الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

اللوتس.. زهرة الحب

اللوتس.. زهرة الحب
عدد : 09-2018
بقلم الدكتور/ محمود رمضان

«الملكة بين الزهور، تلك العروس زاهية الألوان المبهجة، في كامل أناقتها، البيضاء تسر الناظرين، رمز الطهارة والنقاء، وأحياناً تتجلى للناظرين بلون أزرق، ولأنها متجددة، فقد تظهر في مئات الألوان التي تتأرجح برشاقة بين الأزرق والأرجواني، إنها معشوقتي زهرة اللوتس»، التي سكنت في أبيات قصائدي وأشعاري، عشقتها مُذ أن عرفت الحب صغيراً، في الوانها الزاهية يسكن جين العشق الفرعوني"المصري القديم"، هي المعطاءة، المحبة العاشقة للنور، ما إن تشرق الشمس حتى تتفتح أوراقها لتضم ضوء الشمس بحنان بين جنباتها، وما إن تغرب الشمس، تلملم شتات نفسها، وتنكفيء على ذاتها، في انتظار صباح جديد، وتظل على هذا الحال خمسة أيام، وفي اليوم السادس تسقط بتلات الزهرة، ليظهر مكانها قرنة خضراء لبية، تنحني نحو الماء وتلقي بذورها، لتبدأ دورة حياة جديدة.

وهي الطبيبة للأرواح والنفوس المجهدة، فعطرها الجميل المنعش يبعث في النفس نورا وجمالاً، ومنظرها المبهج يضفي على الروح هالات النور والجمال والسحر، وعندما احتار الأطباء في علاج مرض السكر، بحقن الأنسولين تارة، وبأقراص متنوعة تارة أخرى، فقد أشفقت زهرة اللوتس على المرضى، فمنحتهم أوراقها وسيقانها لخفض نسبة السكر في الدم، ولمن يعانون زيادة الكوليسترول أهدتهم جذورها المحتوية على الألياف والكربوهيدرات لضبط مستويات الكولسترول في الجسم، ومستويات السكر في الدم، بالإضافة إلى الحفاظ على بطء وثبات عملية الهضم.

وللفقراء والمحتاجين غير القادرين على شراء أدوية السرطان، فقد أهدتهم بذور زهرة اللوتس مادة neferine التي تقتل الخلايا السرطانية وإحباط انتشارها خصوصاً في الرئة، حتى الجميلات المصابات بحب الشباب، فقناع زهرة اللوتس يعيد للحسناوات بريق وجوههن بعد تخلصهن من حب الشباب.

وسكنت زهرة اللوتس قلوب المصريين منذ أزمان سحيقة، فهي منقوشة على جدران المعابد الفرعونية، وكان ملوك مصر الفراعنة العظماء يمسكون بزهرة اللوتس بأيديهم تقديراً منهم لتلك الزهرة الرائعة، ونادراً ما نجد معابد فرعونية من دون نقوش زهرة اللوتس، وكانت هذه الزهرة تقدم كقرابين خلال الشعائر الجنائزية، وقد وجدت بقاياها تغطي جسد توت عنخ آمون عند فتح تابوته في عام 1922 ، واتخذها جيش مصر شعارًا له في العصور الفرعونية، وعند المصريين القدماء فإن نبتة اللوتس تحاكي النيل في شكله، فأوراقها البحيرات المتفرعة من النيل وساقها مجراه، والزهرة دلتا النيل، واستمر هذا العشق لزهرة اللوتس على مدى مئات القرون، حتى نصل لعصرنا الحالي، فنجد برج القاهرة تعلو قمته زهرة اللوتس، وكذا شعار جامعة عين شمس.

زهرة اللوتس من أهم الزهور المستخدمة في صنع أجمل العطور وأنواع الماكياج, واستخدمها الفراعنة لصنع العطور الملكية والمساحيق المخصصة للحفاظ على الجسم ونضارة البشرة.

في الهند معبد اللوتس، وهو على هيئة زهرة اللوتس، وله تسعة أبواب، يدخل منها 2500 زائر، وهو تحفة معمارية فريدة يجذب إليه 50 مليون زائر سنوياً، معظمهم من طائفة البهائيين، ويقصدونه بهدف التأمل والسلام النفسي، وبه حمام سباحة لمن يهوون التأمل وتحقيق سلامهم النفسي وهم ساكنون في ماء المسبح، فضلاً عن تجسيد تاريخ الهند العريق في هذا المعبد، أيقونة السياحة في الهند.
اللوتس، زهرة برائحة الحب، استنشقوا جمالها تصحوا.
 
 
الصور :