الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

متحف اللوفر

متحف اللوفر
عدد : 09-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com

متحف اللوفر من أهم المتاحف الفنية في العالم ويقع على الضفة الشمالية لنهر السين في باريس عاصمة فرنسا وهو يعد أكبر صالة عرض للفن عالميا وبه العديد من الآثار المصرية التي تم نقلها إلي فرنسا خلال فترة الحملة الفرنسية على مصر مابين عام 1798م وحتي عام 1801م وكان في الأصل عبارة عن قلعة تم بناؤها عام 1190م علي يد الملك فيليب أوجوست والذى حكم فرنسا لمدة 43 عاما من عام 1180م وحتي عام 1223م تحاشيا للمفاجآت المقلقة التي من المحتمل أن تتعرض لها مدينة باريس كأن تتعرض لهجوم معادى مفاجئ أثناء فترات غيابه الطويلة في الحملات الصليبية الموجهة لبيت المقدس والشام كأحد قوادها وكشريك أساسي للملك ريتشارد قلب الأسد ملك إنجلترا وفريدريك بربروسا ملك ألمانيا وإمبراطور الدولة الرومانية المقدسة وقد أخذت القلعة إسم المكان الذي شيدت عليه لتتحول لاحقا إلى قصر ملكي عرف بإسم قصر اللوفر قطنه ملوك فرنسا وكان آخر من إتخذه مقرا رسميا الملك لويس الرابع عشر الذي غادره إلى قصر فرساي عام 1672م والذى يقع في منطقة فرساي الواقعة على بعد عشرين كيلومتر إلى الجنوب الغربي من مدينة باريس ليكون مقر الحكم الجديد تاركا اللوفر ليكون مقرا يحوي مجموعة من التحف الملكية والمنحوتات على وجه الخصوص والتي كان قد بدأ في جمعها الملك فرانسوا الأول الذى حكم فرنسا بين عام 1515م وعام 1547م حيث قام بجمع مختارات فنية جديدة لتكون نواة هذا المتحف والتي كان من أهمها مجموعة مكونة من 12 لوحة فنية ثم تابع إبنه وخليفته الملك هنري الثاني والذى حكم فرنسا بين عام 1547م وعام 1559م وزوجته كاترين دى ميديتشي عملية إثراء المجموعة بأعمال مميزة وواصل بعد ذلك الكثير من الحكام والملوك غيرهم هذا الأمر وفي عام 1692م شغل المبنى أكاديميتان للتمثيل والنحت والرسم والتي إفتتحت أولى صالوناتها عام 1699م وقد ظلت تشغل المبنى طوال حوالي 100 عام حتي أعلنت الجمعية الوطنية الفرنسية عام 1793م خلال فترة الثورة الفرنسية التي بدأت عام 1789م أن اللوفر ينبغي أن يكون متحفا قوميا لتعرض فيه روائع الأمة الفرنسية العريقة وليفتتح اللوفر كمتحف في يوم 10 أغسطس عام 1793م .

ويعد متحف اللوفر أكبر متحف وطني في فرنسا ومن أكثر وأشهر المتاحف التي يرتادها الزوار في العالم وفي عهد الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران والذى تولي رئاسة الجمهورية الفرنسية لفترتين متتاليتين وكانت الفترة الأولي من عام 1981م حتي عام 1988م والفترة الثانية من عام 1988م حتي عام 1995م خضع هذا المتحف العريق إلى عمليات إصلاح وترميم وإعادة تأهيل وتوسعة كبيرة كما تمت صيانة أعمدته ونحت واجهته المطلة على نهر السين كما يمتد المتحف ليشمل الساحات التي تقع خارج حدود القصر وتحيط به بالإضافة إلى كونه متصلا بمتحف الفنان الفرنسي الشهير يوجين دولاكروا المطل على مشارف حديقة التويلرى التي تعد أقدم حديقة في باريس وهو رسام فرنسي من رواد المدرسة الرومانسية الفرنسية ولد عام 1798م وتوفي عام 1863م وله العديد من اللوحات الفنية والتي من أشهرها لوحة الحرية تقود الشعب التي رسمها عام 1830م وهي لوحة زيتية قام برسمها إحياءا لذكرى ثورة يوليو عام 1830م الفرنسية التي قادتها المعارضة الليبرالية للإطاحة بالملك شارل العاشر وإعادة الجمهورية الفرنسية وتجسد اللوحة آلهة الحرية كإمرأة حاملة لراية الثورة التي لا تزال العلم القومي لفرنسا بيد وبندقية باليد الأخرى وتقود الشعب إلى الأمام على جثث الذين سقطوا وترمز آلهة الحرية إلى ماريان وهي الشعار الوطني للجمهورية الفرنسية وتعتبر هذه اللوحة رمزا جمهوريا وديمقراطيا ومن أعماله أيضا لوحة نساء جزائريات والتي رسمها عام 1834م وهذه اللوحة تعرض ثلاث شابات يرتدين فستان داخلي ضبابي كثير الزخارف جالسات على الحصير وهن متكآت على الوسائد الموضوعة على الأرض وتظهر معهن إمرأة سوداء يبدو أنها خادمة تقف إلي جوارهن ولوحتي طنجة وصيد الأسود اللتان رسمهما عام 1838م ولوحة سلطان المغرب التي رسمها عام 1845م والتي يبدو فيها تأثره الشديد برحلته إلى شمال قارة أفريقيا خلال عام 1832م ويستقبل المتحف حوالي 15 ألف زائر يوميا 70% منهم من السياح الأجانب وتقول الإحصائيات إن هذا المتحف قد حظي في عام 2016م بزيارة حوالي 7.3 مليون زائر وهو أكبر عدد من الزوار وصل إليه المتحف منذ إفتتاحه محتلا بذلك المرتبة الأولى عالميا كمزار سياحي من حيث عدد الزائرين في عام واحد .

ومتحف اللوفر ينقسم إلي عدة أجزاء حسب نوع الفن وتاريخه ويبلغ مجموع مساحة قاعاته نحو 13 كيلومتر مربع وهي تحتوي على أكثر من مليون قطعة أثرية وفنية في المجموع ولكن بالطبع ليست كل هذه المجموعة مسموح بعرضها للزائرين حيث يشمل المتحف مجموعة رائعة من الآثار الإغريقية والرومانية والمصرية ومن حضارة بلاد الرافدين العريقة والتي يبلغ عددها 5664 قطعة أثرية بالإضافة إلى لوحات فنية مرسومة وتماثيل منحوتة يرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر الميلادي وعلي سبيل المثال فإن المتحف يضم أكثر من 50 ألف قطعة من الآثار المصرية القديمة والتي حصلت عليها فرنسا خلال فترة الحملة الفرنسية على مصر وتشمل قطع لحضارات النيل التي تعود إلى 400 سنة قبل الميلاد والعديد من القطع التي تعود إلى الحياة المصرية الممتدة منذ عصر الدولة الفرعونية القديمة والوسطى والحديثة وفنون العصر البطلمي والعصر الرومكاني والعصر القبطي وذلك إلي جانب الآثار اليونانية والرومانية والبيزنطية التي تضم قطعاً من حوض البحر الأبيض المتوسط والتي يعود تاريخ بعضها إلى العصر الحجري بمراحله المختلفة ومنها تمثال فينوس دي ميلو وهو من أشهر التماثيل الكلاسيكية القديمة المنحوتة من الرخام وتنسب إلى ميلوس وهي إحدى جزر بلاد اليونان التي تم نحتها بها وتم إكتشافه عام 1820م بواسطة أحد المزارعين اليونانيين في أحد الكهوف بالجزيرة المذكورة ويميزه عدم وجود ذراعيه بالإضافة إلي معروضات من الفن الإسلامي من السيراميك والزجاج والحديد والخشب والعاج والنحاس والسجاد والمنسوجات والمنمنمات وتشمل أكثر من 5000 عمل .

ويحتوي متحف اللوفر على عدد من الصالات يبلغ عددها حوالي 394 صالة عرض حيث يوجد بالطابق تحت الأرض عدد 11 صالة عرض منها على الجانب الأيمن من هذا الطابق قاعة إسلامية فيها قطع أثرية إسلامية تعكس الفن الإسلامي وقطع أثرية يونانية ورومانية وقطع أثرية مصرية وقبطية والعديد من القطع الأثرية من دول شرق البحر المتوسط وعلى الجانب الأيسر منه توجد قاعة مؤقتة تحتوي على منحوتات أما في المنتصف فتوجد قاعة مؤقتة لعرض التاريخ وبالطابق الأرضي عدد 102 صالة عرض حيث يوجد في منتصفه جناح سولي الذى يوجد فيه العديد من القطع الأثرية المصرية والقطع الأثرية الإسلامية أما على جانبه الأيسر فيوجد قسم يسمي ريتشيلو وتوجد فيه صالتان للعرض الأولى لعرض منحوتات فرنسية ترجع إلى القرن الخامس عشر حتى القرن الثامن عشر الميلادى والصالة الثانية لعرض المنحوتات الفرنسية وعلى جانبه الأيمن نجد جناح دينون الذي يشمل منحوتات من شمال أوروبا ومنحوتات إيطالية والعديد من القطع الأثرية اليونانية والرومانية وبالطابق الأول عدد 208 صالة عرض حيث يوجد في منتصفه صالةٌ تحتوي على قطع أثرية مصرية وقطع إسلامية وفي الجانب الأيمن من الطابق توجد رسومات تعود لأصل إنجليزي وبعضها من أصل أسبانيٍ وأخرى من أصلٍ فرنسي أما الجناح المسمي ريتشيلو أيضا فيحتوي في الجهة اليسرى منه على بعض من الفنون الزخرفية التي يعود أصل بعضها للعصور الوسطى وعلى بعض الأشياء التي تعود لنابليون بونابرت وبالطابق الثاني عدد 73 صالة عرض وفيه أيضا جناح إسمه جناح ريتشيلو ويحتوي على رسومات من أصل ألماني يعود تاريخها للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين ورسومات أخرى من أصلٍ هولنديٍ وفلاندرزيٍ يعود تاريخها للقرن السابع الميلادى وغيرها كما توجد بهذا الجناح الكثير من اللوحات الفرنسية التي تعود للقرنين الرابع عشر والسابع عشر الميلاديين .

وللدخول إلي متحف اللوفر فإن الزائر يدخل من خلال هرم زجاجي ضخم تم إفتتاحه في عام 1999م وكان قد بدأ تصميمه بتكليف من الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران في عام 1984م وقد صممه المهندس المعماري الأمريكي إيو منج بي وتم بناؤه بالكامل من شرائح الزجاج ويصل إرتفاعه إلى 21.6 مترا أي حوالي 71 قدما وقاعدته مربعة الشكل طول ضلعها 35 مترا أى حوالي 115 قدم وهو يتألف من 603 قطاع على شكل المعين و70 قطعة زجاج ثلاثية وقد نفذ أعمال البناء في قاعدة الهرم واللوبي تحت الأرض شركة البناء فينشي وقد تكرر هذا التصميم في عدة متاحف أخرى أبرزها متحف العلوم والصناعة في شيكاغو بالولايات المتحدة الأميريكية والمهندس إيو منج بي يحمل الجنسية الأميريكية ولكن له جذور صينية ولكنه درس في معاهد وجامعات أمريكا كما أسس عمله ومكتبه الهندسي فيها ومن أبرز مشاريعه وإنجازاته إلي جانب هرم متحف اللوفر متحف ميهو في اليابان ومبنى مكاتب شركات ماستركارد في نيويورك وقاعة مشاهير الروك آند رول في كليفلاند بأمريكا والمتحف الوطني للفنون والذى يسمي مبنى الشرق في العاصمة الأميريكية واشنطن والذي حاز علي جائزة البريتزكر عام 1983م وهي جائزة تمنح سنويا لتكريم أحد المعماريين المتميزين الذين لا زالوا على قيد الحياة وبدأت منذ عام 1979م وقد بدأها جاي بريتزكر وزوجته سيندي وما زالت عائلته المالكة لسلسلة فنادق هيات ريجنسي هي التي تديرها حتى الآن كما أنها تعتبر الجائزة الأكبر والأهم في مجال الهندسة المعمارية في العالم وغالبا ما يشار إليها بإسم جائزة نوبل للهندسة المعمارية وهذه الجائزة تمنح بغض النظر عن الجنسية أو العرق أو العقيدة أو الأيديولوجية ويتلقى الفائز بها مبلغ 100 ألف دولار أميريكي وشهادة تكريم بإسمه ومنذ عام 1987م أضيف إليها ميدالية تذكارية برونزية .

وكان السبب الأساسي في إنشاء هذا الهرم واللوبي أسفله هو سلسلة من المشاكل التي حدثت في منطقة المدخل الرئيسي الأصلي للمتحف حيث أن هذا المدخل لم يعد قادرا على التعامل مع العدد الهائل من الزوار يوميا مما يحدث زحاما شديدا وبإنشاء هذا الهرم يدخل الزوار من خلال الهرم هبوطا إلي ردهة فسيحة ثم يعودون صعودا داخل مباني متحف اللوفر الرئيسية وقد كانت خطة المهندس إيو منج بي تقتضي بتوزيع الناس على نحو فعال إلى وجهات لا تعد ولا تحصى ضمن شبكة جوفية واسعة بدلا من إلتقائهم وتجمعهم بشكل مركزي ومكثف في مكان ضيق وقد أثار إنشاء هرم متحف اللوفر الكثير من الجدل عند بدء المشروع خاصة وأن تصميمه كان ضمن نظم حديثة للغاية بينما أبنية متحف اللوفر الأخرى تتحدث عن تقاليد وعراقة ومجد التاريخ الفرنسي هذا ومن أهم قاعات متحف اللوفر والتى يتم الوصول إليها من خلال الهرم الزجاجي القاعة الكبرى التي شيدت في القرن السابع عشر الميلادى وتحتوي على العشرات من اللوحات النادرة لعباقرة الرسامين العالميين خاصة فناني عصر النهضة الإيطالية مثل ليوناردو دافينشي ومايكل أنجلو وروفائيل سانزيو وغيرهم وتتصدرها تحفة ليوناردو دا فينشي الموناليزا الشهيرة التي رسمها عام 1503م وأيضا من روائع لوحات القاعة لوحة وجه فرانسوا الأول ملك فرنسا للرسام تيتسيانو فيتشيليو المشهور بإسم تيتيان والذى ولد في مدينة البندقية بإيطاليا عام 1488م وعمر طويلا حيث توفي عام 1576م عن عمر يناهز 88 عاما وهو يعد زعيم مدرسة البندقية في الرسم ورائد الفن التصويري في القرن السادس عشر الميلادى وقد نال رعاية عدد كبير من النبلاء الإيطاليين وملوك أوروبا المعروفين كما كان لفترة من الزمن إمتدت بضع سنوات رسام البلاط لدى الإمبراطور الفرنسي شارل الخامس أو شارلكان وقد أنتج هذا الرسام عددا كبيرا من الأعمال الفنية وقد تميز بمهارته وبراعته في إستعمال الألوان وإلى اليوم ما تزال درجة من اللون الأحمر الصفراوي الذي كان يستعمله أحيانا لرسم شعر أشخاصه وبخاصه النساء تعرف بإسم أحمر تيتسيانو أو حمرة تيتيان وقد بيعت إحدى لوحاته وهي لوحة موت آكتيون بأكثر من 2 مليون جنيه إسترليني في أحدِ مزادات لندن عام 1971م وإلي يمين القاعة الكبرى هناك قاعة ضيقة معروض بها بعض لوحات الرسام الفرنسي المعروف تولوتريك الذي إقترن إسمه بمقهى المولان روج الشهير بالعاصمة الفرنسية باريس .

وفي قاعة أخرى من المتحف يمكن مشاهدة لوحة زيتية شهيرة هي لوحة تتويج الإمبراطور نابليون الأول للرسام جاك لوى دافيد الذي كان يعتبر الرسام الرسمي للإمبراطور نابليون بونابرت وتبلغ أبعاد اللوحة 10 أمتار طولا و6 أمتار عرضا وقد تم هذا التكليل والتتويج بالفعل في كاتدرائية نوتردام في باريس كإشارة من نابليون ليظهر أنه إبن الثورة الفرنسية وقد تم إعطاء الأمر بالبدء في هذه اللوحة من قبل نابليون من خلال أمر شفوي صدر في شهر سبتمبر عام 1804م وسميت اللوحة رسميا بإسم تكريس الإمبراطور نابليون الأول وتتويج الإمبراطورة جوزيفين في كاتدرائية نوتردام في باريس في يوم 2 ديسمبر عام 1804م وقد بدأ جاك لوي دافيد بتنفيذ اللوحة في يوم 21 ديسمبر عام 1805م في الكنيسة السابقة لكلية كلوني بالقرب من جامعة السوربون بباريس وقام بمساعدته تلميذه الفنان جورج روجي وقد قام بوضع اللمسات النهائية لهذه اللوحة في شهر نوفمبر عام 1807م وتم خلال الفترة من يوم 7 فبراير إلى يوم 21 مارس عام 1808م عرض اللوحة في بهو عرض اللوحات السنوي وقد بقيت هذه اللوحة من ممتلكات الفنان جاك لوى دافيد حتي عام 1819م عندما تم نقلها إلى المتحف الملكي الفرنسي حيث تم الإحتفاظ بها هناك وفي عام 1869م تم نقل اللوحة إلى متحف اللوفر .

ويحتوي المتحف أيضا على تمثال البيليجورا وهو الذي إستخدم في فيلم البيليجورا شبح اللوفر كما يحتوي المتحف أيضا على تمثال من أروع أعمال مايكل أنجلو أحد أكبر فناني عصر النهضة في إيطاليا والذى يسمي العبد المحتضر والذى يرجع تاريخ إنجازه لما بين عام 1513م وعام 1516م وهو مصنوع من الرخام ويبلغ طوله 2.28 متر وهو معروض في متحف اللوفر في فرنسا منذ إفتتاحه بعد الثورة الفرنسية في عام 1793م ولا يملك أحد معرفة كاملة عن فكرة هذا العمل الفني لمايكل أنجلو ولكن من خلال ملامح التمثال الجميلة يجنح الباحثون لتصويره على أنه تقديم للروح البشرية المقيدة بالملذات الأرضية والمسجونة بالغلاف الجسدي ويضم المتحف أيضا العديد من الأثار الشرق أوسطية والتي قام الأوروبيون بسرقتها خلال حملاتهم الصليبية والإستعمارية على مدار القرون حيث يتم عرضها حاليا في المعرض منها عدد 92 قطعة ومنحوتة من آثار حضارة مملكة تدمر بسوريا والتي يعود تاريخها إلى القرون الأولى بعد الميلاد وقد حصلت إدارة المتحف على القسم الأكبر منها قبل وخلال مرحلة الإنتداب الفرنسي على سوريا ومن بينها تماثيل نصفية ومنحوتات ذات طابع عائلي تصور رب أسرة مع عائلته وغالبا ما يبدو رب الأسرة كسيد مستلق على سرير فخم وحوله زوجته وأولاده وقد أطلق مؤرخو الفن على هذا النوع من المنحوتات إسم مشهد الوليمة أو المأدبة الكبرى وذلك بالإضافة إلي مجموعة من النقود التدمرية التي جمعها عالم المسكوكات فيليسان دي سولسي هذا وقد كتب عن هذا المتحف العديد من الروايات المشوقة من أهمها رواية شيفرة دا فينشي تلك الرواية الرائعة للكاتب الأميريكي العالمي دان براون والتي تم بيع ملايين النسخ منها كما تم ترجمتها إلى أكثر من 50 لغة عالمية وصنفت على رأس قائمة الروايات الأكثر مبيعا في قائمة صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية وتدور أحداث هذه الرواية في حوالي 600 صفحة في كل من فرنسا وبريطانيا وهي تبدأ بالتحديد من متحف اللوفر الشهير عندما يستدعي عالم أميريكي يدعى الدكتور روبرت لانجدون أستاذ علم الرموز الدينية في جامعة هارفارد على أثر جريمة قتل وقعت في متحف اللوفر لأحد القائمين على أمر المتحف وسط ظروف غامضة وذلك أثناء تواجده في باريس لإلقاء محاضرة ضمن مجاله العلمي ويكتشف لانجدون ألغاز تدل على وجود منظمة سرية مقدسة إمتد عمرها إلى مئات السنين وكان من أحد أعضائها البارزين العالم مكتشف الجاذبية إسحاق نيوتن والعالم الرسام ليوناردو دافينشي وتدور أغلب أحداث الرواية حول إختراعات وأعمال دافينشي الفنية ومن أحداثها أيضا أنه يكتشف لانجدون والفرنسية الحسناء صوفي نوفو خبيرة فك الشفرات والتي يتضح لاحقا أن لها دور كبير في الرواية سلسلة كبيرة من الألغاز الشيقة والمثيرة والتي تستدعى مراجعة التاريخ لفك ألغازه وسط مطارده شرسة من أعضاء منظمة كاثوليكية تسعى للحصول على السر وقد أثارت هذه الرواية ضجة كبيرة وجدلا واسعا حين صدورها ووصل الأمر إلى حد منعها من الدخول إلى عدة دول منها الفاتيكان والذي إعترض إعتراضا شديدا على محتوياتها ومضمونها ذلك لأنها تتناول علاقة السيد عيسي المسيح بمريم المجدلية بطريقة منافية لما هو مذكور بالكتب المقدسة كما منعت الرواية أيضا من دخول بعض الدول الأوروبية وبعض الدول العربية مثل لبنان والأردن .

وبلا شك أنه من أبرز مقتنيات متحف اللوفر لوحة الموناليزا للفنان والرسام الإيطالي الشهير ليوناردو دافينشي والذى يعد من أبرز فناني عصر النهضة والذى ولد عام 1452م وتوفي عام 1519م والذى كان موسوعيا موهوبا في أكثر من مجال حيث كان رساما ومهندسا وعالم نبات وعالم خرائط وجيولوجيا وموسيقيا ونحاتا ومعماريا وعالما ولذا فهو يعتبر أحد أعظم عباقرة البشرية وربما كانت عبقريته هذه هي التي ميزته أكثر من أي شخصية أخرى كانت هي التجسيد الإنساني المثالي لعصر النهضة ولذلك فكثيرا ما وصف ليوناردو بأنه رجل ذو فضول جامح وأنه رمز ومثال حي لرجل عصر النهضة وبلا شك أيضا فإن هذه اللوحة هي إحدى أكثر اللوحات شهرة على الإطلاق علي مستوى العالم حيث يسافر الناس من مختلف أنحاء العالم ليحظوا بنظرة خاطفة عليها ويتأملوا إبداعها وجمالها وخلال حكم الإمبراطور نابليون بونابرت قام بتعليق هذه اللوحة في غرفة نومه الخاصة وكانت تلك هي المرة الأولى التي تم فيها تعليق اللوحة على حائط منذ وقت طويل وما لا نعرفه عن هذه اللوحة أنها ليست كبيرة الحجم كما يتخيلها الجميع حيث تبلغ أبعاد اللوحة 77 في 53 سنتيمتر فقط ونظرا لأهمية هذه اللوحة فهي محاطة بحاجز من الزجاج المضاد للرصاص في بيئة يتم التحكم بمناخها وتحظى بحراسة خاصة ومحمية بحاجز من الزجاج المضاد للرصاص أيضا بالإضافة إلى مجموعة أخرى من التدابير الأمنية الشديدة وقد تعرضت هذه اللوحة للسرقة في عام 1911م من قبل رجل إيطالي يدعى فينتشنزو بيروجيا وقد تم إعادتها مجددا إلى المتحف بعد عامين فقط وما زالت هوية لوحة الموناليزا وتسمي أيضا الجيوكوندا لغزا محيرا إلى يومنا هذا ولم يتمكن أحد للوصول إلى من هي صاحبة هذه الشخصية التي قام ليوناردو دافينشي بتصويرها بريشته المبدعة أو سر إبتسامتها بهذه الطريقة المرسومة بها ويعتقد الكثيرون بأنّها زوجة فرانشيسكو ديل جيوكوندو حيث أن إسمها الحقيقي باللغة الإيطالية ليزا جيوكوندا ويعتقد آخرون بأنّها إنعكاس لوجه ليوناردو دافينشي في المرآة ومن أعمال دافينشي أيضا المعروضة بمتحف اللوفر لوحة القديس يوحنا المعمدان وهي لوحة زيتية مرسومة على خشب الجوز إكتملت بين عام 1513م وعام 1516م ويعتقد أنها كانت آخر لوحة قام برسمها قبل وفاته بوقت قصير والحجم الأصلي للوحة 69 في 57 سنتيمتر وهذه اللوحة تصور القديس يوحنا المعمدان في عزلته بشعر مجعد طويل وإبتسامة غامضة ويحمل بيده اليسرى صليب ويده اليمنى تشير إلى الجنة ويعتقد الخبراء أن الصليب والفراء الصوفي اللذين ظهرا في اللوحة قد تمت إضافتهما علي اللوحة لاحقا من قبل فنان مجهول .

وجدير بالذكر أنه في عام 2007م تم الإتفاق بين حكومتي كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية علي تأسيس متحف يسمي متحف اللوفر أبو ظبي وليكون أول متحف عالمي في العالم العربي علي مساحة قدرها 24 ألف متر مربع في جزيرة السعديات بأبو ظبي يترجم روح الإنفتاح والحوار بين الثقافات ويكون أحد أهم المؤسسات الثقافية الواقعة في قلب المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات التي لا مثيل لها من حيث الطابع والحجم وقام المهندس المعماري الفرنسي جان نوفل بتصميمه وتم إفتتاحه رسميا مؤخرا في يوم 8 من شهر نوفمبر عام 2017م كما تم إفتتاحه أمام الجمهور في يوم 11 من شهر نوفمبرعام 2017م وقد بلغت تكلفة هذا المشروع أكثر من 100 مليون يورو ووفقا لمسؤولي المشروع فإن هذا المتحف سوف يكون معرضا للآثار الفنية الآتية من جميع أنحاء العالم ذات الأهمية التاريخية والثقافية والإجتماعية القادمة مرورا من أقدم العصور وحتى الزمن المعاصر والهدف الأساسي منه هو أن يكون حلقة وصل بين الفن الشرقي والفن الغربي وقد تسبب موضوع كيفية إستفادة متحف اللوفر في باريس من هذه الإتفاقية لمجادلات ومناقشات ساخنة في العالم الفني وجاء تصميم المشروع بحيث يضم المتحف صالات عرض فنية من ضمنها صالة العرض الدائمة والتي ستعرض المجموعة الفنية الدائمة له والتي ستأخذ الضيوف في رحلة عبر الزمن من أقدم العصور القديمة إلى المعاصرة منها من خلال أعمال فنية تستعرض حضارات مختلفة إلي جانب وجود صالة مخصصة للمعارض المؤقتة وفق أعلى المعايير العالمية كما أن متحف اللوفر أبوظبي سيعمل علي إثراء مجموعته الدائمة من خلال إستعارة أعمال فنية من العديد من المتاحف الفرنسية الشهيرة مثل متحف اللوفر ومتحف أورسيه ومركز بومبيدو ومن خلال تقديم مختلف الحضارات في المتحف والمعارض المؤقتة والفعاليات الفنية سيتم تسليط الضوء لتوضيح أوجه التشابه والتبادلات الناشئة عن التجربة الإنسانية المشتركة التي تتجاوز حدود الجغرافيا والتاريخ والجنسية ويذكر أنه في التصميم الذى قام به المهندس المعمارى نوفل أنه قد إبتكر قنوات مائية تمر من خلال المتحف مستوحاة من الأفلاج وهي نظام الري عند العرب بينما تتميز قمة متحف اللوفر أبوظبي التي إستغرق تشييدها سنتين بتصميمها الهندسي المدروس وهي عبارة عن قبة تغطيها أشكال هندسية عددها 7850 في المجموع بأحجام مختلفة وهي تتيح للإضاءة الطبيعية إختراقها إلى داخل المبنى كالتي تشاهدها عند مرور أشعة الشمس عبر سعف أشجار النخيل المتداخلة التي كان يتم إستخدامها في سقف المنازل العربية البدوية التقليدية لتمنح ظلالا خلابة ولتشكل وابلا من نور داخل المبني وترتفع هذه القبة التي يبلغ وزنها الإجمالي 7500 طن على أربعة أعمدة تفصل بينها مسافة تُقدر ب 110 أمتار وتتوارى داخل ثنايا المتحف بما يمنح شعورا وكأنها معلقة ويصل إرتفاعها عن مستوى الطابق الأرضي وحتى الحافة السفلية للقبة إلى 29 مترا أما أعلى نقطة في القبة فهي على إرتفاع قدره 36 مترا عن مستوى الطابق الأرضي .
 
 
الصور :