بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
مدينة أثينا هي عاصمة بلاد اليونان التي تقع في جنوب شرق القارة الأوروبية في الطرف الجنوبي من شبه جزيرة البلقان في موقع إستراتيجي يعد ملتقي الطرق بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا وهي تشترك في الحدود البرية مع ألبانيا إلى الشمال الغربي وجمهورية مقدونيا وبلغاريا إلى الشمال وتركيا إلى الشمال الشرقي ومدينة أثينا هي أكبر مدنها تليها مدينة سالونيك ويعود إسم المدينة إلى أثينا آلهة الحكمة الإغريقية ويبلغ عدد سكانها حاليا حوالي 750 ألف نسمة ومع ضواحيها والمناطق المجاورة لها يبلغ حوالي 4 مليون نسمة وهي تقع في جنوب اليونان على سهل أتيكا بين نهري إليسوس وكيفيسوس وتحيط بها من ثلاثة جهات قمم 3 جبال هي هيميتو التي ترتفع 1026 مترا عن سطح البحر وبينديلي التي ترتفع 1109 مترا عن سطح البحر وبارنيثاس التي ترتفع 1413 مترا عن سطح البحر كما تطل من الجهة الرابعة على خليج سارونيكوس الواصل إلى البحر الأبيض المتوسط ويعود تاريخ المدينة إلى حوالي 5000 سنة خلت لتعد بذلك إحدى أقدم مستوطنات أوروبا كما تعد المدينة مهد الحضارة الغربية ومهد الديموقراطية حيث أقام اليونانيون القدماء والمعروفين بإسم الإغريق حضارة عريقة منذ أكثر من 2500 سنة مضت وما تزال الإنجازات الرائعة لهم في ميادين الحكم والعلم والفلسفة والفنون تؤثر في الحياة حتى اليوم لاسيما في الحضارة الأوروبية الحديثة التي إستمدت منهم الكثير من ثقافتها وقد تطورت حضارة الإغريق بشكل رئيسي في المدن الرئيسية بالإضافة إلى القرى والأراضي الزراعية المحيطة بها حيث أنه في هذه الفترة وصلت مجموعات من الناس من الشمال وأسسوا قرى زراعيةً صغيرة وكانت المجموعتان الرئيسيتان للشعب الإغريقي هما الدوريون والأيونيون بداية من القرن الثامن قبل الميلاد ولتصل الحضارة الإغريقية إلي قمة مجدها وذروتها في أثينا بعد 3 قرون أى في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد وعرفت هذه الفترة بالعصر الذهبي للإغريق والتي برز فيها مجموعة من الفلاسفة والأدباء وعلماء الرياضيات والفيزيائيين والمعماريين والأطباء وعلماء الفلك نذكر منهم الفلاسفة أرسطو وسقراط وطاليس وأفلاطون وهوميروس وعلماء الرياضة إقليدس وفيثاغورس والفيزيائي الشهيرأرشميدس والمهندس سوستراتوس مؤسس منارة الإسكندرية القديمة والمهندس هيبوداموس والطبيب أبقراط وعلماء الفلك إراتوستينس وبوسيدونيوس وأبلونيوس وأراتوس .
وكانت مدن الإغريق الكبرى مستقلة وغالبا ما كانت تدور الحروب فيما بينها وقد قامت في هذه المدن حكومات ديمقراطية ومن أشهر تلك الدول أثينا وإسبرطة وبذلك لم يقدر للمدن الإغريقية أن تتوحد في أمة واحدة بالرغم من وجود لغة عامة واحدة وديانة وثقافة كانت تربط بين السكان إلا في القرن الرابع قبل الميلاد حيث تم توحيد الإغريق علي يد فيليب المقدوني والد الإسكندر الأكبر والذى تولي الحكم بعد ابيه والذى غزا في زمن قصير كثير من بلاد العالم القديم وقام بنشر الثقافة اليونانية والعلوم في مصر وفي منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وحتي ضفاف نهر السند في قارة آسيا وبعد ذلك ضمت روما بلاد اليونان في القرن الثاني قبل الميلاد وبذلك أصبحت اليونان جزءا لا يتجزأ من الإمبراطورية الرومانية وقد سمي الإغريق أنفسهم بالهيلينيين وأراضيهم بإسم هيلاس وكانوا يعتقدون أنهم مجموعة مختلفة عن غيرها من الشعوب الأخرى التي كانوا يطلقون عليها إسم البرابرة أو الهمج وقد ميز الإغريق في تلك المدن بين المواطنين من أهل هذه المدن وغيرهم فقد كان للمواطن المنتمي للمدينة فقط الحق في الملكية والمساهمة في الحكومة أما الآخرون من الوافدين من خارجها فلا كما تم تقُسيم المواطنين إلى طبقات إجتماعية علي أساس النسب والثروة وبذلك كانت الطبقة العليا تشكل ما يقرب من 5 إلي 10 في المائة من إجمالي عدد السكان وشكلت الطبقة الوسطى ما يقرب من 20 إلي 30 في المائة بينما شكلت الطبقة الفقيرة ما يقرب من 60 إلي 70 في المائة هذا وتضم فئة الوافدين غير المواطنين النساء والعبيد والأتباع الزراعيين وكانت البلاد تزخر بأعداد كبيرة من هؤلاء ومع هذا فقد إهتم الإغريق بحريتهم وطريقة حياتهم التي أكدت على أهمية الفرد وشجعت الأفكار الإبداعية وأوجد المفكرون الإغريق أسسا للعلم والفلسفة والثقافة وذلك عن طريق البحث في التفسيرات المنطقية لما يحدث حولهم في العالم وإبتدع الكتاب أشكالا جديدة للتعبير تستكشف الشخصيات والعواطف الإنسانية وقدم المعماريون والنحاتون والمصورون والفنانون مساهمات مهمة في مجال الفن المعمارى والفنون بوجه عام وناضلوا لإيجاد تصور للجمال يستند على التناسب المتناسق وكانت المعابد الإغريقية من أكثر الأعمال المعمارية التي تدل علي الحضارة والفن حيث وجدناها تتكون من أعمدة متسقة محيطة بقاعة طويلة داخلية وبداخلها منحوتات من أروع ما أبدعه الفن الإغريقي .
وقد طور الإغريق ثلاثة نماذج للأعمدة وهي النموذج الدوري البسيط والأيوني الجميل والكورنثي المزخرف وقاموا ببناء أفضل المعابد التي توجد في هضبة أو جبل الأكروبوليس بأثينا في القرن الخامس قبل الميلاد والتي صور فيها النحاتون أشكال آلهتهم والكائنات البشرية ثم تزايدت أعمالهم عبر القرون التالية وكان من أشهرهم فيدياس وبراكسيتيليس وليسبوس وميرون وقد بقي عدد قليل من اللوحات الفنية التي ابدعها هؤلاء الفنانين كما زودتنا الرسوم على الفخار وكذلك الكتابات الإغريقية والنسخ التي صنعها الرومانيون من بعدهم بمعلومات رئيسية عن الرسم الإغريقي وأمدتنا بتصور أيضا لأشكال من الحياة اليومية والأساطير الإغريقية وقد أعلنت أثينا عام 1985م كأول عاصمة ثقافية لأوروبا علاوة علي أنه قد أضيف الأكروبولس عام 1987م ودير دافني عام 1990م في أثينا إلى قائمة منظمة اليونيسكو للتراث العالمي وقد أقيمت في أثينا أول ألعاب أوليميبية في العصر الحديث عام 1896م وذلك بناءا علي إقتراح تقدم به البارون الفرنسي بيير دى كوبرتان رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية حينذاك والذى فكر في إحياء الدورات الأوليمبية القديمة التي كانت تقام كل 4 سنوات في مدينة أوليمبيا اليونانية والتي كانت مركزاً للعبادة كما كانت تقام فيها أيضا منافسات رياضية بدأت في عام 776 ق.م كل 4 أعوام على شرف زيوس كبير آلهة اليونان وزوجته هيرا وتدوم لمدة 7 أيام وقد لاقت الفكرة قبول باقي أعضاء اللجنة الأوليمبية الدولية ومعظم دول العالم ومن ثم أقيمت الدورة الأوليمبية الأولي في أثينا في العام المذكور والتي شارك فيها حوالي 300 رياضي من حوالي 15 دولة تنافسوا في 43 مسابقة ضمن 9 رياضات مختلفة كان من أشهرها ألعاب القوى والسباحة وبعد أكثر من قرن من الزمان أقيمت مرة أخرى دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية في أثينا سنة 2004م وشارك فيها أكثر من 10 آلاف رياضي من 202 دولة تنافسوا في 28 لعبة مختلفة منها ألعاب القوى ورفع الأثقال والمصارعة والملاكمة والجمباز والسباحة والتجديف وكرة الماء وكرة القدم وكرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة والخماسي الحديث والفروسية والجودو والتايكوندو وتعتبر دورات الألعاب الأوليمبية هي أشهر وأكبر وأهم الدورات الرياضية في التاريخ القديم والحديث .
وتضم اليونان العديد من المعالم التاريخية أهمها الأكروبوليس وهو قلعة إغريقية مهمة تعد إحدى أشهر معالم أثينا واليونان قاطبة والبارثينون هو معبد الآلهة أثينا ويوجد أعلي هضبة الأكروبوليس كما تضم أثينا أيضا معبد الأجورا وهو معبد إغريقي ما زال محافظاً على جزء كبير من بنائه وسور المدينة القديم والذى يسمي كيراميكوس وهو يشمل عدة بوابات وتلة بنيكس وهي تلة تقع غرب الأكروبوليس وكانت مكان إجتماع العامة للتشاور في العصور القديمة ومسرح ديونيسوس والذى كانت تعرض عليه العروض المسرحية كما تضم المدينة عددا من المتاحف منها متحف الآثار الوطني في وسط أثينا وهو أكبر متحف أثري في البلاد وواحد من أهم المتاحف دوليا حيث أنه يحتوي على مجموعة واسعة من الآثار والتحف وتغطي فترة زمنية يزيد عمرها عن 5 آلاف سنة من أواخر العصر الحجري الحديث حتى فترة اليونان الرومانية ومتحف الفن البيزنطي المسيحي وهو أحد أهم متاحف الفن البيزنطي ومتحف أكروبوليس والذى إفتتح عام 2009م بديلا عن المتحف القديم والذى كان بنفس الإسم وقد أثبت المتحف أنه مكان جذب كبير فقد زاره ما يقارب من مليون شخص خلال فترة الصيف مابين شهرى يونيو وأكتوبر عام 2009م ومتحف بيانكي والذى تأسس عام 1931م على يد جامع التحف الفنية انطونيوس بيناكي بعدما تمكن من جمع مجموعة من التحف الثمينة على مدار 36 سنة ووهبها إلى الدولة اليونانية في حفل حاشد عظيم حضره رئيس الجمهورية أنذاك الكسندروس زيميس كما أنه يوجد عدد آخر من المتاحف الصغيرة والمملوكة للقطاع الخاص التي تركز على الثقافة اليونانية وفنونها وبالإضافة إلي ماسبق تضم اليونان معابد عديدة أخرى منها معبد هريون في الأوليمب والذي بني عام 640 ق.م ومعبد ديمتريا في بستومو والذى بني عام 530 ق.م ومعبد أبولون في دلفي والذى بني عام 530 ق.م .
ويعد معبد البارثينون هو أهم المعالم التاريخية والسياحية في أثينا بصفة خاصة وفي اليونان بصفة عامة وهو معبد إغريقي بني علي جبل الأكروبوليس ويعتبر من أفضل نماذج العمارة الإغريقية القديمة وقد قام الإغريق ببناء هذا المعبد في الفترة ما بين عام 447 ق.م وعام 432 ق.م وقد صممه المهندسان الإغريقيان أكتينوس وكاليكراتس وهما معماريان يونانيان عاشا في القرن الخامس قبل الميلاد وقام كل منهما بتصميم بعض المعابد الشهيرة في بلاد اليونان وأشرف على أعمال النحت به النحات الإغريقي الشهير فيدياس وقد كان يشار له أحيانا بإسم معبد مينرفا وهو الإسم الروماني لأثينا وفي حوالي عام 500م تحول المعبد إلى كنيسة مسيحية وبعد إستيلاء القوات التركية المسلمة على المدينة في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي أضحى المعبد مسجدا وفي عام 1687م أصيب البارثينون بأضرار جسيمة عندما حاول الفينيسيون وهم سكان مدينة فينيسيا أو البندقية الإيطالية الإستيلاء على أثينا فقد كان الأتراك يستخدمون المبنى كمخزن للبارود في ذلك العهد وأدى إنفجار البارود الذى كان مخزنا به إلى هدم الجزء الأوسط من المبنى وقد نقلت معظم بقايا المنحوتات إلى متحف الأكروبوليس في أثينا والمتحف البريطاني في لندن حيث قام اللورد الإنجليزي أولجين عام 1803م بنزع كل اللوحات المنقوشة من معبد البارثينون ونقلها إلى متحف لندن وبالتالي لم يبق من مباني المعبد غير أطلال .
وقد تم بناء معبد البارثينون من رخام جبل بنتليكوس الغنى بعنصر الحديد والتي تقع علي بعد حوالي 18 كيلو متر من أثينا وقد بلغ طوله 228 قدما أى حوالي 70 مترا وعرضه 101 قدم أى حوالي 31 مترا وإرتفاعه 65 قدما أى حوالي 20 مترا وقطر أعمدته الدورية 1.9 متر و طولها 10.4 متر وتوجد على واجهة البناء ثمانية أعمدة و ثمانية أخرى في مؤخرته وعلى كل جانب من الجانبين كان عدد الأعمدة 17 عمود وقد ظهرت في هذا المعبد عدة مبتكرات ومعالجات معمارية جديدة على العمارة اليونانية منها أنه يصل القطر العلوى للعمود ثلاثة أرباع قطره عند أسفل البدن لكي يبدو شكل العمود متناسقا ولتفادى ظهور العمود نحيفا أو سميكا كما كانت أعمدة الأركان أكثر سمكا من باقى الأعمدة لتفادى خداع النظر بأن تظهر هذه الأعمدة أصغر من الأعمدة الوسطية كما كانت المسافة الفاصلة بين عمود الركن والعمود التالى له تقل من كل جانب حوالي 24 بوصة أى حوالي 60 سم عن غيرها من المسافات وذلك لإيجاد تناسب بين أعمدة الزوايا وباقى الأعمدة كما تم مراعاة أن تميل الأعمدة للداخل ميلا بسيطا عن معدل إقامتها رأسية لإحداث نوع من التعادل مع ميل الخطوط الرأسية وروعي أيضا أن تكون مساحة البلاطة الملساء الوسطى في الإفريز أكبر حجما من غيرها تجنبا لخداع النظر مع عمل ميل لجمالون كرانيش المعبد نحو الداخل بحوالي 13.5 درجة وهي درجة ميل لا تسمح بأن تلقى الكرانيش بظلها على المنحوتات الموجودة داخله كما روعي أن تكون جميع الخطوط الأفقية في مبنى المعبد منحنية قليلا إلى الأعلى وهذا الإنحناء كاف لرؤية هذه الخطوط مستقيمة وذلك لمنع رؤيتها وكأنها منحنية للأسفل تلك الرؤية التي تحدث دائما عند النظر إلى الخطوط الأفقية الطويلة وقد إتبعت هذه المبتكرات والمعالجات المعمارية والتي من شأنها تصحيح أخطاء البصر في كل المباني التي شيدت فيما بعد .
ويتكون هذا المعبد من أربعة أقسام على عكس المعابد الإغريقية الأخرى فهي تتألف من ثلاثة أقسام فقط وأقسام معبد البارثينون هي القسم الأول وهو عبارة عن المدخل وهو قليل العمق ويتقدمه رواق محمول على 6 أعمدة من الطراز الدوري ثم القسم الأوسط والمقدس ويسمى السلا ويقع هذا القسم خلف المدخل مباشرة وهو عبارة عن قاعة مستطيلة الشكل يبلغ طولها 30.9 مترا وتحتوي على صف من الأعمدة يلتف محاذيا لجدرانها الثلاثة فيقسمها إلى ثلاثة أروقة غير متساوية في العرض والرواق الأوسط هو أعرضها ويتشكل بذلك إطار معماري يحيط بتمثال الآلهة أثينا المصنوع من العاج والذهب وهذا التمثال من أعمال الفنان العظيم فيدياس ويستند على هذه الأعمدة إفريز داخلي أقل إرتفاعا وجدير بالذكر أن الآلهة أثينا هي آلهة الحكمة والقوة والحرب وحامية المدينة عند الإغريق وقد إقترن إسمها بلقب بالاس ولذا فهي أحيانا تسمي بالاس أثينا كما أن الرومان يعرفونها بإسم مينيرفا وتروي الأساطير الإغريقية أن أحد الآلهة أخبر زيوس كبير آلهة الإغريق بأن زوجته ميتس وكانت حاملا منه سوف تلد له ولدا سوف يكون أقوى منه فإبتلع زيوس ميتس ليحول دون تحقيق النبوءة وما أن فعل ذلك حتى أصابه صداع شديد إضطر بعدها إبنه إله الحدادة هيفايستوس من هيرا إلى أن يضربه بفأس على رأسه فشهق وخرجت منه أثينا بكامل لباسها وأسلحتها وهي تصرخ صرخات الحرب ومن ثم أصبحت آلهة الحرب والقوة وحامية المدن كما أنها كانت أيضا مانحة الزيتون إلى البشر ومن أحب الأشياء إليها الزيتون والبومة والديك والثعبان وحيث أنها قد أنعمت على البشر فوهبتهم شجرة الزيتون فلهذا السبب أقيم لها أكبر معبد عرفه الإغريق في تاريخهم وهو معبد البارثينون ويعد عيدها من أهم الأعياد في بلاد الإغريق .
وأما القسم الثالث من المعبد فهو عبارة عن غرفة كانت مخصصة لتخزين وحفظ الهدايا المقدمة للمعبد وهي تحتوي على عدد من الأعمدة الأيونية التي كانت تحمل سقفها وتقع في مستوى منخفض عن مستوى السقف الأساسي للمعبد ويفصلها عن الهيكل المقدس جدار سميك والقسم الرابع والأخير من المعبد فكان يمثل القسم الخلفي للمعبد وهو يشبه القسم الأمامي ويتصل مع القسم المقدس عن طريق مدخل في الجدار الفاصل بينهما هذا وقد زين الإغريق معبد البارثينون بالمنحوتات اللامعة التي كانت تملأ القوصرتين وهما نهايتي السقف المثلثتين حيث زينت القوصرة الشرقية بمناظر توضح ميلاد أثينا بينما عرضت القوصرة الغربية مناظر للحرب الأسطورية بين أثينا وإله البحر بوسيدون من أجل السيطرة على أثينا وعلي إمتداد الجدار الخارجي للسلا وضع إفريز أفقي إشتمل على مشاهد لسكان أثينا بما في ذلك المسؤولين والكهنة والوصيفات والفرسان على ظهور الخيل في الموكب السنوي إحتفالا بميلاد الآلهة أثينا وبالنسبة لسقف المعبد فلا تعرف حتى الآن طريقة تسقيفه وإن كان هناك ما يؤكد وجود السقف الذى يشير إليه وجود 4 نقاط إستنادية في المعبد من الداخل يرجح أنها كانت هي نقاط إرتكاز وتحميل السقف علي أعمدة المعبد والتي يمكن رؤيتها والتعرف عليها بشكل واضح .
وحول قمة الجدار الخارجي للمعبد إصطفت فوق الأعمدة سلسلة من اللافتات المنحوتة سميت الميتوبات رسمت عليها مناظر للمعارك الأسطورية الشهيرة بين الآلهة وسلالة من العمالقة وبين الإغريق والأمازونيات وهم شعب من المقاتلات النساء كن أول من سخر الحصان لأغراض القتال كما تروي الأسطورة وقد أوضحت هذه اللافتات أيضا مناظر من حرب طروادة التي كانت بين الإغريق الذين حاصروا هذه المدينة التي تقع في آسيا الصغرى أو تركيا حاليا ودام الحصار حوالي عشر سنين وهذه الحرب تعد واحدة من أشهر الحروب في التاريخ وذلك لخلودها في ملحمتي هوميروس الإلياذة والأوديسة اللتان تحدثتا عن بعض أحداثها ففي الإلياذة رويت أحداث السنة التاسعة من الحرب وهي سنة غضب القائد الإغريقي آخيل وفي الأوديسة رويت الكثير من الأحداث السابقة لهذه الحرب وتروى الأسطورة أنه لما طال أمد الحصار لجأ الإغريق إلي خدعة بارعة وهي حصان طروادة وهو عبارة عن حصان خشبي ضخم وأجوف إختبأ داخله عدد من المحاربين الإغريق الأشداء وفي الوقت نفسه أوحي باقي الجيش لسكان المدينة بأنهم قد فكوا عنها الحصار ورحلوا وقبل الطرواديون الحصان على أنه عرض سلام وأقنعهم جاسوس إغريقي بأن هذا الحصان هدية من جيش الإغريق وصدق الطرواديون هذه الخدعة وأقاموا الإحتفالات برفع الحصار وإبتهجوا وشربوا الخمر فلعبت برؤوسهم وهنا خرج جنود الإغريق من الحصان داخل المدينة وفتحوا بواباتها للسماح لبقية الجيش بدخولها فنهبت المدينة بلا رحمة وحرقت وتم قتل كل الرجال وأخذ كل النساء والأطفال كسبايا وعبيد .
|