح إرتفاعها بين 6.5 متر و 7 أمتار .
-- البائكة الشرقية وهي تقع في الركن الشرقي لصحن الصخرة ويعود تاريخ تشييدها على الأرجح إلي العهد الأموي وقد أعيد بناؤها في العصر العباسي في القرن العاشر الميلادي وتعد أكبر البوائك حول صحن الصخرة حيث تتكون من ركبتين عظيمتين وأربعة أعمدة أسطوانية رخامية ويصل ساحة المسجد الشرقية بصحن الصخرة إثنتان وعشرون درجة ثم ثلاث درجات أخريات ويبلغ إرتفاعها 6.5 متر .

-- البائكة الشمالية الشرقية وهي تقع في الجانب الشمالي من سطح قبة الصخرة المشرفة من ناحية الشرق وهي تتصل بمحور مستقيم عبر ممر مبلط بباب حطة ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد المملوكي عام 726 هجرية الموافق عام 1325م في عهد السلطان قلاوون وقد وثق ذلك بنقش على الواجهة الجنوبية للبائكة .

حرص المسلمون حرصا شديدا على توفير المياه للشرب والطهور في المسجد الأقصى المبارك ولذلك فقد تم حفر الآبار وإنشاء الصهاريج والأسبلة داخل الساحات المكشوفة لتخزين مياه الأمطار وقد زودت بصنابير للمياه وثلاجات لدى تجديدها في العصر الحديث ويعود إنشاء هذه الأسبلة إلى العصرين الأيوبي والمملوكي كما أن كثيرا منها إستحدث أو جدد في العصر العثماني بأمر من السلطان العثماني سليمان القانوني في القرن السادس عشر الميلادى والذي تميز عهده ببناء الأسبلة كما يحتوى المسجد الأقصي المبارك على 25 بئرا عامرة فيها من الماء ما يكفى لسكان البلدة القديمة بالقدس وليس للمصلين الذين يفدون إلى الأقصى فقط وهذه الآبار موزعة بين صحن الصخرة المشرفة في قلب المسجد الأقصى المبارك وباقي ساحاته حيث يوجد منها ثمانية فوق صحن الصخرة وسبعة عشر في الساحات المحيطة ومن أشهرها بئر الجنة وبئر رمانة هذا والأسبلة بالمسجد الأقصي كثيرة نذكر منها 14 وذلك علي النحو التالي :-

-- سبيل الكأس ويقع هذا السبيل المشهور أمام المصلى القبلي وقيل إنه من بناء العباسيين في الأصل ولكن البناء الحالي تم في عهد السلطان الأيوبي العادل أبو بكر بن أيوب عام 589 هجرية الموافق عام 1193م وقد جدده المماليك وقاموا بتوسعته في عهد الأمير سيف الدين تنكز بين عام 1327م وعام 1328م لإستيعاب إحتياجات المزيد من المصلين على الرغم من توفير المياه أصلا من مياه بركة سليمان بالقرب من بيت لحم أما حاليا فيتلقى المياه من الأنابيب المرتبطة بشبكة مياه القدس وقد سمي بهذا الإسم لشكله الشبيه بالكأس ويسمى أيضا بسبيل البركة وهو عبارة عن بركة أسطوانية الشكل وفي وسطها كأس مرتفعة تتوسطها ماسورة مياه تتدفق المياه منها إلى الحوض فتصب من الكأس للبركة بشكل جميل ويستعمل الناس مياه الكأس للوضوء خاصة أنه توجد كراسي حجرية الصنع ذات ألوان جميلة أمام كل منها حنفية مربوطة بالبركة من أمامه عددها 20 حنفية .

-- سبيل شعلان ويقع هذا السبيل شمالي درج البائكة الشمالية الغربية التي تقود إلى صحن قبة الصخرة ويعود تاريخ تشييده إلى عام 1216م في عهد السلطان الأيوبي الملك المعظم عيسى وجدد في العهد المملوكي على يد الملك الأشرف برسباي عام 1429م وجدد مرة أخرى عام 1037 هجرية الموافق عام 1627م على يد بيرام باشا محافظ مصر في عهد محافظ القدس محمد باشا في عهد السلطان العثماني مراد الرابع وقد كان السبيل عامرا حتى آخر عهد الإحتلال البريطاني أما اليوم فإنه معطل .

-- صهريج المعظم عيسى الأيوبي وهو مبنى يقوم في الساحات الغربية للمسجد الأقصى المبارك بين البائكتين البائكة الغربية والبائكة الجنوبية الغربية أسفل صحن الصخرة أمام باب القطانين ويعود تاريخ تشييده إلى عام 607 هجرية الموافق عام 1210م في عهد السلطان الأيوبي عيسى وسمي بإسمه والبناء مؤلف من ثلاثة أروقة سفلية فصلت بقواطع بنائية فيما بينها لكل منها مدخل منفصل في جهتها الغربية وهو يرتفع عن مستوى صحن الصخرة ببناء أضيف في الفترة العثمانية وكان أحد أروقته الثلاثة قد إستخدم في عهد المماليك مخزنا لحاصلات المسجد الأقصى وآخر مصلى للحنابلة ثم أهمل فترة من الزمن وحول في وقت لاحق إلى مخزن لحدائق المسجد ويستعمل جزء منه حاليا كعيادة طبية مكملة للعيادة الطبية الواقعة شماله والجزء الأكبر منه عبارة عن مكاتب للأوقاف .

-- سبيل البصيري ويقع هذا السبيل شمال شرق باب الناظر داخل المسجد الأقصى المبارك ويعود تاريخ تشييده إلى عام 839 هجرية الموافق عام 1436م في عهد السلطان المملوكي الأشرف برسباي وقيل إنه أنشئ قبله وإن بناءه تجديد فقط ويسمى أيضا سبيل الحبس وسبيل باب الناظر وبئر إبراهيم الرومي .

-- سبيل قايتباي وهو سبيل مياه شهير يقع مقابل باب المطهرة وقد بني السبيل فوق الطرف الشماليّ الغربي لمصطبة واسعة تحمل نفس الإسم ولها محراب في الجهة الجنوبية بناهما الملك الأشرف أبو النصر إينال عام 860 هجرية الموافق عام 1456م ثم جدد السبيل في عهد الملك الأشرف قايتباي عام 887 هجرية الموافق عام 1482م بعد تهدمه وعرف بإسمه وأعاد تجديده السلطان العثماني عبد المجيد الثاني عام 1330 هجرية الموافق عام 1912م وهو عبارة عن مبنى مرتفع وجميل دخلت فيه فنون العمارة وجملته الحجارة الملونة الداخلة في بنائه وله قبة جميلة مزخرفة بزخارف نباتية وقد قيل إنه السبيل الوحيد من نوعه في فلسطين قاطبة .

-- سبيل قاسم باشا ويقوم هذا السبيل بين المدرسة الأشرفية غربا والصحن الغربي للصخرة المشرفة شرقا في الساحات الغربية للمسجد الأقصى المبارك ويسمى أيضا سبيل باب المحكمة نسبة إلى باب السلسلة الذي يقع بالقرب منه وقد بني في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني عام 933 هجرية الموافق عام 1527م على يد والي القدس قاسم باشا ولذا فقد سمي بإسمه وهو مثمن الشكل ويتم النزول إليه بدرجات ومن فوقه يوجد سقف خشبي يحجب أشعة الشمس عن مستعمليه ويقلل من ضغط الرياح القارصة ليلا والأمطار شتاءا .

-- سبيل سليمان القانوني وهو يقع في الساحات الشمالية للمسجد الأقصى المبارك وبناه السلطان العثماني سليمان القانوني عام 943 هجرية الموافق عام 1536م ومنه جاءت تسميته ويسمى أيضا بسبيل السلسلة وسبيل العتم .

-- سبيل باب المغاربة ويقع هذا السبيل شرقي باب المغاربة داخل المسجد الأقصى المبارك وتحديدا على الطرف الجنوبي الشرقي لمصطبة مصلى البراق ويعود تاريخ تشييده إلى العهد العثماني .

-- سبيل باب حطة ويوجد هذا السبيل البسيط على شكل تجويف داخل الجدار الشرقي لباب حطة ويعود تاريخ تشييده إلى العهد العثماني وقد رممته مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية أثناء بنائها لوحدة المراحيض القريبة منه مؤخرا ثم ألغى نهائيا بعد ذلك .

-- بركة النارنج وهي بركة تقع في الساحات الغربية للمسجد الأقصى المبارك أمام المدرسة الأشرفية بين مصطبة سبيل قايتباي شمالا وسبيل قاسم باشا جنوبا وتسمى أيضا بركة عنغج ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 887 هجرية الموافق عام 1482م في عهد السلطان المملوكي الأشرف قايتباي وقد قامت لجنة إعمار المقدسات الإسلامية بترميمها مؤخرا وهي بركة مربعة الشكل طول ضلعها سبعة أمتار وفرشت أرضها وحوائطها بالرخام وفي وسطها صحن نافورة معطلة ويحيط بها أربع وعشرين حنفية من ثلاث جهات .

-- سبيل الشيخ بدير وهو يقع إلى الجنوب الشرقي من باب الحبس غرب البائكة الشمالية الغربية التي تقود إلى صحن قبة الصخرة وقد بني في عهد السلطان العثماني محمود الأول عام 1153 هجرية الموافق عام 1740م بإشراف مصطفى آغا قائممقام القدس وبأمر من الوالي عثمان بك ويسمى أيضا سبيل البديري وقد نقش عليه عدة أبيات شعرية مقروءة وجميلة في رخامة توجد على حائطه الشرقي وهو اليوم معطل رغم أنه مر بترميم حديث على يد دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس .

-- سبيل منبر برهان الدين ويقع هذا السبيل على زاوية درج البائكة الجنوبية خلف قبة الميزان في الساحات الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك ويسمى أيضا منبر برهان الدين ويعود تاريخ تشييده إلى عام 1418 هجرية الموافق عام 1998م على يد لجنة الإعمار المنبثقة عن دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس ويبلغ عدد صنابيره أربعة وعشرين ويستخدمها بعض الزائرين للوضوء .

-- سبيل الزيتونة وهو يقع غربي سبيل الكأس وقد أقامته لجنة التراث الإسلامي حديثا برعاية دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس وقد سمى بهذا الإسم نسبة إلى شجرة الزيتون التي تحيط بها حنفياته السبع ويعمل هذا السبيل من خلال ثلاجة في عرق الزيتونة المعمرة ذات الثلاث شعب والتي عرفت منذ بدايات القرن العشرين الماضي بإسم زيتونة النبي ولا يعرف سبب تسميتها بهذا الإسم .

-- سبيل الرحمة وهو يقع غربي بابي الرحمة والتوبة المغلقة ويعود تاريخ تشييده إلى عام 1416 هجرية الموافق عام 1995م على يد لجنة التراث الإسلامي وهو عبارة عن 12 حنفية عامرة ومستعملة .

ونختم بحثنا عن المسجد الأقصي المبارك بالحديث عن المدارس التي ألحقت به حيث أنه تتميز بيوت العبادة في الإسلام بكونها دور عبادة وعلم في آنٍ واحد حيث نجد أن الكثير من المساجد تعتبر جامعا وجامعة في نفس الوقت ولذا حرص المسلمون منذ العصور الإسلامية المبكرة على إقامة المدارس في المسجد الأقصى المبارك ووقفها على الشيوخ والطلاب الذين يرابطون في هذا الموضع الشريف طلبا لنيل العلم والأجر والثواب وتنتشر مدارس المسجد الأقصى المبارك في الرواقين الشمالي والغربي للمسجد وبعضها يمتد خارج سور المسجد المبارك ملاصقا له وكلها تعتبر جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى الشريف ونذكر منها :-

-- مدارس ورياض الأقصى الإسلامية وتقع هذه المدارس داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك بين بابي حطة وفيصل وقد أنشئت في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين الماضي ولها فروع عديدة بعضها خارج المسجد الأقصى المبارك .

-- المدرسة البكرية الدوادارية وهي تقع على الحد الشمالي للمسجد الأقصى المبارك من الخارج إلى الشمال من مدارس ورياض الأقصى الإسلامية وهي مدرسة كبيرة من مدارس البلدة القديمة وتمتد غربا حتى المدرسة العمرية وكانت تعرف حتى أواسط القرن العشرين الماضي بإسم المدرسة الدوادارية نسبة لبانيها الأمير علم الدين سنجر الدوادار عام 695 هجرية الموافق عام 1295م وقد ظلت المدرسة البكرية تستعمل كمدرسة أكاديمية إبتدائية حتى مجيء الإحتلال الصهيوني عام 1967م حيث حول الجزء الأكبر منها إلى مدرسة للمعاقين تخضع لإدارة دائرة المعارف التابعة لبلدية القدس المحتلة منذ العام المذكور .

– مدرسة ثانوية الأقصي الشرعية وتقع داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك وقد غلب عليها هذا الإسم لأنها كانت عند إنشائها في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين الماضي مدرسة ثانوية محضة واليوم هي عبارة عن مدرسة إعدادية وثانوية للطلبة الذكور في الأمور الشرعية . –

المدرسة الغادرية وهي تقع داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك ويعود تاريخ تشييدها إلى عهد السلطان المملوكي برسباي عام 1432م على يد مصر خاتون زوجة الأمير ناصر الدين بن دلغادر ومنه جاءت تسميتها وقد تم تجديدها من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس لكن سلطات الإحتلال الصهيوني منعت إستكمال بناء سقفها ولا زالت بلا سقف حتى اليوم والحقيقة أن هذا هو حال معظم مدارس الأقصى اليوم التي أهملت بسبب مزاعم الصهاينة أنها تحوي آثارا يهودية مما أدى إلى إهمال الكثير من المدارس القديمة وإغلاقها أو تأجيرها للسكنى .

-- المدرسة الباسطية وهي تقع فوق مدارس ورياض الأقصى الإسلامية الواقعة داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك بين بابي حطة والعتم ويعتبر شمس الدين محمد الهروي شيخ الصلاحية وناظر الحرمين في العهد المملوكي أول من بدأ بتشييدها ولكن أدركته المنية قبل عمارتها فعمرها القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل الدمشقي عام 835 هجرية الموافق عام 1431م وحملت المدرسة إسمه وقد كانت المدرسة الباسطية مدرسة عظيمة إشتهرت في أرجاء العالم الإسلامي حيث تخرج منها العديد من العلماء ودرس فيها العديد من الحفاظ ورواة الحديث والأطباء وعلماء الفلك والرياضيات وهي اليوم عبارة عن قسمين أحدهما مأهول بجماعة من آل جار الله والآخر يستعمل مقرا للمدرسة البكرية .

-- المدرسة الأمينية وهي تقع غربي باب العتم في السور الشمالي للمسجد الأقصى المبارك ويحدها من الشرق الطريق الداخل إلى باب العتم ومن الشمال طريق المجاهدين ومن الغرب المدرسة الفارسية ومن الجنوب ساحة المسجد الأقصى المبارك وهي مؤلفة من أربعة طوابق وتسمى أيضا دار الإمام حيث درس فيها أجداد عائلة الإمام وإتخذت دارا لسكناهم ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 730هجرية الموافق عام 1329م في العهد المملوكي على يد الوزير أمين الدين عبد الله بن غانم الذي كان أحد المسؤولين في جيش السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون والذى كان يعرف بأمين الملك فعرفت بإسمه وقد جرى ترميمها في العهد العثماني وفي الحقيقة تعتبر هذه المدرسة من أجمل وأهم المدارس المطلة على ساحات المسجد الأقصى المبارك .

-- المدرسة الأسعردية وهي تقع داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى وقد أوقفها التاجر مجد الدين الأسعردي عام 770هجرية الموافق عام 1368م فعرفت بإسمه وهذه المدرسة واسعة وتتكون من طابقين يتوسطهما صحن مكشوف مربع الشكل ويحيط بالصحن عدد من الخلوات الصغيرة ذات المداخل المعقودة وهي تتميز بوجود ثلاث قباب فوقها من جهاتها الشرقية والوسطى والغربية وقد قام المجلس الإسلامي الأعلى في عهد الإحتلال البريطاني بترميمها ونقل إليها دار كتب المسجد الأقصى قبل أن تتحول إلى دار لسكنى آل البيطار حاليا .

-- المدرسة الملكية وتقع في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك بين المدرسة الفارسية شرقا والمدرسة الأسعردية غربا ومدخلها مشترك مع الأسعردية ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 741هجرية الموافق عام 1340م في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون وأوقفها الحاج آل الملك الجوكندار بعد بنائها بأربع سنوات والمدرسة تحمل معظم العناصر المعمارية المميزة للعهد المملوكي وخاصة تبادل ألوان الحجارة التي بنيت بها بين الأحمر والأبيض والمدرسة عبارة عن طابقين مأهولين حاليا على سبيل السكنى من قبل عائلة الدجاني إذ استأجروها من دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس .

-- المدرسة المنجكية وتقع فوق باب الناظر في الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك وتوجد فوقها قبة ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد المملوكي في عام 763هجرية الموافق عام 1361م على يد الأمير يوسف الدين منجك وهي عبارة عن طابقين يصعد إليهما بدرجات وهي تستخدم اليوم كمقر لدائرة الأوقاف الإسلامية العامة بالقدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية والمكلفة بإدارة شئون المسجد الأقصى المبارك .

-- المدرسة العثمانية وتقع على السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك جنوبي باب المطهرة وكانت قد أوقفتها أصفهان شاه خاتون بنت محمود العثمانية عام 840هجرية الموافق عام 1437م في عهد السلطان المملوكي الأشرف برسباي وهي عبارة عن طابقين جلهما خارج المسجد الأقصى وكان من شيوخها الإمام سراج الدين الرومي والإمام جمال الدين الرومي وقد قامت إسرائيل بعد إستيلائها على القدس الشرقية في حرب يونيو عام 1967م بحفريات تحت هذه المدرسة مما أدى إلى تصدع مبناها ومسجدها الذى يقع في مستوى ساحات المسجد الأقصى ويطل عليها وقد إستولى عليه اليهود وأغلقوا شباكه بالحجارة أما المدرسة فتستخدم حاليا لسكنى العائلات المسلمة .

-- المدرسة الأشرفية وتقع في الجهة الغربية من المسجد الأقصى المبارك بين المدرسة العثمانية شمالا ومئذنة باب السلسلة جنوبا وتسمى أيضا السلطانية ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد المملوكي عام 875هجرية الموافق عام 1470م على يد الأمير حسن الظاهري لكن البناء لم يعجب السلطان الأشرف قايتباي عندما رآه أثناء زيارته للقدس فأمر بهدمها وأعيد بناؤها بين عام 884 هجرية الموافق عام 1479م وعام 485 هجرية الموافق عام 1480م هذا ومنقوش بخط النسخ المملوكي الجميل وبأحرف كبيرة على الجدار الباقي من جدرانها الكلمات الآتية أمر بإنشاء هذه المدرسة الأشرفية مولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي عز نصره بتاريخ مستهل شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعين وثمانمائة وذلك في أيام مولانا المعز الأشرف الناصري سيدي محمد الخازندار ناظر الحرمين الشريفين عظم الله شأنه وهي تنقسم إلى قسمين حيث يقع القسم الأول داخل المسجد الأقصى المبارك والآخر خارجه والذي داخله عبارة عن طابقين الأول كان في الأصل مصلى الحنابلة في المسجد الأقصى المبارك ويستخدم جزء منه الآن كمقر لقسم المخطوطات التابع لمكتبة المسجد الأقصى المبارك ومقرها الرئيسي في جامع النساء والجزء الأكبر منه هو مقر ثانوية الأقصى الشرعية للبنات وفيه أيضا قبر الشيخ الخليلي وبعض الأجزاء الصغيرة التي تستخدم دورا للسكن أما الطابق الثاني فمتهدم السقف وهو مسجد المدرسة ويرجع تهدم هذا الجزء لزلزال وقع في عام 1346 هجرية الموافق عام 1927م ومبنى المدرسة جميل البناء حيث إشتملت عناصره على صفوف الحجارة المشهرة الملونة باللونين الأحمر والأبيض وإمتازت بغناها بالعناصر المعمارية والزخرفية وقد وصفها مجير الدين الحنبلي بأنها الجوهرة الثالثة في المسجد الأقصى بعد قبة الصخرة وقبة المصلى القبلي .

-- المدرسة التنكزية وتقع بين باب السلسلة شمالا وحائط البراق جنوبا ويقع جزء منها داخل الرواق الغربي للمسجد الأقصى وقد بنيت في هذا المكان تعبيرا عن رغبة جامحة في الإلتحام بالمسجد الأقصى المبارك ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد المملوكي عام 729هجرية الموافق عام 1328م على يد نائب الشام الأمير سيف الدين تنكز ونسبت إليه وقد كانت مدرسة عظيمة ودارا للحديث وقد أوقف عليها الأمير سيف الدين تنكز الكثير من المرافق وقد ضمت في جوانبها خانقاه ودارا للحديث ودارا للقرآن ولذا فقد أسهمت بقوة في الحركة الفكرية والثقافية ولذا فهي كانت تعد من أشهر المدارس التي أُقيمت في العهد المملوكي بالقدس وأكثرها إتقانا وتميزت بزخارفها الرائعة وإتساعها لأربعة قاعات للمحاضرات ولصلاة الجماعة وكان يتوسطها فناء مركزي وفي عهد السلطان المملوكي الأشرف قايتباي إتخذت مقرا للقضاء والحكم وفي العهد العثماني تحولت المدرسة إلى محكمة شرعية ومن هنا صارت تعرف بإسم المحكمة وبقيت كذلك حتى أوائل عهد الإنتداب البريطاني فإتخذها المجلس الإسلامي الأعلى دارا للسكنى ثم عادت بعد ذلك مدرسة لتعليم الفقه الإسلامي وفي عام 1389هـجرية الموافق عام 1969م صادرتها سلطات الإحتلال الصهيوني ثم حولتها إلى موقع عسكري لما يعرف بحرس الحدود حيث يشرفون منها على المسجد الأقصى ويتدخلون لملاحقة المصلين عند إندلاع المظاهرات المنددة بالإحتلال .

-- المدرسة العمرية وهي تطل على الحد الشمالي الغربي للمسجد الأقصى المبارك وتعتبر جزءا منه وهي مدرسة تاريخية كبيرة وواسعة تبلغ مساحتها 4 آلاف متر مربع وتتكون من ثلاثة مدارس مملوكية سابقة أولها هي المدرسة الجاولية وثانيها هي المدرسة المحدثية وهي مدرسة تاريخية يرجع تاريخها إلى العصر المملوكي في فلسطين وتقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس عند قبو الغوانمة في الركن الشمالي من ساحة المسجد الأقصى وهي تابعة للأوقاف في الوقت الحالي ومن أشهر شيوخها واقفها نفسه المحدث عز الدين الأردبيلي الذي أنشأها عام 1360م وقد نسبت المدرسة إلى لقبه المحدث ولم تنسب إلى إسمه وثالثها هي المدرسة الصبيبية وهي مدرسة تاريخية أيضا ويرجع تاريخها إلى العصر المملوكي في فلسطين وكانت تقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس في الجهة الشمالية من المسجد الأقصى بجوار المدرسة الجاولية وقد تأسست في القرن الخامس عشر الميلادى على يد الأمير علاء الدين علي بن ناصر الدين محمد الكركي نائب قلعة نصيبين ببلاد العراق وقد سميت بهذا الإسم نسبةً إلى أحد القلاع الصبيبية التي تقع بين بلدتي بانياس السورية وتبنين اللبنانية وكانت هذه المدرسة تتكون من مجموعة من الغرف والقاعات وهي غير موجودة الآن ولم يبق منها سوى شباكين مغلقين موجودين في جدار المسجد الأقصى المبارك ومن شيوخها الشيخ شرف الدين موسى الحنفي كما كانت تشمل أيضا المدرسة العمرية إلي جانب هذه المدارس الثلاثة عدد من الغرف والزوايا المختلفة التي كانت قائمة في عهود سابقة وكانت كل من المدرسة الصبيبية والمدرسة الجاولية قد إستعملتا سكنا لنواب القدس ومقرا للحكم العثماني ثم مدرسة بإسم روضة المعارف ثم مقرا لشرطة الإحتلال البريطاني ثم إتخذها المجاهدون مقرا للجهاد المقدس ثم مقرا لقائد القدس الأردني ثم مدرسة وقد إستولى عليها الصهاينة عام 1967م بعد إحتلال القدس والمسجد الأقصي المبارك .

يمكنك متابعة الأجزاء السابقة من المقال عبر الروابط التالية:
http://www.abou-alhool.com/arabic1/details.php?id=39033
http://www.abou-alhool.com/arabic1/details.php?id=39044
http://www.abou-alhool.com/arabic1/details.php?id=39049
http://www.abou-alhool.com/arabic1/details.php?id=39052
 
 
الصور :