الجمعة, 19 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

النظافة إرادة أم إدارة؟

النظافة إرادة أم إدارة؟
عدد : 10-2018
بقلم الخبير السياحى/ محمود كمال


كنا نعتقد لسنوات عديدة أن النظافة سلوك انسانى متحضر ،وكنا نعتقد أنها إرادة قوية من جميع الاطراف، وكنا نعتقد أنها إدارة عليمة ،لكننا أكتشفنا عكس ذلك وأتضح بشكل جلى أن الانسان النظيف نظيف منذ نشأته نظيف في ملبسه ومظهره وسلوكياته في البيت والشارع وكل الاماكن التي قد يتواجد فيها ، إذا ماذا حدث لنا لنصبح كارهين للجمال وللنظافة حتى أصبحت سمة من سمات الشخصية المصرية الا ما رحم ربى ؟

بالأمس وجدت نفسى في طريقى الى حديقة الأسماك بالزمالك وتذكرت افلام احمد رمزى وفاتن حمامه وكيف كانت حديقة الأسماك التي تزيد مساحتها على عشرة أفدنة وتعتبر معلم من معالم القاهره الجميلة والمهمه التي أنشأها الخديوى إسماعيل عام 1867 أى من اكثر من مائة وخمسون عاما.

ولكم أن تتخيلوا أحواض السمك التي كانت تزيد على خمسة واربعين حوضا تعرض بها أسماك نيلية وبحرية واسماك الزينة ودعونا نأتى للنقطة الأهم والفاصلة والسؤال الى وزارة الاثار المصرية :لماذا التأخر في تطوير مثل هذا الأثر الهام القابع في وسط أهم منطقة بالقاهره واذا كنا لابد أن ننتظر للتمويل اللازم لتطويرها بالشكل اللائق فهذا يقودنا للسؤال الثانى : ماذا عن النظافة ؟ تحتاج حديقة الأسماك الى المزيد من النظافة وخاصة أماكن الجلوس المخصصة للزوار وكل ما نتمناه هو وضع خطة تنفيذية عاجلة تشترك فيها وزارة الاثار ووزارة الزراعة ومحافظة القاهره ، نعرف أن أجندة سيادتكم مليئة بالاعمال ولا توجد مساحة لكل الأشياء ولكن المتابعة الدورية المفاجئة مطلوبة دائما حتى تشهد كل الأماكن الأثرية طفرة على الأقل من ناحية النظافة التي تشعرنا بالخجل كلما مر أحد الأجانب وتعجب لقلة النظافة ، في الحقيقة أننا ننتظر الكثير من وزارة الاثار ، ننتظر تقرير واف عن مستوى النظافة بكل الأماكن الأثرية وعلى رأسها منطقة سقارة كاملة وميت رهينة ودهشور وأهرامات الجيزة وقلعة صلاح الدين وجامع محمد على الذى يحتاج الى جهد عظيم من النظافة والنظافة لا تعنى فقط بلملمة الأوراق من الأرض ولكن النظافة كما ينبغي أن تكون وإعادة النظر في الساعة المهداة من ملك فرنسا لمحمد على والتي لم نراها تعمل منذ زمن بعيد ولا زالت معطلة ، جدران الجامع المغطى بالالبتسر يحتاج الى نظافة والأهم هو إعادة النظر في نظافة القاهرة والجيزة وكل مكان تتطأ فيه أرجل ضيوفنا من المصريين والأجانب.

اللافت للنظر وجود تعليمات على ظهر التصريح الممنوح من وزارة الآثار الى أسر السفراء الأجانب بمصر والذى يسمح لهم بزيارة اغلب المواقع الأثرية مجانا والتعليمات تقول أنه يجب المحافظة على المواقع الاثرية نظيفة وتناسي القائمين على نظافة المواقع الاثرية نظيفة ، وهذا يسبب احراجا اكثر أمام ضيوفنا وأمام طلاب مدارسنا.

تحية تقدير لرئيس الوزراء الذى يتبنى المنظومة الجديدة للنظافة ويضع أرقام للواتس أب لإرسال الصور والفيديوهات الى المسئولين ودعونا نعتبرها نقطة البداية وبداية الانطلاق نحو التطوير الحقيقى الذى ننشده ،

حتى الآن لا أستطيع أن أوجه تحية تقدير إلى المواطنين الذين يبصقون في الشارع ويرمون فضلاتهم من الطعانم والسجائر على الأرصفة .

أتمنى أن نصل الى شكل يليق بنا وبمكانة بلدنا وحضارتها ، أمنيتى ان اجد مواطنا نظيفا وشارعا نظيفا به نظام مرور وتطبيق للقانون يلزم الكل كبيرا وصغيرا باحترام الشارع والرصيف .

وتتبقى رسالة إلى محافظ القاهرة : سلات القمامة المربوطة بإعمدة الإنارة بشوارع وسط البلد غير لائقة من حيث المظهر ولابد أن نرتقى باختيار اماكن مناسبة لوضع مجموعة من السلات المخصصة لإعادة التدوير على أن تكون شفافة للدواعى الأمنية وأثق فى كفاءة المسئولين على وضعها بشكل جمالى وفعال.

ورسالتى الأخيرة لوزيرى التعليم العالى و التربية والتعليم والهيئة الوطنية للإعلام أن يشتركوا جميعا في حملة يمكن أن نختار لها اسما يحفز على المشاركة كمثال : "مصر كما نتمناها"

المهم هو التحرك بمنهجية تليق بمكانة مصر ، بيننا كثير من الناس المحترمين الذين لا يستعملون آلة التنبيه مطلقا إلا عند الضرورة ولا يرمون أى شيء على الأرض ولا يبصقون عليها ويحبون الجمال والنظافة.
النظافة ليست مسألة غنى أو فقر بل مسألة إرادة وإدارة .