الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

مرسى مطروح بلد الاعياد
عيد الحصاد

مرسى  مطروح  بلد الاعياد
عيد الحصاد
عدد : 10-2018
بقلم د.عبد العزيز الفضالي

يتميز سكان محافظة مرسى مطروح بحبهم للاحتفالات والأفراح ومن اهم تلك الاحتفالات عيد الحصاد او عيد السياحه حيث تشهد واحة سيوة التي تقع جنوب غرب مرسى مطروح، احتفالات بعيد السياحة، ويطلق عليه أيضا «عيد الصلح» أو «موسم الحصاد»، ويرجع سبب تسميته بأن المجتمع السيوي كان مقسم إلى القبائل أمازيغية، يسكنون جبل الدكرور، وعربية يسكنون السهل، وكان بينهم خلافات وعصبية بسبب النزاع على الأراضي ومشاكل الزراعة وفتن التجار اليهود الى ان حدث التصالح واحتفل به عموم اهل سبوة منذ ما يقرب من 155 عاماً، وصادف ان وقت الصلح كان موسم حصاد الزيتون، والبلح وغيرها من المحاصيل التي تزرع في الواحة، واصبح الجميع يتسابقون في الاعداد للاحتفال، كبارا وصغارا، تجارا وعمالا، الكل يجري الى ساحة الاحتفال بيوم السلام على مدى ثلاثة أيام.

ويروى ان قصة هذا الاحتفال بدأت منذ 155 عاما على يد الشيخ محمد حسن المدني الظافر مؤسس الطريقة المدنية حيث وضع نظاما لذلك العيد، وهو ان يجتمع أهالي سيوة من الرجال والشباب دون أي تمييز بين غني وفقير، وان يكون هدف الجميع السياحة في حب الله، والتفكر وذكر الله، ومن هنا جاء مسمى الاحتفالات بالسياحة حيث يجلس الجميع على الأرض ويتناولون طعامهم، وتكون هذه الجلسة للمصالحة بين الجميع وحل المشاكل بين الأهالي في إطار من الحب والتفاهم.

وبداية الاحتفال تكون دائما بعد موسم جمع الزيتون والبلح في واحة سيوة ويكون دائما في شهر اكتوبر ويتم تحديد موعد الاحتفال في منتصف الشهر العربي حيث يكون القمر متكاملا، ويتوجه جميع أبناء سيوة من الرجال والشباب منذ الصباح الباكر الى الخيام أو الى المنازل القديمة على جبل الدكرور وتبدأ الزيارات بين الاهالي وبعضهم البعض، ويتبادل المتجاورون الحديث ويتعاتب كل من بينهم سوء تفاهم لتصفية الأجواء والصلح بين الأسر بعضها البعض، وفي الواحدة ظهرا يتجمع الاطفال في الساحة الكبيرة أسفل الجبل ويوضع الطعام على الأرض، وهذا له قصة أخرى، ثم يتوجه الجميع مرة أخرى الى الجبل وتبدأ المحادثات وتصفية الخلافات نهائيا حتى يأتي موعد حلقة الذكر في الثامنة مساء ولمدة ساعة ونصف الساعة يبدأ بعدها السمر، ويستمر ذلك لمدة ثلاثة أيام لا يغادرون الجبل، وفي اليوم الأخير يتوجه الجميع من جبل الدكرور الى ساحة المساجد الكبير حيث قام سيدي سليمان سيرا على الأقدام بطول 3 كيلومترات حيث تعقد حلقة ذكر ويتعانق الجميع مودعين.

وعن نظام الاحتفال فهو متميز بالانضباط فيختار الاهالى 2 (مقدم) و3 (شاويشية) من كل مسجد بسيوة ويتولى المقدم جمع التبرعات أو (الاسهم) من الأهالي كما يكون من سلطة المقدم القيام بدور الحكم في جلسات الصلح بين الأهالي ويحسم الخلاف بين المتخاصمين، أما دور الشاويشية فهو مراقبة الطباخين ومنع مراوغة المواطنين ومنع الاطفال بعد وضع الطعام على الأرض لمنع تلوثه بالأتربة، يتولى اعداد الطعام لهذا الجمع الهائل من الأهالي طباخين متطوعين ويتلقى رئيس الطباخين التعليمات من قائد الاحتفال ببدء اعداد الطعام ويعطي رئيس الطباخين اشارة البدء في اعداد الطعام

بعد اعداد الطعام يعطي رئيس الطباخين اشارة التمام للقائد الذي يأمر بتوزيع الطعام باشراف المقدمين والشاويشية وتتجمع كل مجموعة من الاهالي حول قصعة ولا يستطيع طفل أو شاب أو رجل أن يبدأ الطعام إلا بعد بدء الاشارة وما أن يتأكد رئيس الطباخين من توزيع القصاعى على الجميع يعطي القائد من أعلى منصة على جبل الدكرور اشارة البدء من مكبر الصوت قائلا «بسم الله» ليبدأ الجميع في تناول الطعام، وهو عبارة عن خبز جاف ومرقة اللحوم والمعروفة «بالفتة السيوية».

ويشترك اعداد كبيرة من الاجانب في هذه الاحتفالات ويلتزمون بجميع التعليمات والاوامر ويشاركون في اعداد الطعام مع الأهالي الواحة ويرددون الدعاء مثلهم.وفى آخر أيام الاحتفالات يقوم أحد الشاويشية ومعه ثلاثة رجال يلبسون زياً من الأجولة ملثمين حتى لا يعرفهم أحد ويحملون جوالا كبيرا ثم يدور حول الرجال على الخيام والمنازل لتجميع أي شيء يؤكل من كل خيمة ثم توضع هذه الحصيلة في وسط دائرة كبيرة من الأهالي ويتقدم كل واحد من الحاضرين ليتناول واحدة لا يعرف اذا كانت من جاره أو خصمه الذي انهي خصامه معه وبذلك يكون هذا الطعام بمثابة العيش والملح على الطريقة السيوية وتسمى هذه الوجبة بـ«النفخة».