بقلم الدكتور/ محمود رمضان
تَذْرِفُ مُقْلَتَاي الدَّمْعَ عَلَى وَطَنٍ مِنْ صَخْرٍ وَطِين
جَامِدُ القَلْبِ متيبس الأَطْرَاف وَمُنْكَسِر الأَلَمِ حَزِين
وَسَمَهُ بِالنَّارِ كَالحَلَالِ حِينَ يُمَيِّزُهَا الوخذ تئن سِنِين
صَحْرَاءُ الجُرْحِ شَاسِعَة وَالقَيْظ يُلْهِبُ الهَوَاءَ حَنِين
يُمَزِّق النشاب كُلٌّ شَارِدَة بِالهَيْمَاءِ ولظمأها سِرٌّ دَفِين
إِنْ ظَلَمَ النُّوقَ بِحَجْبِهَا عَنْ الحِوَارِ لَنْ يَقْهَرُ صُبُرَ جَمَلَيْن
أَيْنَ الحِكْمَة يَا وَطَنٌ؟!
لِمَ التَّشَرْذُم فَالجَمْعُ يَنْتَهِجُ طَرِيقَيْنِ مُتَوَازِيَيْن؟!
أَيًّا سَفِينَةُ الصَّحْرَاءِ يَا جَبَلَ قمْتُهُ سَنِمَ يَقْهَر السنادين
كَمْ مِنْ رَحًى دارَت فِي حقب اِلْزَمْنَ بِقُوَّةِ اليَدَيْن
إِنْ جَفَتْ مِيَاه البَادِيَةِ وَطُوِيَتْ عُيُون كُلُّ بِئْرٍ مَعَين
سَيَهْطِلُ المَطَرُ وَتُنَبِّتُ الأَعْشَابُ وَيَفُوحُ عَطَّرَ اليَاسْمِين
وَتُشَرِّقُ الشَّمْسُ مُودِعَةً عَتْمَةَ اللَّيْلِ الطَّوِيلِ المُهِين
يَزُولُ فَجْرَ الخِصَامِ المُرُّ عَلْقَمَةُ كَانَ ضَعِيفَ البَرَاهِين
مَا أَصْعَب أَنْ يُحَلِّقَ الطَّائِرُ بِلَا أَجْنِحَةٍ بِلَا قَرِينٍ
أَيُّهَا السَّاقِيَ اِسْقِنِي مَنْ نَبَعَ الْعُرُوبَة كَأْسُ يَقِين
|